الثلاثاء , 16 أبريل 2024
الرئيسية » ج » السيد جعفر الحلي:

السيد جعفر الحلي:

مع علماء النجف

السيد جعفر بن السيد حمد بن السيد محمد حسن الحلي من ولد الحسين ذي الدمعة أحد أعلام الأدب المشاهير في عصره. ولد في النصف من شهر شعبان من عام 1277هـ في قرية السادات من قرى الحلة. انتقل إلى النجف الأشرف أيام شبابه وحضر في الفقه والأصول على العلامتين الشيخ آغا رضا الهمداني والميرزا حسن الخليلي وإختص بالفاضل الشربياني. توفي المترجم في 23 شعبان 1315هـ.

له: ديوان شعر.

معارف الرجال/محمد حرز الدين

…ـ1315

السيد جعفر بن السيد أحمد الحسيني الحلي النجفي ذو الفضل الواسع والعلم الغزير شاعر مشهور، حسن النظم والنثر، سريع البديهة جيد المدخل والمخرج، له نكات أدبية وشعر رقيق عذب، وقد جمع الكثير من شعره بعد وفاته وصار ديواناً وطبع سنة 1331 وفيه تواريخ حسنة، وقد مدح الكثير من أمراء عصره وعلمائه وذوي الوجاهة، ورثى الإمام الحسين عليه السلام والعلماء والادباء، ومدح السلطان عبد الحميد، ومدح الأمير (محمّد آل رشيد) وأجازه من بعد على مدحه، ذكرنا جملة من تواريخه ونوادره الأدبية في كتابنا (النوادر) وله مع بعض معاصريه مناضلات أدبية ولقد تعدت إلى الطعن وتجاوزت إلى الطعن في نسب السيد، وعلى أثر هذا التعدي والعدوان السافر كتب الفاضل السيد مهدي بن السيد علي الغريفي البحراني المتوفى سنة 1343 رسالة في الذب عن نسب المترجم له وأسرته الجليلة وأوصل نسبهم إلى إحدى قبائل سادات العراق المعروفة.

وقد قرضنا كتابنا (الغيبة) السيد المترجم له بقوله:

أمحمد ألفت خير صحيفة           أحكمت في تأسيسها الإيمانا

حق لشيعة أحمد أن يرغموا        فيها العدو ويدحضوا الشيطانا

أظهرت بعد اليأس حجتهم لهم     فكأنهم قد شاهدوه عيانا

قرآننا هذا وأنت محمّد              إي والذي قد أنزل الفرقانا

***

وحدثنا عبض الأدباء من أصدقائه أن الصفي الحلي كان من جماعة من الأدباء يسبحون في الفرات في سنة (1315) فغرق في الفرات وأخرجه أصحابه من الرمق الأخير وعوفي من ذلك فأرخ بعض أصحابه سنة غرقه بقوله (يغرقه) وقال الأديب مخاطباً السيد جعفر لو متّ في هذه السنة لكان تاريخاً لسنة وفاتك واتفق أنه توفي فيها يوم 23 شعبان ولم يبلغ الأربعين من عمره.

ومن شعره في المديح قصيدته التي أرسلها إلى السيد اليماني المنصور بالله محمّد بن يحيى بن حميد الدين الحسيني وهي جواب إلى السيد اليماني حيث أرسل إليه اليماني قصيدة لامية ذكرناها في ج3 من (النوادر) قال السيد جعفر:

انشر لواك مؤيداً منصورا             حي الإله لواءك المنشورا

واقصد بخيلك يمنة أو يسرة           الله جارك لا ترى محذورا

يا ابن النبي محمّد وسميه              طابت حجورك أولا وأخيرا

ماذا انتظارك بالأولى جحدوا الولا   لم لا تصيرهم هباً منثورا

التابعين لذلك الرجس الذي            مات النبي بدائه مقهورا

عدلوا عن النهج القويم وغادروا      قرآن جدك خلفهم مهجورا

أعطاك ربك بسطة في دينه           فانهض وطهر أرضه تطهيرا

أوليس سيفك ذو الفقار به ظماً        لا يستقي إلاّ الدم المهدورا

وصدور سمرك جوع لا تبتغي      إلاّ كلى ومناحراً وصدورا

يا وارث العلياء من آبائه             لا زال ذكرك بيننا منشوراً

وصل العراق كتابكم فتهللت         فرحاً وأصبح من بها مسرورا

فكأنها قبل الكتاب ونشره             كانت ظلاماً فاستحالت نورا

كم سيد لك بالعراق بوده               يلقاك لو كان اللقى مقدورا

أوما وبيض ضباك وهي حرية       أن يحلفوا قسماً بها مبرورا

لو لم تقم بحدود (مكة) حارساً        ما حج شخص بيتها المعمورا

لم نخش قط على الشريعة عادياً     وضباك قد ضربت عليها السورا

عمرت دين الله بالسيف الذي         إن سل حزب للضلالة دورا

ما قابلتك قبيلة إلاّ اشتهت             خمص السباع لها تكون قبورا

لم تصبح الحي العصاة بغارة         إلاّ وقبلك قد بعثت نذيرا

شاه الإله بأن تعيش معمراً           لما أراد بحاجة تعميراً

ملكاً كبيراً عالماً نحريراً             أسداً هصوراً سيداً منصورا

تهب العطايا للوفود ولم تكن         تبغي جزاءاً منهم وشكورا

متعاقبين كأنهم قد ودعوا             ببلادكم كنزاً لهم مذخورا

لو أنت تعطي الأرض في أطباقها   من عظم قدرك لم يكن تبذيرا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.