Take a fresh look at your lifestyle.

قراءة للنماذج القرآنية في المرأة

0 912

 

       لقد ذكر الله – تبارك وتعالی- في القرآن الكريم أسماء عدد من النساء وضرب بهنّ المثل، فمنهنَّ الصالحات الّلائي يقتدی بهنّ في مجالات مختلفة، خاصة في الوعي العبادي الذي يمثّل أنصع آيات التوحيد والتسليم لربِّ العالمين، كما في قوله تعالى: (وَضَرَبَ اللهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ)، ومنهنَّ السيئات، كقوله تعالى: (ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ). لقد ذكر القرآن أسماء هذه النسوة المثاليات.المهم في الأمر أنه سبحانه لايضرب المثل بالنساء الصالحات فحسب، وإنما ضرب مثلًا بالنساء الصالحات والسيئات معاً، وثانيًا لا تعتبر هذه النسوة اللائي ضُربن مثلًا أسوة للنساء فقط، بل لجميع الناس رجالًا ونساءً.
لقد خلق الله – تبارك وتعالی – الرجل والمرأة كليهما من تراب ولا فضل لأحد منهما على الآخر إلا بالتقوی، فأكرمهما عنده أتقاهما. إذن المرأة كالرجل لا نقص فيها من جهة الخلقة، قال تعالى: (وَاللهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا) (فاطر: 11)، وفي موضع آخر أشار إلی هذه المساواة في الخلقة، فقال: (جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا) (الشوری:11)، فمن هذه الآيات وأمثالها تبيّن أن الرجل والمرأة من نفس واحدة، كقوله تعالی: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاء) (النساء: 1)، فلا فرق بينهما إلا في كيفية تلبيتهما لنداء ربهما.
وسنسلط الضوء علی النساء المثاليات اللاتي ذكرهن القرآن أسوة للناس لا للنساء فقط. نعرفهن و نذكر صفاتهن البارزة استنادًا إلی الآيات القرآنية.
الأسوة في القرآن
لغة القرآن هي لغة التخاطب وطريقته هي طريقة الحوار؛ إذن حينما يذكر بعض الضمائر أو الأفعال بصورة مذكرة ليس المقصود هنا الرجال فقط بل يقصد الناس جميعا.مثلًا حينما يقول: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا)(الأحزاب: 21)، ليس المقصود من (لكم) خطابًا للرجال فحسب، وإنما هو خطاب لكل الناس. أما من هو الأسوة؟
يقول الراغب في مفرداته: (الأسوة كالقدوة، والقدوة هي الحالة التي يكون الإنسان عليها في اتباع غيره، إن حسنًا وإن قبيحًا، وإن سارًّا وإن ضارًّا)(1)، بناءً علی هذا التعريف يمكن أن نقول إن كلمة القدوة تشبه الإمام من حيث الاستعمال. فإن الإمام تستعمل للصالح والطالح، كما يقول الله عز و جل: (يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ) (الإسراء: 71)، وكذلك قول أميرالمؤمنين(عليه السلام) أيضًا: (فَإِنَّه لَا سَوَاءَ إِمَامُ الْهُدَى وإِمَامُ الرَّدَى)(2).
يصرح القرآن الكريم ويذكر أربعة نماذج من النساء، اثنتان منهما نموذجان حسنان يقتدى بهما واثنتان سيئان يجب الاعتبار بهما.
القدوة الحسنة
امرأة فرعون
من النساء اللاتي ذكرهن القرآن بصورة خاصة امرأة فرعون (آسية بنت مزاحم)، ذكرها القرآن في نجاة موسی من القتل حينما التقطه آل فرعون وهو رضيع، باقتراحها (لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) (القصص: 9)
ولكن ما يهمنا هنا أن القرآن الكريم ضربها مثلًا للذين آمنوا، وعرّفها أسوة! ما يثير الإعجاب حقًا أنها كانت زوجة الفرعون الذي كان يقول: (أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى)، الذي وصفه القرآن بقوله تعالى: (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ)
(القصص: 4).
إن امرأة هذا المفسد الظالم المتكبر تصبح أسوة لا للنساء فقط بل لكل الناس جميعًا! إذ قال الله تبارك وتعالی فيها: (وَضَرَبَ اللهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِين) (التحريم: 11).
تشير هذه الآية إلى جهات مختلفة نشير إلی بعضها:
أ: لا يعتبر القرآن امرأة فرعون نموذجًا للنساء المؤمنات، بل يعتبرها نموذجًا للمجتمع الإسلامي وعلی (الذين آمنوا) أن يتأسوا بهذه المرأة، لأن الله لم يقل (ضرب الله للنساء) أو (للنساء المؤمنات)،بل قال: (وَضَرَبَ الله مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ)، ثم يذكر القرآن فضائل عدّة لهذه المرأة سنشير إليها لاحقًا.
ب: قول امرأة فرعون، وكيفية دعائها لربها مهم جدًا. فإنها لم تقل (رب أعطني الجنة)، بل قالت: (رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ)، في الواقع إنّها تريد الله، وتريد الجنة عند الله، وهذا هو الذي يميزها عن سائر الناس الذين يطلبون الجنة فقط. إنها قدّمت (عِندَكَ) علی (البيت) وعلی (الجنة)، وهذا يدل علی طرافة قولها في طلبها، فأين الجنة التي تكون عند الله والجنة التي تجري من تحتها الأنهار!
جدير بالذكر أن امرأة فرعون بقولها هذا تحقّر قصر فرعون الذي كانت تعيش فيه مع عظمته ولا تحسبه شيئًا، أمام البيت الذي عند بيت الله!
ج: المسألة الأخری التي تطرقت لها الآية الكريمة، هي التولي والتبرؤ الموجودان في قول امرأة فرعون. إنها تريد تولي الله وقربه، والتبرؤ من فرعون وعمله وقومه الظالمين، وتقول: (وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِين).
من الواضح أن امرأة فرعون لم تطلب النجاة من عذاب فرعون، ولم يكن يشغلها هذا الأمر، بل طلبت النجاة من الوقوع في عمله وهو الكفر والظلم والطغيان وادعاء الربوبية. وهي تتبرأ من كل ظالم.
كما نری هذه المرأة التي تسأل من الله المسائل الاجتماعية والفردية، أصبحت قدوة بسبب إيمانها بربها وإخلاصها له.

