إذا كان منطق الإعجاز في التعبير القرآني يمكن في لغته الرائقة ـ لكل مُتلقٍ لها ـ وروعة صياغة تلك اللغة وما ينتج عنها من مضامين عالية الدقة والبراعة في التأثير؛ فإنه يمكن ـ والحال هذه ـ أنْ نقول: إنَّ من دواعي تحقق ذلك المعجز النصي هو ورود تناظر نصي في ذلك الخطاب الإلهي يثبت بأحقية ـ لا تقبل الجدل أو التردد ـ بأن هذا الكتاب العظيم لا يصدر إلا من السماء فهو من جنس قدرتها فحسب؛
لأن البشر وإن برعوا في إبداع أرقى النصوص الكلامية وإنتاج أجلى الفنون المقالية المؤسرة؛ فإنهم غير قادرين البتة على أن يُعيدوا صياغة ذلك الخطاب السماوي بلغتهم وإن علو كعباً في نطاق التفنن في ميدان الأداء اللساني البارع؛ إذ لا يقوون على إنجاز النص الإلهي بمقدرتهم البشرية وإن اتفق ذلك النص ومنطلقاتهم الكلامية وأنماط توظيفهم للأساليب الخطابية في المقال، ذلك بأن العقل البشري المنتج للغة محدود والنص القرآني مطلق بناءً على صفة منشئه (الله تعالى) ولا يسع الـمُقيَّد أن يلتحقَ بالمطلق مهما اجتهد ودنا ومهما قارب وسعى؛ لأن المنطق يقف عائقاً أمام تحقق ذلك فهو إلى المستحيل أقرب منه إلى القبول والتسليم.
تأسيساً على هذا نقول إنَّ التناظر النصي في التعبير القرآني يعد من سمات إعجازه الخطابي ونقصد به ورود أكثر من نص قرآني على مسار تناظري واحد في حيز تقابل البُنى التركيبية، وسواء كان هذا التحول متحقق النوع في تبدلات أصول المراتب من حيث التقديم والتأخر أم في ذكر ملحوظ في موضع وحذف له في موضع آخر، أو في استعاضة لفظة مكان أُختها على وفق تَملُّك اللفظة لمعنى خاص يتيح لها الإحلال في هذا الموطن دون سواه، أو في روعة ما يحمل النص من أدوات للتعبير، وحروف للمعاني تتناوب فيما بينها من نص لآخر، فإنه لا يؤسس لنا إلا ممارسات دلالية جديدة لها أثرها في توجيه القصد والمعنى مسايرة لنمطية ومقتضى المراد الإلهي المنتخب لكل نص.
وإذا كان ثمة وجود للتناظر النصي في القرآن الكريم فإنا نتساءل بناءً على ذلك الوجود جملة من التساؤلات:
أولها: إذا كانت هناك نصوص متناظرة في النص القرآني فما داعي التباين الدلالي الذي يقع فيها،
أما ثانيها فهو التساؤل: هل لبنيوية النصوص القرآنية المتناظرة صلة دلالية بفواتح سورها وخواتمها،
وهل لهذا الأخير اسهامات دلالية لها شأنها في توجيه التحولات النصية في الخطاب المقدس،
وللإجابة عن هذه التساؤلات في حيز البحث القرآني ننتقل من التجريد إلى التطبيق لنستنطق انموذجا قرآنية سعياًُ وراء لملمة إجابات وافية عن هذه الفرضيات أو التساؤلات العلمية؛ وتأسيساً على هذا المنطلق ننظر إلى الفارق ما بين الايتين الكريمتين:
قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مَنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ)(1).
وقوله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ * فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ * وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)(2).
