Take a fresh look at your lifestyle.

مرويات أبي حمزة الثمالي في تفاسير مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)

0 1٬043

 

             أحد الشخصيات الإسلامية التي اهتمت بالقرآن الكريم والتفسير والرواية والحديث، وهو من خواص أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، إنه ثابت بن دينار الأزدي الكوفي والمعروف بـ (أبي حمزة الثمالي)،

           فقد وفق أبو حمزة بمعاصرة وصحبة أربعة من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) وكان معظّما عندهم، كثير السماع منهم، وأخذ عنهم العلوم والمعارف والتفسير وكان من ثقاتهم وخواص أصحابهم ومن المقربين لديهم، وهو مقدّم في التفسير والحديث، مصنّف فيهما.

 

مكانته عند أئمة أهل البيت (عليهم السلام)

          لقد خصه أئمة أهل البيت (عليهم السلام) بمزايا كثيرة:

   * منها مدحه من قبل الأئمة بقولهم: أبو حمزة كسلمان أو كلقمان في زمانه(1).

   * ولوثاقته فقد عرفوه بمكان قبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، واصطحبه زيد بن الإمام علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) لزيارة قبر جده أمير المؤمنين(عليه السلام)(2)، وكذلك خصه الإمام السجاد بالدعاء المعروف (دعاء أبي حمزة الثمالي).

   * قال له الإمام محمد الباقر (عليه السلام): (يا أبا حمزة إذا أتى بك أمر تخافه فلتتوجه إلى بعض زوايا بيتك. يعني القبلة. فتصلي ركعتين، ثم تقول: يا أبصر الناظرين ويا أسمع السامعين، ويا أسرع الحاسبين ويا أرحم الراحمين. سبعين مرة. كلما دعوت بهذه الكلمات مرّة سألت حاجة)(3).

   * وقد تحدّث أبو حمزة يومًا عن تقدّمه في العمر وبلوغه من الكبر عتيًّا، بقوله للإمام الصادق (عليه السلام): (جعلت فداك قد كبر سنّي ودقّ عظمي، واقترب أجلي وقد خفت أن يدركني قبل هذا الأمر الموت، قال: فقال لي: يا أبا حمزة من آمن بنا وصدّق حديثنا، وانتظر أمرنا كان كمن قُتل تحت راية القائم (عج) بل والله تحت راية رسول الله(صلى الله عليه وآله)(4).

   * وذكر العلامة أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي المتوفي 548هـ أنّ أبا حمزة الثمالي ثابت بن أبي صفية، لقي السجاد والباقر والصادق والكاظم (عليهم السلام) وروى عنهم، وكان من خيار أصحابنا وثقاتهم(5).

           لقد مثل أبو حمزة الثمالي شخصية الإنسان المؤمن المتقي الورع العالم الزاهد. خريج مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)، وقد أخذ علماء السنة والشيعة من تفسير أبي حمزة الثمالي واستدلوا بروايته في تفسير القرآن الكريم.

    وسنقتصر بحثنا عن مرويات أبي حمزة في تفاسير مدرسة أهل البيت (عليهم السلام).

   * تفسير العياشي(6):

 (لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ)(الأنعام: 103).

             روي عن أبي حمزة الثمالي عن الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) قال سمعته يقول: لا يوصف الله بمحكم وحيه، عظم ربنا عن الصفة وكيف يوصف من لا يحد وهو يدرك الأبصار ولا تدركه الأبصار وهو اللطيف الخبير(7).

(يَمْحُو الله مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ)(الرعد: 39).

           ورد عن أبي حمزة الثمالي قال: قال الإمام أبو جعفر (عليه السلام): يا أبا حمزة إن حدثناك بأمر أنه يجئ من هيهنا فجاء من هاهنا، فإن الله يصنع ما يشاء، وإن حدثناك اليوم بحديث وحدثناك غدًا بخلافه، فإن الله يمحو ما يشاء و يثبت(8).

