السبت , 23 نوفمبر 2024
الرئيسية » شخصيات نجفية » أدباء » الشيخ دخيل بن طاهر بن عبد الرسول الحجامي

الشيخ دخيل بن طاهر بن عبد الرسول الحجامي

اعيان الشيعة/ج6

 الشيخ دخيل بن طاهر بن عبد علي بن عبد الرسول بن إسماعيل المالكي الحكامي ولد في سوق الشيوخ سنة 1245 وتوفي بها عقيما سنة 1287 وقيل 1285 وحمل إلى النجف الأشرف فدفن هناك .

 والمالكي نسبة إلى آل مالك قبيلة عراقية يقال انها من نسل مالك الأشتر والحكامي بحاء مهملة مفتوحة فكاف مشدد وهم ينطقونها بجيم فارسية قريبة من الشين فميم نسبة إلى آل حكام فخذ من آل مالك منتشر في العراق .

 عالم فاضل قرأ علوم العربية والمنطق والبيان على أبيه في سوق الشيوخ ثم هاجر إلى النجف الأشرف فقرأ على الشيخ مرتضى الأنصاري والسيد حسين الترك كما أفاده بعض الفضلاء المعاصرين .

 له من المؤلفات 1 شرح منظومة والده في المنطق 2 مجموعة أدبية 3 جملة حواش ورسائل 4 تحفة اللبيب في شرح التهذيب للتفتازاني في المنطق وقد قرضه جملة من علماء عصره بتقاريض تجمع النثر والشعر نقتصر على الشعر منها والله أعلم بسبب اهتمامهم بتقريضه فقال الفقيه الشيخ محمد طه نجف النجفي :

 لعمرك ان ذا حظ عظيم * بنا بشراك بالحظ العظيم

 بلغت به حدود ذرى المعاني * بتهذيب الدليل المستقيم

 فلا عجب إذا عجزت فحول * وقد بارتك بالنظر القويم

 وقال الشيخ مهدي ابن الشيخ علي بن الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء :

 لا عجب ان فاق من قد مضى * في علمه نجل الفتى الظاهر

 وليس بدعا ان اتى آخرا * كم ترك الأول للآخر

 وقرضه أخوه الشيخ جعفر بن الشيخ علي بتقريض نثري تركناه اختصارا وقال الشيخ موسى شرارة العاملي :

 لله ما أنشأت من غرر * زينت بهن صحائف الطرس

 ورقيت كرسي العلوم وما * قد جئت فيه لآية الكرسي

 وقال الشيخ عباس الأعسم النجفي :

 لله درك من كتاب قد حوى * بنظام أسطره عقود جمان

 نسخت به صحف الأوائل قبله * فأعجب له إذا جاء كالفرقان

 وقال الميرزا جعفر بن السيد مهدي القزويني :

 فلو قال إني للنبوة صالح * لكان محقا بالمقال وصادقا

 ولو لم يكن آي له غير تحفة * كفته دليل بالحقيقة ناطقا

 وقال والده الشيخ طاهر :

 اتيت بميزان العقول حقائقا * قلائد عقيان أنيطت على نحر

 وجئت بما دانت له الشمس رفعة * منيرا بأفق الطرس كالكوكب الدري

 كثوب ابن يعقوب به عدت مبصرا * وفيه أتجلى ما كنت فيه من الضر

 وقرضه أيضا الشيخ محمد تقي نجل الشيخ أسد الله التستري

 والشيخ إبراهيم بن الشيخ حسن قفطان وأمين الدين المدرس المفتي الحنفي

 في لواء المنتفق والشيخ عبد الله حفيد الشيخ محمد آل سلوم من علماء السنة

 في سوق الشيوخ

 ومن شعره ما أرسله إلى الشيخ عباس بن الشيخ علي بن الشيخ جعفر

 صاحب كشف الغطاء وضمنه بعض أبيات عبد الباقي العمري :

