الخميس , 21 نوفمبر 2024
الرئيسية » شخصيات نجفية » علماء » السيد موسى ابن السيد عبد السلام ابن السيد زين العابدين ابن السيد عباس الموسوي العاملي

السيد موسى ابن السيد عبد السلام ابن السيد زين العابدين ابن السيد عباس الموسوي العاملي

اعيان الشيعة/10

 السيد موسى بن عبد السلام بن زين العابدين بن عباس صاحب نزهة الجليس الموسوي العاملي المعروف بالسيد موسى عباس.

 توفي في النجف سنة 1253.
في بغية الراغبين: كان من العلماء المتبحرين في الفقه والأصول وعلوم العربية وهو من شعراء عصره وشعره محفوظ سائر وقد بلغني ان له ديوانا يبلغ أربعة آلاف بيت أكثره في مدح أهل البيت ع وله رسالة فيما انفردت به الإمامية من المسائل الفقهية ورسالة في
صلاة المسافر واخرى في مناسك الحج. وفي جواهر الحكم: كان من العلماء المتبحرين نشأ بالعراق وقرأ الدرس ولكن تغلب عليه الشعر زار امراء جبل عامل مرارا ورجع إلى العراق ومدحهم باشعار كثيرة وما قصروا عن نصرته ومن شعره قوله من قصيدة في مدح جده أمير المؤمنين ع:
هي مهجة ملك الغرام قيادها * والى الهوى داعي الهوى قد قادها
واستحكمت فيها الصبابة والجوى * واعتادها من وجدها ما اعتادها
تحكي لواعجها لظى مسجورة * فكان من ايقاده ايقادها
ونواظرا لف السهاد جفونها * حتى تعودت الجفون سهادها
ولنار وجد في الفؤاد تسعرت * كاد الفؤاد بان يكون رمادها
ما باخ يوما حرها وضرامها * الا وعاودها الهوى فأعادها
بالله ما برح الجوى من مهجتي * كلا ولا عيني تلذ رقادها
حتى يعود العيش غضا مونقا * في أربع جاد الربيع عهادها
ما بين اكناف الغري لدى حمى * مولى تنال به النفوس مرادها
عم الأنام فضائلا وفواضلا * لن يستطيع ذوو النهى تعدادها
ساد الورى بعد النبي محمد * وسواه بعد محمد ما سادها
لولاه ما عرف الاله موحد * كلا ولم تخش النفوس معادها
لكنما بهداه قد ظهر الهدى * حتى تبصرت النفوس رشادها
كم ظل يفترس الفوارس خائضا * في كل ملحمة يشن طرادها
يغشى الوغى بعزائم لو أنها * تغشى الجبال لزلزلت أطوادها
لم يلق في يوم الهياج كتائبا * الا وفرق جمعها وأبادها
حتى أتت منقادة لنبيها * لولاه لم تعط النبي قيادها
لكن رأت في الغاب ليثا قانصا * كم راح يقتنص الليوث فصادها
يسطو فتنفر خيفة من بأسه * فكانها حمر رأت آسادها
ما عذر من جحدت علاه وفضله * حتى أرته بغضها وعنادها
من حيث تم له الكمال فأصبحت * من نقصها تبدي له احقادها
وله في المناجاة قصيدة ارتجلها يوم وفاته واوصى ان تكتب على كفنه
أولها:
إلا م إلهي في معاصيك أدأب * أشرق فيها دائما وأغرب
أبا حسن حر المصيف يضرني * فكيف لظى لو لوحتني وهبهب
أ تعلو على متن الصراط وتحته * وليك باك يستغيث ويندب
أ في هذه الدنيا أقاسي بك العدى * وعند مماتي في الجحيم أكبكب
فما الفرق بيني يوم حشري وبين من * غدا لك في نصب العداوة يدأب
أبا حسن أنت الأمان إذا اتى النداء * خذوه والموازين تنصب
ويا ملكي قبري ابعدا وتنحيا * فحب علي المرتضى لي مذهب
حنانيكما لا تذعراني فإنني * إليه بابائي أمت وأنسب
فلله أم أرضعتني ولاءه * وقد كان في صدق الولاء مثلها الأب
يسلب أثواب الحياة مغسلي * وثوب ولاه ثابت لا يسلب
أ من منكر أم من نكير أراع لا * إذا انا في نص الغدير مكذب
فمن مبلغ عني المسيتين انني * وهبت خطايا جمة ليس توهب
قال المؤلف ومن شعر موسى صاحب الترجمة قوله يمدح حمد البك
أمير جبل عامل:

