لا شك أن (علم الرجال) الذي يعرف عند العامة بعلم الجرح والتعديل يُعد من العلوم الاجتهادية التي تكثر فيه الأقوال وتتشعب فيه الآراء وصولًا إلى حد الاختلاف والتناقض في بعض الأحيان،ولهذا تكثر الاستدراكات والتتبعات في مثل هذه الصناعة التي نشأت في الأساس في أحضان مدرسة المخالفين وكان الهدف منها تقييد بوصلة الحديث حتى لا تذهب باتجاهات بعيدة عن المتبنيات العقدية والفقهية للسلطة الحاكمة، فكل حديث أو أثر يخالف الجو الفكري السائد يُردّ بحجة ضعف الإسناد، وما أسهل هذه الصناعة التي كانت ترتكز على رجال وفقهاء ومحدثين أنتجتهم حكومات بني أمية ومن جاء بعدهم من بني العباس !
الشيعة وعلم الرجال
اهتم الشيعة بالحديث – رواية ودراية وتدوينًا – قبل كل الفرق الإسلامية، وكانت الحالة الشيعية تتداول بينها مصنفات الرواد الأوائل من الشيعة كأبي رافع والأصبغ بن نُباتة وسُليم بن قيس منذ منتصف القرن الهجري الأول، في حين لم يبدأ التدوين الفعلي عند المخالفين إلا بمحاولات بدائية في زمن الحاكم الأموي (عمر بن عبد العزيز) مع بدايات القرن الثاني، ثم توسعت قليلاً في العقدين الثاني والثالث من القرن نفسه، لتصل مراحل متقدمة في زمان العباسيين الذي هيمنوا على كتابة الفقه والحديث، وشرعوا بتصنيف الرواة إلى (مبتدعة) و (أهل سنة)، ويقصدون بالمبتدعة الشيعة أولاً وكل من يخالفهم في بدعهم وأهوائهم.
وبالرغم من التضييق السياسي الخانق، فإن وجود الأئمة المعصومين(عليهم السلام)كان ضمانة لانضباط الحديث الشيعي وعدم اختراقه أواستباحته من قبل الحركات المنحرفة كالنواصب والواقفة والغلاة وبقية الفرق الضالة، ولهذا ظلت الحالة الشيعية بمنأى عن تأثيرات نظريات الجرح والتعديل التي كانت رائجة آنذاك، فالحديث عندهم إما صحيح أو غير صحيح، وغير الصحيح إما ثابت البطلان (كالمخالف للقرآن والسنة القطعية) أو مظنون البطلان تجري عليه أحكام التوقف والاحتياط التي سنها أهل البيت(عليهم السلام)، ولم يكن عندهم الاصطلاحات الأخرى كالحديث الحسن أو الضعيف المنجبر أو المعضل أو المقطوع وغيرها مما أبحرت فيه بعيداً ذهنية أرباب الجرح والتعديل.
إن المتابع لتاريخ الحديث الشيعي يجد أنه حتى نهاية الغيبة الصغرى وبزوغ فجر الكبرى فإن الرواة والمشتغلين بالتصنيف في علم الرواية والحديث كانوا يعتمدون في تصحيح الأحاديث على القرائن القائمة والسنن التي عليها العمل بين الشيعة دون الحاجة لاعتماد منهجية الإسناد في نقد الأحاديث، فقد خلف أصحاب الأئمة ما يعرف بالأصول الحديثية التي ناهزت الأربعمائة أصل في مختلف فروع العلم من التوحيد في العقائد إلى كتاب الحدود والديات في الأحكام، فحتى لو صادف في إسناد تلك الأحاديث أو الأصول وجود راوٍ متهم بالضعف فإن شهرة الكتاب وصحة نسبته لصاحبه وأحياناً شهادة المعصوم بصحة مضمونه تكون كافية للأخذ بالرواية واعتماد مضمونها سيما مع عدم معارضتها للكتاب والسنة الصحيحة.
