ضمن نشاطات مؤسسة الحكمة للثقافة الإسلامية التابعة لمكتب المرجع الديني الكبير سماحة آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم (مد ظله) وفي إطار التواصل الثقافي والفكري ومد الجسور مع البلدان الإسلامية والأجنبية، فقد استضافت المؤسسة وفدا إعلاميا كبيرا ضم أربعين شخصية إعلامية تركية وشخصيات ثقافية أخرى من ألبانيا وروسيا وأذربيجان ومن مختلف التوجهات الفكرية والثقافية، للاطلاع على حاضرة العلم والعلماء مدينة النجف الأشرف.
فقد وصل الوفد إلى مطار النجف يوم الخميس 18رمضان المبارك الموافق 19 /8/2011، و في المطار استقبل الوفد الضيف ممثل مؤسسة الحكمة، وكانت محطتهم الأولى مضيفهم، مؤسسة الحكمة للثقافة الإسلامية، وقد قدم القائمين عليها كلمات الترحيب بالوفد الضيف ومهنئيهم بسلامة الوصول إلى مدينة أمير المؤمنين(عليه السلام).
وحسب البرنامج المعد سلفا من قبل قسم العلاقات العامة في مؤسسة الحكمة، فقد تشرف الوفد بزيارة المراقد المقدسة لأئمة أهل البيت(عليهم السلام) في النجف وكربلاء والكاظمية، والتقى بممثلي الأمانات العامة لتلك المراقد المشرفة واطلع على الحركة العمرانية فيها والخدمات المقدمة لزوار تلك العتبات.
كما حظي الوفد بزيارة المرجع الديني الكبير سماحة آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم (مد ظله)، واستمع إلى نصائح قيمة، وجرت حوارات تتعلق بالمذهب الشيعي. كما التقى بسماحة المرجع آية الله العظمى الشيخ محمد إسحاق الفياض (مد ظله).
والتقى الوفد بشخصيات دينية من فضلاء الحوزة العلمية في النجف وكربلاء، كما حضر الوفد صلاة الجمعة في الصحن الحسيني الشريف.
وفي جولة حرة للوفد الضيف زار المعالم الدينية في كل من مدينتي النجف والكوفة حيث المساجد التي يذكو عطرها ونسيمها بذكر الله وقد أبدى الوفد إعجابا بما رآه من الاهتمام ببيوت الله وكثرة حركة الزائرين لهذه البيوت، وضمن تلك الجولة اطلع على أسواق مدينة النجف القديمة المكتظة بالمكتبات، وخرج كل شخص من الوفد وهو يحمل في ذاكرته صوراً مشرقة عن تلك البقاع المطهرة.
كما أتيح للوفد زيارة مكتبة الإمام الحكيم العامة حيث تعرف على الخزين العلمي والتراث المعرفي الثر التي تحويه المكتبة في رفوفها واطلع أيضاً على المخطوطات الموجودة في المكتبة ثم قدم السيد أمين عام المكتبة شرحا وافيا تعرض فيه إلى قصة نشوء المكتبة وكيف عمل مرجع العصر سماحة السيد محسن الحكيم(قد)على إيجاد مكتبة عامة تلبي حاجة الباحثين وطلبة العلم خصوصاً والنجف تعد مركزا علميا مرموقا تتقاطر عليه مئات الطلبة من مختلف البلدان الإسلامية، كما ذكر السيد الأمين المراحل التي مرت بها المكتبة وما تعرضت له من اعتداء على خزينها العلمي بعد الانتفاضة الشعبانية من قبل الحكومة الجائرة آنذاك.
وقبل ختام زيارته للعراق اصطحب ممثل مؤسسة الحكمة الوفد الضيف لزيارة مدينة بابل التاريخية في مدينة الحلة، وفي بغداد اصطحبهم لزيارة مرقد الشيخ عبد القادر الكيلاني. وكذلك اللقاء ببعض الشخصيات الوطنية العراقية.
غادر الوفد إلى تركيا وهو يحمل ذكريات جميلة عن هذه الزيارة، وقد أرسل أعضاؤه رسائل شكر وتقدير لسماحة المرجع الكبير السيد محمد سعيد الحكيم (مد ظله) وإلى مؤسسة الحكمة للثقافة الإسلامية على احتضانهم لمثل هذه الزيارة.