 سلام مثل أنفاس الخزامي * يضوع شذا بأذيال النعامي

 تنظم نثره أيدي محب * مشوق كاد ان يقضي غراما

 أذابت قلبه جذوات وجد * تؤجج بين جنبيه ضراما

 فلم يهنأ له أبدا طعام * ولا عرفت نواظره المناما

 إلى ملك يهاب الدهر منه * وندب عم نائله الأناما

 له عزم كأشفار المواضي * وكف يخجل الغيث انسجاما

 نتيجة معشر ضربوا فخارا * على هام الضراح لهم خياما

 أمائل قد توارثت المعالي * امام للهدى يقفو إماما

 لهم كشف الغطاء ولا عجيب * بان يجلو سنى الشمس الظلاما

 ومما كتبه جوابا على كتاب كتبه إليه الشيخ عباس المذكور :

 من مغرم انحله فرط الجوى * وشيق أذاب قلبه النوى

 ارقه الحب وأضنى جسده * وأشمت الحب به من حسده

 فبات بين السقم والسهاد * يبكي بدمع رائح وغاد

 إلى ملك تهد الشم بأسا * عزائمه فيذريها رغاما

 وأذهب بأسه صرف الليالي * وقد اضحى الزمان له غلاما

 ونال من المسائل ما تمنى * فقام بهذه الدنيا إماما

 وبعد ان لاعج الفراق * أذال مهجتي من الآفاق

 لا عبرتي ترقى ولا حنيني * لولا تمني القرب حان حيني

 فقلت والقلب إليكم قد صبا * هذا الكتاب المنتقى والمجتنى

 دق وراق نظمه كأنه * في نعت أهل البيت أصحاب العبا

 بالقلم الاعلى بكف قدرة * تخاله خط بها وهذبا

 وتحسب النثر لحسن نظمه * في اللوح من مداد نور كتبا

 ريح الصبا تضخمت بطيبه * بطيبه تضخمت ريح الصبا

 ومنكب العلياء منه كم طوى * حقائبا تزري بأزهار الربى

 من طيبه يفوح قبل نشره * نشر العوالي ونوافح الكيا

 فعطرت أنفاسكم ونده * كل البرايا مشرقا ومغربا

 وضمن كتابا آخر إليه هذين البيتين

 : حتى إذا استنشقت من نشرك ما * تضمخت طيبا به ريح الصبا

 تحمله منك إلي أسطر * كأنها في الطرس أزهار الربى

 ومن شعره قوله :

 المجد والفخر والعلياء من اربي * والحزم والعزم والاقدام من حسبي

 ولي مناقب فضل قد شهدن بها * بيض من القضب مع سود من الكتب

 وهمة قد سمت هام السماك على * بعزمة كذباب الصارم الذرب

 ولم تزل ترتقي بي للعلى همم * حتى سموت مناط الأنجم الشهب

 ان كان ساءك مني ملبس خلق * باد ففي طيه ماض من القضب

 والسيف يحسن ما تمضي مضاربه * وان نبت لم تفده حلية الذهب

 ان الجواد وان تخلق شكيمته * ينال في جريه الأقصى من الطلب

 والشمس تبدو ولا تخفي محاسنها * وان علتها جلابيب من السحب

 وقال مصدرا بها كتابا لبعض أصحابه في النجف :

 سلام يلبس الروض الوسيما * مطارفا تملأ الدنيا شميما

 تخال نظامه نثر اللئالي * وتحسب نثره عقدا نظيما

 إلى ذي فكرة كالسيف حدا * وكف تخجل الغيث العميما

 مزايا لو نشرن على الدياجي * أحال ضياؤها الليل البهيما

معارف الرجال/محمد حرز الدين

1245ـ 1285

الشيخ دخيل بن الشيخ طاهر بن الشيخ عبد علي بن الشيخ عبد الرسول المالكي الحجامي النجفي المولود سنة 1245 كان عالماً عاملاً وممن يشار إليه بالفضيلة والورع والروية ومن المؤلفين تتلمذ على علماء عصره منهم الشيخ المرتضى الأنصاري المتوفى سنة 1281.