           عن أبي حمزة الثمالي عن الإمام أبي جعفر (عليه السلام) قال: قلت له: ما عنى الله بقوله لنوح: (إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا) (الإسراء:3)، فقال: كلمات بالغ فيهن، وقال: كان إذا أصبح وأمسى قال: اللهم أصبحت أُشهدك أنه ما أصبح بي من نعمة في دين أو دنيا فإنه منك، وحدك لا شريك لك، ولك الشكر بها عليَّ يا رب حتى ترضى وبعد الرضا، فسمّي بذلك عبدًا شكورا(9).

(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَالله يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ) (البقرة:220).

              ورد عن أبي حمزة، عن الإمام أبي جعفر الباقر(عليه السلام) قال: جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله إن أخي هلك وترك أيتامًا ولهم ماشية فما يحل لي منها؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن كنت تليط حوضها(10) وترد ناديتها(11) وتقوم على رعيتها فاشرب من ألبانها غير مجتهد ولا ضار بالولد، والله يعلم المفسد من المصلح(12).

              روي عن أبي حمزة الثمالي عن الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يجهر بـ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) ويرفع صوته بها، فإذا سمعها المشركون ولّوا مدبرين، فأنزل الله سبحانه وتعالى: (وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْاْ عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا)(الإسراء: 46)(13).

             وقال أبو حمزة الثمالي، عن الإمام أبي جعفر (عليه السلام): سرقوا أكرم آية في كتاب الله (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)(14).

             روي عن الثمالي رحمه الله: قال الإمام أبو جعفر (عليه السلام): في قول الله عزّ وجلّ: (وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ)(الأعراف:46). فقال أبو جعفر: نحن الأعراف(15) الذين لا يُعرَف الله إلّا بسبب معرفتنا، ونحن الأعراف الذين لا يدخل الجنة إلّا من عرفنا وعرفناه، ولا يدخل النار إلّا من أنكرنا وأنكرناه، وذلك بأن الله لو شاء أن يُعرِّف الناس نفسه لعرفهم، ولكنه جعلنا سببه وسبيله وبابه الذي يؤتى منه(16).

            وفي تفسير قوله تعالى: (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ الله قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ)(آل عمران: 191).

           قال أبو حمزة الثمالي عن الإمام أبي جعفر (عليه السلام) قال: لا يزال المؤمن في صلاة ما كان في ذكر الله إن كان قائمًا أو جالسًا أو مضطجعًا لأن الله عز وجل يقول: (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ الله قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ).

           وفي رواية أخرى عن أبي حمزة رحمه الله عن الإمام أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول في قول الله عزّ وجلّ (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ الله قِيَامًا) الأصحاء (وَقُعُودًا) يعنى المرضى (وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ) قال: أعلَّ ممن يصلي جالسًا وأوجع.

* تفسير علي بن إبراهيم القمي.

            روي عن أبي حمزة الثمالي عن الإمام أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال سألته عن تفسير (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) فقال الإمام (عليه السلام): الباء بهاء الله، والسين سناء الله، والميم ملك الله، والله إله كل شيء، والرحمن بجميع خلقه، والرحيم بالمؤمنين خاصة(17).

         وعن أبي حمزة الثمالي قال: سألت الإمام أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ) (سبأ:46). فقال: إنما أعظكم بولاية علي(18).

           وعن أبي حمزة الثمالي عن الإمام أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)قوله: (وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا) أي بطراً أو فَرحاً. (إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ) أي لم تبلغها كلها. (وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً)(الإسراء:37). أي لا تقدر أن تبلغ قلل الجبال.

              وقوله: (ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ) (الإسراء: 39). يعني القرآن وما فيه من الأنباء.

           ثم قال: (وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ الله إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَّدْحُورًا)(الإسراء:39). فالمخاطبة للنبي (صلى الله عليه وآله)والمعنى للناس.

         وقوله: (أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُم بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلآئِكَةِ إِنَاثًا) (الإسراء:40). هو رد على قريش فيما قالوا إن الملائكة هن بنات الله.

         وقوله: (وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ نُفُورًا)(الإسراء:41). قال: إذا سمعوا القرآن ينفروا عنه ويكذبوه، ثم احتج عزّ وجلّ على الكفار الذين يعبدون الأوثان، فقال: قل لهم يا محمد (لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لاَّبْتَغَوْاْ إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً) (الإسراء:42). قال لو كانت الأصنام آلهة كما يزعمون لصعدوا إلى العرش، ثم قال الله لذلك (سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا)(الإسراء:43).