ويبدو أن تحولاً طرأ في الذهنية الشيعية في منتصف القرن السابع الهجري على يد أحمد بن موسى بن جعفر بن طاووس (ت673) الذي (اخترع تفريع الخبر إلى أقسامه الأربعةالمشهورة:الصحيح، الحسن، الموثق، الضعيف)(1)، وبالتالي صار لا بد من الاعتماد على ما تبقى عندهم من (الأصول الرجالية) للتعرف إلى حال الراوي من الضعف أو الوثاقة ومن ثم الحكم على درجة الحديث بمنهجية (النقد السندي)، وبسبب ضياع بعض الأصول الرجالية، وعدم اهتمام المتقدمين من الرواة كالشيخ الكليني والصدوق على منهجية نقد الأسانيد فإن كثرة الضعفاء والمجاهيل في أسانيد رواياتنا أنتج ضعفاً في منظومة الحديث التي خسرت آلاف الأحاديث بحجة ضعف الإسناد دون التدقيق في منهجية الجرح عند أصحاب الأصول والمقالات الرجالية، ويبدو أن هناك محاولات في هذه الأيام للخروج من أغلال الأحكام الاجتهادية لقدماء الرجاليين الشيعة إلى منهجية أكثر موضوعية في تقويم حال الراوي بما يُخرج الكثير من الضعفاء إلى دائرة المدح أو الوثاقة.
الضعفاء في كتاب النجاشي
يعد كتاب (الرجال) لأحمد بن علي النجاشي الأسدي الكوفي (ت045) من أهم الأصول الرجالية المعتمدة في الجرح والتعديل عند الشيعة، ويمتاز بسعته وشموليته بحيث استوعب أكثر مما جمعه الطوسي في رجاله وفهرسته، كما يمتاز بالدقة في ضبط الأسماء وذكر النسب بدقة وتضلع، وفي مواضع عديدة يتطرق لتواريخ الولادات والوفيات، ويذكر في الغالب طريقه إلى أصحاب الكتب والمصنفات.
ومن المعروف لدى المشتغلين في هذه الصناعة أن الجرح – كما التعديل – يقع على درجات، ويمكن تقسيمه إلى الجرح في الراوي نفسه، كأن يتهم بالكذب أو الوضع أو الضعف أو التخليط أو سوء الحفظ أوقلة التثبت وما شاكل،أويكون الجرح في رواياته، كأن يروي عن الضعفاء أو يعتمد المراسيل أو يروي كتباً فيها تخليط واضطراب واختلاف في الرواية، وقد يكون الجرح في عقيدة الراوي كأن يكون ناصبياً أو عامي المذهب أو واقفياً أو فطحياً أو بترياً أو يكون من الغلاة، وقد جرت العادة في أسانيد الكتب الشيعية الاعتماد على رواية الثقات من المخالفين سواء كانوا من العامة أو البترية أو الزيدية أو الواقفة وغيرهم ممن هم على أصل الإسلام دون الغلاة والنواصب، فإن الشيعة تتحرج من الرواية عنهم، لأنهم أولًا خارجون عن الإسلام، ولأنهم أيضاً لا يتورعون عن الكذب لإثبات عقائدهم المنحرفة، ولذلك نعلم من عبارات الجرح أن فساد العقيدة أو المذهب يعني الغلو أو التفويض، مما يخرج الراوي عن حد الاحتجاج دون بقية المذاهب الإسلامية المنحرفة.
وبحسب النسخة المطبوعة اليوم من رجال النجاشي بتحقيق مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة، فإن النجاشي ترجم في كتابه لحوالي (1270) راوياً جلهم من الشيعة الإمامية الاثني عشرية، وعدد لا بأس به منهم من الواقفة والفطحية والبترية والزيدية والعامة، وذكر بعض الغلاة إلا أنه لم يذكر النواصب لخروجهم عن أصل تأليف الكتاب وهو الإحاطة بأسماء مصنفي الشيعة أو من يصنف في أحاديثهم ورواياتهم.
بلغ عدد (الضعفاء) الذي جرحهم النجاشي أو نقل جرحهم عن المتقدمين من مشايخه وأعلام الطائفة ما يزيد على (001) راوٍ فضلاً عن (16) راوياً ممن جمع فيهم عبارات الجرح والتعديل، إما لاختلاف أقوال الرجاليين حولهم أو لأنه لم يقتنع بما ورد بحقهم من عبارات القدح والذم.
ويمكن تصنيف الضعفاء في كتاب النجاشي إلى مجموعة أقسام بحسب مراتب الجرح والذم وأشكالهما الذي ورد بحقهم على النحو الآتي :
1. الموصوفون بالكذب أووضع الحديث :وهم(4) من الرواة أبرزهم (عبيد بن كثير الواسطي)، و(عبد الرحمن بن كثير الهاشمي).
