السبت , 20 أبريل 2024

زهده عليه السلام

زهده

و اذا نظرنا الى زهده في الدنيا اخذنا العجب و البهر من رجل في يده الدنيا كلها عدى الشام ـ العراق و فارس و الحجاز و اليمن و مصر و هو يلبس الخشن و يأكل الجشب مواساة للفقراء و يقول يا دنيا غري غيري الخ و لم يخلف الا سبعمائة درهم فضلت من عطائه كان يعدها لخادم يشتريها لاهله و يفرق جميع ما في بيت المال ثم يأمر به فيكنس ثم يصلي فيه رجاء ان يشهد له. و ما شبع من طعام قط. و قد بلغ من زهده في الدنيا ان تكون الدنيا عنده اهون من ورقة في فم جرادة تقضمها. كما في بعض كلامه و ان تكون الإمرة عنده لا تساوي نعلا قيمتها ثلاثة دراهم الا ان يقيم حقا او يدفع باطلا كما قاله لابن عباس و هو سائر الى البصرة.

في رحاب ائمة اهل‏البيت(ع) ج 1 ص 27

السيد محسن الامين الحسيني العاملي


الزهد فى الدنيا

الزهد في الدنيا و انما يعرف زهد الزاهد فيها اذا كانت في يده و يزهد فيها لا اذا كانت زاهدة فيه.

كان اكثر اكابر الصحابة في زمن عثمان و قبله قد درت عليهم اخلاف الدنيا من الفتوحات و العطاء من بيت المال فبنوا الدور و شيدوا القصور و اختزنوا الاموال الكثيرة و خلفوها بعدهم.

روى المسعودي انه في ايام عثمان اقتنى الصحابة الضياع و المال فكان لعثمان يوم قتل عند خازنه خمسون و مائة الف دينار و الف الف درهم و قيمة ضياعه في وادي القرى و حنين و غيرهما مائة الف دينار و خلف ابلا و خيلا كثيرة و بلغ الثمن الواحد من متروك الزبير بعد وفاته خمسين الف دينار و خلف الف فرس و الف أمة و كانت غلة طلحة من العراق الف دينار كل يوم و من ناحية السراة اكثر من ذلك و كان على مربط عبد الرحمن بن عوف الف فرس و له الف بعير و عشرة آلاف من الغنم و بلغ الربع من متروكه بعد وفاته اربعة و ثمانين الفا و خلف زيد بن ثابت من الذهب و الفضة ما كان يكسر بالفؤوس غير ما خلف من الاموال و الضياع.

و بنى الزبير داره بالبصرة و بنى ايضا بمصر و الكوفة و الاسكندرية و كذلك بنى طلحة داره بالكوفة و شيد داره بالمدينة و بناها بالجص و الآجر و الساج و بنى سعد بن ابي وقاص داره بالعقيق و رفع سمكها و أوسع فضاءها و جعل على أعلاها شرفات و بنى المقداد داره بالمدينة و جعلها مجصصة الظاهر و الباطن و خلف يعلى ابن منبه خمسين الف دينار و عقارا و غير ذلك ما قيمته ثلثمائة الف درهم (ا ه) و لكن ذكره المقداد معهم لمجرد بنائه داره و تجصيص ظاهرها و باطنها لا يخلو من حيف على المقداد فهل يريدون من المقداد ان يبقى في دار خربة سوداء مظلمة.

و لم يكن علي أقل نصيبا منهم في عطاء و غيره ثم جاءته الخلافة و صارت الدنيا كلها في ‏يده عدا الشام و مع ذلك لم يخلف عند موته الا ثمانمائة درهم لم يكن اختزنها و انما اعدها لخادم يشتريها لاهله فمات قبل شرائها فأين ذهبت الاموال التي وصلت الى يده و هو لم يصرفها في مأكل و لا ملبس و لا مركوب و لا شراء عبيد و لا اماء و لا بناء دار و لا اقتناء عقار .مات و لم يضع لبنة على لبنة و لا تنعم بشي‏ء من لذات الدنيا بل كان يلبس الخشن و يأكل الجشب و يعمل في ارضه فيستنبط منها العيون ثم يقفها في سبيل الله و يصرف ما يصل الى يده من مال في الفقراء و المساكين و في سبيل الله و هو مع ذلك يريد من عماله في الامصار ان يكونوا مثله او متشبهين به على الاقل و يتفحص عن احوالهم فيبلغه عن عامله على البصرة عثمان ابن حنيف الانصاري انه دعي الى مأدبة فذهب اليها فيكتب اليه: بلغني ان بعض فتية اهل البصرة دعاك الى مأدبة فأسرعت اليها تستطاب لك الالوان و تنقل اليك الجفان و ما ظننت انك تجيب الى طعام قوم غنيهم مدعو و عائلهم مجفو.