            وقوله: (وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ) (الإسراء: 44). فكل شيء يسبح الله عزّ وجلّ.

           وقوله: (وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا) (الإسراء:45). يعني يحجب الله عنك الشياطين.

                    (وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً)(الإسراء: 46). أي غشاوة.

                    (أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا)(الإسراء:46). أي صممًا.

           وقوله: (وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْاْ عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا)(الإسراء:46). قال كان رسول الله (صلى الله عليه وآله)إذا تهجد بالقرآن تسمع له قريش بحسن صوته وكان إذا قرأ: (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) فروا عنه.

             وقوله: (نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى)(الإسراء:47). يعنى إذ هم في السر يقولون هو ساحر(19).

* تفسير الطبرسي:

              (إِنَّ الله وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) (الأحزاب :56).

            قال أبو حمزة الثمالي في تفسير هذه الآية: لما نزلت هذه الآية، قلنا (أي أصحاب النبي(صلى الله عليه وآله)): يا رسول الله هذا السلام عليك قد عرفناه، فكيف الصلاة عليك؟ قال (صلى الله عليه وآله): قولوا اللهم صلَّ على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنّك حميد مجيد وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد(20).

             (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ)(آل عمران :96 ـ 97).

           روي عن أبي حمزة الثمالي قال: قال لنا الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) أيّ البقاع أفضل؟ فقلنا: الله تعالى ورسوله وابن رسوله أعلم! فقال لنا: أفضل البقاع ما بين الركن والمقام. ولو إنّ رجلاً عُمّر ما عمّر نوح في قومه ألف سنة إلاّ خمسين عامًا يصوم النهار ويقوم الليل في ذلك المكان ثم لقي الله تعالى بغير ولايتنا لا ينفعه ذلك شيئًا(21).

             (يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى الله يَسِيرًا وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا)(الأحزاب:30 ـ 31).

             روى أبو حمزة الثمالي عن زيد بن علي (عليه السلام)  أنه قال: إني لأرجو للمحسن منا أجرين وأخاف على المسيء منا أن يضاعف له العذاب ضعفين كما وعد أزواج النبي(صلى الله عليه وآله).

             (إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)(الأحزاب:33).

            عن أبي حمزة الثمالي أنه قال: حدثني شهر بن حوشب، عن أم سلمة قالت: جاءت فاطمة(عليها السلام) إلى النبي (صلى الله عليه وآله) تحمل حريرة لها، فقال: ادعي زوجك وابنيك فجاءت بهم فطعموا ثم ألقى عليهم كساءً له خيبريًا، فقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وعترتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرًا، فقلت: يا رسول الله وأنا معهم؟ قال: أنت إلى خير(22).

تفسير القطب الراوندي(23):

            (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ الله عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّن الْعَالَمِينَ … إلى قوله تعالى: قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ)(المائدة: ٢٠ – ٢٦).

             روي عن أبي حمزة الثمالي عن الإمام أبي جعفر(عليه السلام)، قال: لما انتهى بهم موسى (عليه السلام) إلى الأرض المقدسة، قال لهم: ادخلوا، فأبوا أن يدخلوها، فتاهوا في أربعة فراسخ أربعين سنة، وكانوا إذا أمسوا نادى مناديهم أمسيتم الرحيل، حتى انتهى إلى مقدار ما أرادوا أمر الله الأرض فدارت بهم إلى منازلهم الأولى، فيصبحون في منزلهم الذي ارتحلوا منه فمكثوا بذلك أربعين سنة ينزل عليهم المن والسلوى، فهلكوا فيها أجمعين إلّا رجلين، يوشع بن نون، وكالب بن يوفنا اللذين أنعم الله عليهما، ومات موسى وهارون صلوات الله عليهما، فدخلها يوشع بن نون وكالب وأبناؤهما، وكان معهم حجر كان موسى يضربه بعصاه، فينفجر منه الماء لكل سبط عين.

