السيد صادق الفحام
معارف الرجال/محمد حرز الدين
1124ـ 1205
السيد صادق بن السيد علي بن السيد حسن بن السيد هاشم الحسيني الأعرجي الشهير بالفحام النجفي، ولد في قرية (الحصين) من قرى الحلة سنة 1124هـ ونشأ فيها. وقرأ مبادئ العلوم في الحلة المزيدية ثم هاجر إلى النجف في عصر الشيخ خضر الجناجي قرأ عليه الفقه والأصول، قيل وقرأ على والد السيد بحر العلوم النجفي في كربلاء، وصار أستاذا في علم العربية محققاً فقيهاً شاعراً أديباً له شعر رائق ونثر رقيق ومحاسن جيدة وتواريخ متينة، وكان نظمه من الطبقة الوسطى، وقد اشتهر في زمانه بشيخ الأدب تارة ـ وقاموس لغة العرب أخرى ـ لأدبه الغزير وإحاطته في العلوم العربية واللغة.
أساتيذه:
حضر الفقه على السيد محمّد مهدي الطباطبائي النجفي وكان أظهر أساتذته ومن أصحابه وحواريه، وحضر عليه السيد بحر العلوم والشيخ كاشف الغطاء النجفي علم النحو وبعض الأدبيات أول أمرهما، ولما بلغا الغاية من الرئاسة صارا يبجلانه ويحترمانه غاية الاحترام.
مؤلفاته:
له شرح شواهد قطر الندى (لابن هشام) وله كتابة في الفقه من كتاب الطهارة إلى نوافل شهر رمضان وليلة الفطر من كتاب الصلاة رأيتها في النجف عند بعض أقاربه، والدرة النجفية في علم العربية، وتاريخ النجف وآثاره، وله تقريض على تخميس الدريدية وديوان شعره وله مراسلات ومداعبات مع العلماء وأهل الفضل والأدباء. منها ما وقع له مع الشيخ ملا كاظم الآزري المتوفى سنة 1211هـ ببغداد حينما عرض على السيد الفحام شيئاً من نظمه فلم يحض من السيد بما يستحقه من المدح والثناء وقال الآزري في المترجم له شعراً:
عرضت در نظامي عند من جهلوا فضيعوا في ظلام الليل موقعه
فلم أزل لائماً نفسي أعاتبها من باع دراً على الفحام ضيعه
وفاته:
توفي في النجف 21 شعبان سنة 1205 ودفن في داره بمحلة البراق ورثته الشعراء منهم السيد أحمد العطار الحسني البغدادي وأرخ عام وفاته قال العطار:
لهفي على بدر علا تحت التراب قد أفل
وبحر علم كل حبر عل منه ونهل
من قد حباه الله علما زانه حسن عمل
فسار ذكر فضله بين الورى سير المثل
قد هدّ أركان التقى والدين رزؤه الجلل
وحين حل الترب وهو السيد السامي المحل
ارخت عام موته في بيت شعر قد كمل
(عز على الإسلام موت الصادق المولى الأجل)
وأعقب السيد محمّد الفحام.
سنة 1205.
2013-03-26