الثلاثاء , 23 يوليو 2024
الرئيسية » شخصيات نجفية » علماء » الميرزا هادي الخراساني

الميرزا هادي الخراساني

معارف الرجال/محمد حرز الدين

  1285ـ 1353

الشيخ ميرزا هادي بن إسماعيل بن محمّد رضا الخراساني النجفي، ولد في اليوم الثالث من شعبان سنة 1285هـ كان فاضلا حافظا واعظا خطيبا ثقة عدلا بحاثة جليل القدر عالي المنزلة راثيا سيد الأباة أبي عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام، وكان للشيخ ولع في تنقيب بعض الآثار القديمة خصوصا ما يتعلق بأرض الغري النجف الأشرف وحرم الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ومن أقبر في هذه التربة الطاهرة من العلماء والسلاطين والأمراء والوجوه، وكم استفدنا منه مذاكرة ونقلنا عنه في عدة مناسبات في كتابنا هذا معارف الرجال، وكتابنا معارف القبور. وفي بعض أجزاء النوادر المخطوطة، وحدثنا الشيخ بأمور تاريخية منها ان قبر عضد الدولة ـ فنا خسرو ابن ركن الدولة البويهي  في الرواق في سرداب دفن في أقصاه مما يلي الباب الأولى الشرقية لحرم أمير المؤمنين عليه السلام من مدخل إيوان الذهب، وإن باب هذا السرداب تحت المسرجة  في الصحن، وقد حصل له من يدله على هذا المدخل ليلا وبيده ضياء ومعهم بعض الخواص، وأفاد أيضا انه وقفنا على جدثه في محله وعلى قبره لوح حجر نفيس مكتوب عليه (هذا قبر السلطان ابن السلطان عضد الدولة بن ركن الدولة سلطان الدولة البويهية أمر أن يدفن عند رجلي أمير المؤمنين عليه السلام لتكون رجلاه على رأسي وأكتافي عند المزلقة)، وباقي مشاهير آل بويه في الصحن عند باب التكية وفيهم بهاء الدولة، وقد أوصى عضد الدولة بأن تجعل في رقبته سلسلة من فضة وتدخل إلى قريب من قبر أمير المؤمنين عليه السلام تحت الأرض وتربط بوتد من فضة، وأن توضع على وجهه رقعة مكتوب عليها قوله تعالى: (وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد)، ومنها انه ظهر في الكشف الأول قبور المعارف التي كانت على أرض الوادي الأصلية وبات ايضا ليلة في الصحن الشريف للكشف على مهام القبور هو والحاج حسن السقا وكان عبداً صالحا ذا رأي سديد وأنه رأى قبر الأمير الشيخ حسن الإيلخاني.

أقول: هو الشيخ حسن نويان المشهور بالشيخ حسن بزرگ الإيلخاني حكم العراق سبع عشرة سنة وكانت عاصمة ملكه بغداد، توفي سنة سبعمائة وسبعة وخمسين هجرية ونقل جثمانه إلى النجف ودفن فيه في الصحن الغروي وأفاد الميرزا هادي انه أيضا رأى قبر الشيخ أويس ، وان قبر المير داماد

المتوفى سنة 1041هـ، والفندرسكي، ومير عماد الخطاط رحمهم الله في الرواق عن يمين الداخل ويساره من الباب الأولى من إيوان الذهب، وانه وجد على أحد هذه القبور الجليلة قطعة من الفسيفساء كبيرة ذات نقوش فنية وثمن غير يسير، حملت إلى بغداد ولم يعلم حالها، وقيل أرجعت بعد، وقيل بعض منها وبنيت في أعلى جدار مسجد ورواق عمران بن شاهين الخفاجي لحفظها، ومنها ما حدثه السيد داود الرفيعي عن أبيه عن آبائه الذين وفدوا من مازندران ان في المسجد الغربي المتصل بالساباط إيوان صغير مربع ـ في الجدار القبلي بين محراب المسجد والساباط ـ فيه قبر  وعليه شباك فولاذ ثمين وله باب صغيرة وفيها قفل، هو قبر موضع رأس الحسين بن علي أمير المؤمنين عليه السلام كما عليه روايات، ثم ان السيد أوقف الميرزا هادي عليه وكانت عليه أيضا قطعة ستار خضراء والى جانب هذا الإيوان صخرة مربعة بخط كوفي، ومنها ان هذا المسجد عرف بمسجد الرأس بناه غازان بن هولاكو خان أقام لبنائه سنة كاملة ضارباً خيامه بين النجف ومسجد الحنانة في الثوية، حتى أكمله انتهى.