           وروى أبو حمزة الثمالي، عن الإمام أبي جعفر(عليه السلام) قال: قال ابن الكواء لعلي بن أبي طالب(عليه السلام) يسأله عن قوله تعالى: (وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ)(الأعراف:46). قال(عليه السلام): نحن الأعراف نعرف أنصارنا بسيماهم، ونحن أصحاب الأعراف نقف بين الجنة والنار، فلا يدخل الجنة إلّا من عرفنا وعرفناه، ولا يدخل النار إلّا من أنكرنا وأنكرناه، وكان علي(عليه السلام) يخاطبه بـ (ويحك)، وكان يتشيع، فلما كان يوم النهروان قاتل عليًا(عليه السلام)(24).

* تفسير ابن شهر آشوب(25):

             (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)(البقرة:146).

               وذكر الثمالي رحمه الله: قال عثمان بن عفان لعبد الله بن سلام: نزل على محمد(صلى الله عليه وآله): (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ) فكيف هذه؟ قال: ـ يعني عبد الله بن سلام ـ نعرف نبي الله بالنعت الذي نعته الله إذا رأيناه فيكم كما يعرف أحدنا ابنه إذا رآه بين الغلمان، وأيم الله لأنا بمحمد أشد معرفة مني بابني، لأني عرفته بما نعته الله في كتابنا، وأما ابني فإني لا أدري ما أحدثت أُمه(26)؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ رجال الكشي/ ج2ص458.. رسائل الشهيد الثاني/ج2ص922.
2ـ أعيان الشيعة/الأميني/ج7ص114 نقلا عن فرحة الغري.
3ـ أصول الكافي/الكليني: ج2ص556.
4ـ ينظر: تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة/الاسترآبادي: ج2/ص665.
5ـ تفسير جوامع الجامع/الطبرسي:ج1/ص9.
6ـ محمد بن مسعود بن محمد بن عياش السلمي السمرقندي أبو النضر المعروف بالعياشي (ت 320هـ)، ثقة، صدوق، عين من عيون هذه الطائفة، وكان يروي عن الضعفاء كثيرًا. وكان في أول أمره عامي المذهب، وسمع حديث العامة، فأكثر منه ثم تبصر وعاد إلينا. انظر: رجال النجاشي: 1/248، الترجمة 944.
7ـ ينظر: تفسير العياشي/العياشي: ج1/ص373.
8ـ ينظر: تفسير العياشي: 2/217.
9ـ ينظر: تفسير العياشي: 2/281.
10ـ لاط الحوض بالطين: طيّنه، وأراد منه تطيين الحوض وإصلاحه والحفاظ عليه من اللصوص.
11ـ النادية: البعيدة.
12ـ ينظر: تفسير العياشي: 1/107، الحديث 321.
13ـ تفسير العياشي: 4/ 187.
14ـ ينظر: تفسير العياشي: 1/19 فضل سورة الحمد، الحديث 4.
15ـ الأَعْراف: في اللغة جمع عُرْف وهو كل عال مرتفع. انظر: ابن منظور، لسان العرب: 9/236.
16ـ ينظر: تفسير العياشي: 2/19، الحديث 48.
17ـ ينظر: تفسير القمي/أبو الحسن علي بن إبراهيم القمي: ج1/ص29.
18ـ ينظر: تفسير القمي: 2/204. انظر: تفسير فرات الكوفي:345.
19ـ ينظر: تفسير القمي: 1/19.
20ـ ينظر: مجمع البيان في تفسير القران/الطبرسي: ج8/ص156.
21ـ ينظر: مجمع البيان في تفسير القران: 2/604.
22ـ ينظر: مجمع البيان في تفسير القران: 8/462.
23ـ قطب الدين أبو الحسين سعد بن هبة الله بن الحسن الراوندي (ت 573هـ)، فقيه عين صالح ثقة. انظر: معجم رجال الحديث، السيد الخوئي: ج9/ص66، الترجمة 5080.
24ـ ينظر: الخرائج والجرائح/ القطب الراوندي: ج1/ص177، الحديث 10.
25ـ محمد بن علي بن شهر آشوب المازندراني (ت 588هـ)، شيخ هذه الطائفة، وفقيهها، وكان شاعراً، بليغاً. انظر: معجم رجال الحديث: 17/265، الترجمة 11332.
26ـ ينظر: مناقب آل أبي طالب/ابن شهر آشوب: ج1/ص80.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.