2. الموصوفون بالضعف على إطلاقه كأن يقال (ضعيف) أو (ضعفه أصحابنا) : وهم (35) راوياً، أبرزهم (المعلى بن خنيس).
3. الموصوفون بفساد المذهب والرواية: وهم (13) راوياً أبرزهم (المفضل بن عمر الجعفي) و(داود بن كثير الرقي).
4. الموصوفون بالضعف وفساد المذهب: وهم (15) راوياً أبرزهم (سهل بن زياد) و(أبو سمينة محمد بن علي الكوفي).
5. الموصوفون بالاختلاط أو النكارة او الاضطراب أو اختلاف مروياتهم أو عدم نقاء حديثهم:وهم (19) راوياً أبرزهم (جابر بن يزيد الجعفي) والوكيل (علي بن جعفر الهماني).
6. الموصوفون بالضعف وفساد الرواية: وهم اثنان (الحسن بن العباس بن حريش الرازي) و(الحسن بن محمد بن يحيى المعروف بابن أخي طاهر).
7. من ذكرهم بجرح غير مفسر كقوله (ليس بذاك) أو (طعنوا فيه) أو (غمزوا فيه):وهم سبعة رواة.
8. الموصوفون بفساد الرواية دون فساد المذهب: راوٍ واحد (إبراهيم بن إسحاق الأحمري).
9. الموصوفون بفساد المذهب دون الرواية : أي الغلو، وهم ستة رواة.
10. من جمع فيهم عبارات الجرح والتعديل : وهم (16) راوياً.
منهجية الجرح عند النجاشي
من خلال التتبع والاستقراء وجدنا أن النجاشي قد تفرد – دون بقية النقاد – بتضعيف (67) راوياً من أصل أكثر من (001) راوٍ جرحهم في كتابه، وهذا الحكم يجري مع استثناء أحكام ابن الغضائري وهو أحمد بن الحسين بن عبيد الله، من مشايخ النجاشي، وقد أهملنا أحكامه لسبيين أولهما : عدم ثبوت نسبة كتاب الضعفاء إليه كما ذكر ذلك بعض الأعلام، وثانيهما لأن ابن الغضائري كان متشدداً جداً في الجرح، وقلما يسلم راوٍ من سهامه وسياطه، ولذلك فقد جفاه أهل هذا الفن إلا القليل ممن هم على شاكلته.
إن تفرد النجاشي بتضعيف أكثر من ثلثي الذين ذكرهم من الضعفاء يؤشر أن ثمة خللاً في المنهجية المتبعة عنده جعلته يذهب بعيداً في كثير من الأحيان في تضعيف الرواة وجرحهم على الشبهة والظنة، والذي يظهر أن هذا الخلل جاء من اعتماده الأمور الآتية :
أولاً : اعتماده على شيخه ابن الغضائري في بيان حال الراوي، سواء تعلق الأمر بحديثه أو بمذهبه، وقد انعكس تشدد ابن الغضائري المعروف على أحكام النجاشي بشكل واضح، فقد بين الاستقراء أن جل من تفرد النجاشي بتضعيفهم إنما تابع فيهم تضعيف شيخه ابن الغضائري.
ثانياً : اعتماد النجاشي على أقوال القميين المتشددين في التضعيف الذين يرمون الرواة بالغلو والارتفاع في المذهب دون مبررات علمية صحيحة ؛ فالتشدد معروف عند أهل قم وقد ذهب العديد من الرواة ضحية هذا التشدد كالثقة الجليل أحمد بن محمد بن خالد البرقي (ت274) الذي أخرجه أبو جعفر أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري من قم لاتهامه بالرواية عن الضعفاء، وكذلك الثقة الجليل محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني وهو من أجلاء أصحاب الإمام الهادي(عليه السلام) اتهمه أهل قم بالغلو على الرغم من أنه كان مكلفًا من الإمام الهادي(عليه السلام)بمحاربة الغلاة والتصدي لهم (2) ! وكذلك حاول القمّيون قتل المحدث الثقة محمد بن أورمة القمي لاتهامه بالغلو، فجاؤوه ليلاً فوجدوه يصلي فتركوه(3) ! يقول المحدث الميرزا النوري (أعلى الله مقامه) : (وفي الاعتماد على تضعيف القميين وقدحهم في الأصول والرجال كلام معروف، فإن طريقتهم في الانتقاد تخالف ما عليه جماهير النقاد، وتسرعهم إلى الطعن بلا سبب ظاهر، مما يريب اللبيب الماهر…) (4).