و معنى هذا ان ابن حنيف يلزم ان لا يجيب دعوة احد من وجوه البصرة فان من يدعو الوالي الى مأدبته لا يدعو معه الا الاغنياء و لا يدعو احدا من الفقراء و ما يصنع الفقراء في وليمة الوالي و هم لا يجالسهم الوالي و المدعوون معه من الاغنياء و لا يواكلونهم و كيف يفعلون ذلك و ثياب الفقراء بالية و هيئاتهم رثة ينفرون منها و من رؤيتها و اذا ارادوا ان يعطفوا على فقير منهم ارسلوا اليه شيئا من الزاد او المال الى بيته و لم تسمح لهم أنفسهم ان يجالسوهم على مائدتهم ثم يريد من ابن حنيف ان يقتدي به في زهده فيقول له: و ان لكل مأموم اماما يقتدي به و يهتدي بنور علمه و ان امامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه و من طعمه بقرصيه.

ثم يرى ان ذلك غير ممكن فيقول له: ألا و انكم لا تقدرون على ذلك و لكن أعينوني بورع و اجتهاد و عفة و سداد، ثم يحلف بالله مؤكدا فيقول: فو الله ما كنزت من دنياكم تبرا و لا ادخرت من غنائمها وفرا .

ثم يسوقه الالم من امر فدك الى ذكرها هنا وما علاقة فدك بالمقام و لكن المتألم من امر يخطر بباله عند كل مناسبة فيقول: بلى كانت في ايدينا فدك من كل ما اظلته السماء فشحت عليها نفوس قوم و سخت عنها نفوس قوم آخرين.

و من الذي يريد ان يعترض عليك يا أمير المؤمنين بفدك و يقول لك انها كانت بيدك فكيف تقول انك لم تدخر شيئا من غنائم الدنيا حتى تجيبه انه لم يكن في يدك من جميع بقاع الارض التي تحت السماء غير فدك.

و مع انه قادر على التنعم في ملاذ الدنيا فهو يتركه زهدا فيها و مواساة للفقراء فيقول: و لو شئت لاهتديت الطريق الى مصفى هذا العسل و لباب هذا القمح و نسائج هذا القز و لكن هيهات ان يقودني جشعي الى‏ تخير الاطعمة و لعل بالحجاز او اليمامة من لا عهد له بالقرص و لا طمع له بالشبع.

و هو القائل : و الله لان ابيت على حسك السعدان مسهدا و اجر في الاغلال مصفدا أحب الي من ان القي الله و رسوله يوم القيامة ظالما لبعض العباد و غاصبا لشي‏ء من الحطام و كيف اظلم احدا لنفس يسرع الى البلى قفولها و يطول في الثرى حلولها و الله لو اعطيت الاقاليم السبعة بما تحت افلاكها على ان اعصي الله في نملة اسلبها جلب شعيرة ما فعلت ما لعلي و نعيم يفنى و لذة لا تبقى.

و هو القائل: و الله لقد رقعت مدرعتي هذه حتى استحييت من راقعها و لقد قال لي قائل الا تنبذها عنك فقلت اعزب عني فعند الصباح يحمد القوم السرى.

(و في اسد الغابة) بسنده عن عمار بن ياسر سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلي بن ابي طالب يا علي ان الله عز و جل قد زينك بزينة لم يتزين العباد بزينة احب اليه منها الزهد في الدنيا فجعلك لا تنال من الدنيا شيئا و لا تنال الدنيا منك شيئا و وهب لك حب المساكين و رضوا بك اماما و رضيت بهم اتباعا فطوبى لمن احبك و صدق فيك و ويل لمن ابغضك و كذب عليك فاما الذين احبوك و صدقوا فيك فهم جيرانك في دارك و رفقاؤك في قصرك و اما الذين ابغضوك و كذبوا عليك فحق على الله ان يوقفهم موقف الكذابين يوم القيمة

و قال ابن عبد البر في الاستيعاب قد ثبت عن الحسن بن علي من وجوه انه قال لم يترك ابي الا ثمانمائة درهم او سبعمائة درهم فضلت من عطائه كان يعدها لخادم يشتريها لاهله.

قال و اما تقشفه في لباسه و مطعمه فاشهر من هذا كله ثم روى بسنده عن عبد الله بن ابى الهذيل قال رأيت عليا خرج و عليه قميص غليظ دارس اذا مد كم قميصه بلغ الى الظفر و اذا ارسله صار الى نصف الساعد

(و بسنده) عن عطاء رأيت على علي قميص كرابيس غير غسيل

«و بسنده»عن ابي الهذيل رأيت على علي بن ابي طالب قميصا رازيا اذا أرخى كمه بلغ اطراف اصابعه و اذا اطلقه صار الى الرسغ

«و في اسد الغابة» بسنده عمن رأى على علي عليه السلام ازارا غليظا قال اشتريته بخمسة دراهم فمن اربحني فيه درهما بعته

«و بسنده» عن ابي النوار بياع الكرابيس قال اتاني علي بن ابي طالب و معه غلام له فاشترى مني قميصي كرابيس فقال لغلامه اختر ايهما شئت فاخذ احدهما و اخذ علي الاخر فلبسه ثم مد يده فقال اقطع الذي يفضل من قدر يدي فقطعته و كفه و لبسه و ذهب

«و في حلية الاولياء» بسنده عن ابي سعيد الازدي رأيت عليا أتى السوق و قال من عنده قميص صالح بثلاثة دراهم فقال ‏رجل عندي فجاء به فاعجبه قال لعله خير من ذلك قال لا ذاك ثمنه فرأيت عليا يقرض رباط الدراهم من ثوبه فاعطاه فلبسه فاذا هو يفضل عن اطراف اصابعه فامر به فقطع ما فضل عن اطراف اصابعه

«و في الاستيعاب» بسنده عن مجمع التميمي ان عليا قسم ما في بيت المال بين المسلمين ثم امر به فكنس ثم صلى فيه رجاء ان يشهد له يوم القيامة

«و في حلية الاولياء» بسنده عن مجمع نحوه

«و في الاستيعاب» بسنده عن عاصم بن كليب عن ابيه قال قدم على علي مال من اصبهان فقسمه سبعة أسباع و وجد فيه رغيفا فقسمه سبع كسر فجعل على كل جزء كسرة ثم اقرع بينهم ايهم يعطى اولا.

