الشيخ عباس قفطان
معارف الرجال/محمد حرز الدين
…ـ1352
الشيخ عباس بن الشيخ عبود بن الشيخ محمّد علي بن الشيخ محمّد بن الشيخ علي، بن نجم. قفطان السعدي شاعر أديب كامل له نوادر أدبية ومفاكهات ودية سريع الجواب يتوقد ذكاءً وفطنة بالرغم من فقده حاسة السمع، نديم الملوك والأعيان، وكان حافظاً ذاكراً لمصاب سيد الشهداء عليه السلام، ينظم الشعر بسليقته العربية ولم يدرس اللغة العربية، مدح الملوك والرؤساء ومدح السادة آل زوين في الحيرة ـ يكتب في شعره سريع البديهة معروف في النجف بين الأدباء وكان محل إقامته أخيراً (الحيرة) مدح ورثى الأئمة الهداة وله في مدح أبي الأئمة علي أمير المؤمنين عليه السلام في يوم ذكرى التصدق بخاتمه على المسكين وهو يوم 25 ذي الحجة بقصيدة أطلعنا عليها وقرئت في محفل السادة آل زوين في الحيرة مطلعها:
فضائل التصديق بالخاتم خُصَّتْ بصنو الفاتح الخاتم
* * *
ذاك عماد الدين عين الإله من قد رأى الغيب بغير اشتباه
فمن غدا معتصماً في ولاه فاز بعيش راغد ناعم
* * *
أعطى ولم يشغله بذل الصلاة في الله عن واجب فرض الصلاة
يا بأبي من هو باب النجاة لكل ذي قلب به هائم
* * *
بنوره أشرق عرش الجليل وفيه قد نال الهدى جبرئيل
فآية التطهير أقوى دليل عليه من ذي رحمة راحم
* * *
ذاك سفير الله عين الوجود ومن دحا الباب بيوم اليهود
ومن محا بالسيف أهل الجحود من كل رجس ظالم غاشم
* * *
من باسمه السامي سرى فلك نوح ومن فداه جعلت كل روح
فكم له يوم الوغى من فتوح إذ منه ما للشرك من عاصم
* * *
ذاك أخو الهادي أبو النيرين ومن وفى للمصطفى كل دين
سبطاه حقاً حسن والحسين وبعل بنت المصطفى فاطم
* * *
سل المثاني السبع عنه وسل عن محكم التنزيل فيمن نزل
فالدين في عقد ولاه اكتمل من الإله البارئ الدائم
* * *
إلى أن قال:
عترته أشرف ذرية أئمة في الكون دريّة
بهم بلغنا خير امنية إذ هم هداة الخلق في العالم
* * *
هم حسن ثم الحسين القتيل ثم ابنه زين العباد العليل
والباقر العلم عديم المثيل وصادق القول أبو الكاظم
* * *
ثم الرضا ثم الإمام الجواد وبعده الهادي لنهج الرشاد
ثم الامام العسكري العماد أبو الامام الحجة القائم
* * *
وله شعر كثير لو جمع لكان ديواناً وله تواريخ في مناسبات منها في تاريخ حصار النجف الأشرف من قبل الجيوش الانكليزية أعداء المسلمين والعرب سنة 1336 حيث قال:
خطب له الفلك اضطرب رأت الورى منه العجب
فلعظمه ولهوله أرخته (قدر غلب)
* * *
وأرخه غيره (حصار وغلا) سنة 1336 ومن شعره ما كتبه إلينا بخطه تحت عنوان، (الغريب بالنجف عباس قفطان) قوله:
ابن الرجا عاجت أعز معاج لمحمد الهادي منار سراجي
علم غدا للدين حرزاً كالثاً ووجوده فيه أمان اللاجي
ما انفك يحيى ليلة بقيامه لله يدعو: خاضعاً ويناجي
يرجوه حاسده ويأمل خصمه فيه ويمدحه لسان الهاج
فيه مواجب ديننا تقضي كما قضيت لديه حوائج المحتاج
* * *
وفاته:
توفي في الحيرة 28 محرم سنة 1352هـ ونقل إلى النجف ودفن فيه.
2013-04-11