الخميس , 21 نوفمبر 2024
الرئيسية » ع » الشيخ علي الخاقاني النجفي

الشيخ علي الخاقاني النجفي

مع علماء النجف

الشيخ علي بن الشيخ حسين بن الشيخ عباس الخاقاني النجفي فقيه ورع وعالم جليل

ولادته:

ولد المترجم له سنة 1255هـ ونشأ على أبيه

دراسته:

وقرأ المقدمات ثم حضر الفقه والأصول على الشيخ مرتضى الأنصاري عدة سنين وكتب تقريرات بحثه وكان يحضر أيضاً بحث الشيخ راضي النجفي والشيخ مولى علي الخليلي والشيخ محمد حسين الكاظمي…

كان المترجم له من أعاظم العلماء وأجلاء الفقهاء… وكان مسلم الاجتهاد لدى أهل الخبرة من مشاهير وقته. وقد عرف بورعه وصلاحه عند مختلف طبقات الناس فأقبلوا عليه ورجع البعض إليه في التقليد على كره منه.

وفاته:

توفي المترجم له في عصر يوم الاثنين 26 رجب سنة 1334هـ.

من مؤلفاته:

له: تعليقة على الفوائد الخمس الرجالية. تقريرات بحث شيخ مرتضى أنصاري. الحاشية على التعليقة البهبهانية على الفوائد الخمس الرجالية. الدعوى بلا معارض. رسالة في العبادات. زاد المحشر (شرح الباب الحادي عشر). شرح اللمعة (ثلاث مجلدات) تعليقات على منهج المقال. رسالة في الاستصحاب.

   معارف الرجال/محمد حرز الدين

الشيخ علي الخاقاني

…ـ1334

الشيخ علي بن الشيخ حسين بن الشيخ عباس بن محمّد علي بن سالم الخاقاني النجفي المعاصر، كان زاهداً جداً وعالماً، فقيهاً رجالياً أصولياً محدثاً مؤرخاً، باعه في العلوم العقلية مديد، ورأيه في استنباط الفروع الفقهية صائب سديد، وكان من مشايخ الإجازة ومسلمي الاجتهاد، شهد أهل الخبرة كأساتذتنا باجتهاده وغزارة علمه، وللشيخ سيرة في الزهد متبعة، ونوادر حسنة ومجالس أدبية ومطايبات معروفة لدى الكل، أعرض عن الناس زمناً غير يسير، وأقبل عليه العموم قبل وفاة الأستاذ الشيخ محمّد طه نجف وقلده كثير من أهل البصائر فاخترمه الأجل وخاب منه الأمل، وكان أستاذه الشيخ ملا علي يعظمه ويبجله ويعمتد عليه في مهام الأمور في النجف، ولم يفقد برّه حتى توفي الشيخ ملا علي الخليلي سنة 1297هـ.

أساتيذه:

تتلمذ على الشيخ المرتضى الأنصاري حضر عليه في بحث العصر في الدورة الثانية التي صحح بها كتاب الرسائل في الأصول حتى توفي، وحضر على السيد الميرزا محمّد حسن الشيرازي حتى خرج من النجف مهاجراً إلى سر من رأى وكان من أجل تلامذته وحضر عليه في سر من رأى قليلا  والشيخ ملا علي الخليلي الرازي وأجازه إجازة اجتهاد ورواية، وأثنى على أستاذه الخليلي في الفقه والأصول والرجال، وفضله على رجال من معاصريه وحضر على فقيه العراق الشيخ راضي زمناً طويلاً ووصفه بصفات عالية وأطال الكلام في براعته في الفقه، وقدمه على كثير من مشاهير عصره وحضر على الأستاذ الشيخ محمّد حسين الكاظمي، وكان من الطبقة الأولى في الدرس ولم يكن يحضر فيه إلاّ القليل من مشايخ العرب، ووصفه الخاقاني بأنه كثير الكدّ والجهد وأنه أفقه من الشيخ المرتضى الأنصاري وتلامذته ومعاصريه المتأخرين خلا الشيخ راضي (قده)، والشيخ زين العابدين المازندراني الحائري المتوفى سنة 1309هـ وقد تقدمت ترجمته وكان حضوره على الحائري أيام إقامته في النجف، والشيخ حسن الأردكاني المتوفى سنة 1332هـ وقد سلف ذكره، وقيل حضر على الشيخ محسن خنفر الكبير المتوفى سنة 1270هـ ولم أتحققه.

