الجمعة , 3 مايو 2024
الرئيسية » شخصيات نجفية » علماء » الشيخ هادي النحوي

الشيخ هادي النحوي

معارف الرجال/محمد حرز الدين

…ـ1236

الشيخ هادي بن الشيخ احمد بن الشيخ حسن بن علي بن الخواجة النحوي النجفي الحلي، كان فاضلا أديبا وشاعرا مجيدا متضلعا في علم الحديث والدراية وراوية لسير العلماء القدامى وأخبار السلف الصالح هكذا سمعناه من شيوخ الادب في الغري الأقدس، وأقام في النجف مدة غير يسيرة يقرأ مقدمات العلم حتى أصبح من الفضلاءن ونادم الشعراء وقارضهم، عاصر السيد محمّد مهدي بحر العلوم النجفي المتوفى سنة 1212هـ وقرأ عليه الفقه ومدحه بقصيدة، وعاصر السيد المولى شبر بن السيد محمّد الحويزي النجفي المتوفى سنة 1170 ومدحه  بقصيدة، وكان في شعره مادحاً لأهل البيت عليهم السلام والعلماء وراثياً لهم، ومن شعره تخميس قصيدة الشيخ رجب البرسي التي يقول فيها:

بنو أحمد قد فاز من يرتضيهم    أئمة حق للنجا يرتجيهم

وطوبى لمن في هديه يقتفيهم    هم القوم آثار النبوة فيهم

                       تلوح وأنوار الهداية تلمع

هم وسموا للدين واضح وسمه    وعاد الهدى منهم بوافر سهمه

كواكب دين الله أقمار تمه     مهابط روح الله خزان علمه

                       وعندهم سر المهيمن مودع

قضى لهم الرحمن أن يتقدموا    على كل ذي علم فهم منه أعلم

فما أحد يدري سواهم فيحكم    إذا جلسوا للحكم فالكل أبكم

                        وإن نطقوا فالدهر أذن ومسمع

ولما ابتلي بمرض مزمن وأقعده أخذ يتوسل بأهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويستغيث بهم فنظم في ذلك قصائد فمن نظمه متوسلا بأمير المؤمنين وإمام المتقين عليه السلام قصيدته الهائية التي مطلعها:

مولاي يا سر الحقا    ثق كم كشفت غطاءها

مولاي يا شمس المعا     رف كم أنرت سناءها

مولاي يا باب العلو     م وأرضها وسماءها

يا قطب دائرة الوجو     د فكم أدرت رحاءها

وبيوم خيبر قد حملت     من الإله لواءها

فكشفت عن وجه النبي     محمّد غماءها

ولكم جلوت من الخطو    ب وقد دجت ظلماءها

للعبد عندك حاجة     يرجو لديك قضاءها

أودت بجسمي علة     جهل الأساة دواءها

النفس قد تلفت أسى    وأتتك تشكو داءها

وأفتك راجية فحقق    يا رجاي رجاءها

                   *   *   *

والمترجم له هو أحد الإخوة الأربعة الشيخ محمّد رضا تقدم في الجزء الثاني، والشيخ محسن، والشيخ حسن.

وفاته:

توفي في الحلة سنة 1236هـ ونقل جثمانه إلى النجف وأقبر فيه بالقرب من قبر والده وأخيه وبني عمومته، والمعروف أنه أعقب ولدا أديبا اسمه محمّد علي، ومن شعر المترجم له قصيدة هائية في رثاء الامام الحسين عليه السلام في 55 بيتاً مطلعها:

هذي الطفوف فسلها عن أهاليها    وسح دمعك في أعلى رواسيها

ومدها بدم الأجفان إن نفدت    دموع عينيك أو جفت مآقيها

وقف على جدث السبط الشهيد وقل    سقاك رائحها من بعد غاديها

فديت بالروح مني أعظما سكنت    ذيالك الرمس في نائي مواميها

لهفي لناء عن الأوطان منتزح    عليه سدت من الدنيا نواحيها

لهفي لثاو رمت أيدي الخطوب به   بأرض كرب البلا أقصى مجاريها

ثوى قتيلا بشط الغاضرية  ظمآن  الفؤاد فلا ساغت مجاريها

خلواً عن النصر يدعو لا مجيب له     سوى حدود شفار من مواضيها

من بعد ما تركت بالرغم نجدته    كأنها في رباها من أضاحيها

طوبى لها بذلت للقتل مهجتها    وعندها ان ذاك القتل يحييها

وآذنت للفنا في ذات سيدها     واستبدلت بجوار عند باريها

ما ضرها بز أثواب وأردية    والله من حلل الرضوان كاسيها

ومنها:

أوسعتم كبد المختار جرح أسى     وقرحة بحشاه عز آسيها

سجرتم مهجة الكرار حيدرة      بقادح من زناد الوجد واريها

أودعتم قلب بنت المصطفى حزناً    مشبوبة لا يبوح الدهر حاميها

أورثتم الحسن الزاكي لهيب لظى    بين الجوانح كف البين تذكيها

حملتم كاهل الإسلام عبء جوى    تنهد من حمل أدناه رواسيها

فقبة المجد زعزعتم جوانبها   وقبة الفخر صوبتم أعاليها

تباً لرأي بني حرب لقد تعست    منها الجدود وقد ضلت مساعيها

أما رعت ذمم المختار جدهم    ألم يكن لطريق الرشد هاديها

لهفي لمولى قضى في سيف جورهم    ظامي الحشاشة أفدى القلب ضاميها

لم حللوا قتله ظمآن ما علموا     بأن والده في الحشر ساقيها

إن المنابر لولا سيف والده    لم ترق يوما ولا شيدت مراقيها

                             *   *   *

إلى أن قال:

خذوا إليكم أيا أزكى الورى نسباً    عذراء تمرح دلا في قوافيها

أمت إلى ربعكم تسعى على عجل   قد جاء طائعها يقتاد عاصيها

(هادي بن أحمد) قد أهدى لكم مدحا    ان الهدايا على مقدار مهديها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.