الشيخ خلف بن الشيخ بشارة
اعيان الشيعة/ج6
الشيخ خلف بن بشارة وآل موحي الخيقاني الغروي
في نشوة السلافة لسبطه:
عنده من علم البلاغة غامضة ومصونة وعليه تهدلت فروعه وغصونه زين المجالس والمحافل في الدروس ووشح في تحقيقه الدفاتر والطروس شم من روض الأدب أقحوانه وعراره وجنى من تباشير ربيعه بهاره ونواره وهو عم والدي وجدي واليه ينتهي رسمي وحدي أدركته وانا صغير وحظي لديه كبير لأنه كان يؤثرني على أولاده ويخصني بنوافله وارفاده ومن شعره قوله:
ابك المنازل عند منعرج اللوى * فلعلنا نطفي لهيبا للجوى
دار بها قمر المحاسن طالما * جذب القلوب إليه من أهل الهوى
لله أيام خلت في وصله * ماشا بها مر الصدود ولا النوى
ولكم قطعت إليه برا واسعا * من فوق طرف سابح عبل الشوا
قال ووجدت في مجموع له بخطه ما صورته: قال كنت مع جماعة من الفضلاء والأدباء في مقام زين العابدين ع المشرف على بحر النجف فجرى ذكر الشعر فأنشدتهم أبياتا كنت قد نظمتها في عصر الشباب في وصف حديقة جلسنا فيها مع بعض الأحباب فاستحسنوها ثم بلغني ان شخصا منهم صدر منه كلام يدل على اعابتها تلويحا وكم من عائب قولا صحيحا فكتبت إليه:
يا عالما بقوافي الشعر قد برعا * وللعلوم على أنواعها جمعا
أعبت نظمي بلا نقص وجدت به * فهل يعاب هلال عندما طلعا
وذاك أول شعر قلته حدثا * والشعر ما لاح في وجهي ولا وزعا
فان اخذت طريقا في مخاصمتي * تجد هزبرا لروح الخصم منتزعا
لا تحقرن صغيرا في مخاصمة * فربما قتل الزنبور إذ لسعا
وقال في صباه:
تبسم ثغر الصبح والليل عباس * وطابت بهبات الصبا منه أنفاس
وغنى حمام الدوح والروض زاهر * وهبت لشرب الراح بالكاس أكياس
غطارفة أقمار تم وجوههم * مطاعيم للأضياف في الحرب نهاس
وفي حيهم ريم حمته رماحهم * إذا ما مشى للحلي صوت وأجراس
فكم زرته والليل وحف فروعه * وما ارتاع لي قلب وان طاف حراس
قال صاحب نشوة السلافة: وهذا المقدار هو الذي رواه لي والدي منها وذكر انها قصيدة طويلة لم يبق في حفظه منها الا هذا وانها كانت مكتوبة في مجموع ذهب منه في بعض أسفاره وانه مدح بها العلامة المفتي ابن الكواكبي لما حج على طريق الشام واجتمع معه في
حلب.
2013-03-24