مؤلفاته:

شرح اللمعة الدمشقية في ثلاث مجلدات كبيرة فرغ من تصنيفه سنة 1301هـ، وفوائد في الرجال، تعليقات على منهج المقال في مجلد كبير وكان الفراغ من بياضه سنة 1315، ورسالة في الاستصحاب مبسوطة التمسه أستاذه السيد الشيرازي على تصنيفها، وتقريرات الشيخ الأنصاري في الدورة الأولى عنوان شرح (الحادي عشر) كتبه على بحث أستاذه الخليلي ورسالة في مسألة الدعوى بلا معارض كتبها من درس أستاذه الخليلي.

نوادره:

منها أنه سأله بعض المعاصرين في الحرم العلوي المقدس عن النسبة بين علماء هذا العصر وما قبله من القدماء، وامتنع من الجواب، وألح عليه السائل فأخذ عليه العهد بأن لا يعلم أحداً بقوله إلاّ بعد موته، فأجاب الخاقاني بأن العلماء القدامى أئمة وهؤلاء ملوك، ومنها إني صادفته يوماً وكنت ذاهباً إلى وادي السلام لقراءة الفاتحة، وكان الشيخ راجعاً منه، فقال لي ألا تأمرون، بالمعروف أيحسن أن يقول فلان (لو كنت كما كنت وصلناك ـ أو كما أردنا وصلناك) يعرض له بالحضور عنده والصلة، أقول وغرض هذا القائل صحيح إنشاء الله وهو الحرص على جمع الكلمة والاستفادة منه بحضوره لو تكلم في البحث، أو حباً له بالحضور، والشيخ ذهب ذهنه إلى ما أزعجه وحسبه غير راجح بل عده منكراً وكان القائل ممن خفقت خلفه الأنعلة وازدحمت على بابه الرجال، وجبيت له البدر والأموال، وبعد هذا لم يكلم الشيخ القائل حتى مات، وإن تصادفا في الطريق والله أعلم بسرائر خلقه، ومنها روي أنه حضر المرتضى الأنصاري مجلس عقد عقد فيه الشيخ راضي (قده) على امرأة بصيغة مختصرة، فقال الانصاري لا بأس بالتكرار يريد أنه أحوط فأجابه فقيه العراق لا عقد بعد العقد، ومنها أنه لما قرب أجله استقبل جهة الطف ـ كربلاء ودعا الله تعالى وأقسم عليه بالحسين عليه السلام وقال فيما قال عجل فخير البر ما كان عاجله فثوى وقبض (ره).

وفاته:

توفي في النجف في داره قبل الغروب بساعتين من يوم الاثنين 26 رجب وغسل ليلاً خارج البلد وبقي على جنازته خلق كثير وشيع صبح الثلاثاء سنة 1334هـ ودفن في حجرة من الصحن الغروي على يمين الداخل للصحن من باب الفرج الغربية، وصار لموته رجف في البلد لخلو العصر من أمثاله ظاهراً زاهداً وتقوى مع علم جم، وشيعه العلماء والأشراف مع عامة النجفيين وبكى عليه المتقشفون وحزن عليه خلق كثير وأعقب ولدين الشيخ حسن وكان عالماً فاضلاً تقياً، والفاضل الشيخ حسين المتوفى سنة 1336هـ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.