اسمه ونسبه:
هو الشيخ لطف الله بن عبد الكريم بن إبراهيم بن علي بن عبد العالي الميسي العاملي الأصفهاني.
عالم دين شيعي من جبل عامل، أديب وشاعر، كان هو وابنه الشيخ جعفر الميسي ووالده الشيخ عبد الكريم الميسي وعمّه الحسن الميسي وجده الأدنى الشيخ إبراهيم الميسي وجده الأعلى الشيخ علي الميسي من مشاهير فقهاء الشيعة الإمامية.
ولادته وسيرته:
ولد في قرية ميس الجبل من قرى جبل عامل وهو ابن أخت الشيخ حسن الحانيني.
انتقل في أوائل عمره إلى طوس فدرس على المحقق التستري. (وهو أمر مختلف عليه حيث يرى البعض أن جدّه الشيخ إبراهيم الميسي ذهب إلى إيران وعاش فيها وتوفي ودفن هناك، وبقيت العائلة بعده).
أصبح رئيسًا للمشهد الرضوي بطوس وقد فوّض إليه الشاه عباس الصفوي أمر خزانة المشهد.
بعدها ارتحل إلى قزوين ودرّس بها مدة.
ومنها ذهب إلى أصفهان وشغل فيها مناصب مهمّة في الأوقاف، وصار من المقرّبين للشاه عباس الصفوي الذي بنى له مدرسة ومسجدًا يعرفان باسمه.
كان معاصرًا للشيخ البهائي وكان الأخير يعظّمه ويعترف له بالفضل ويأمر الناس بالرجوع إليه.
ولما استولت قوات القائد الأوزبكي عبد المؤمن بن الملك عبد الله خان على خراسان، نجا المترجَم منهم، وتوجّه إلى قزوين . فكان بها مدرسًا، وبعد مقتلة قزوين انتقل إلى أصفهان، واتصل بالسلطان عباس الصفوي فعظّمه، وبنى له فيها السلطان المذكور مسجدًا ومدرسة، فأخذ يقيم صلاة الجمعة في مسجده، ويدرّس الفقه والحديث، و يُفتي، وقد لاقت فتاواه قبولاً في عصره.
وقد استجاز – بعد أن بلغ من العلم ما بلغ – العالمَ الشيخ بهاء الدين العاملي، فأجاز له رواية جميع ما يحقّ له روايته من المعقول والمنقول والأُصول والفروع، قائلاً في وصفه: الأخ الأعز الأمجد، صدر صحيفة الفقهاء العظام، وديباجة جريدة الفضلاء الكرام، ونتيجة أعاظم العلماء الأعلام . وكان المجيز المذكور – الشيخ البهائي – يعترف له بالفضل والعلم ويأمر بالرجوع إليه.
بنى له الشاه عباس الصفوي المسجد والمدرسة المشهورين بأصفهان في مقابلة عمارة (عالي قابو) في ميدان (نقش جهان)، ولذلك اشتهر ذلك المسجد وتلك المدرسة باسمه، وعيّن له وظائف وإدارات، وكان له عدة أولاد ذكور وإناث، وأكبرهم سنًا وأعظمهم مكانًا الشيخ جعفر.
وكان ممن يعتقد وجوب صلاة الجمعة عينًا في زمن الغيبة، وكان يقيمها في مسجده المذكور ويواظب عليها، وكان سكنه في جوار ذلك المسجد.
وبالجملة هذا الشيخ ممن فاز بعلو الشأن في الدنيا والآخرة، وكان معظمًا مبجلاً جدًا عند السلطان المذكور.
وكان له بنتان، تزوج بإحداهما الميرزا حبيب الله الصدر المعروف، وحصل منها له الوزير الجليل الميرزا مهدي وأخوه الميرزا علي رضا شيخ الإسلام بأصبهان . وتزوج بالثانية السيد الميرزا محمد مؤمن العقيلي الإسترابادي وقد ولد له منها أولاد ذكور.
جاء في أعيان الشيعة أن الشيخ حسن الحانيني خاله، وأنه قال فيه حين وصله كتاب من كتبه:
خليلي إن رمت السلوَ فَغَنِّ لي
بأوصافِ لطفَ اللهِ فهي جمـــالُ
فتىً رقمُه فيه انتظامُ جــــداولٍ
على الفضةِ البيضاءِ فهي مــثالُ
أتانا كتابٌ من رسـومِ يمينـــِـه
تقاصَرَ عنه في المجالِ رجــــالُ
هو السحرُ ممزوجًا بكأسِ مذاقِه
يروقُها الراووق فهي حــــــلالُ
يتيهُ على الدنيا بآيـاتِ فضلِــه
وتفصـيلــُه للسـامعـين جــلالُ
كلمة العلامة الطهراني فيه: قال العلامة الطهراني في طبقات الأعلام: كتب له البهائي إجازة في غاية التعظيم والتجليل في سنة1020.
وقد ولد بميس في جبل عامل وهاجر شابًا إلى مشهد وتتلمذ هناك على الملا عبد الله التستري وبعد هجوم الأوزبك (وقتل التستري في 997) فرّ إلى قزوين وكان بها مدرسًا وبعد مقتلة قزوين انتقل مع بلاط الشاه إلى أصفهان وبنى الشاه في ميدان (نقش جهان) له مسجدًا عرف باسمه.
ثم ذكر محمد زمان – أحد نظّار مدرسة الشيخ لطف الله الذي كتب (فرائد الفوائد) في أحوال المدارس والمساجد- ما جاء في “عالم آرا” من المشاجرة بين لطف الله ومحمد زمان وعبد الله التستري وتصالحهما بعد وفاة التستري في 1021.