مؤلفاته:

ألف كتاباً في الفقه في سبع مجلدات استدلالي مبسوط، ورسالة في الرد على المحدثين أجازه عليها السيد مهدي القزويني الحلي النجفي المتوفى سنة 1300 حدثنا ولده الفاضل الشيخ حسن به، و(تحفة اللبيب) في شرح منطق التهذيب بخط المؤلّف فرغ منها 22 صفر سنة 1276، وقرضها جماعة من أهل الفضل، وقرضها الأستاذ الشيخ محمّد طه نجف، وكان والده الشيخ طاهر من العلماء الأفاضل المتخرجين على الشيخ موسى والشيخ علي ولدي كاشف الغطاء، وممن مؤلفاته (تحفة النساك) أرجوزة في مناسك الحج، وقد توفي في سوق الشيوخ بشهر رمضان سنة 1279هـ ونقل إلى النجف.

وفاته:

توفي في النجف سنة 1285هـ ودفن فيها.

مصادر الدراسة:

1 – آغا برزك الطهراني: الكرام البررة (مخطوط).

2 – علي الخاقاني: شعراء الغري – المطبعة الحيدرية – النجف 1954.

( 1245 – 1285 هـ)

( 1829 – 1868 م)

سيرة الشاعر:

دخيل بن طاهر بن عبد علي المالكي – الشهير بالحجامي.

ولد بمدينة سوق الشيوخ (جنوبي العراق)، ودفن في مدينة النجف.

عاش في العراق.

رجل دين شاعر وناثر – نشأ على أبيه – فدرس مبادئ النحو واللغة، ثم هاجر إلى مدينة النجف لطلب العلم فظهر نبوغه وقوة حافظته.

كتب رسائل نثرية وجهها إلى الشيخ عباس بن علي آل كاشف الغطاء أبرزت قدراته في النثر.

الحجامي اسم العشيرة التي ينتمي إليها.

الإنتاج الشعري:

– له عدة قصائد ومقطعات في كتاب «شعراء الغريّ».

الأعمال الأخرى:

– له أربع رسائل كتب بها إلى بعض أفاضل عصره، أثبتها كتاب: «شعراء الغريّ»، وله كتاب: «تحفة اللبيب في شرح منطق التهذيب».

شعر متين اللفظ قوي المعنى متماسك النسج، يستحضر صور التراث ومعانيه، أما رسائله وتداخلها مع نظمه فقد دلت على وحدة الباعث واستواء الشعور توصلاً إلى غاية لونت الشعر والنثر بألوانها الخاصة.

 عناوين القصائد:

سلام من مشوق

هذا الكتاب

رسالة

جواب رسالة

سلام من مشوق

سلامٌ مـثلُ أنفــــــــــــــــاس الخُزامَى

يضـوع شذًا بأذيـال النعــــــــــــــامَى

تُنظِّم نثرَه أيـدي محــــــــــــــــــــبٍّ

مَشُوقٍ كـاد أن يـقضـي غرامــــــــــــــا

أذابت قـلــــــــــــــــــبَه جذواتُ وجْدٍ

تؤجّج بـيـن جنـبـيـه ضِرامــــــــــــــا

فلـم يـهـنأ له أبـدًا طعــــــــــــــامٌ

ولا عـرفتْ نـواظرُه الـمـنـامـــــــــــا

إلى مـلكٍ يـهـاب الـدهـرُ مــــــــــــنه

ونَدْبٍ جـودُه عـمَّ الأنـامــــــــــــــــا

أَجَلُّ بنـي الزمــــــــــــــان عُلاً وفضلاً

وأزكـاهـم وأوفـاهـم ذِمـامـــــــــــــا

له رأيٌ كأشفـار الـمـواضـــــــــــــــي

وكفٌّ يُخْجل الغـيثَ انسجـامـــــــــــــــا

ـيب بفكره غُرَّ الـمعـالـــــــــــــــي

إذا مـا الأمـرُ أعضلَ أو تعـامــــــــــى

 نـتـيجةُ معـشـرٍ ضربـــــــــــــوا فخَارًا

عـلى هـام الضراح لهـم خِيـامـــــــــــا

أمـاجـدُ قـد تـوارثتِ الـمعـالــــــــــي

إمـامٌ فـي العـلا يـقفـو إمـامـــــــــا

لقـد ألقَتْ أزمَّتَهـا إلـيـهــــــــــــــم

ولـم تُلْقِ لغـيرهـمُ الزمـامـــــــــــــا

لهـم كشْفُ الغطـاء ولـــــــــــــيس بِدْعًا

بأن يجلـو سنـا الشمس الظلامـــــــــــا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.