الخميس , 18 أبريل 2024
الرئيسية » ع » السيد عبد المهدي الأعرجي

السيد عبد المهدي الأعرجي

معارف الرجال/محمد حرز الدين

…ـ1358

السيد عبد المهدي بن السيد راضي بن السيد حسين بن السيد علي المشهور بالأعرجي النجفي الفاضل الأديب، والتقي الصالح العابد، كان شاعرا مفلقاً، ذاكراً لأبي الأحرار وأبي الضيم الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام وراثياً للفتية من اهل بيته وصحبه، وكان شهماً غيوراً، جيد الإنشاء سريع البديهة، له نظم كثير أثبتنا له عدة قصائد ومقاطيع في الجزء الخامس من كتابنا (النوادر) خدمة للأدب وأهل العلم، وكان ينظم المناسبات والنكات التاريخية والأدبية وله جملة تواريخ منها تاريخ قتل رئيس وزراء العراق ياسين الهاشمي لما تمرد وبغى على ملك العراق غازي بن فيصل بن الحسين الحسني وكان ذلك سنة 1355هـ بقوله:

آل النبي وكم لهم من شارة           قصموا بها ظهر الظلوم الغاشم

إن رمت صحة ما أقول فقم وسل    أرخته (بمَ طاح حظ الهاشمي)

سنة 1355هـ

وكان الهاشمي قد نصب العداء للشيعة في العراق وعلمائهم وأئمتهم، ومنعهم من عاداتهم ومراسيمهم الدينية وشرع في تخريب آثارهم وسلب تراثهم التاريخي، وأعلن توحيد اللباس وشرع في تنفيذه ببعض الأصناف إلى غير ذلك، قيل وكان أبوه من بقايا المستعملين في الدولة التركية المنقرضة، ذكرنا هذه الحوادث مفصلاً في الجزء الخامس من النوادر، ومن شعر السيد المترجم له إرجوزة أهداها لنا بخطه لما سألناه عن بعض سلسلة نسبه نظم فيها أسماء أجداده إلى عبيد الله وهو الأعرج بن الحسين الأصغر ابن علي بن الحسين بن علي بن أمير المؤمنين عليهم السلام فلا غرو أن تكون هذه سنداً لنسب السادة الأعرجيين مطلعها:

يقول راجي العفو عبد المهدي    أحمد ذا العرش بكل الحمد

ثم الصلاة والسلام السرمدي      على النبي المصطفى محمّد

وآله الأماجد الأطهار               السادة الغطارف الأبرار

من خصهم رب السماء بالشرف   إذ لهم العدو بالفضل اعترف

شرفهم على جميع الخلق           بالمصطفى الطهر نبي الحق

وإنهم في عرصة القيامة           لهم على كل الورى الكرامة

بذا روى الناس عن المختار       حديث صدق صح في الأخبار

لجنة الخلود بعد الموت            أول ما أدخل أهل بيتي

زكى إله العرش منهم عنصرا    مجداً كما شرفهم بين الورى

في نسب من هاشم وضاح         يعلو على السماء والضراحي

وممن انتمى لذاك النسب          المرتضى الشهم رفيع المنصب

له من الأولاد سبع وهم            محمّد وجعفر مهدي الكرم

ومحسن راضي علي حسن       والحسن ابنه الفقيه محسن

ملقب بصاحب المحصول         وشارح وافية الأصول

له مناقب يحير الفطن              فيها ويخرس اللسان اللسن

منها الذي قد جاء مستفيضاً       إذ كان في بلاده مريضاً

فجاءه (الخليل)   من طهران   بدعوة الإمام للمكان

وهو طبيب حاذق موصوف      مجرب في فنه معروف

حيث على الحمى دعى الإمام    موسى بن جعفر الفتى العلام

قال اخرجي عنه بلا تعطيل      أو بك أنشبت يد الخليل

ثم عليّ من بنيه لطفي             حبر شهير الفضل غير مخفي

وجعفر وشبله محمّد               وابن محمّد علي الأمجد

وإنني المذكور عبد المهدي      أنمى إليه في عداد الولد

ولى من الآباء والأجداد           سبع وعشرون لدى العداد

أول ما أبدأ به في نسبي           فإنني أبدأ بالراضي أبي

نجل الحسين بن علي ذا الشمم   نجل محمّد بن جعفر الكرم

نجل الشريف المرتضى والمجتبى    من شرف الدنيا له كان أبا

نجل الهمام الألمعي ناصر       نجل الفتى المنصور ذي المفاخر

سليل نصر الله زاكي الحسب     نجل الفتى زرزور سامي الرتب

نجل الفتى المشهور باليقين       موسى أبي الفضل عماد الدين

نجل الفتى الندب سمي الهادي     ابن المهذب الفتى عماد

ابن الفتى الفضل شديد الباس      ابن أحمد البر أبي العباس

ابن الهمام الألمعي الأطهر        محمّد الندب الأمير الأشتر

ابن عبيد الله وهو الثاني            ابن علي الصالح الجنان

ابن عبيد الله وهو الأعرج          ومن بذكره الزمان يأرج

ابن الحسين الأصغر المفضل      ابن علي بن الحسين بن علي

ذاك ابن عم المصطفى المختار    أبي الهداة السادة الأطهار

ثم أزف خاتماً سلامي                محضاً إلى قرائه الكرام

                            *   *   *

وقد ابتلي هذا السيد أواخر أيامه بعلل السوداء والوسواس، وشكا عندي أكثر من مرة من خيالات تعروه إلى أن مات غريقا بشط الفرات في الحلة شهيداً ونقل جثمانه إلى النجف ودفن عصر الخميس 15 من رجب سنة 1358 في الصحن الغروي تجاه الروضة العلوية شرقاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.