الخميس , 2 مايو 2024
الرئيسية » ح » الشيخ حسن بن علي بن عبد الحسين الدجيلي

الشيخ حسن بن علي بن عبد الحسين الدجيلي

اعيان الشيعة/ج5

الشيخ حسن بن علي بن عبد الحسين بن نجم السعدي الرباحي الدجيلي اللملومي المحتد النجفي المولد والمسكن والمدفن الشهير بقفطان وفي بعض المواضع ابن علي بن سهل المكنى بأبي قفطان.

مولده ووفاته ومدفنه

ولد في النجف سنة 1199 ولا ينافيه قول من قال حدود 1200 فهو مبني على التقريب وهذا على التحقيق وتوفي بالنجف سنة 1279 عن عمر يناهز الثمانين كما في الطليعة أو 1277 وقد تجاوز التسعين كما كتبه الفاضل الشبيبي في مجلة الحضارة أو 1275 كما في بعض القيود وقد ذكرنا في ج 5 ان ولده الشيخ إبراهيم ولد 1199 وتوفي 1279 وكان ذلك منا اعتمادا على ما في الذريعة وهو عين تاريخ ولادة ووفاة أبيه فإذا صح ما في الطليعة يكون ما ذكر في تاريخ ولادة ووفاة الابن اشتباها بتاريخ ولادة ووفاة الأب وقال الفاضل الشبيبي فيما كتبه في مجلة الحضارة ان وفاة ولده الشيخ إبراهيم سنة 1279 بعد وفاة أبيه بسنتين بناء على أن وفاة أبيه 1277 وقال في موضع آخر ان أباه انتقل إلى النجف حدود 1200 وولد الشيخ حسن في النجف هو وبقية اخوته وتوفي بعد وفاة الشيخ مشكور الحولاي بست سنين وقد تجاوز التسعين اه‍. والشيخ مشكور توفي 1271 فإذا كان المترجم توفي بعده بست سنين تكون وفاة المترجم 1277 وهو ينافي قول الطليعة انه توفي 1279 وإذا كان أبوه ورد النجف حدود 1200 وولد هو بعد ذلك التاريخ قريبا منه بطل القول بأنه ولد 1199 ويكون عمره نحو 77 سنة على الأكثر فكيف يكون قد تجاوز التسعين ولعل الصواب السبعين بدل التسعين وقد وجدنا في بعض القيود ان الذي تجاوز التسعين هو الشيخ حسين لا الشيخ حسن ففي المقام عدة أمور منها اشتباه ولادة ووفاة الشيخ إبراهيم بولادة ووفاة أبيه الشيخ حسن ومنها الاختلاف في عمر المترجم انه تجاوز السبعين أو التسعين ودفن المترجم له في الصحن الشريف العلوي عند الإيوان الكبير المتصل بمسجد عمران كما في الطليعة.

نسبته
السعدي والرباحي نسبة إلى آل رباح فخذ من بني سعد العرب المعروفين بالعراق وفي كتاب انساب القبائل العراقية بنو سعد بطن من العرب منهم في الدجيل ومنهم في كربلاء وآل سعد قبيلة من بني منصور في أذناب الفرات والدجلة اه‍. والدجيلي نسبة إلى الدجيل قرية بين سامراء وبغداد في الجانب الغربي كان جدهم نجم منها كما يأتي واللملومي نسبة إلى لملوم بوزن معصوم قرية بناحية السماوة أهلها معروفون بالحذق في الملاحة.

