الجمعة , 26 أبريل 2024
الرئيسية » ع » الشيخ علي حرز الدين

الشيخ علي حرز الدين

معارف الرجال /محمد حرز الدين

1182ـ 1277

الشيخ علي  بن الشيخ عبد الله بن الشيخ حمد الله بن الشيخ محمود حرز الدين المسلمي  النجفي ولد في النجف حدود سنة 1182هـ ونشأ فيه وصار فقيها عالماً محققاً زاهداً عابداً مرتاضاً، وكان ماهراً في علم الطب اليوناني والنجوم والهيئة، وله اليد الطولى في علم الطلاسم، وله آثار علمية تدل على غزارة علمه وغوره في العلوم العقلية والنقلية، وسمو مكانه العلمي حج مكة المكرمة مرتين ماشياً على قدميه من النجف مع القوافل، وقد حصل من علماء أهل المغرب والأفريقيين في مكة، ومن مراجعة الكتب الموجودة في مكتبات مكة المكرمة علوماً جليلة نافعة، وكان الشيخ الوالد مكفول النفقات من قبل أخيه الأكبر الشيخ هيكل بن الشيخ عبد الله وكانت له صحبة أكيدة مع أستاذه الأمهر الشيخ علي بن الشيخ الأكبر صاحب كشف الغطاء النجفي، وكان أستاذه يقربه في كثير من الأمور لغوره في العلوم العقلية ومعرفته بالشؤون العرفية ولازمه في حياة والده الشيخ جعفر وبعد وفاته سنة 1228 حدثنا بذلك بعض المشايخ الذين أدركنا عصرهم.

أساتيذه:

حضر على أساطين العلماء في النجف منهم الشيخ موسى نجل الشيخ جعفر كاشف الغطاء المتوفى سنة 1241 وأخيه الشيخ علي المتوفى سنة 1253 والشيخ محمّد حسن باقر صاحب الجواهر المتوفى سنة 1266 قبل رئاسته في النجف وظهوره .

مؤلفاته:

كتب عدة مجلدات ضخمة في الفقه والأصول من إملاء ودروس أساتذته وله كتاب قواعد الطب كليات ومعالجات وهو كتاب متين جداً بخطه شرحنا بعض في مجلد، وكتاب الشمسين في العلوم الطبيعية، وفيه فرغنا من تأليفه في مكة المكرمة جوار بيت الله الحرام، وكتاب جامع الملاحم للحكماء الأوائل وجامع الطب، وأنيس الزائرين في الأدعية والزيارات وقع الفراغ منه لتسع خلون من ربيع الأول سنة 1250، وكتاب الخاتمة وفيه ثلاث رسائل طب الرضا عليه السلام وهي الرسالة الذهبية بضبطه (ره) والثانية في الأصول الطبية والثالثة في عموم العلاج، وشرح الأبواب العشرة في علم الفلزات وعلاجها لبعض الرهبان. وقد شرح المغلق منها وذيلها بما في تذكرة دواد الأنطاكي مرتباً على حروف الهجاء، ورسالة في علم الهيئة، ورسالة في أحكام الرؤيا، ورسالة في قرآن الكواكب، ومختصر في الأوراد والأدعية.

وقد اجتمع عنده في الطاعون الكبير سنة 1247 من الكتب الخطية الغريبة من علم السيمياء ونحوها الشيء الكثير ائتمنها أهلها عنده برجاء السلامة من الوباء الجارف حيث اجتمع في النجف خلق كثير خصوصاً صنف العلماء والروحانيين من جميع نواحي العراق آلاف من الناس للموت فيه لتعذر النقل يومئذ إلى النجف، وقبيل وفاته بأشهر ذهب إلى بحر النجف ـ وكانت فيه السفن الشراعية ـ وألقى بعض ما جربه من العلوم صحيحاً في البحر حدث بذلك ولداه العلامة الشيخ حسن والشيخ أحمد وقالا إنه دخل في ماء البحر إلى ترقوته ونحن ننظر إليه ومحى صفحات كتاب خطي بيده وآخر كله ثم ألقاه في الماء، فليم على ذلك فأجاب إني أخاف أن يعمل به بعض من لا يخاف الله من أولادي وأحفادي فيفسد أمة من الناس بعلمه حيث أودعت فيه المجربات من العلوم الغريبة، المغربية والأفريقية.

وفاته:

توفي في النجف يوم الأربعاء في الخامس والعشرين من ذي القعدة سنة 1277 هـ هكذا بخط الأخ الشيخ حسن، ودفن في مقبرة آل حرز الدين في وادي السلام جوار تكية الهندي.

وأعقب خمسة أولاد الشيخ حسن والشيخ عبد الحسين من كريمة العالم الشيخ ياسين الرماحي، والشيخ أحمد والمؤلف من كريمة الشيخ نون بن العالم الشيخ عبد الواحد العبودي والشيخ جواد والشيخ كاظم أمهم من أعمامه (بنو مسلم) وكانت وفاته على أثر وفاة ولده الشاب الأديب الشيخ كاظم قد شغفه حباً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.