ثالثاً : إن النجاشي نادراً ما كان ينقد آراء المتقدمين عليه من الرجاليين، ربما ثقة منه بأقوالهم،أو جرياً مع الوضع العلمي المألوف آنذاك الذي لم يكن للتحقيق والنقد فيه ميدان واسع، بل الغالب عليهم النقل والتقليد، ولم يشذ النجاشي عن هذا الأسلوب إلا نادراً.
النجاشي وتضعيف الثقات !
مما يؤخذ على النجاشي أيضاً أنه حكم بتضعيف (أو نقل عن سلفه تضعيف) بعض الرواة ممن هم في درجات عالية من الجلالة والوثاقة وحسن البلاء مع الأئمة الأطهار(عليهم السلام)،
وجاء هذا التضعيف بسبب شبهات أثيرت، إما من قبل بعض المتشددين أو روايات رواها بعض الحساد وضعفاء النفوس تقدح في عدالة أو عقيدة هؤلاء الأعلام والثقات الأثبات، ونحن ذاكرون أبرز هؤلاء الراوة الثقات الذين ضعفهم النجاشي :
1. المعلى بن خنيس : تفرد النجاشي بتضعيفه تبعاً لابن الغضائري، أما الشيخ الطوسي فقد مدحه في كتاب الغيبة ووصفه بأنه من الوكلاء الممدوحين الذين مضوا على منهاج الأئمة(عليهم السلام)(5)،وقد روى الكشي روايات عديدة تفيد جلالته وحسن عاقبته وأنه رجل من أهل الجنة (6).
2. جعفر بن محمد بن مالك الفزاري : ضعفه النجاشي ونقل عن الغضائري وغيره اتهامه بالوضع وفساد المذهب، إلا أن الشيخ الطوسي وثقه في رجاله وقال : (ويضعفه قوم، روى في مولد القائم أعاجيب)، وقد استفاد الكثير من المحققين وثاقته وحسن حاله من خلال قرائن كثيرة ليس هذا مورد ذكرها (7).
3. داود بن كثير الرقي : وثقه الشيخ الطوسي والمفيد، وأورد الصدوق عن الصادق(عليه السلام)أن داود بمنزلة المقداد بن الأسود صاحب رسول الله(صلى الله عليه وآله)، قال الشيخ النمازي : (ولذلك كله نجعله من الثقات الأجلاء وفقاً لجماعة من الأعاظم منهم الشيخان الطوسي والمفيد وابن فضال والصدوق وابن طاووس والعلامة والكشي والطريحي وغيرهم.
4. المفضل بن عمر الجعفي : ضعفه النجاشي وابن الغضائري بفساد المذهب واضطراب الرواية، وذكر الكشي روايات مادحة وأخرى ذامة له، أما الشيخ المفيد فقد وثقه صريحاً في الإرشاد (2\216) ذاكراً إياه في جملة (شيوخ أصحاب أبي عبد الله وخاصته وبطانته وثقاته الفقهاء الصالحين)، وذكره الشيخ الطوسي في غيبته ص346 في جملة الوكلاء الممدوحين، وقد ناقش السيد الخوئي ما ورد بشأن المفضل من روايات المدح والذم وخلص إلى النتيجة الآتية قائلاً : (والنتيجة أن المفضل بن عمر جليل،ثقة) (8).
5. جابر بن يزيد الجعفي : تفرد النجاشي بتضعيفه، رغم أن المفيد وابن الغضائري ذكرا أنه ثقة، وروى الكشي روايات في مدحه، وعده ابن شهرآشوب من خواص أصحاب الصادق(عليه السلام)، وخلص السيد الخوئي إلى توثيقه في معجمه 4\344 قائلاً : (الذي ينبغي أن يقال : إن الرجل لابد من عده من الثقات الأجلاء لشهادة علي بن إبراهيم، والشيخ المفيد في رسالته العددية وشهادة ابن الغضائري، على ما حكاه العلامة، ولقول الصادق(عليه السلام) في صحيحة زياد : إنه كان يصدق علينا).
