السبت , 27 أبريل 2024
الرئيسية » ب » السيد باقر القزويني

السيد باقر القزويني

معارف الرجال/محمد حرز الدين

…ـ1247

السيد باقر بن السيد أحمد بن السيد محمّد بن المير قاسم الحسيني المعروف بالقزويني النجفي كان عالماً متبحراً محققا له اليد الطولى في علم الأخلاق والسلوك والعرفان بهذا حدثنا الثقة الجليل الحافظ المؤرخ الشيخ محمّد لائذ النجفي وأفاد أيضاً أنه جلس يوماً لتدريس تلاميذه وهم مجتمعون حوله فرآهم في المناظرات العلمية والمذاكرات بينهم كأنهم أسود ضارية، فلذلك ترك البحث وألزمهم باستماع دروس في علم الأخلاق ليلينوا في الكلام ثم يتفقون، وبعد مدة طويلة عاد إلى المكان الذي تركه في الفقه وواصل بحثه، وهو عم المعاصر الحجة الكبرى السيد مهدي بن السيد حسن بن السيد أحمد القزويني المتوفى سنة 1300هـ وسيأتي ذكره.

أساتيذه:

حضر على الشيخ الأكبر الشيخ جعفر النجفي، والسيد محمّد مهدي بحر العلوم الطباطبائي خاله، كما وأجازاه أن يروي عنهما، وتلمذ عليه الكثير وأظهر تلامذته ابن أخيه السيد مهدي القزويني وأجازه أن يروي عنه.

مؤلفاته:

منها (الفلك المشحون) في أحوال الحجة عجل الله فرجه والوجيز في الطهارة والصلاة، (والوسيط) في الطهارة استدلالي ناقص، (وجامع الرسائل) في الفقه، وله تعليقات على عدة كتب وحواش على كشف اللثام.

ويحكى متواتراً أن المترجم له فعل من مكارم الأخلاق كالخدمة للمرضى المبتلين ببلاء الطاعون المؤرخ بقولهم (مرغز) سنة 1247هـ بما لم نسمعه من أحد غيره من كبار العلماء ورجال المسلمين قبله ولا بعده، هذا وقد هرب جلّ الناس من النجف إلى كل ناحية مما يقاربها ومنهم من مات في أثناء فراره ثم نقل إلى النجف ميتاً، فقد قام (ره) في ذلك الظرف العصيب بدور مهم في خدمة المصابين بهذا الداء الوبيل فنظم الرجال في حارات النجف والمحلات والطرق العامة وضرب لهم الأخبية وبذل لهم كل ما يحتاجون إليه من إسعافات للمرضى والموتى، وقد جعل مطابخاً للمرضى، وأعد لهم المياه والأكفان ولوازم الموتى والمغسلين لهم والناقلين ومن يحفر لهم القبور، كما قام بكفالة أطفالهم وعيالهم إلى غير ذلك من الخدمات الإنسانية، وكانت له أيام مشهورة وأعمال محمودة، هذا وقد اجتمع لديه من أموال الناس ممن لا يعرف له مالك، ولا وارث الشيء الكثير من الذهب والفضة والآلات الصناعية والكتب الثمينة ونحو ذلك عدى الدور التي بقيت خالية يدخلها من يشاء، وقد وهبت له الناس أموالها لما رأوا من خدماته الجليلة فقبلها وصرفها في هذا السبيل، وفيه توفي الشيخ عبد الحسين الأعسم صاحب (الذرايع) والشيخ محسن صاحب (كشف الظلام).

وفاته:

توفي ليلة عرفة تاسع ذي الحجة آخر سنة 1247هـ وكانت وفاته (ره) خاتمة هذا السوء، وأعقب ولده العالم السيد جعفر المتوفى سنة 1265هـ وسيأتي ودفن المترجم له في مقبرته الشهيرة في النجف بين مقبرتي العلامتين السيد حسين الترك الكوهكمري من جهة الشرق والشيخ محمّد حسن صاحب الجواهر من الغرب يفصل بينهما الزقاق النافذ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.