قال و اخباره في مثل هذا من سيرته لا يحيط بها كتاب و بسنده عن معاذ بن العلاء عن ابيه عن جده سمعت علي بن ابي طالب يقول ما اصبت من فيئكم الا هذه القارورة اهداها الي الدهقان ثم نزل الى بيت المال ففرق كل ما فيه ثم جعل يقول:

افلح من كانت له قوصره‏ 

يأكل منها كل يوم مره

«و في حلية الاولياء» بسنده عن ابي عمرو بن العلاء عن ابيه ان علي بن ابي طالب خطب الناس فقال و الله الذي لا اله الا هو ما رزأت من فيئكم الا هذه و اخرج قارورة من كم قميصه فقال اهداها الي دهقان

«و في الاستيعاب» بسنده عن عنترة الشيباني في حديث: كان علي لا يدع في بيت المال مالا يبيت فيه حتى يقسمه الا ان يغلبه شغل فيصبح اليه و كان يقول يا دنيا لا تغريني غري غيري و ينشد:

هذا جناي و خياره فيه‏ 

و كل جان يده الى فيه

قال و ذكر عبد الرزاق عن الثوري عن ابي حيان التيمي عن ابيه قال رأيت علي بن ابي طالب يقول من يشتري مني سيفي هذا فلو كان عندي ثمن ازار ما بعته فقام اليه رجل فقال نسلفك ثمن ازار قال عبد الرزاق و كانت بيده الدنيا كلها الا ما كان من الشام

«و في حلية الاولياء» بعدة اسانيد عن الارقم و عن يزيد بن محجن و عن ابي رجاء قال الارقم رأيت عليا و هو يبيع سيفا له في السوق و يقول من يشتري مني هذا السيف فو الذي فلق الحبة لطالما كشفت به الكرب عن وجه رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» و لو كان عندي ثمن ازار ما بعته

و قال يزيد بن محجن كنت مع علي و هو بالرحبة فدعا بسيف فسله فقال من يشتري سيفي هذا فو الله لو كان عندي ثمن ازار ما بعته

و قال ابو رجاء رأيت علي بن ابي طالب خرج بسيفه يبيعه فقال من يشتري مني هذا لو كان عندي ثمن ازار لم ابعه فقلت يا أمير المؤمنين انا ابيعك و أنسؤك الى العطاء «و في رواية» فلما خرج و عطاؤه اعطاني

«و في اسد الغابة» بسنده قال علي بن ابي طالب: الدنيا جيفة فمن اراد منها شيئا فليصبر على مخالطة الكلاب

«و بسنده»عن ابي نعيم سمعت سفيان يقول ما بنى علي لبنة على لبنة و لا قصبة على قصبة و ان كان ليؤتى بحبوبه من المدينة في جراب ثم قال في اسد الغابة: و زهده و عدله لا يمكن استقصاء ذكرهما.

و قال ابن ابي الحديد في شرح النهج: اما الزهد في الدنيا فهو سيد الزهاد و بدل الابدال و اليه تشد الرحال و تنفض الاحلاس ما شبع من طعام قط و كان أخشن الناس مأكلا و ملبسا قال عبد الله بن ابي رافع دخلت اليه يوم عيد فقدم جرابا مختوما فوجدنا فيه خبز شعير يابسا مرضوضا فقدم فأكل فقلت يا أمير المؤمنين فكيف تختمه قال خفت هذين الولدين ان يلتاه بسمن او زيت و كان ثوبه مرقوعا بجلد تارة و بليف اخرى و نعلاه من ليف و كان يلبس الكرابيس الغليظ فاذا وجد كمه طويلا قطعه بشفرة و لم يخطه فكان لا يزال متساقطا على ذراعيه حتى يبقى سدى لا لحمة له و كان يأتدم اذا ائتدم بخل او بملح فان ترقى عن ذلك فببعض نبات الارض فان ارتفع عن ذلك فبقليل من ألبان الابل و لا يأكل اللحم الا قليلا و يقول لا تجعلوا بطونكم مقابر الحيوان و كان مع ذلك اشد الناس قوة و أعظمهم ايدا و هو الذي طلق الدنيا و كانت الاموال تجبى اليه من جميع بلاد الاسلام الا من الشام فكان يفرقها و يمزقها ثم يقول: هذا جناي و خياره فيه اذ كل جان يده الى فيه (ا ه)