آل قفطان

مر بعض الكلام عليهم في إبراهيم بن حسن ج 5 وفي أحمد بن حسن ج 8 وفي بعض مخطوطات الفاضل الشبيبي كما في مجلة الحضارة: آل قفطان بيت من بيوت الأدب والبلاغة والبيان منشؤهم في النجف وأصلهم من آل رباح فخذ من بني سعد العرب المعروفين في العراق نبغ منهم جماعة في الفقه والأدب وأشهر من عرفناه منهم الشيخ حسن المترجم ومن أبنائه
الشيخ إبراهيم والشيخ أحمد وكانت لآل قفطان مكتبة ثمينة في النجف يرجع إليها طلبة العلم والأدب وكان إنشاؤها مما تقتضيه طبيعة مهنتهم الوارقة وعني آل قفطان بالأدب والتاريخ والفنون وتمتاز مجاميع آل قفطان باحتوائها على تاريخ الحوادث والوقائع التي وقعت في العراق في القرونالثلاثة الأخيرة بعد الألف للهجرة وهي تواريخ مفيدة لمن يعنى بهذا الشأن
من العراقيين اه‍. وفي مسودة الكتاب ولا أعلم الآن من أين نقلته: كان جدهم نجم أهل السنة من سكنة الدجيل ثم انتقل إلى لملوم من مساكن خزاعة وكان تاجرا وله شريك فتزوج شريكه امرأة وقبل أن تمضي سبعة أيام دعاه إلى الخروج معه للتجارة فقيل له أين تمضي مع هذا المتقفطن لكثرة ثيابه التي كانت عليه فسمي بأبي قفطان ثم أن نجما تشيع أيام توطنه
في لملوم وانتقل ولده الشيخ علي إلى النجف فولد له الشيخ حسن وأخاه الشيخ محمد من أم والشيخ جعفر وإخوته من أم أخرى طفيلية من آل حتروش اه‍. والشيخ حسن بمقتضى ما ذكر في العنوان هو حفيده لا ولده الصلبي والمنقول عن طبقات الشيخ علي الجعفري المسمى بالحصون المنيعةأن انتقاله من لملوم إلى النجف كان في حدود سنة 1200 ه وفي النجف
ولد له الشيخ حسن.

أقوال العلماء فيه

في الطليعة: كان فاضلا شاعرا تقيا ناسكا محبا للأئمة الطاهرين وأكثر شعره فيهم وله مطارحات مع أدباء زمانه وتواريخ في أغلب الوقائع وتقاريظ.

وفي مجموعة الشبيبي نشا على حب العلوم فاخذ عن الميرزا القمي في الأصول وعن صاحب الجواهر والشيخ علي بن الشيخ جعفر في الفقه له تأليف فيه لم يخرج إلى المبيضة، وكان أديبا شاعرا وأعقب الشيخ إبراهيم والشيخ أحمد والشيخ حسين والشيخ محمد والشيخ علي والشيخ مهدي وأصبح من مشاهير الفقهاء والأدباء وعن بعض مجاميعه أيضا على ما في مجلة
الحضارة أنه قال في حقه فقيه لغوي اتخذ الوراقة مهنة له في النجف وكان جيد الخط والضبط وقد ورث ذلك عنه أبناؤه وأحفاده وأدرك عصر الشيخ جعفر النجفي الكبير وعصر أولاده وأخذ عنهم وتفقه بهم ثم اتصل بصاحب الجواهر وهو أكبر أساتذته في الفقه وقد اختص به واليه أحال صاحب الجواهر وإلى ولده الشيخ إبراهيم تصحيح جواهره ووراقتها حتى قيل لولاهما ما خرجت الجواهر لأن خط مؤلفها كان رديا جدا لا يكاد يقرأ فكتبا أول نسخة منها عن خطه لأنهما بصيران به ثم صارا يحترفان بكتابتها ويبيعانها على العلماء وطلاب العلم وأكثر النسخ المخطوطة منها قبل أن تطبع كانت بخط القفطانيين ثم قال: كان الشيخ حسن كما قلنا مليح الخط جيد الضبط وما أشبه خطوط بنيه لا سيما الشيخ إبراهيم والشيخ أحمد بخطه حتى إنه يعسر التمييز بينهما. وعني آل قفطان بالأدب والتاريخ والفنون كما مر وعرف الشيخ حسن خاصة بدرس قاموس الفيروزبادي وقد جرد منه رسائل مفيدة في بعض الأصول اللغوية وغيرها تأتي عند ذكر مؤلفاته وبالجملة كان أديبا صحيح الطبع سليم الذوق اه‍. وقد قيل إن القاموس كتاب لغة وطب ورجال وغيرها وقد كان الشيخ عباس نجم النجفي القارئ في عزاء سيد الشهداء ع يحفظ حديثا في العزاء ويقرأه في المجالس وقد سمعناه منه في النجف مرارا والمعلوم عند النجفيين أنه رتبه بعض آل قفطان ليلا على سطح مسجد الكوفة وأظن أنه حديث مكالمة العباس ع مع حبيب بن مظاهر ليلة العاشر من المحرم أو حديث أين ضلت راحلتك يا حسان وكان يقرؤه غيره أيضا وقد أتى به بعض علماء جبل عامل وهو الشيخ موسى شرارة معه من النجف ضمن مجموعة وسمعناه يقرأ في جبل عامل مرارا ولما ذكرنا في رسالة التنزيه أمر هذا الحديث بلغنا أن القفطانيين في النجف غضبوا من ذلك فقلنا للناقل نحن سمعنا ذلك من النجفيين المتواتر عندهم أمر هذا الحديث ولم نأت به من عند أنفسنا وللمترجم تقريظ على كتاب براهين العقول في شرح تهذيب الأصول للشيخ محمد بن يونس الحميدي النجفي كتبه على النسخة بخطه.
مؤلفاته
1 رسالة سماها طب القاموس قال الفاضل الشبيبي في بعض مجاميعه وهي رسالة لطيفة اقتبسها من القاموس وعناية الفيروزبادي كما لا يخفى على من راجع قاموسه بالطب مشهورة عنه حتى عابوا عليه ذلك وقد أشار الشيخ حسن في آخر هذه الرسالة على قرائها بعدم الاقتحام على العلاج دون مراجعة الطبيب الحاذق 2 رسالة سماها أمثال القاموس 3 رسالة الأضداد 4 رسالة المثلثات 5 رسالة في الأفعال اللازمة المتعدية في المعنى الواحد وهذه الرسائل الخمس كلها منتزعة من القاموس 6 تعليقات مفيدة على نسخة من المصباح المنبر للفيومي نسخها بيده سنة1265 وقد فات المعاصر ذكر هذه الرسائل في حرفي الألف والتاء 7 تأليف في الفقه لم يخرج إلى المبيضة.
أشعاره
من شعره قوله من قصيدة في مدح أمير المؤمنين ورثاء الحسين عوقال بعضهم إنها لأخيه الشيخ حسين لا له:
ما استطالت جموعهم يوم عرض * لكفاح إلا عليها استطالا

