نابغة من نوابغ الخطباء المعاصرين ومفخرة من مفاخر شباب المنبر الحسيني الشريف وشهدائه، هو الخطيب السيد عبد الرزاق ابن السيد محمد علي ابن السيد كاظم آل جواد، وآل جواد الحسيني أسره معروفة في مدينة النجف الأشرف والعاصمة بغداد تنتمي وترجع إلى زيد الشهيد ابن الإمام علي بن الحسين زين العابدين(عليه السلام).
ولد شهيدنا وخطيبنا في النجف الأشرف عام (1367هـ) ونشأ بها وتربى عند أخواله أسرة (آل القاموسي)، الأسرة الخيرة المعروفة في مدينة العلم والبلاغة والبيان النجف الأشرف، ومنهم اكتسب لقبه وعرف به(1).
نشأ وترعرع في ظل خاله ـ خال والدته ـ سماحة العلامة المفضال الشيخ محمد صادق نجل الحجة الشيخ باقر القاموسي(2).
التحق بمدارس منتدى النشر الابتدائية والثانوية وواصل دراسته حتى تخرج من كلية الفقه للعام الدراسي (1971ـ 1972م).
وأما دراسته في الحوزة العلمية فقد التزمه الشيخ القاموسي فكان مهتماً به منذ نعومة أظفاره، وأحد أساتذته وموجهيه، وقد درس على العالم الفاضل السيد محمد الغروي(3).
كما استفاد الكثير من أساتذته في كلية الفقه كالراحل الشيخ عبد المهدي مطر، والشيخ أحمد البهادلي، والسيد مصطفى جمال الدين، والشيخ عبد الهادي حموزي وغيرهم.
اتجه نحو الخطابة وفنونها في بواكير عمره وحداثة سنه ونعومة أظفاره بتوجيه من الشيخ محمد صادق القاموسي، وبرغبة كبرى من نفسه في سلوك هذا السبيل المقدس مستفيداً من توجيهات الشيخ، تميز السيد الشهيد القاموسي بصوته الجيد وأسلوبه الأخاذ وجرأته الأدبية حيث أنه تتبع في بطون الكتب والمصادر، وكان كثير السؤال للاستفادة وكسب المعلومات نظراً لاتصاله بأفاضل العلماء والأدباء والمثقفين، الذين كانوا يرتادون مجلس القاموسي أمثال العلامة الكبير الشيخ حسين الحلي والسيد البجنوردي والسيد يوسف الحكيم والشيخ محمد جواد آل الشيخ راضي(قدس سره).
حيث أن السيد المترجم بعد قراءة المجلس يناقش ويستفيد من الملاحظات والروايات والاستدلالات في الآيات القرآنية وأحاديث النبي الهادي والعترة الطاهرة(عليهم السلام).
بدأ السيد عبد الرزاق القاموسي بخدمة المنبر الحسيني في مطلع شبابه متتلمذاً على أكابر الخطباء أمثال السيد الشهيد جواد شبر والشيخ عبد الوهاب الكاشي والدكتور أحمد الوائلي والسيد كاظم القاضي الطباطبائي وغيرهم، حيث أنه استفاد من خبراتهم المنبرية والأدبية ومجالسهم الصاخبة في مختلف محافظات العراق منها بغداد وكربلاء والحلة والبصرة والنجف الأشرف منذ مطلع السبعينات وحتى عام (1978م) حتى صقل مواهبه المنبرية والخطابية حتى أخذ يشار له بالبنان أما الجماهير العلمية والشعبية.
ما قيل فيه وما اختص به
ذكره الشيخ عبد الوهاب الكاشي في شهداء المنبر الحسيني قائلاً: (كان المرحوم السيد عبد الرزاق شاباً نابغة في ذكائه مهذباً في أخلاقه اتصل بي في بواكير شبابه وهو في حدود الخامسة عشرة من عمره قبل أن يلبس العمامة، وكان شديد الشوق لتعلم الخطابة. بدأ الدراسة منذ نعومة أظفاره فأكمل علم النحو والصرف واتصل بكبار الأساتذة والعلماء فكان محبوباً لديهم لأخلاقه،