(و في حلية الاولياء) بسنده عن علي بن ربيعة الوالبي قال جاءه ابن النباج فقال يا أمير المؤمنين امتلأ بيت مال المسلمين من صفراء و بيضاء فقال الله اكبر فقام متوكأ على ابن النباج حتى قام على بيت مال المسلمين فقال هذا جناي و خياره فيه و كل جان يده الى فيه يا ابن النباج علي باسباع الكوفة فنودي في الناس فاعطى جميع ما في بيت مال المسلمين و هو يقول يا صفراء و يا بيضاء غري غيري ها و ها حتى ما بقي منه دينار و لا درهم ثم امره بنضحه و صلى فيه ركعتين

(و بسنده) عن علي بن ابي طالب انه أتي بفالوذج فوضع بين يديه فقال انك طيب الريح حسن اللون طيب الطعم لكن أكره ان اعود نفسي ما لم تعتده

(و بسنده) عن عدي بن ثابت ان عليا اتى بفالوذج فلم يأكل (و بسنده) عن عبد الملك بن عمير عن رجل من ثقيف ان عليا استعمله على عكبرا قال فقال اذا كان عند الظهر فرح الي فرحت اليه فلم أجد عنده حاجبا فوجدته جالسا و عنده قدح و كوز من ماء فدعا بظبيته (1)

فقلت في نفسي لقد امنني حتى يخرج الي جوهرا و لا ادري ما فيها فاذا عليها خاتم فكسره فاذا فيها سويق فاخرج منها فصب في القدح فصب عليه ماء فشرب و سقاني فلم اصبر فقلت يا أمير المؤمنين اتصنع هذا بالعراق و طعام العراق اكثر من ذلك قال اما و الله ما أختم عليه بخلا و لكني ابتاع قدر ما يكفيني فأخاف ان يفنى فيصنع من غيره و اكره ان ادخل بطني الا طيبا

(و بسنده) عن الاعمش كان علي يغدي و يعشي الناس و يأكل هو من شي‏ء يجيئه من المدينة

(و بسنده) عن زيد بن وهب قدم على علي وفد من اهل البصرة فيهم رجل من اهل الخراج (2) يقال له الجعد بن نعجة فعاتب عليا في لبوسه فقال علي ما لك و للبوسي ان لبوسي أبعد من الكبر و أجدر ان يقتدي بي المسلم

(و بسنده) عن عمرو بن قيس قيل لعلي يا أمير المؤمنين لم ترقع قميصك قال يخشع القلب و يقتدي به المؤمن.

تعليقات:

(1) و هي جراب صغير او شبه الخريطة و لكيس و يسميها اهل جبل عامل اليوم ظبوة.ـالمؤلفـ

(2) في النسخة من اهل الخوارج و الظاهر انه غلط.ـالمؤلفـ

في رحاب ائمة اهل‏البيت(ع) ج 1 ص 67

السيد محسن الامين الحسيني العاملي


ما قاله رسول الله صلى الله عليه و آله في زهد علي عليه السلام

في كفاية الطالب: عن عمار بن ياسر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول لعلي بن أبي طالب: «يا علي، إن الله عز و جل قد زينك بزينة لم يتزين العباد بزينة أحب إليه منها، الزهد في الدنيا، فجعلك لا تنال من الدنيا شيئا، و لا تنال الدنيا منك شيئا، و وهب لك حب المساكين، و رضوا بك إماما، و رضيت بهم أتباعا، فطوبى لمن أحبك و صدق فيك، و ويل لمن أبغضك و كذب عليك، فأما الذين أحبوك و صدقوا فيك، فهم جيرانك في دارك، و رفقاؤك في قصرك، و أما الذين أبغضوك و كذبوا عليك، فحق على الله أن يوقفهم موقف الكذابين يوم القيامة». (4)

ما قيل في زهده عليه السلام

1ـ قال ابن أبي الحديد في وصف أمير المؤمنين عليه السلام: و أما الزهد في الدنيا، فهو سيد الزهاد، و بدل الأبدال، و إليه تشد الرحال، و عنده تنفض الأحلاس، ما شبع من طعام قط، و كان أخشن الناس مأكلا و ملبسا.

قال عبد الله بن أبي رافع: دخلت عليه يوم عيد، فقدم جرابا مختوما، فوجدنا فيه خبز شعير يابسا مرضوضا، فقدم فأكل، فقلت: يا أمير المؤمنين، فكيف تختمه؟ قال: «خفت هذين الولدين أن يلتاه بسمن أو زيت».

و كان ثوبه مرقوعا بجلد تارة، و ليف اخرى، و نعلاه من ليف، و كان يلبس الكرباس (5) الغليظ، فإذا وجد كمه طويلا قطعه بشفرة، و لم يخطه، فكان لا يزال متساقطا على ذراعيه حتى يبقى سدى لا لحمة له.

