بحث المستشرقون في أمور إسلامية وعربية كثيرة، وكتبوا في ذلك الكثير حتى أصبحت بعض آرائهم تدرس في جامعاتنا ومعاهدنا، فقد كتبوا في التراث العربي والإسلامي، في التاريخ واللغة والقرآن والمذاهب والتيارات الإسلامية، ولم يكتفوا بدراسة العموميات، بل تعمقوا في دراسة أدق التفاصيل في العقيدة والشريعة، ومن الامور التي كان لهم فيها آراء هي الدراسات القرآنية، ومنها الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم.
ومن الذين بحثوا في هذه القضايا المستشرق كولدزيهير وكان يعزو النسخ في القرآن إلى التطور الداخلي فيه، ويرى أنّ النبي محمد (صلى الله عليه وآله) قد أُرغم واضطر إلى ذلك، فقال: (إنّ الرسول نفسه قد اضطر بسبب تطوره الداخلي الخاص وبحكم الظروف التي أحاطت به إلى تجاوز بعض الوحي القرآني إلى وحي جديد في الحقيقة، وإلى أن يعترف أنه يُنسخ بأمر الله ما سبق أن أوحاه إليه)(1).