 أ لمع بروق أم بريق الصوارم * أم ابتسمت عن ثغرها أم سالم
أجل تلك سلمى سلمت فتبسمت * دجى فأضاءتنا بروق المباسم
سلام وتسليم على أم سالم * وان كنت من وجدي بها غير سالم
شكوت لها ما بي من الوجد والجوى * وهل تنفع الشكوى إلى غير راحم
أ مالكتي والملك لله فارفقي * بصب كئيب موجع القلب هائم
ولا تحرميني من جمالك نظرة * ولا تجعلي الاعراض ضربة لازم
سقى عصرنا بالرقمتين فطالما * نعمنا بدعد في رباه وفاطم
بديعة حسن لو تراءت لراهب * لناح عليها نوح ورق الحمائم
وأصبح عن دين المسيح بمعزل * ولم يثنه عن حبها لوم لائم
تميس كغصن البان رنحه الصبا * بفرع كمسود الدجنة فاحم
ووجه يحاكي الشمس في رونق الضحى * كما انجلت المرآة أبيض ناعم
بدت روضة للحسن فيه أنيقة * حمتها بالحاظ كبيض الصوارم
فمن نرجس غض تريه لحاظها * ومن اقحوان يجتلى في المباسم
ومن جلنار أظهرته شفاهها * وورد جني في الخدود النواعم
مليكة حسن والأنام عبيدها * لها الحكم فلتحكم على كل حاكم
كما تلك الأعناق بالجود والندى * يدا احمد المحمود عند العظائم
أخو الحمد مشتق من الحمد اسمه * ووالده المحمود فرد الأكارم
كذاك اخوه أسعد الناس أسعد * فتى جاور الرحمن ارحم راحم
وابقى لنا من بعده خلفا له * عليا علي القدر سامي الدعائم
أولئك قوم ما لهم من مماثل * قد اقتسموا الحمد اقتسام الغنائم
لهم شرف من جدهم وأبيهم * وفارسهم ليث الوغى والملاحم
لئن أصبحت آباؤهم وجدودهم * رمائم فالآثار غير رمائم
فذكرهم في الناس ما زال باقيا * وآثارهم مثل النجوم النواجم
يجددها من بعدهم خير مالك * تملك أسباب العلى والمكارم
هو ابن أبي الهيجاء مردي كماتها * وفارسها المعروف عند التصادم
وغوث الورى في كل خطب إذا عرا * ومفزعهم في الحادث المتفاقم
هو الغيث قد عم الأنام مواهبا * هو البحر من جدواه فيض الغمائم
وهيهات أين الغيث من جود كفه * وهل غير باق زائل مثل دائم
على أنه يعطي نضارا وعسجدا * وذاك بغير الماء ليس بساجم
ولا يتبع المعروف بالمن والأذى * وان وهب الدنيا فليس بنادم
تراه إذا ما جاءه الضيف باسما * وحين يراه راحلا غير باسم
تكاد مغانيه تهش عراصها * فتقدم من شوق إلى كل قادم
ويرتاح للجدوى ويطرب للندى * كاطرابه عند اقتحام الملاحم
طويل نجاد السيف سام إلى العلى * بهمته من قبل عقد التمائم
كريم دعاه الحمد يا حمد الندى * ويا ابن النجيبات العفاف الكرائم
ويا مولى العافين فضلا ونائلا * ويا حاملا للغرم عن كل غارم
ويا حاكما بين الأنام بعدله * ويا منصف المظلوم من كل ظالم
ويا ناظما شمل المكارم والعلى * ويا خاصما بالسيف كل مخاصم
ويا مورد الأبطال في هوة الردى * ويا تارك الأموال غنما لغانم
ويا ناهب الأرواح في حومة الوغى * ويا تارك الأجساد طعم القشاعم
وكم وقعة مشهورة لك في العدى * سرى ذكرها في عربها والأعاجم
تركت بها الأبطال صرعى على الثرى * خواشع أشلاء بغير جماجم
وكم مادح اهدى إليك مديحه * وليس بما تقضي الحقوق بقائم
فكان كمن اهدى إلى البحر جرعة * على انها من لجه المتلاطم
همام إذا ما جئته في مهمة * قضاها ولو كانت بحز الغلاصم
كريم إذا استمطرته فاض نائلا * وجودا لفيض العارض المتراكم
سريع إلى الجلي فان تدعه تجد * أخا نجدة كالسيف ماضي العزائم
غيور إذا ما هجته هجت ضيغما * من الغاب يسطو بالأسود الضياغم
هو الليث ان سالمته كنت سالما * وان لم تسالمه فلست بسالم
صبور إذا ما أعجز الصبر ذا حجى * حليم وان يظلم فليس بحالم
وقور ولكن المديح يهزه * طروب ولكن عند وقع الصوارم
خبير بصير بالأمور وناقد * لها نقد صراف لزيف الدراهم
يرى ما تراه العين بالرأي والحجى * ينام ولكن قلبه غير نائم
به عامل أضحت تفاخر غيرها * يدبرها تدبير أروع حازم
فلا غرو ان اضحى عليها مؤمرا * من الملك المنصور صدر الأعاظم
فيا حمد المحمود في الناس فعله * ونائله يا ابن الكرام الأكارم
سموت على هام السماكين رفعة * وفقت على الفضل بن يحيى وحاتم
إليك أتت تطوي الفيافي ركائبي * من النجف الاعلى إلى دير قاسم
براها السرى لم يبق غير اهابها * يقوم على اضلاعها والقوائم
وها هي في مثواك ألقت رحالها * وأنت لها دون الورى خير راحم
فخذها ابن أم المجد كالشمس بهجة * شريفة قدر من شريف وهاشمي
إليك الشريف الموسوي يزفها * منظمة كالدر في سلك ناظم
ودم سالما ما دامت الأرض والسما * وضدك منكوس اللوا غير سالم
ولولا علاكم ما نظمت قصيدة * ولا شاقني سلمى ولا أم سالم
وقال يمدحه أيضا ويمدح ابن أخيه علي بك وأرسلها إليه من النجف
الأشرف:
إلى عامل شوقي وفي القلب عامل * فيا ويح قلبي ما به الشوق عامل
يحملني ما لا أطيق وانه * ليثقل رضوي بعض ما انا حامل
فراق ووجد واشتياق ولوعة * وحزن وان طال المدى متطاول
وذكر حبيب نازح ومنازل * بعدن وفي قلبي لهن منازل
واجفان عين لا تجف دموعها * ونار لها بين الضلوع مشاعل
تشاغل كل الناس فيما يهمهم * وعن كل شغل لي من الوجد شاغل
وقائلة والنار تسعر في الحشي * واجفان عيني بالدموع هوامل
أراك أطلت الحزن والنوح والبكا * وما تحت هذا الطول للمرء طائل
وعهدي بذاك الطود لا تستفزه * صروف الليالي والخطوب النوازل
فقلت لها كفي الملام فربما * جهلت وقد يستصغر الامر جاهل
عذلت امرأ لا يخرق العذل سمعه * الا فليطل ما شاء في العذل عاذل
أ مثلي من يلحى على طول حزنه * وتطمع مني في السلو العواذل
فما انسى لا انسى الزمان الذي مضى * بعاملة والدهر عني غافل
ويا حبذا لبنان من سفح عامل * وريا حبذا أجباله والسواحل
ولا سيما منها الزريرية التي * أقام بها بحر له البحر ساحل
يفيض على العافين فضلا ونائلا * فلا برحت تنهل منه الفواضل
لقد خاب من امسى يؤمل غيره * فما كل برق بعده الغيث هاطل
وكم قد رأينا من سراب بقيعة * إذا جاءه الظامي فما الري حاصل
إلى كل ملك في الأنام وسائل * وان أياديه إليه وسائل
كان نداه الغيث والغيث سائل * إذا امه مسترفد منه سائل
تعود بسط الكف حتى لو أنه * ثناها لقبض لم تطعه الأنامل