و كان يأتدم إذا ائتدم بخل أو بملح، فإن ترقى عن ذلك فبعض نبات الأرض، فإن ارتفع عن ذلك فبقليل من ألبان الإبل، و لا يأكل اللحم إلا قليلا. و يقول: «لا تجعلوا بطونكم مقابر الحيوان»، و كان مع ذلك أشد الناس قوة، و أعظمهم أيدا، لا ينقض الجوع قوته، و لا يخون (6) الإقلال منته. (7)

و هو الذي طلق الدنيا و كانت الأموال تجبى إليه من جميع بلاد الإسلام إلا من الشام،فكان يفرقها و يمزقها، ثم يقول:

هذا جناي و خياره فيه‏ 

إذ كل جان يده إلى فيه (8)

2ـ وفي تاريخ دمشق، باسناده عن حسن بن صالح، قال: تذاكروا الزهاد عند عمر بن عبد العزيز، فقال قائلون: فلان، و قال قائلون: فلان، فقال عمر بن عبد العزيز: أزهد الناس في الدنيا علي بن أبي طالب عليه السلام. (9)

3ـ و قال العقاد: و صدق في تقواه و إيمانه كما صدق في عمل يمينه و مقالة لسانه، فلم يعرف أحد من الخلفاء أزهد منه في لذة دنيا أو سبب دولة، و كان وهو أمير المؤمنين يأكل الشعير، و تطحنه أمرأته بيديها، و كان يختم على الجراب الذي فيه دقيق الشعير، فيقول: «لا أحب أن يدخل بطني ما لا أعلم».

قال عمر بن عبد العزيز: أزهد الناس في الدنيا علي بن أبي طالب عليه السلام.

و قال سفيان: إن عليا لم يبن آجرة على آجرة، و لا لبنة على لبنة، و لا قصبة على قصبة، قد أبى أن ينزل القصر الأبيض بالكوفة إيثارا للخصاص التي يسكنها الفقراء، و ربما باع سيفه ليشتري بثمنه الكساء و الطعام. (10)

نماذج من زهده في أيام خلافته

نشير هنا إلى نبذة مما ظهر من زهده في أيام خلافته على البلاد الإسلامية إلا الشام، عسى أن يكون ذلك أسوة و مقتدى لحكام البلاد الإسلامية في عصرنا هذا:

1ـ في الغارات: عن عبد الله بن الحسن، عن الحسن عليه السلام، قال: «أعتق علي عليه السلام ألف أهل بيت بما مجلت (11) يداه و عرق جبينه عليه السلام». (12)

2ـ و فيه أيضا، عن جعفر بن محمد عليهما السلام، قال: «أعتق علي عليه السلام ألف مملوك مما عملت يداه، و إن كان عندكم إنما حلواه التمر و اللبن، و ثيابه الكرابيس، و تزوج عليه السلام ‏ليلى، (13) فجعل له حجلة (14) ، فهتكها، و قال عليه السلام: حسب أهل علي ما هم فيه». (15)

3ـ و في شرح ابن أبي الحديد، عن عنبسة العابد، عن عبد الله بن الحسين بن الحسن قال: أعتق علي عليه السلام في حياة رسول الله ألف مملوك مما مجلت يداه و عرق جبينه، و لقد ولي الخلافة و أتته الأموال، فما كان حلواه إلا التمر، و لا ثيابه إلا الكرابيس. (16)

4ـ و في فرائد السمطين: عن سويد بن غفلة، قال: دخلت على علي بن أبي طالب عليه السلام القصر (قصر الإمارة بالكوفة) فوجدته جالسا (و) بين يديه صحفة فيها لبن حازر (17) ، أجد ريحه من شدة حموضته، و في يديه رغيف، أرى قشار الشعير في وجهه، و هو يكسره بيده أحيانا، فإذا أعيى عليه كسره بركبتيه، و طرحه في اللبن، فقال: «ادن فأصب من طعامنا هذا» فقلت: إني صائم . فقال:«سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول: من منعه الصيام من طعام يشتهيه، كان حقا على الله أن يطعمه من طعام الجنة، و يسقيه من شرابها». قال: فقلت لجاريته ـ و هي قائمة[بقرب‏]منه ـ و يحك يا فضة ألا تتقين الله في هذا الشيخ؟ ألا تنخلون له طعاما مما أرى فيه من النخالة؟ فقالت :لقد تقدم إلينا أن لا ننخل له طعاما. قال:فقال لي علي عليه السلام: «ما قلت لها؟» فأخبرته . فقال:«بأبي و امي، من لم ينخل له طعام، و لم يشبع من خبز البر ثلاثة أيام حتى قبضه الله تعالى». (18)

و روى نحوه سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص. (19)

5ـ و روى ابن الجوزي أيضا، عن سويد بن غفلة، قال: دخلت على علي عليه السلام يوما، و ليس في داره سوى حصير رث و هو جالس عليه، فقلت: يا أمير المؤمنين، أنت ملك المسلمين و الحاكم عليهم و على بيت المال، و تأتيك الوفود، و ليس في بيتك سوى هذا الحصير شي‏ء؟ فقال عليه السلام : «يا سويد، إن اللبيب لا يتأثث في دار النقلة، و أمامنا دار المقامة قد نقلنا إليها متاعنا، و نحن منقلبون إليها عن قريب». قال: فأبكاني و الله كلامه. (20)

6ـ و روى ابن الجوزي أيضا، عن الأحنف بن قيس، قال: دخلت على معاوية، فقدم إلي من الحلو و الحامض ما كثر تعجبي منه، ثم قال: قدموا ذاك اللون، فقدموا لونا ما أدري ما هو. فقلت: ما هذا؟ فقال: مصارين (21) البط، محشوة بالمخ و دهن الفستق قد ذر عليه السكر. قال: فبكيت. فقال: ما يبكيك؟