عند النظر والتأمل في الآيتين الكريمتين نجد أنه تعالى قد استعمل لفظة (هامدة) في آية الحج وذلك في قوله: (وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً)، على حين نلحظ انه قد استعاض عنها بلفظة (خاشعة) في آية فصلت وذلك في قوله: (أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً)، والظاهر أن داعي هذا التغاير اللفظي في العبارتين يعود إلى السياق الداخلي لكل من الآيتين؛
فسياق آية الحج جاء متظافراً لبيان دلالة قدرته سبحانه وتعالى على الأحياء والتنمية ثم التكامل والانتهاء، فكأنه بهذا يشير إلى سير حياة الإنسان ليربط هذه الفكرة بمضمون البعث والمعاد؛ بناء على أن لكل إنسان نهاية في حياته، ولكن ما يلي هذه النهاية ـ هو موضع الحديث ـ وهو أنه ستكون له كرة اخرى بحياة أخرى، وهذا ما يصطلح عليه بـ(المعاد)،
فما العرض لمراحل حياة الإنسان في الآية إلا بيان للإنسان نفسه بأن الذي اقتدر على هذا لقادر على أن يعيدك من جديد؛ وما يسند أن دلالة سياق هذه الآية دال على فكرة (المعاد) ومرتبط بها ارتباطاً وثيقاً هي الآية التي تليها؛ إذ يقول سبحانه فيها: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) نقول لما كان السياق دالاً على قدرته تعالى على الإحياء والاماتة ثم قدرته على تحقيق (المعاد) جاءت لفظة (هامدة) حالاً لرؤية الأرض بدلاً من (خاشعة) توافقاً مع هذا السياق؛ لأن لفظة (هامدة) تعني هالكة ميتة يابسة لا زرع فيها البتة(3)،
فشبه سبحانه الأرض الميتة بحال الإنسان بعد الموت فكما أنه سبحانه يستطيع إحياء هذه الأرض وهي في حال الموت فإنه لقادر على بعث الإنسان من جديد، ولقد استعمل سبحانه لعملية بث الحياة في الأرض تعبيراً جميلاً وهو قوله: (اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) فهذا يعني أنها (تحركت بالنبات بسبب المطر والمراد بالاهتزاز شدة حركة الزرع في الجهات)(4)
وهذا مناظر لحال خروج الناس من أجداثهم فهم يبعثون من كل أنحاء الأرض فتهتز الأرض لذلك كما يهزها خروج الزرع من جميع جهاتها فكأن المرحلة الأولى هي (الاهتزاز)، أما الثانية فهي (الربت) وهو الخروج من جميع النواحي، فكان الاهتزاز عملية تمهيدية للربت، أما قوله (زوج بهيج) فهو الحسن الصورة الذي يُمَتِّعُ مَن رآه(5)،
فنلحظ أن الله تعالى قد وظف الصفة (بهيج) توظيفاً رائعاً في هذا السياق؛ ذلك بأن الرائي قد يخال أن الأرض لن يخرج منها شيء البتة بسبب موتها، فأبان سبحانه أنه ليس بقادر على احياء الأرض بعد موتها فحسب؛ بل انه يُخرِج منها كل ما يمكن أن يُتَلَذَّذ به في النظر وتستطيب له النفس وترتاح، لأن المنظر الحسن يفتح النفس ويزيل الهم، فكان في مضمون هذه الصفة التي وصِف بها النبات الحي قدرةٌ على إبعاد ذهن المتلقي إلى اقصى غايات الإيمان بقدرته تعالى على الإحياء فهو لا يحيي فحسب؛ بل هو مُفِنٌ بالاحياء فاذا كانت قدرته تصل إلى هذا الحد كان إحياء الموتى عليه أيسر.
ثم إن بداية هذه الآية تؤكد أنها تتمحور على إظهار قدرته سبحانه في الإحياء وتحقيق المعاد وذلك في أمرين هما:
1- مخاطبته تعالى للناس بقوله: (يا أيها الناس) فكان هذا الخطاب بداية تنبيه على شيء مهم يريد سبحانه الإبلاغ عنه، ونجد أنه تعالى قد ساق هذا الخطاب على صيغة العموم فأورد لفظة (الناس) مما ينبيء بأن الأمر الذي سيتحدث عنه يتسم بسمة الشمولية للناس جميعا بلا استثناء.
2- استعماله للفظة (ريب) بدلاً من لفظة (شك) في قوله: (إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ)؛ ذلك بأن (الريب) هو الشك مع الاتهام، لأن من الناس مَن لا يؤمن بوجود البعث؛ بل يتهم من يقول ذلك بالكذب، على حين ان الشك يعني التردد بين شيئين، ثم إن ذكره للبعث صراحة لدليل قاطع على أن سياق هذه الآية يقوم على هذا المضمون،
ولابد من الاشارة إلى أن قوله: (يا ايها الناس) لا يخصُّ النداء فيه الناس الذين يرتابون في البعث فحسب؛ بل يشمل النداء الجميع (المرتاب وغير المرتاب) فهو للمرتاب ردٌ واقناع ولغير المرتاب عزة وايمان وتعميق له باليقين،وما يدل على ان النداء هو مصروف للجميع قوله (لنبينَ لكم) فاللام هنا سببية وقد (حذف المفعول إيماءً إلى ان افعاله هذه يتبين بها من قدرته وحكمته ما لايحيط به الذكر)(6) فهذه الافعال بيان للجميع لان الجميع يشهدها المرتاب وغيره.
