الشيخ هادي السبزواري
معارف الرجال/محمد حرز الدين
1212ـ 1289
الشيخ هادي بن المهدي المعروف بـ(أسرار) السبزواري صاحب المنظومة، ولد في سبزوار سنة 1212هـ ونشأ بها في بيت الثراء والوجاهة تحت ظل والده، قرأ مقدمات علم المعقول والفقه في سبزوار، وهاجر إلى أصفهان حدود سنة 1231هـ في أواسط حياة العالم الجليل الشيخ محمّد إبراهيم الكلباسي صاحب الإشارات المتوفى سنة 1261هـ، وأخذ يحضر الحكمة والفلسفة على عيون علمائها إلى سنة 1242، ثم غادر أصفهان قاصداً بلد العلم المشهد الرضوي خراسان بعد ما عرف كؤوسا من العلوم العلقية والنظريات الممتعة للحكميين الإشراقيين، وحدث المعاصر الراوي شطراً من حياة المترجم له قائلا: وفي حدود سنة 1249هـ حج بيت الله الحرام ولما دخل إيران رغب أن يقيم في كرمان فبقي بها سنة كاملة ثم عاد إلى خراسان متوطنا بها نحوا من إحدى عشر سنة وهناك فتح باب التدريس على مصراعيه في علم المعقول والمنقول وقصدته الطلاب هواة علم الفلسفة والحكمة الإشراقية وتزودوا من منهل علمه الجم ونظرياته الصائبة ثم عاد إلى مسقط رأسه سبزوار عالماً حكيما متضلعا بالعلوم العقلية والشرعية فيلسوفا أوحدياً متألهاً، والمعروف عند أصحابنا أن سبزوار بوجوده فيها أصبحت تقصدها فلاسفة عصره وحكمائه من شتى الأمصار والأصقاع كل ذلك مع تقى وزهد وورع وعبادة صادقة وأداء ما فرضه الله عليه من الحقوق في غلاته وفاضل مؤنته السنوية إلى ما هنالك من واجبات ومستحبات، وكان من المتصلبين في تشيعهم وإسلامهم ولم يتأثر بنظريات وآراء الحكماء والفلاسفة الأقدمين وغيرهم، وقيل إنه فهم مطالب ملا صدرا الشيرازي وآراءه ولم يكن مؤسسا، وكان محيطا بمذاهب الإشراقيين، وحدث من يعتمد على علمه وحديثه من المهاجرين الإيرانيين ان السلطان ناصر الدين شاه القاجاري نزل عليه بداره ساعات من النهار في سبزوار إجلالا له وإكراما للعلم وكان ذلك في أوائل شهر صفر عام 1284هـ في طريقه لزيارة مرقد الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام، وحدث معاصروه انه منذ ثلاثين عاما ما فاتته صلاة الليل وعمل الأوراد الرياضية حيث كان مرتاضاً.
أساتذته:
تتلمذ في أصفهان على الشيخ محمّد إبراهيم الكلباسي، والشيخ محمّد تقي بن عبد الرحيم الأصفهاني المتوفى سنة 1248، والآخوند ملا إسماعيل، والملا علي النوري وهو عمدة من تتلمذ عليه، وقيل حضر على الشيخ أغا رضا الهمداني صاحب مفتاح النبوة في الرد على اليهود والنصارى، والشيخ أحمد الأحسائي حضر عليه يسيراً.
تلامذته:
تتلمذ عليه الجم الغفير من أهل الفضل لكنه ليس فيهم من يشار إليه بالتحقيق والإفاقة على من سواه من أهل عصره، وممن حضر عليه الميرزا موسى الهمداني الكلانتري المتوفى سنة 1304هـ وتقدمت ترجمته.
مؤلفاته:
منظومة في الحكمة وبها اشتهر وعليها مدار التدريس للطلبة في زماننا وقد طبعت وشرحها وعلق عليها كثير من العلماء وأهل الفضل، ومنظومة في المنطق اسمها اللآلئ، ومنظومة في الفقه مشروحة، ومنظومة أخرى في الفقه اسمها المقباس في المسائل، وحاشية على أسفار ملا صدرا، وحاشية على كتاب المبدأ والمعاد لملا صدرا أيضاً، وحاشية على كتاب المثنوي، وحاشية على شرح ألفية ابن مالك للسيوطي، وشرح دعاء الجوشن الكبير، وشرح دعاء الصباح المعروف، وحواش على شواهد الربوبية، وحواش على مفاتيح الغيب، وأسرار العبادات في الفقه، وأجوبة المسائل المشكلة، وكتاب في الحكمة، وأسرار الحكم، ومطلع الشمس في معرفة النفس ومعرفة الحق، ورسالة الرحيق في علم البديع، وديوان شعر فارسي موسوم بديوان أسرار، وكتاب في الرد على الشيخية.
وفاته:
توفي في سبزوار 28 جمادى الأولى سنة 1289هـ وأقبر بضواحي البلد على الجادة العامة القديمة المؤدية إلى خراسان مشهد الامام الرضا عليه السلام قبة ومزار ـ اشادها الصدر الاعظم مستوفى الممالك الميرزا يوسف.
2013-03-30