فقلت: لله در ابن أبي طالب، لقد جاد من نفسه بما لم تسمح به أنت و لا غيرك. فقال معاوية : و كيف؟ قلت: دخلت عليه ليلة عند إفطاره، فقال لي: «قم فتعش مع الحسن و الحسين». ثم قام إلى الصلاة، فلما فرغ، دعا بجراب مختوم بخاتمه، فأخرج منه شعيرا مطحونا، ثم ختمه. فقلت: يا أمير المؤمنين، لم أعهدك بخيلا، فكيف ختمت على هذا الشعير؟ فقال عليه السلام: «لم أختمه بخلا، و لكن خفت أن يبسه (22) الحسن و الحسين بسمن أو إهالة». (23) فقلت: أحرام هو؟.قال:« لا، و لكن على أئمة الحق أن يتأسوا بأضعف رعيتهم حالا في الأكل و اللباس، و لا يتميزوا عليهم بشي‏ء لا يقدرون عليه، ليراهم الفقير فيرضى عن الله تعالى بما هو فيه، و يراهم الغني فيزداد شكرا و تواضعا». (24)

7ـ و في اسد الغابة عن محمد بن كعب القرظي، قال: سمعت علي بن أبي طالب عليه السلام يقول : «لقد رأيتني و إني لأربط الحجر على بطني من الجوع، و إن صدقتي لتبلغ اليوم أربعة آلاف دينار». (25)

8ـ و في تذكرة الخواص: عن إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر، قال: سمعت عبد الملك بن عمر يقول : حدثني رجل من ثقيف، قال: استعملني علي عليه السلام على عكبرا، و قال لي: «إذا كان الظهر فأتني». قال: فأتيته فلم أجد أحدا يحجبني عنه، و وجدته جالسا وحده و بين يديه قدح من خشب، و كوز من ماء، فدعا بجراب مختوم، فقلت: لقد إئتمنني حيث يخرج إلي جوهرا، و لا أعلم ما قيمته، فكسر الخاتم فإذا فيه سويق، فأخرج منه و صب في القدح ماء و ذره عليه، ثم شرب و سقاني، فلم أصبر، و قلت: يا أمير المؤمنين، قد وسع الله عليك، و الطعام بالعراق كثير. فقال: «و الله ما ختمت عليه بخلا، و إنما أبتاع قدر كفايتي، و أخاف أن يفنى فيوضع فيه من غيره، و إنما أفعل هذا لئلا يدخل بطني غير طيب». (26)

9ـ و في نهج البلاغة و غيره عن عبد الله بن العباس قال: دخلت على أمير المؤمنين عليه السلام بذي قار (27) و هو يخصف (28) نعله، فقال لي: « ما قيمة هذه النعل؟». فقلت: لا قيمة لها.

فقال عليه السلام: «و الله لهي أحب إلي من إمرتكم، إلا أن اقيم حقا، أو أدفع باطلا». (29)

10ـ و في فرائد السمطين: بسنده عن معاوية، عن رجل من بني كاهل، قال: رأيت عليا عليه السلام و عليه تبان، (30) و قال: «نعم الثوب، ما أستره للعورة، و أكفه للأذى!». (31)

علي عليه السلام يأمر عماله بالزهد

إن عليا عليه السلام لم يكتف بكونه زاهدا في نفسه، بل كان يأمر عماله بالزهد و ترك الدنيا و زينتها، و يريد من عماله في الأمصار أن يكونوا مثله أو متشبهين به على الأقل، و يتابع أوضاعهم و سيرتهم، فيبلغه عن عامله على البصرة عثمان بن حنيف الأنصاري أنه دعي إلى مأدبة فذهب إليها، فيكتب إليه: «بلغني أن بعض فتية أهل البصرة دعاك إلى مأدبة فأسرعت إليها، تستطاب لك الألوان، و تنقل إليك الجفان، و ما ظننت أنك تجيب إلى طعام قوم عائلهم مجفو، و غنيهم مدعو». (32)

و معنى هذا الكلام أنه كان على ابن حنيف أن لا يجب دعوة أحد من وجوه البصرة، فإن من يدعو الوالي إلى مأدبته لا يدعو معه إلا الأغنياء، و لا يدعو أحدا من الفقراء، و كيف يفعلون ذلك و ثياب الفقراء بالية، و هيئاتهم رثة ينفرون منها و من رؤيتها، و إذا أرادوا أن يعطفوا على فقير منهم أرسلوا إليه شيئا من الزاد أو المال إلى بيته، و لم تسمح لهم أنفسهم أن يجالسوهم على مائدتهم.

