الخميس , 18 أبريل 2024
الرئيسية » ع » الشيخ علي النجار

الشيخ علي النجار

معارف الرجال/محمد حرز الدين

الشيخ علي بن الحاج حسون الشهير بالنجار النجفي، كان فاضلاً براً تقياً صالحاً مشغولاً في طلب العلوم الدينية، مجداً في تحصيلها، ولما ضاق عليه عيشه صار كاسباً يبيع الأطعمة، ثم اتسعت أحواله فصار تاجراً ولم يزل يجمع أهل الفضل والعلم والأكابر والأبرار ويطعمهم وكانت داره ندوة علمية للمذاكرة، وأدبية للمنادمة، وكان (ره) يقرأ ما يناسب من مراثي آل الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وكان مجلسه مدرسة علمية سيارة كثيرا ما يكون جلاسه مشغولين في فقه الأحاديث والآيات المحكمات، وفي الوقت كان المترجم له شاعراً أديباً ينظم الشعر المتوسط في الجودة، ونظم في الرد على المفتي الزهاوي البغدادي بعد مذاكرة جرت بيني وبينه بالرد الآتي ذكره ولقد أجاد إلا أنه أطنب ولا يخلو من فوائد، قال الزهاوي:

فاز النصير بحسن تجريد له         لكنه فيه أساء الخاتمة

يا خاتماً بالسوء حسن كتابه        أو ما خشيت عليك سوء الخاتمة

                                *   *   *

قال المترجم له في رده:

يا من تردى بالهجاء وفد غدى      يهجو فتى رفع الإله دعائمه

هذا الكتاب هو الرحيق ختامه       مسك وبالفردوس بشر خاتمة

ولحسنه قد أذعنت فضلاؤكم        والمسلمون بفضله متسالمة

فاختار في دنياه عترة (أحمد)      والفوز في الأخرى بحسن الخاتمة

فتنافست أشياخكم في فهمه         تبت يداك فما ظننتك فاهمه

خفضت عوامله الرفيعة نصبكم    واجتر عاملكم فكسر جازمه

أظننت أن أبا الحسين وجاحظاً      وأبا الهذيل وواصلا ومكالمه

قد ميزوا أجناسه وفصوله           أو أحرزوا منطوقه ومفاهمه

هيهات لا تغشى النعامة بازياً       أو تستعير من البزات القادمة

قاد الكتائب غازياً بغدادكم           بالمرهفات الحاكيات عزائمه

ضربت عساكره الطبول وغادرت  مستعصما شلواً وهدت عاصمه

خذها إليك فما أتاك بمثلها            ركب الحجاز لمثل أنفك راغمه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.