Take a fresh look at your lifestyle.

قراءة وردود في تراثنا

0 559

             سرني ما نشرته ينابيع العدد (26) ص106 مقالة بعنوان (قراءة في كتاب بهجة الخاطر ونزهة الناظر…) للأستاذ سعدون عبد الكاظم جاسم، وابتهج كثيراً عندما أرى مجلاتنا الثقافية والعلمية تبدي اهتماماً بالتراث الإسلامي والعربي، ذلك التراث الذي يشكل أساس بناء الحضارة وانطلاقاتها، والاهتمام به هو سمو للأمة على غيرها من باقي الأمم، والمخطوطات حلقة منه، وجزء من سلسلة التاريخ خصوصاً تاريخنا الشيعي الذي عصفت به السياسات وضيعت الأيام والدولات بعضه، فإن تتبع آثاره يمهد الطريق لإحيائه والإفادة منه.

قرأت ما كتبه الأستاذ سعدون وشكر الباري جهوده في سبر أغوار رسالة الفروق اللغوية للشيخ يحيى المفتي البحراني وأنا في الحقيقة لا أريد سوى الاستدراك على بعض الأمور ورفع بعض الغموض عن حياة ومؤلفات الشيخ يحيى البحراني الذي عشت معه طويلاً وكان محط اهتمامي عند تحقيق رسالته الأخرى تذكرة المجتهدين وهي رسالة في معرفة مشايخ الشيعة.
فالكلام إذن سيكون عن لمحات من ترجمة الشيخ البحراني ثم عن بعض مؤلفاته ثم ما ورد في هذه المقالة المنشورة.

أما عن حياة وترجمة الشيخ يحيى بن حسين البحراني فإن الأخ المحقق لرسالة بهجة الخاطر السيد أمير رضا عسكري زاده لم يعط اهتماماً كبيراً لحياة هذا الفقيه ولم يترجم له بشكل جيد خصوصاً أن هناك اختلافاً في اسمه لوجود ثلاثة عناوين مختلفة نقلها صاحب كتاب (رياض العلماء المحقق عبد الله أفندي) الأول ورد فيها بأنه (يحيى بن حسين بن عشيرة بن ناصر البحراني) رياض العلماء (ج5 ص343)، والآخر بأنه (يحيى بن حسين بن علي بن ناصر) المصدر السابق (ج5 ص345) والثالث هو (يحيى المفتي البحراني) المصدر السابق (ج5 ص380)، ونحن أثبتنا في مقدمة تحقيق كتاب تذكرة المجتهدين إن هذه العناوين هي لشخص واحد لأسباب منها: ما ورد في حياته بأنه من نواب المحقق الكركي في بلدة (يزد) وهذا يوافق ما ورد للشيخ يحيى بن حسين بن علي من نزوله بلدة (يزد) وهو يوافق تسميته بالشيخ يحيى المفتي البحراني، وكلهم من البحرين وهو الموطن الأصلي لصاحب تذكرة المجتهدين وبهجة الخاطر.

فهو إذن الشيخ يحيى بن حسين بن عشيرة بن ناصر السلمابادي البحراني اليزدي المفتي، كان في الأصل من قرية سلماباد من قرى البحرين، حسن الظاهر من وصف صاحب رياض العلماء ج2 ص179 إياه بالسلمابادي عند ذكر إجازة شيخه له الشيخ حسين بن مفلح الصيمري. وسلماباد على ما هو معروف في هذا الزمان قرية تقع في المنطقة الوسطى التابعة للمناطق الإدارية في البحرين (راجع كتاب أعلام الثقافة الإسلامية في البحرين خلال 14 قرناً ج1 ص32) غير أنه نزل يزد في إيران عندما كان نائباً عن أستاذه المحقق الكركي فيها.

أما ولادته لم تعثر عليها بالمصادر التي بين أيدينا إلا أنه ممكن أن يقال: إن ولادته كانت في أواخر القرن التاسع الهجري وهذا يظهر من عبارته في رسالته تذكرته المجتهدين. بحق صحبته وتلمذته على يد الشيخ حسين الصيمري حيث نص العبارة هكذا: (وقد استفدت منه وعاشرته زماناً طويلاً ينيف على ثلاثين سنة…) الخ كلامه(رحمه الله)

في صورة المخطوط التي عندنا. فلو أخذنا (30سنة) فقط من مدة المعاشرة وأنقصناها من تاريخ وفاة شيخه الصيمري التي هي سنة (933هـ) فيكون سنة (903هـ) هي بداية الصحبة بينهما فلا يمكن أن تكون المعاشرة ابتدأت وهو في سن الثالثة على فرض أن تكون ولادته سنة (900هـ) فلابد أن يكون عمره أكثر من ذلك لأن ظاهر لفظ (استفدت منه) هناك قصد واختيار وهذان غير متوفرين لابن ثلاث سنين فيحتمل ولادته في أواخر القرن التاسع الهجري وبقي إلى العاشر حتى صار راشداً ومؤهلاً لأن يكون محط عناية الشيخ الصيمري.