ثم يريد من ابن حنيف أن يقتدي به في زهده، فيقول له: «ألا و إن لكل ماموم إماما يقتدي به و يستضي‏ء بنور علمه، ألا و إن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه، و من طعمه بقرصيه» . (33)

ثم يرى أن ذلك غير ممكن فيقول له: «ألا و إنكم لا تقدرون على ذلك، و لكن أعينوني بورع و اجتهاد، و عفة و سداد». (34)

ثم يحلف بالله مؤكدا فيقول: «فوالله ما كنزت من دنياكم تبرا، و لا ادخرت من غنائمها و فرا، و لا أعددت لبالي ثوبي طمرا». (35)

ثم يسوقه الألم و الحزن من أمر فدك إلى ذكرها هنا، فيذكر أنه مع كونه قادرا على التنعم بملاذ الدنيا فهو يتركها زهدا فيها، مواساة للفقراء، فيقول: « ولو شئت لاهتديت الطريق إلى مصفى هذا العسل، و لباب هذا القمح، و نسائج هذا القز، و لكن هيهات أن يغلبني هواي و أن يقودني جشعي إلى تخير الأطعمة، و لعل بالحجاز و اليمامة من لا طمع له في القرص، و لا عهد له بالشبع». (36)

ليس الزهد عند علي عليه السلام ترك الدنيا طرا

بعض العوام لا يعرفون حقيقة الزهد في الإسلام، فيظنون أن الزهد ترك الدنيا بالمرة، و اختيار العزلة و الانزواء دائما، و هذا أمر لا يقره الإسلام، بل الزهد في درجة عالية من تهذيب النفس و قصر الأمل، قال النبي صلى الله عليه و آله «ليس الزهد في الدنيا لبس الخشن، و أكل الجشب، و لكن الزهد في الدنيا قصر الأمل». (37)

و إلى هذا المعنى يرجع قول أمير المؤمنين عليه السلام: «الزهد كله بين كلمتين من القرآن، قال الله سبحانه: لكيلا تأسوا على ما فاتكم و لا تفرحوا بما آتاكم فمن لم يأس على الماضي، و لم يفرح بالآتي، فقد استكمل الزهد بطرفيه». (38)

و لو رأى أمير المؤمنين عليه السلام بعض أصحابه يترك الدنيا و يلبس العباء و يترك الملاء يذمه و يرشده إلى حقيقة الحال، كما نرى ذلك في قصة عاصم بن زياد و أخيه الربيع، و التي سنشير إليها فيما يلي:

قصة عاصم بن زياد

روى سبط ابن الجوزي عن الأحنف بن قيس، أنه قال: جاء الربيع بن زياد الحارثي إلى علي عليه السلام فقال: يا أمير المؤمنين، إعدلي على أخي عاصم بن زياد، فقال: ما باله؟ فقال: لبس العباءة و تنسك و هجر أهله.

فقال عليه السلام: علي به. فجاء و قد ائتزر بعباءة و ارتدى باخرى أشعث أغبر. فقال له: و يحك يا عاصم! أما استحييت من أهلك، أما رحمت ولدك، ألم تسمع إلى قوله تعالى: و يحل لهم الطيبات (39) أترى الله أباحها لك و لأمثالك و هو يكره أن تنال منها، أما سمعت قول رسول الله صلى الله عليه و آله: «إن لنفسك عليك حقا؟!» الحديث.

فقال عاصم: فما بالك يا أمير المؤمنين، في خشونة ملبسك، و جشوبة مطعمك، و إنما تزينت بزيك، فقال عليه السلام: «و يحك، إن الله فرض على أئمة الحق أن يتصفوا بأوصاف رعيتهم، أو بأفقر رعيتهم، لئلا يزدرى (40) الفقير بفقره، و ليحمد الله الغني على غناه». (41)

و روى ابن أبي الحديد في شرحه هذه القصة هكذا: إعلم أن الذي رويته عن الشيوخ، و رأيته بخط عبد الله بن أحمد بن الخشاب، أن الربيع بن زياد الحارثي أصابته نشابة في جبينه، فكانت تنتقض عليه في كل عام، فأتاه علي عليه السلام عائدا، فقال: «كيف تجدك أبا عبد الرحمن؟» . قال:أجدني ـ يا أمير المؤمنين ـ لو كان لا يذهب ما بي إلا بذهاب بصري لتمنيت ذهابه. قال: «و ما قيمة بصرك عندك؟». قال: لو كانت لي الدنيا لفديته بها. قال: «لا جرم: ليعطينك الله على قدر ذلك، إن الله تعالى يعطي على قدر الألم و المصيبة، و عنده تضعيف كثير». قال الربيع : يا أمير المؤمنين، ألا أشكو إليك عاصم بن زياد أخي؟ قال: «ماله؟». قال:لبس العباء (42) و ترك الملأ (43) و غم أهله و حزن ولده.

فقال علي عليه السلام: «ادعوا لي عاصما» فلما أتاه عبس في وجهه عليه السلام و قال: «و يحك ـ يا عاصم ـ أترى الله أباح لك اللذات و هو يكره ما أخذت منها؟ ! لأنت أهون على الله من ذلك، أو ما سمعته يقول :مرج البحرين يلتقيان، ثم يقول: يخرج منهما اللؤلؤ و المرجان (44) ، و قال: و من كل تأكلون لحما طريا و تستخرجون حلية تلبسونها (45) ، أما و الله إن ابتذال نعم الله بالفعال، أحب إليه من ابتذالها بالمقال؟ و قد سمعتم الله يقول: و أما بنعمة ربك فحدث (46) ، و قوله: قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده و الطيبات من الرزق. (47) إن الله خاطب المؤمنين بما خاطب به المرسلين، فقال: يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم (48) و قال: يا أيها الرسل كلوا من الطيبات و اعملوا صالحا. (49) و قال رسول الله صلى الله عليه و آله لبعض نسائه: مالي أراك شعثاء (50) مرها (51) سلتاء (52) ؟!».

