الشيخ راضي نصار العبسي
معارف الرجال/محمد حرز الدين
…ـ1230
الشيخ راضي بن الشيخ نصار بن الشيخ حمد النجفي من آل بدر الحكيمي العبسي عالم تقي زاهد عابد من شيوخ النجف وأدبائها، وكان زهده وورعه أشهر من علمه، ولم نعرف له مصنفاً ولا مؤلفاً عدى مقتل شهداء الطف جيد الترتيب مرتب على مجالس عشرة لكل يوم من العشرة الأولى لشهر محرم الحرام، وكان يقرأه في مجلسه بداره الوقف في النجف، تحضره العلماء الأعلام والصلحاء والتجار، والى يومنا هذا، ورأيت كتابه ها بخطه ثم فقد الكتاب بعد ذلك، وقد قرض تخميس الشيخ محمّد رضا النحوي (للدريدية) جماعة المترجم له وأصحابه الأعلام كالشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء والشيخ قاسم محي الدين وغيرهم، وعاصرنا جملة من العلماء الذين أدركوه وحفظوا منه بعض نوادره وسيره، وتلمذ المترجم له في النجف على الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء النجفي ولازمه حتى مات سنة 1228، وكانت له صحبة وروابط أكيدة مع السيد محمّد مهدي الطباطبائي الشهير ببحر العلوم النجفي، وللسيد مع الشيخ هذا (حكاية) تدل على زهد الشيخ وبرّ السيد له هي أن السيد ذات يوم دخل على الشيخ في داره في شهر رمضان وقت الإفطار على حين غفلة فوجده يفطر على خبز (وكراث) فخرج السيد منه مسرعاً وجمع له من جماعة من أهل الثروة من زوار بلادهم (بروجرد) مقداراً من المال وجاء به إليه فتأذى الشيخ من ذلك وقال له إني لم آكل ذلك من حاجة ثم قلب (بادية) بقربه فأراه ما تحتها من المال الكثير وقال إنما فعلت ذلك زهداً ولكي أرغم نفسي عن شهوتها.
وفاته:
توفي في النجف حدود سنة 1230 ودفن في الإيوان الكبير المعروف بإيوان ميزاب الذهب في الجهة الجنوبية من الصحن الغروي قيل وفيه سرداب ينفذ إلى تحت الرواق المقدس لحرم أمير المؤمنين عليه السلام وفيه دفن أبوه الشيخ نصار، وفي الصحن إلى جنب الإيوان قبور جملة من أرحام الشيخ المترجم له وحدثني المقدس الشيخ راضي الصغير بن الشيخ عبود بن الشيخ حسين بن الشيخ راضي بن الشيخ نصار بن الشيخ أحمد العبسي النجفي المعاصر بمضمون ما ذكرناه وأفاد أيضاً أن جدنا الشيخ حمد وقف أشياءً ومن جملتها كتاب فقه وهو أحد مصنفاته على أولاده السبعة ثم قال في نص موقوفته: ومن جملتهم قرة عيني الشيخ نصار انتهى. وكان الشيخ نصار أصغر إخوته سناً وقد حظي بعلمه وسمعته ومكانته، ومن أولاد الشيخ حمد أيضاً الشيخ علي والشيخ سعد والشيخ ناصر والشيخ حسين، وللمترجم له ولدان الشيخ علي والشيخ حسين المتوفى ليلة الأحد 29 شعبان سنة 1275هـ، وهؤلاء الجماعة فضلاء أخيار أبرار ومن أهل المعرفة والدين والقداسة، والشيخ سعد بن الشيخ حمد المذكور هو والد الشيخ عبد الرسول، و(عبد الرسول) هذا أبو الأسرة المعروفة به في النجف والسماوة وفيها رجال نبغوا بالعلم والفضل والأدب، وليس منهم الشيخ محمّد بن الشيخ علي بن الشيخ إبراهيم بن الشيخ محمّد بن نصار المشتهر (بالشيباني) الساكن عند (لملوم ـ الشنافية) وكان يسكن (الحلة) سابقاً، وقيل هاجر آباؤه من الإحساء إلى العراق قبل ذلك، وتزوج الشيخ علي والد الشيخ محمّد هذا أخت الشيخ أحمد بن الشيخ محمّد عبد الرسول فهو صهرهم، وكان شاعراً أديباً معروفاً رثى الحسين وشهداء الطف عليهم السلام بلسان العامة المعروف بشعر ابن نصار يحفظه الخطباء والراثون وكان ينظم الشعر القريض على قلة .
2013-03-24