ولما اعترض بعض علماء أصفهان على اعتكافه في مسجد بناه الجائر أي حكومة الشاه عباس في ميدان (نقش جهان) رد عليه في رسالته (الاعتكافية) ووصف فيه معاصريه بـ (الشعوبية). ينعكس فيها بعض المشاحنات بين الأخباريين والمهاجرين – القائلين بوجوب الجمعة وتفريق الصلوات –
وبين الأصوليين المحليين.
أسرته:
1ـ الشيخ جعفر الميسي: هو ابن الشيخ لطف الله الميسي.
2ـ الشيخ عبد الكريم الميسي: هو والد الشيخ لطف الله الميسي. درس على والده الشيخ إبراهيم الميسي، الذي أجازه في شهر رمضان من العام 975 هجرية في النجف وهذا إنما يدل على أنه سكن ووالده في النجف مدة من الزمن. وقد كان حيًا عام 984 هجرية.
مؤلفاته:
أقول: وللمترجَم العديد من الكتب التي مازالت مخطوطة ولم يطبع منها شيء حتى الآن. مجموعة تحتوي على 17رسالة موجودة في مكتبة آية الله العظمى السيد البروجردي في مدينة قم ضمن مجلد واحد وهي بخطه:
(1): حاشية مختلف الشيعة.
(2): فسخ البيع.
(3): الصحيح في عقد النكاح.
(4): الاعتكاف.
(5): تحريم الموطوءة شبهة.
(6): إعادة الصلاة للمصلي.
(7): قصر الصلاة في المواضع الأربعة.
(8): نزهة الناظر في رد القاصر.
(9): الرد على أجوبة الهاوي.
(10): حكم الاستنجاء بالعظم والروث.
(11): إستبراء الأمة الباكرة.
(12): الطواف من دون إدخال الحجر فيه.(13): شرح حديث علي بن رئاب.
(14): مسائل شتى.
(15): إعادة نماز (فارسي).
(16): اختلاف الزوجين في المهر.
(17): تحقيقات حول الخمس .
رسائله الموجودة في مكتبة أمير المؤمنين (عليه السلام) في النجف الأشرف
وهي:
(18): رد على تشنيع بعض المعاصرين على الشهيد الثاني في شرحه للشرائع.
(19): جواب على اعتراض بعض المعاصرين على بعض ألفاظ عقد النكاح.
(20): أجوبة بعض الاعتراضات عليه جرت في محاورات بينه وبين بعض معاصريه.
(21): رسالة في بيان السراية.
(22): دفع لما ذكره بعضهم في الرد على المحقق الثاني في شرحه على قواعد العلامة.
(23): رسالة الوثاق والعقال للعشواء في الليلة الظلماء بقوى الحبال .
(24): رسالة في الاعتكاف .
(25): رسالة في حكم من مات عن زوجة دائمة وأولاد .
الرسالة الاعتكافية الموجودة في مشهد من موقوفات ابن خاتون العاملي. رقمها: (2244).
قال الأغا بزرك الطهراني: للشيخ لطف الله الميسي المتوفى بإصفهان سنة 1032، تعليقة على جامع المقاصد… وقد طبع بإيران.
له العديد من الرسائل منها رسالة الاعتكاف.
حواشي شرح القواعد الميسية: لجده المحقق الميسي.
شرح قول العلامة في الإرشاد في مسألة الوصية بالمال.
وفاته:
قال إسكندر بيك تركمان في كتابه (تاريخ عالم آرا عباسي) المكتوب بالفارسية: أن وفاة الشيخ لطف الله الميسي العاملي كانت في سنة (1032) بعد أن مرض حيث كان يتهيأ للرحيل إلى بغداد بعد فتحها من قبل الشاه عباس الصفوي في هذا العام .
نشرت في العدد 59
المصادر:
1ـ راجع ترجمة الشيخ لطف الله الميسي في كتاب أمل الآمل – الحر العاملي – الجزء الأول – باب اللام – ترجمة رقم 146.
2ـ تكملة أمل الآمل – السيد حسن الصدر- باب اللام – ترجمة لطف الله الميسي – رقم الترجمة 310.
3ـ راجع الذريعة -آغا بزرك الطهراني– ج2 -كتاب الاعتكافية (رقم 906).
4ـ راجع الذريعة-آغا بزرك الطهراني – ج5-كتاب جامع المقاصد رقم 277.
5ـ الذريعة – آغا بزرك الطهراني – ج7 – رقم 517.
6ـ الذريعة – آغا بزرك الطهراني – ج 114 – رقم 1584.
7ـ ترجمة الشيخ عبد الكريم الميسي – تكملة أمل الآمل- السيد حسن الصدر – باب العين – ترجمة رقم 234.
8ـ أعيان الشيعة- السيد محسن الأمين – بتصرف عن ترجمة الشيخ لطف الله الميسي – .
9ـ مستدركات أعيان الشيعة . ج6 ص 246 .
10ـ رياض العلماء: ج (4) ص (417- 418). بتصرف.
11ـ أعيان الشيعة ج 9 ص 38 . (الراووق : إناء).
12ـ للاطلاع على الموضوع كاملاً: مستدركات أعيان الشيعة ج 1 ص 136 .
13ـ للاطلاع على الموضوع كاملاً: طبقات أعلام الشيعة ج 5 ص 477-478 .
14ـ تاريخ عالم آرا عباسي (تحقيق أفشار) . ج 2 ص 1007 .