مريم بنت عمران
المرأة الأخری التي ذكرها القرآن بصورة خاصة هي مريم ابنة عمران. بعد أن مثّل الله للذين آمنوا امرأة فرعون، مثّل لهم أيضًا مريم، إذ يقول: (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ) (التحريم:12)
الواو هنا عاطفة وعطفت الآيتين (11و12). فمريم بنت عمران هي نموذج حسن آخر للناس جميعًا.ذكرها الله تبارك وتعالی في هذه الآية الشريفة، وذكر فضائلها كالتالي:
أ‌. أحصنت فرجها.
ب‌. نفخنا فيه (في فرجها) من روحنا.
ت‌. صدّقت بكلمات ربّها.
ث‌. صدّقت بكتب ربّها.
ج‌. كانت من القانتين.
هذه الصفات والفضائل رفعت من مقام مريم وأدت إلی ذكرها في آية مستقلة فلم يذكرها الله تعالی هي وآسية في آية واحدة، وخصَّ لها مكانة مستقلة، جدير بالذكر أن فضائل مريم لا تنحصر بهذا القليل بل فضائلها مذكورة في كثير من الآيات القرآنية وفي القرآن سورة باسمها
ـ كما نعلم ـ إنَّ مريم قبل تولدها منذورة لبيت الله وحينما وُلدت (فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ)، رغم تأسف أمها بأنها وضعت أنثی، علاوة علی هذا؛ زمان إقامتها في المعبد: (كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللهِ إنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) (آل عمران: 37)
هذه العبادة وهذا الإيمان أثّرا في زكريا وأدّيا به إلی أن يطلب من الله ذرية علی كبره وعقر امرأته! (هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء) (آل عمران: 38) في الواقع قد اصطفاها الله من صغرها وأوصلها إلی مكانة تكلمها الملائكةُ وتبشرها باصطفائها وتطهيرها: (وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ * يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ)
(آل عمران: 42ـ43).
من البديهي أن هذه المكانة تحتاج إلی التمهيد من قِبَل الشخص نفسه ولا تعطی تلقائية لأنه (لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى)، فمريم أعدت نفسها لاكتساب هذه الكرامات إلی درجة أن الله تعالى اصطفاها، فأصبحت أمّاً لنبّي وبشرتها الملائكة به.
وإذا أردنا أن نذكر بعض الخصال المذكورة للسيدة مريم في القرآن بصورة موجزة يمكن أن نعدها كما يلي:
أ‌) ولادتها (آل عمران: 35و36).
ب‌) إيمانها وكيفية ارتزاقها من جانب الله (آل عمران:37).
ت‌)تأثيرها في زكريا (آل عمران: 38).
ث‌) تطهيرها واصطفاؤها (آل عمران: 42).
ج‌) حديثها مع الملائكة (آل عمران: 42، 43، 45، 47/ ومريم: 17-21).
ح‌) عفتها (آل عمران: 47/ مريم: 20/التحريم: 12/ الأنبياء: 91).
خ‌) تصديقها بكلمات الله وكتبه ورسله (التحريم:12/المائدة:75)
د‌) قنوتها (التحريم:12/آل عمران: 43)
ذ‌) صبرها ( مريم: 27-30)
