هو الشيخ الجليل المتمرّس في علم الرجال والمحقق الأكبر فيه أبو العبّاس أحمد بن علي بن أحمد بن
عباس بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن
محمد بن عبد الله النجاشي والي
الأهواز بن غنيم أو عثيم بن أبي السمال سمعان بن هبيرة الشاعر بن مساحق بن
بجير بن أسامة بن نصر بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن اليسع بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
ذكر في الصحاح: أنّ النجاشي ـ بالفتح ـ
اسم ملك الحبشة(1).
وقال الفيروز ابادي في القاموس في مادّة النجش: (والنجاشي – بتشديد الياء وبتخفيفها أفصح ويكسر نونها أو هو أفصح – أصحمةُ ملكُ الحبشة)(2).
وعن أبي الحسن سليمان بن الحسن الصهرشتي(3) في قبس المصباح: أحمد بن
علي بن أحمد بن النجاشي الصيرفي المعروف بابن الكوفي(4).
وفي رجال السيد بحر العلوم: ان وصفه له بذلك لا يقتضي المغايرة للنجاشي المعروف إذ ليس في كلام غيره ما ينافيه وهو لمعاصرته له أعرف بما كان يعرف به في ذلك الوقت.
كنيـته
أبو العباس و أبو الحسين، قال السيّد ابن طاووس في أوّل كتاب رجاله ـ على ما نقله صاحب المعالم في ديباجة التحرير الطاووسي _: وقد عزمتُ أن أجمعَ في كتابي هذا أسماء الرجال من كُتب خمسة: كتابِ الرجال لشيخنا أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي ـ إلى أن قال _ وكتابِ أبي الحسين أحمد بن العبّاس النجاشي الأسدي(5).
وذكرَ ذلك العلامة في ترجمة السيّد المرتضى حيث قال: أنّه تولّى غُسله أبو الحسين أحمد بن العبّاس النجاشي(6).
وكناه العلّامة(رحمه الله) ايضاً بأبي العباس(7).
ولادتــه
ولد النجاشي في سنة 372هـ في مدينة الكوفة(8) وكان أبوه من محدثي الشيعة المعروفين.
يؤيد كون ولادته في هذه السنة أو ما يقاربها، أن النجاشي(رحمه الله) كان يحضر مجلس هارون بن موسى التلعكبري المتوفى سنة 385هـ، ويدخل مع ابنه محمد بن هارون في بيته عندما يقرأ الناس عليه. ذكر ذلك في ترجمته (ترجمة رقم 1187)، وأيضا إدراكه(رحمه الله) ولقائه لكثير من أكابر عصره، كما ستقف عليه إن شاء الله.
أســرته
جده عبد الله النجاشي كان والياً
على الأهواز وقد كتب رسالة إلى الإمام الصادق(عليه السلام) وكتب إليه الإمام جواباً وهي (الرسالة الأهوازية).
و أسرته آل أبي السمال من الأسر الكبيرة والمعروفة في الكوفة.
قال السيد بحر العلوم في رجاله: آل أبي السمال بيت كبير بالكوفة قديم التشيع وفيهم العلماء والمصنفون ورواة الحديث من زمن عبد الله صاحب الرسالة إلى النجاشي صاحب الرجال.
من أقوال العلماء فيه
عن كتاب قبس المصباح للصهرشتي: أنّه كان شيخاً بهيّاً، ثقةً صدوقَ اللسان عند المخالف والموافق(9).
وجاء في رجال السيد بحر العلوم: أحمد بن علي النجاشي أحد المشايخ الثقات والعدول الإثبات من أعظم أركان الجرح والتعديل وأعلم علماء هذا السبيل اجمع علماؤنا على الاعتماد عليه وأطبقوا على الاستناد في أحوال الرجال إليه وقد صرح بتعظيمه وتوثيقه العلامة وغيره ممن تقدم عليه أو تأخر وأثنوا عليه بما ينبغي أن يذكر وان أغنى العلم به عن الخبر(10).
قال السيد الداماد في الرواشح: انّ أبا العبّاس النجاشي شيخنا الثقة الفاضل الجليل القدر، السنَد المُعتمد عليه، المعروف أحمد بن عليّ بن أحمد بن العبّاس بن محمّد بن عبد اللَّه بن إبراهيم بن محمّد بن عبد اللَّه بن النجاشي، الذي ولي الأهواز(11).
وفي شرح مشيخة الفقيه للمولى التقيّ المجلسي أنّه وثّقه العلّامة (عليه الرحمة) بل أكثر الأصحاب، لأنّهم يَعتمدون عليه في الجرح والتعديل، وهو ثَبْتٌ كما يظهر من التتبّع(12).
وفي مقدمة كتاب البحار في أوّل الكتاب عند ذكر الكتب المأخوذ منها: وكتاب معرفة الرجال والفهرست للشيخين الفاضلين الثقتين: محمّد بن عمر بن عبد العزيز الكشّي، وأحمد بن عليّ بن أحمد بن العبّاس النجاشي(13).
وفي الأمل: أنّ أحمد بن العبّاس النجاشي ثقةٌ، جليل القدر، يروي عن المفيد(14).
وفي تعليقات العلّامة البهبهاني في ترجمة إبراهيم بن عمر: (أنّ النجاشي في غاية الضبط ونهاية المعرفة)(15).
وعن الوجيزة: أنّه ثقة مشهور(16).
وفي أعيان الشيعة: العالم النقاد البصير المضطلع الخبير الذي هو أفضل من خط في فن الرجال بقلم أو نطق بفم فهو الرجل كل الرجل لا يقاس بسواه ولا يعدل به من عداه كلما زدت به تحقيقا ازددت به وثوقا وهو صاحب الكتاب المعروف الدائر الذي اتكل عليه كافة الأصحاب إلى أن قال وبالجملة فجلالة قدره وعظيم شانه في الطائفة أشهر من أن يحتاج إلى نقل الكلمات(17).
سفـراتـه
لقد أمضى أحمد بن علي النجاشي أكثر عمره في مدينة بغداد وسافر عدة مرات لزيارة المراقد المقدسة ومن جملة أسفاره سفرته سنة 400هـ إلى النجف الأشرف حيث بقي مدة من الزمن بجوار مرقد أمير المؤمنين(عليه السلام) وعند ذلك لقى شيخه الجليل الحسين بن جعفر بن محمد المخزومي الخزاز المعروف بابن الخمري، وسمع منه (ذيل ترجمة رقم 587)، وأجازه في المشهد الغروي الشريف بروايته كتاب عمل السلطان لأبي عبد الله البوشنجي الحسين ابن أحمد بن المغيرة، كما نص عليه(رحمه الله) في ترجمته (ترجمة رقم 165).
ودخل الكوفة مراراً، قال في ترجمة جعفر بن بشير البجلي (ترجمة رقم 304): وله مسجد بالكوفة باق في بجيلة إلى اليوم، وأنا وكثير من أصحابنا إذا وردنا بالكوفة نصلي فيه مع المساجد التي يرغب في الصلاة فيها.
وكان قد سافر أيضاً إلى سامراء وتشرف بزيارة الإمامين العسكريين(عليهما السلام). وبها سمع من القاضي أبي الحسن علي بن محمد بن يوسف نسخة كتاب محمد بن إبراهيم الإمام بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، كما نص(رحمه الله) عليه في ترجمته (ترجمة رقم 954).
ولعل وفاته(رحمه الله) بمطير آباد كانت بعد هذه الزيارة، ورجوعه من سامراء إلى تلك الناحية.