وطواهم طي السجل وطورا * لفهم فيه يمنة وشمالا

يغمد السيف في الرقاب وأخرى * يتحرى تقليدها الأغلالا

صالح الجيش أنم تكون له الأرواح * والناس تغنم الأموالا

قاتل الناكثين والقاسطين البهم * والمارقين عنه اعتزالا

كرع السيف في دماهم بما حادوا * عن الدين نزعة وانتحالا

من برى مرحبا بكف اقتدار * أطعمته من ذي الفقار الزيالا

يوم سام الجبان من حيث ولى * راية الدين ذلة وانخذالا

قلع الباب بعد ما هي أعيت * عند تحريكها اليسير الرجالا

ثم مد الرتاج جسرا فما تم * ولكن بيمن يمناه طالا

وله في الأحزاب فتح عظيم * إذ كفى المؤمنين فيه القتالا

حين سالت سيل الرمال باعلام * من الشرك خافقات ضلالا

فلوى خافقاتها بيمين * ولواه الخفاق يذري الرمالا

ودعا للبراز عمرو بن ود * يوم في خندق المدينة جالا

فمشى يرقل اشتياقا علي * للقاه بسيفه أرقالا

وجثى بعد أن برى ساق عمرو * فوق عمرو تضرما واغتيالا

ثم ثنى برأس عمرو فاثنى * جبرئيل مهللا اجلالا

فانثنى بالفخار من نصرة الدين * على الشرك باسمه مختالا

وبأحد إذ أسلم المسلمون * المصطفى فيه غدرة وانخزالا

فأحاطت به أعاديه وانثالت * عليه من الجهات انثيالا

عجبا من عصابة أخرته * بسواه لغيها استبدالا

أخرته من منصب أكمل الله * به الدين يومه إكمالا

ضرب الله فوق قبر علي * عن جميل الرواق منه جمالا

قبة صاغها القدير لأفلاك * السماوات شاهدا ومثالا

أرخت الشمس فوقها حلية النور * بهاء وهيبة وجلالا

وتسامى من نورها هدفي * رأسه خطة نراها هلالا

شعب من شعاعها ارتسمت في * فلك النيرات نورا تلالى

وضريح به تنال الآمال * وبه تدرك العفاة النوالا

يا أخا المصطفى الذي قال فيه * يوم خم بمشهد ما قالا

لو بعينيك تنظر السبط يوم الطف * فردا والجيش يدعو النزالا

حاربوه بعدة وعديدة * ضاق فيه رحب الفضاء مجالا

حلأوه عن المباح ورودا * وسقوه أسنة ونبالا

فتحامت له حمية دين * فتية سامروا القنا العسالا

ثبتوا للوغى فلله أقوام * تراهم عند الكفاح جبالا

وأفاضوا على الدروع قلوبا * من حديد كانت لهم سربالا

ليس فيهم إلا أبي كمي * يرهب الجيش سطوه حيث صالا

عانقوا الحور في القصور جزاء * لنحور عانقن بيضا صقالا

وغدا واحد الزمان وحيدا * في عدى كالكثيب حيث انهالا

مفردا يلحظ الأعادي بعين * وبعين يرنو الخبا والعيالا

شد فيهم وهم ثلاثون ألفا * في صفوف كالسيل لما سالا

ناصراه مثقف وحسام * ملك الموت حده الآجالا

ضاربا مهره ارائك نقع * فوقه مثل ما ضربن وصالا

وهوى الأخشب الأشم فمال * العرش والأرض زلزت زلزالا

ورأت زينب الجواد خليا * ذا عنان مرخى وسرج مالا

معلنا بالصهيل ينعى ويشكو * أمة بالطفوف ساءت فعالا