أما تاريخ وفاته لم نعثر عليها، وأما ما ذكره الأستاذ سعدون عند نقله قوله: (المتوفى في القرن العاشر الهجري) (ينابيع ص108) وإن كان لعله المقصود هو تحديد عصر المؤلف بأنه من علماء تلك الفترة وهو القرن العاشر، لكن ينبغي تحديدها بأنها في العقود الأخيرة من القرن العاشر وليس في بدايته أو منتصفه فالشيخ يحيى البحراني قد كتب بخطه إجازة للشيخ عبد الجليل بن أحمد الحسيني وأرخها في (13 ربيع الثاني سنة970هـ) راجع طبقات أعلام الشيعة لآغا بزرك الطهراني القرن العاشر ص118ـ119 فهو قد كان حياً في هذا التأريخ ويحتمل أن يكون عمره الشريف قرابة (80) سنة، والله تعالى العالم.

وأما ما ورد في موسوعة طبقات الفقهاء ج10 ص297 فإن وفاته كانت بعد 970هـ بقليل.
وأما الحديث عن مؤلفاته فبالإضافة إلى ما ورد في المقال المنشور له آثار أخرى:
1ـ كتاب الشهاب في الحكم والآداب وهو يشتمل على ألف حديث نبوي مرتب على (30) باباً من جمع الشيخ يحيى البحراني (أعيان الشيعة ج10 ص288) وطبع هذا الكتاب في مجموعة سنة (1322هـ) في طهران، راجع ذخائر التراث العربي والإسلامي دليل المخطوطات العربية المطبوعة حتى عام1980، ج2 ص765.

2ـ الشفا فيما روي عن المصطفى في علي المرتضى صرح به السيد حسن الصدر في تكملة أمل الآمل نقلاً عن رياض العلماء فراجع تكملة الأول ج6 ص244 تحقيق حسين علي محفوظ وآخرون.

3ـ وللشيخ يحيى البحراني مجموعة كتبها بخطه يذكر فيها مؤلفات أستاذه الشيخ حسين بن مفلح الصيمري وهي في مكتبة ملك بطهران رقم 2147 وقد نقلها محقق كتاب غاية المرام في شرح شرائع الإسلام ج1 ص10.
4ـ له تعليقة على رسالة اللمعة الجلية في معرفة النية للشيخ أحمد بن فهد الحلي المتوفى (841هـ) ذكرها صاحب رياض العلماء (ج5 ص345) وذكرها صاحب الذريعة أيضاً ج18 (ص350) رقم437.

5ـ له فوائد متفرقة فقهية منها في سند قضاء الصلاة، ذكره في رياض العلماء ج5ص345.
6ـ كتب الشيخ البحراني بخطه رجال النجاشي على ما يظهر من مجلة معهد المخطوطات العربية مج4 ج2 ص209.
أما ما ورد في المقالة السابقة المنشورة، فيظهر أن هناك أخطاء في عناوين بعض الكتب المذكورة، منها ما ورد في ص108 تحت رقم (10) بعنوان (كتاب اللباب في إثبات معرفة الأسباب) والصحيح هو (الأنساب) وليس (الأسباب) كما ورد في المجلة وكذلك تحت رقم (13) في الصفحة نفسها (رسالة في علم البراءة).

والصحيح هو (القراءة) وليس (البراءة).
أما ما ذكره صاحب المقال في رقم (20) تذكرة المجتهدين ورقم (21) تاريخ مشايخ الشيعة فالأستاذ سعدون لعله قد نقلها من مقدمة تحقيق بهجة الخاطر للأخ السيد أمير رضا عسكري والكلام هنا يكون مع السيد عسكري زاده الذي لم يفرق بين عنواني الكتابين فهما بالحقيقة مصداقان لكتاب واحد عرف بتذكرة المجتهدين واشتهرت هذه الرسالة بعناوين أخذ منها: (رسالة مشايخ الشيعة) أو (تاريخ مشايخ الشيعة) لأنها رسالة خاصة يذكر أحوال وبعض تراجم مشايخ الشيعة وسيرتهم وهذه الترجمة والسيرة عادة تكون قسم من أقسام التاريخ وقد أثبتنا ذلك في مقدمة تحقيقنا لرسالة تذكرة المجتهدين التي ستطبع أخيراً إن شاء الله تعالى وتظهر للنور.

أما رسالة بهجة الخاطر ونزهة الناظر فقد كنت عازماً وناوياً تحقيقها وقد جمعت بعض نسخها ولكن فوجئت بتحقيقها من قبل السيد أمير رضا عسكري زاده في مجمع البحوث الإسلامية مشهد إيران لسنة 1426هـ. فعزفت عنها وضعفت همتي في إخراجها من جديد، وقد صورت منها نسختين: الأصلية بخط المصنف(رحمه الله) وقد اعتمد عليها السيد عسكري، والأخرى من مكتبة العلامة الأميني(رحمه الله) وهو لم
يعثر عليها .

نشرت في العدد 31

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.