الشيخ جواد آل صاحب الجواهر
معارف الرجال/محمد حرز الدين
…ـ1355
الشيخ جواد بن الشيخ علي بن الشيخ محمّد (حميد) بن الشيخ محمّد حسن صاحب الجواهر النجفي من شيوخ النجف وكبارها جليل القدر، كان زعيماً أكثر منه عالماً، مهاباً محنكاً وافر العقل سديد الرأي مقداماً نافذ الكلمة عند الطبقات النجفية والعراقية أيضاً، له الباع الطويل في السياسة والتدبير للأمور المهمة، وقد استطاع بحنكته وكثرة مراسه أن يهيمن على رؤساء النجف ورجال السياسة وبعض المسؤولين الروحانيين في النجف، وصار له صيت من بدء تشكيل الدولة العراقية إلى وفاته، وللشيخ الجواهري نوادر جسيمة في عصره من حيث قابليته ومداخلته مع أقطاب علماء وقته وحكامهم وأهل البلد ورؤساء القبائل وتطور الحكم في العراق من العثمانيين إلى الفوضى بعد سقوط الدولة العثمانية وعدم نفوذ المحتلين للعراق وخصوصاً بلد النجف وضواحيها حيث أن العرب العراقيين حاربوا الإنكليز ذلك الحرب القاسي العقائدي، واستقلال العراق بحكومة مليكها فيصل بن الحسين الحسني، وكان المترجم له أحد العلماء الذين أبعدهم المندوب السامي في بدء استقلال العراق حدود سنة (1340) وهناك أنباء عن المترجم له ورفقائه لا يسع نقلها فيما يراد من تراجم أهل العلم ورسمنا الكثير منها في محله في (كتاب النوادر) ومرض الشيخ بالحمى حتى سقطت قواه وبعد اجتماع لجنة طبية حصل له بعض الانتعاش ثم عرض له شبه السكتة القلبية ووفد على ربه الجواد الغفور في أول الليلة الخامسة والعشرين من صفر سنة (1355) وكانت وفاته خسارة لا تعوض على النجفيين خاصة، وغسل على النهر الغازي في بحر النجف وشيع بتوقير واحترام حتى مقره الأخير في مقبرة أعدها هو لنفسه جنب مقبرة جده صاحب الجواهر ومن مساعيه تعميره المسجد المنسوب إلى صاحب الجواهر وتوسيع المقبرة من جانبها الغربي وبعض الإضافات والمرافق حدود سنة (1351).
2013-03-17