قال عاصم: فلم اقتصرت ـ يا أمير المؤمنين ـ على لبس الخشن و أكل الجشب؟

قال: «إن الله تعالى افترض على أئمة العدل أن يقدروا لأنفسهم بالقوام، كيلا يتبيغ بالفقير فقره». (53) فما قام علي عليه السلام حتى نزع عاصم العباء و لبس ملاءة. (54)

تعليقات:

(1).هل يجوز لحاكم المسلمين صرف بيت مال المسلمين في هذه الامور، و هل يجوز بذله في القريب و البعيد حتى يتأسى به عماله؟! و هل يسمى هذا البذل سماحة و كرما، بل هو تفريط ببيت المال؟ !!راجع سيرة علي بن أبي طالب عليه السلام في هذه الامور حتى تتضح لك الحقيقة.

(2).مروج الذهب،ج 2،ص 341 و .342

(3).المصدر السابق، قال المسعودي في تاريخه،ج 2،ص 433 و دخل عليه رجل من أصحابه فقال:كيف أصبحت يا أمير المؤمنين؟قال:«أصبحت ضعيفا مذنبا،آكل رزقي،و أنتظر أجلي»قال:و ما تقول في الدنيا؟قال:«و ما أقول في دار أولها غم،و آخرها موت؟من استغنى فيها فتن،و من افتقر فيها حزن،حلالها حساب،و حرامها عقاب»قال:فأي الخلق أنعم؟قال:«أجساد تحت التراب قد أمنت العقاب،و هي تنتظر الثواب».

(4).كفاية الطالب،ص 191،و روى نحوه الجويني في فرائد السمطين،ج 1،ص 136،ح .100

(5).الكرباسـبالكسرـثوب من القطن الأبيض،معرب.

(6).و في نسخة يخور:يعني يضعف.

(7).المنة:القوة.

(8).شرح ابن أبي الحديد،ج 1،ص .26

(9).ترجمة الامام علي من تاريخ دمشق،ج 2،ص 202،ح .1254

(10).عبقرية الإمام،ص .29

(11).مجلت يداه:ثخن جلدها و منه حديث فاطمة عليها السلام:أنها شكت إلى علي عليه السلام مجل يديها من الطحن.

(12).الغارات،ج 1،ص .91

(13).و هي ليلي بنت مسعود النهشلية،إحدى نسائه عليها السلام،و هي أم محمد الأصغر الشهيد مع أخيه الحسين عليه السلام في كربلاء و أم عبيد الله قتيل المذار.

(14).الحجلة:ساتر كالقبة يزين بالثياب و الستور للعروس.

(15).المصدر السابق.

(16).شرح ابن أبي الحديد،ج 2،ص .202

(17).الحارز:الحامض.

(18).فرائد السمطين،ج 1،ص 352،ح 278 و يريد في عبارته الأخيرة رسول الله صلى الله عليه و آله.

(19).تذكرة الخواص،ص .107

(20).المصدر السابق،ص .110

(21).المصارين:الأمعاء.

(22).بس السويق:خلطه بسمن أو زيت.

(23).الإهالة بالكسر:الشحم المذاب أو الزيت و كل ما ائتدم به.

(24).تذكرة الخواص،ص .106

(25).اسد الغابة في معرفة الصحابة،ج 4،ص .23

(26).تذكرة الخواص،ص .107

(27).ذوقار:موضع قريب من البصرة،و هو اليوم أحد محافظات العراق.

(28).يخصف نعله أي يخرزها.

(29).نهج البلاغة،الخطبة،33،و روي نحوه في تذكرة الخواص،ص .110

(30).التبانـبالضم و التشديدـسراويل صغيرة مقدار شبر تستر العورة.

(31).فرائد السمطين،ج 1،ص 353،ح .279

(32).نهج البلاغة،الكتاب .45

(33).نهج البلاغة،الكتاب .45

(34).نفس المصدر.

(35).نفس المصدر.

(36).نفس المصدر.

(37).قصار الجمل،ص .284

(38).نهج البلاغة،قصار الحكم .439

(39).الأعراف، .157

(40).أي يحقر و يعاب.

(41).تذكرة الخواص،ص .106

(42).العباء:الكساء من الصوف،و هو لباس خشن.

(43).الملاء بالضم:الثوب اللين الرقيق.

(44).الرحمن، .19

(45).الرحمن، .22

(46).الضحى، .11

(47).الاعراف، .32

(48).البقرة، .172

(49).المؤمنون، .51

(50).قوله:«شعثاء»التي اغبر رأسها و تلبد شعرها و انتشر لقلة تعهده بالدهن.

(51).المرهاء:التي لا تكتحل.

(52).السلتاء:التي لا تختضب.

(53).قوله:«يتبيع بالفقير فقره»أي يهيج به الألم فيهلكه.

(54).شرح ابن أبي الحديد،ج 11،ص 35ـ .36

حياة اميرالمؤمنين(ع) ص 230

السيد اصغر ناظم ‏زاده القمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.