هو السيد محمد حسين بن السيد محمد علي بن السيد محمد حسين الحسيني المرعشي الشهرستاني الحائري المولود في 15 شوال سنة 1255ﻫ في كرمنشاه والمتوفى بكربلاء سنة 1315 ﻫ، بدر العلماء المتبحرين، ومنهل سير الفضلاء العاملين، الفاضل النحرير، والعالم البصير، أحد المنارات المعرفية الناطق بالحق، والباحث الغيور المعزز بين أصحابه، الموقر بين أخلائه وأحبابه، الإمام الزاهد العابد، درس على جمع من العلماء الأعلام جميع العلوم من منطوق ومفهوم، وعلى رأس هؤلاء والده، والفاضل الشيخ محمد حسين الأردكاني، وشارك في معظم الفنون(1)،
وحصلت له في كافة هذه العلوم خبرة واسعة. قال عنه محمد علي سلطاني: (ويكنى بأحد مفاخر الفقهاء وأفاضل علماء الشيعة حتى كان عظيم الشأن في علوم الفقه والأدب)(2)،
كما حصل على إجازة الاجتهاد من أستاذه الأردكاني وذلك في سنة 1287 ﻫ، وانتهت إليه الرئاسة في التدريس والمرجعية في التقليد والزعامة، وزار مدينة مشهد المقدسة في سنة 1306 ﻫ. ذكره الشيخ الطهراني فقال ما هذا نصه: (حصلت له الإجازة من والده مصرحاً باجتهاده وتاريخها في (1287) وصورة الإجازتين عندي مدرجة في كتابي (إجازات الرواية والوراثة) في القرون الأخيرة الثلاثة.
اشتهر أمره بين العلماء والطلاب فانتهت إليه الرئاسة في التدريس والمرجعية في التقليد والزعامة في سائر المشاكل والقضايا فكان له بعد وفاة أستاذه الأردكاني مكانة مرموقة ووجهة وتقدير، وزار مشهد الإمام الرضا عليه السلام بخراسان على عهد السلطان ناصر الدين شاه القاجاري وفي حياة العلامة الزعيم المولى علي الكني المتوفى سنة (1306 ﻫ) وكنت شاباً يومذاك أتخطر إلى الآن أنَّ الكنّي بالغَ في تقديره وترويجه وقدمه للصلاة بمكانه في مسجد (مدرسة المروي) وكان ذلك في شهر رمضان وكانت الصفوف تجتاز إلى داخل المدرسة ولاقى إقبالاً واحتراماً ومكث هناك مدة، واتصل به رجال الدولة وأمراؤها ووزراؤها، ومن أجل ذلك أطنب الفاضل المراغي وزير الطباعة والنشر في ترجمته في المآثر والآثار ص 179،