فأماطت خمارها من جوى الثكل * ونادت وا سيدا وا ثمالا

يا جواد الحسين أين حسين * أين من كان لي عمادا ظلالا

أين حامي حماي عقد جماني * من تسمنت في ذراه الدلالا

أين للدين من يقيم قناه * حيث مالت وينجح الآمالا

واستغاثت بربها ثم جرت * نحو أشلاء ندبها أذيالا

ثم أومت لجدخا والرزايا * أسدلت دون نطقها أسدالا

جد يا جد لو رأيت حسينا * أي هيجاء من أمية صالى

مستغيثا هل راحم أو مجير * يستقي لابنه الرضيع زلالا

فسقاه ابن كاهل وهو في حضن * أبيه عن الزلال نصالا

لو ترى السبط في البسيطة دامي * النحر شلوا مبددا أوصالا

عاريا بالعرى ثلاثا وتأبى * الوحش من هيبة له أن تنالا

حنطته وكفنته السوافي * غسلته دماؤها أغسالا

ورؤوساء على الرماح امالتها * رياح السما جنوبا شمالا

أضرموا النار في خبانا فتهنا * معولات بين العدى أعوالا

ما لهذا الحادي المعنف بالادلاج * لا ضجرة ولا إمهالا

فتشاكين حسرة والتياعا * وتباكين بالزفير وجالا

وتنادين بالحنين اتقاء * وتجاوبن بالدموع انهمالا

وله من حسينية وقيل إنها لأخيه الشيخ حسين أولها:

لمن الخبا المضروب في ذاك العرا * من كربلاء جرى عليه ما جرى

ما خلت إلا أنه غاب به * آساد غيل دونها أسد الشري

فتيان صدق من ذؤابة هاشم * نسبا من الشمس المنيرة أنوارا

شبوا وشب بسيفهم وأكفهم * ناران نار وغى ونار للقرى

شرف تفرع عن نبي أو وصي * أو بتول لا حديث يفترى

فأقام فيهم منذرا ومبشرا * ومحذرا في الله حتى أعذرا

بدر تحف به كواكب كلما * عاينتها عاينت صبحا مسفرا

وغدت تواسيه هناك عصابة * طابت مآثرها وطابت عنصرا

تكسوهم الحرب العوان ملابسا * مستشعرين بها النجيع الأحمرا

نصروا ابن بنت نبيهم فتسنموا * عزا لهم في النشأتين ومفخرا

لله يوم ابن البتول فإنه * اشجى البتولة والنبي وحيدرا

يوم ابن احمد والجنود محيطة * بخباه يدعو بالنصير فلا يرى

متصرفا في جمعهم بعوامل * عادت بجيشهم الصحيح مكسرا

باس وسيف أخرسا ضوضاءهم * لكن أمر الله كان مقدرا

فهوى على وجه الثرى روحي الفدا * لك أيها الثاوي على وجه الثرى

من مخبر الزهراء ان سليلها * عارا ثلاثا بالعرى لن يقبرا

وله:
سلي جبل الريان عن مدمعي الجاري * فان سؤال الجار ينبي عن الجار

حبست عليه العين طلقا تمده * بدمع كأفواه المزادة مدرار

مغان عهدناهن فردوس جنة * وروضة نوار وكعبة زوار

منازل منها للخليين عن هوى * حبائل أتراب كواعب ابكار

وأسدلن ليل الشعر لكن بافقه * دراري أقراط بها يهتدي الساري

أمولاي يا ابن العسكري إلى متى * على الدين من أعداك اسمال اطمار

تعطف علينا بالأمان وبالمنى * ومن على الدين الحنيف باظهار

بيوم به وجه الشريعة أبلج * وفيه مقيل الشاة والأسد الضاري

وله في رثاء الحسين ع:

نفسي الفداء لسيد * خانت مواثقه الرعية

رامت أمية ذله * بالسلم لا عزت أمية

حاشاه من خوف المنية * والركون إلى الدنية

فأبى إباء الأسد * مختارا على الذل المنية

وحموه ان يرد الشريعة * بالعوالي السمهرية

فهناك صالت دونه * آساد غيل هاشميه

يا ابن النبي ابن الوصي * أخا الزكي ابن الزكية

لله كم في كربلاء * لك شنشنات حيدرية

باس يسر محمدا * ومواقف سرت وصيه

يوم ابن حيدر والمواضي * عن مغامدها عريه

يطفو ويرسب في الألوف * بمهجة حرى ظميه

ويرى أخاه وابن * والده على الرمضا رميه

ملك الشريعة سيفه * والماء تحت القعضبيه

وشأى السراة بعزمه * لم يثنها غير المشية

سلبت محاسنه القنا * إلا مكارمه السنيه

يا سادة ملكوا الشفاعة * والمعالي السرمدية

حسن وليكم ومن * في الحشر لم يصحب وليه

ان الخطايا أوبقته * وحبكم يمحو الخطية

وعليكم ما دام فضلكم * على الناس التحتية

وله في رثاء الحسين ع من قصيدة:

بعثت له والغدر في ميثاقها * عصب النفاق تحثه ان يقدما

حتى إذا وافاهم ساموه أمما * أن يخوض الحرب أو يستسلما

وفي مجموعة الشبيبي: ومن شعره نقلا عن خطه لما وقف على جدث

ولده حسين المتوفي سنة 1266 ه في أسبوع زفافه:

ابني إني زرت قبرك باكيا * فبللت من فيض الدموع ثراه

عذرا إليك فقد هجرتك لا قلا * أو يهجر الأب قاليا إبناه

حتى تداول بين ناس قولهم * ما كان أقساه وما أجفاه

عين رأت غصن الشبيبة يانعا * لم تستطع عند الذبول تراه

إن كنت تسمع فوق قبرك رنة * أو عولة من واجد فانا هو

وعن بعض مجاميع الفاضل الشيبي من خط الشيخ حسن قفطان قوله

عاتبت الشيخ محمد حسن حيث لم يزرني مهنئا ولا معزيا

أراك تزور الناس غيري كأنما * عليك حرام ان تشرف لي دارا

ومنها يشير إلى وفاة ولده:

سرى نعشه فوق الرقاب وذكره * جميلا لأفواه الخلائق قد سارا

وما كنت أدري قبل لحدك أنه * يواري غصونا أو يغيب أقمارا

وله في رثاء الشيخ محمد ابن الشيخ علي ابن الشيخ جعفر صاحب

كشف الغطاء:

طالعت نعشك والقرين الفرقد * لا تعجبوا فالنعش فيه محمد

يا ظاعنا عنا وخلف جذوة * في قلب كل موحد تتوقد

أمحمد ومن الذي خلفته * فينا يغيث المستغيث وينجد

يا آل جعفر أنتم البحر الذي * هو للعوالم في العلوم المورد

لكم المساعي الغر والمدح التي * فيهن السنة الثناء تغرد

لا يستهل وليدكم إلا بما * فيه شعار الدين ساعة يولد

أثر المفاخر في سواكم مرسل * أبدا ومفخركم صحيح مسند

إن غاب عنا سيد منكم يقم * فينا بأعباء الإمامة سيد

بالرأي في فصل الخطاب مؤيد * بالوحي في علم الكتاب مسدد

ومن شعره نقلا عن بعض مجاميع الفاضل الشبيبي:

توسمت الديار فذكرتني * زمانا قد تقضى في رباها

إذا نظرت منازلكم عيوني * جرى منها على الوجنات ماها

على أن النوى لا ضير فيها * إذا هي جردت عما سواها

حننت إلى لقاك كذات طفل * ترجيه وقد قطعت رجاها

أحاذر أن تموت ولن تراني * وذل النفس إنك لا تراها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.