6. صالح بن أبي حماد الرازي : تفرد النجاشي بتضعيفه تبعاً لابن الغضائري، ذكره الطوسي ولم يطعن فيه، ونقل الكشي في رجاله 2\387 أن الفضل بن شاذان كان يرتضيه ويمتدحه.
7.علي بن جعفر الهماني : الوكيل الفذ، كان من أصحاب الإمام الهادي(عليه السلام)، وصار من وكلائه المبرزين، وكان موضع اعتماد الإمام ومحط اهتمامه ورعايته، وثقه الشيخ الطوسي غير مرة في كتبه، ووردت الروايات في مدحه وجلالته (9).
8. محمد بن أحمد بن خاقان (أبو جعفر القلانسي) : تفرد النجاشي بتضعيفه تبعاً للغضائري، نقل الكشي عن العياشي توثيقه، وهو ثقة بالاتفاق (01).
أضف إلى ذلك، ذكر النجاشي في جملة ضعفائه مجموعة من الرواة من أكثر الثقات كالكليني والصدوق الرواية عنهم، منهم :
1. سهل بن زياد الآدمي : وثقه الشيخ الطوسي مرة وضعفه مرتين، أورد له الكليني أكثر من 0012 رواية.
2. إسماعيل بن سهل الدهقان :روى عنه أحمد بن محمد بن عيسى (11) كما روى عنه من كبار الأصحاب كسعد بن عبد الله الأشعري، وعلي بن مهزيار، والفضل بن شاذان، ذكره الطوسي في الفهرست ولم يطعن فيه (21)،ذكره القمي في تفسيره.
3. أمية بن علي القيسي الشامي:تفرد النجاشي بتضعيفه، كان خصيصاً بأبي جعفر الجواد(عليه السلام)،وله روايات شريفة في فضل آل محمد ومعاجزهم، كما روى النص على الإمام الهادي(عليه السلام).
4. بكر بن صالح الضبي الرازي : تفرد النجاشي بتضعيفه، وقد أكثر الكليني والصدوق وجماعة الأصحاب من الرواية عنه، ذكره الطوسي في فهرسته ورجاله ولم يطعن فيه، وقد استظهر الشيخ النمازي الشاهرودي حسنه والاعتماد على كتبه (31).
5. سلمة بن الخطاب البراوستاني : تفرد النجاشي بتضعيفه، وقد توقف النمازي الشاهرودي في تضعيفه ونقل عن الأعلام حكمهم بتوثيقه وحسنه، وإنما أخذ تضعيفه من الغضائري.
6. موسى بن سعدان الحناط : أكثر الكليني الرواية عنه، وكذا بقية المشايخ، ذكره الطوسي ولم يطعن عليه، وروى عنه الثقات الأجلاء، تفرد النجاشي بتضعيفه تبعاً للغضائري.
وهكذا، فإن على الباحث المحقق والخبير المدقق أن ينظر في منهجية الجرح عند القدماء قبل أن يسلم بأحكامهم التي تلحق الظلم والحيف بمجموعة من أكابر الشيعة وأجلاء الرواة وثقات الطائفة، فضلاً عن خسارة مروياتهم الشريفة ووضعها في خانة (الضعيف)، وهو ما يفتح الباب على أعداء التشيع من الوهابيين والسلفيين وأذنابهم للطعن في روايات الشيعة ورجالاتهم، فإعادة صياغة مناهج الجرح عند الطائفة له فوائد عقدية وفقهية ومعنوية على أكثر من صعيد، والحمد لله رب العالمين .
نشرت في العدد 56
(1) راجع : أدوار الفقه الإمامي ص174.
(2) اختيار معرفة الرجال 2\804.
(3) رجال النجاشي 329.
(4) خاتمة المستدرك 1\65.
(5) غيبة الطوسي 347.
(6) اختيار معرفة الرجال 2\675.
(7) مستدركات علم رجال الحديث 2\203.
(8) معجم رجال الحديث 19\330.
(9) مستدركات علم رجال الحديث 5\316.
(01) معجم رجال الحديث 7\266.
(11) الكافي 2\577.
(21) الفهرست/للطوسي ص53.
(31) مستدركات 2\56.