 وفاته:

توفي في النجف 25 من شهر محرم سنة 1353هـ ورثاه صهره الخطيب الشاعر الشيخ حسن سبتي النجفي بقوله.

من ذا الذي نرجوه بعد الهادي    يلقي المواعظ في ذرى الأعواد

ومن المؤمل للبرية بعده     يهدي الأنام بواضح الإرشاد

هذي المنابر أصبحت أيدي سبا     للحشر آذن عزها بنفاد

هذي المنابر مالها متبحر     من بعده كفو يرد العادي

إن أوحشت لفراقه فلطالما    أنست به إذ فيه أنس النادي

فليحزن الخطبا لفقد عميدهم     والتلتفع حزنا برود حداد

لو أنصفوا لاختار كل منهم     بطن الثرى من بعد لين مهاد

                             *   *   *

أقول: ولما ذهب بنا جرى القلم إلى عالم الآثار التاريخية لا بأس بذكر فصل نادر في تاريخ الغري هو انه في شهر ربيع الثاني من سنة 1316هـ كانت الفعلة تنبش الصحن الغروي في النجف الأقدس بأمر السلطان عبد الحميد خان لنقض السراديب الغامرة لإعادتها عامرة تحت الأرض وقد هتلك حرمة الموتى بما لا يوف وكان ذلك على يد علاء الدين أفندي وكيل الأوقاف في النجف وقد ظهرت قبور بارزة عظيمة في الربع الشرقي الشمالي على سرداب متصل بهذه القبور إلى باب المسجد المعروف بمسجد الخضراء، وخرج ايضا قريبا من الكيشوانية قبران عظيمان تحت بلاط الصحن عند التاريخ ويوشك أن يكونا على أرض وادي الغري وهما مبنيان بالكاشي الفاخر الأزرق كالفسيفساء بألوان ناصعة وطرز حسن، ودورة القبرين من الجدران المصفحة بالكاشي المنبت بالأوراد والأشجار وتحتهما سرداب واسع جداً وبابه من حجر أبيض شفاف ثمين مصفح ودرج السرداب أيضا من هذا الحجر الأبيض، وكتب في حجر أحدهما توفي الشاه الاعظم السلطان معز الدين عبد الواسع 3 جمادى الاولى سنة 791، وكتب على الحجر الثاني 11 محرم يوم الأربعاء سنة 831 واسم صاحب القبر لا يقرأ وخرج قبر آخر إلى جنب هذه القبور وكتب على حجره هذا قبر المرحومة شاهزادة سلطان بايزيد طاب ثراه جمادى الآخرة سنة 803، وقبر آخر كتب في حجره هذا الطفل من سلالة السلطان شيخ أويس، ولعله الممدوح في ديوان خواجه حافظ الفارسي بقوله الحمد لله على معدلة السلطان أحمد شيخ أويس حسن ايلخاني، وقد نقض الفعلة هذه الآثار بأمر مجلس الأوقاف في بغداد فلم يوفوهم حقهم من الاحترام على انهم من سلاطين المسلمين المؤمنين، جزى الله رئيس السدنة والفعلة ووكيل الأوقاف بما يستحقونه من جزاء، ولله الأمر من قبل ومن بعد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.