هو الشيخ علي بن حسن بن محمد علي بن محمد بن يوسف بن محمد بن علي بن ناصر الجشيّ البحراني القطيفي وينتهي نسبه الشَّريف إلى إحدى القبائل العربية العريقة في النسب والحسب، ولد عليه الرحمة فِيْ مدينة القطيفِ في عام 1296هـ. وتوفي نهار يوم الثلاثاء الخامس عشر من شهر جمادى الأول من سنة 1376هـ في مستشفى الظهران رحمة الله عليه.
ومن الجدير بالذكر أننا كثيراً ما نجد الشاعر علي الجشيّ يتغنى بفضائل الإمام علي(عليه السلام) والهجوم على سالبي حقّه من الأمويين خاصة، وأن أعداءه اجتهدوا بكل حيلة في إطفاء نوره، والتحريض عليه، ووضع المعايب والمثالب له، إلّا أن شاعرنا الشيخ الجشيّ ركّز في ديوانه المطبوع على فضائل الإمام(عليه السلام) لأن شخصيته كانت مجمع دائرة الكمال والفضائل بل منه استمد أهل الفضل فضائلهم وإليه انتهت رئاسة أهل الفضل،
لذا نجده يلجأ أحياناً إلى التكرار الخطابي الذي يؤكد من خلاله حبه للإمام(عليه السلام) وبغضه لأعدائه، مازجاً ذلك بشيء غير قليل من أساليب الاستفهام والتعجب والتساؤل التي يقدّر أنها جديرة بأن تحمل شعوره إلى وجدان القارئ، معتمداً إلى جانب ذلك على عديد من الألفاظ ذات المعاني والإيحاءات المتقاربة، التي تزيد من تأكيد إحساسه وموقفه من ذلك قوله:
عَليُّ تعاليت عن أنْ تُحاط
صفاتك بالعقل فلييأس
عجيب لمن يدعي للولا
وعلم الحقيقة في المدرسِ
يكذب فيك بما لم يحط
وللعلم يظهر في المجلسِ
ألم يدر ما قالهُ المصطفى
بحقك أم أنه قد نسيِ
بأن لم يَحط بك إلا الذي
بَراك وطه ألم ييأسِ(1)