بيان كلٍ من هذه الصفات يحتاج إلی مجال وسيع ومقال فسيح، فقط نشير إلی واحدة منها كنموذج وهي تصديقها بكلمات ربها. ما هي تلك الكلمات التي صدّقتها مريم وبسببها ذكرت في القرآن كامرأة نموذجية؟ يقال إنَّ هذه الكلمات هي الشرائع والفرائض وليست تلك الكلمات التي تلقَّاها آدم من ربه عند هبوطه من الجنة وتاب عليه ربه بسببها كما جاء في القرآن: (فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ) (البقرة: 37)(3)، وأما ما هو الفرق بين الكلمات والكتب؟ يمكن أن يكون المراد من الكتب، جميع الكتب السماوية التي أنزلت علی النبيّين والمراد من الكلمات، الوحي فقط، لا الكتب(4).
القدوة السيئة
كما تكون القدوة من الصالحات، كذلك تكون من الفاسدات. وكما سلط القرآن الضوء على نموذجين من النساء الصالحات وضربهن مثلًا كما تقدم، فإنه يذكر نموذجين للنساء السيئات أيضًا، اللائي جرين في سوح الكفر والطغيان وتمادين في الغيّ والضلالة وتسكعن في الباطل وسكرن في الأوهام ومضين في الفساد. إنهما زوجتا نبي الله نوح ونبي الله
لوط(عليهما السلام).
امرأة نوح و امرأة لوط
من الملفت للانتباه أن آسية امرأة الطاغية الكافر فرعون تُصبِح قدوةً صالحةً، ويضرب الله بها المثل، وامرأة نبي الله نوح(عليه السلام) وامرأة نبي الله لوط(عليه السلام)، تصبحان قدوة فاسدة ويضرب بهما المثل أيضًا!!
يذكرهن القرآن من أصحاب الكفر والضلالة ويبيّن الخيانة من الصفات البارزة الموجودة فيهما ويقول: (ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ) (التحريم: 10).
المقصود هنا من الخيانة هي الخيانة الرسالية والاعتقادية والثقافية وقد نهانا الله تعالی عن الخيانة لله والرّسول، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَخُونُواْ اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ) (الأنفال،27)
الخيانة لله، أي سوء السلوك تجاه الإيمان، والخيانة للنبيّ تعني سوء التعامل مع دينه، وعندما قال الله تعالی في هذه الآية (فَخَانَتَاهُمَا) أي امرأة نوح وامرأة لوط خانتا هذين النبيَّين ولم تؤمنا برسالتيهما وأصبحتا نموذجينِ للناس الكافرين.
علاوة علی هذه الآية، يصف القرآن امرأة لوط في بعض الآيات الأخری بوصف (الغابرين) كالآيات التالية:
أ‌) (فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ) (الأعراف: 83)
ب‌) (إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ)(الحجر: 60)
ت‌) (وَلَمَّا أَن جَاءتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ) (العنكبوت: 33)
الخلاصة:
يعرض القرآن أربع نساء كالقدوة، اثنتان منهنّ نموذجان حسنان وهما آسية بنت مزاحم، امرأة فرعون ومريم بنت عمران، والنموذجان السيئان هما امرأة نوح وامرأة لوط، وأهم ما يذكره القرآن من الخصائص البارزة للقدوة الحسنة هي الإيمان والعبودية والإخلاص والعفّة والتصديق بكلمات الله وكتبه، والصفة البارزة في السيئات هي الخيانة لله ورسله.

نشرت في العدد 62


1) المفردات/الراغب الأصفهاني /ص18.
2) نهج البلاغة:ص385.
3) معناشناسی وازكَان قرآن (فرهنك اصطلاحات قرآني) صالح عضيمة، ترجمة سيد حسين سيدی، ص524.
4) تفسير نمونه – ناصر مكارم الشيرازي: ج24،
ص317.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.