إن هذا كله أوجب أن ترد لفظة (هامدة) للأرض بدلاً من (خاشعة)، والأظهر لدينا أن الله تعالى قد وشج فكرة البعث للناس بإحيائه للارض الميتة لوجود علة مشتركة بين الاثنين وهي أن أصل خلق الإنسان هو من الأرض (التراب)؛ وذلك بأن النطفة التي يُخلَق منها الإنسان (يجعلها الله من الغذاء والغذاء ينبته من التراب والماء فكان أصلهم كلهم التراب)(7) الذي هو اصل الأرض ويسند هذا قوله تعالى (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ)(8)،
ويمكن ان يقال ان الإنسان مخلوق من تراب تأسيساً على الأصل الاول له وهو النبي آدم (عليه السلام)؛ اذ خلقه سبحانه من التراب حيث يقول (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)(9) فلما كان آدم (عليه السلام) اصله من تراب وانحدرت منه السلالة البشرية جميعها كان الناس على وفق الاصل الاول لهم مخلوقين من تراب ايضاً (فمن قدر على ان يُصيِّر التراب بشرا سويا حيا في الابتداء قَدِرَ على ان يحي العظام والتراب المُتبدِّل من العظام ويعيد الأموات)(10) إلى الحياة، فاذا كانت العظام تحال إلى تراب ويحيها الله فإن إحياءه للارض التي هي تراب هو ذات العمل الذي يمكن أن ينطبق على إحياء الإنسان في حال البعث؛ فلِمَ الريب اذن؟!.
إن كلامنا السابق ينحصر جميعه في نطاق التركيب الداخلي لسياق اية الحج، غير أن هذه الآية لها رابط بالدلالة العامة للسورة بأسرها وهذا يعلل لنا أيضاً سرَّ استعماله تعالى للفظة (هامدة) بدلاً من (خاشعة)؛ فاذا ما قرأنا الايات الاولى لسورة الحج لوجدناها تعزز منطقية استعماله تعالى للفظة (هامدة) دون غيرها، اذ يقول سبحانه: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ* يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ)(11) فنجد أن سياق هذه الآيات يتحدث عن مشاهد المعاد والبعث وأهوال ذلك اليوم، ذلك بـ(ان البعث يحدث ثورة وتبدلا جادا في عالم الوجود، فالجبال تقع من مكانها، والبحار يصب بعضها في بعض، وتنطبق السماء على الأرض، ثم يبدأ عالم جديد، وحياة جديدة)(12).
وهذا شبيه بإحياء الأرض بعد موتها واهتزازها وما يقوي الشبه بين المشهدين انه تعالى استعمل لفظة (زلزلة) و (الزلزلة والزلزال شدة الحركة على الحال الهائلة وكأنه مأخوذ بالاشتقاق الكبير من زلَّ فكُرِّر للمبالغة والاشارة إلى تكرار الزلة)(13)،
فالزلة تدل على كثرة التحرك والاهتزاز كما الأرض في حال الاحياء، وللدلالة على شدة ذلك اليوم ووثوق تحققه هو انه سبحانه قد صوره تصويرا دقيقا بقوله: (يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ) فالمرأة حينما ترضع ولدها تحرص عليه وتشدة بقوة إلى صدرها لعظَم حنانها وحنوها عليه غير أن الامر مختلف في لحظات قيام الساعة حيث نرى أنها تذهل عنه والذهول هو أقصى غايات فقدان الوعي الحسي مع الاحتفاظ باليقظة الظاهرية،
وقد ذهب (اكثر اللغويين والمفسرين إلى أن هذه الكلمة تستخدم بصيغة مؤنثة (مرضعة) لتشير على لحظة الأرضاع، أي يطلق على المرأة التي يمكنها ارضاع طفلها كلمة (المرضع)، وكلمة (المرضعة) خاصة بالمرأة التي هي في حالة ارضاع طفلها ولهذا التعبير في الآية اهمية خاصة)(14) في بيان شدة أحداث يوم البعث وما يحدث فيه من انواع الرعب إلى الحد الذي تترك فيه المرضعة رضيعها الذي بين يديها،
ومن اللافت للنظر أن الله تعالى قد عبَّر عن المرضعة بصيغة العموم؛ اذ استعمل لفظة (كل) وأضافها إلى (المرضعة) فدلت على شمول جميع المرضعات دفعة واحدة وهذا يدل من جهة اخرى على ان الحالة التصويرية التي ذكرها سبحانه هي ليست حالة منفردة وغريبة بل هي حالة عامة تشمل جميع الامهات المرضعات، وهذا يوحي إلى أن الهلع والخوف سيتملك الجميع يومذاك.
أما نهاية سورة الحج فتؤكد أيضاً فكرة البعث والمعاد وذلك في قوله تعالى: (يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ* يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ* وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ)(15)