فكل حديث في الندى عنه مسند * كما كل فضل عنه يرويه فاضل
لقد طال حتى لم يجد من مطاول * وساجل حتى لم يجد من يساجل
وقال فلم يترك مقالا لقائل * وان الصواب الحق ما هو قائل
لئن فخرت يوما بسحبان وائل * ففي حمد فلتفخر الدهر عامل
على أنه ان يعز مجد لوائل * نمته إلى جرثومة المجد وائل
بديع زمان والبديع ابتداعه * وقس اياد والأيادي هواطل
بليغ فلا عبد الحميد ببالغ * مداه وما ان واصل
إذا ما جرى في الطرس يوما يراعه * رأيت القضا يجري على ما يحاول
فمن أجل يقضى لمن جار واعتدى * ومن أمل يقضى لمن هو آمل
يطول على السمر الطوال يراعه * ولا يفعل الخطي ما هو فاعل
فيا حبذا ذاك اليراع وحبذا * بنان غدت تجري به وتساجل
فهن لعمري الغيث والغوث للورى * وهن بحور والبحور جداول
وهن على الأعداء يمطرن أبؤسا * ومن يسرهن اليسر للعسر قاتل
فلله كم أحيت نفوسا وقتلت * بؤوسا فهن المحييات القواتل
عداك الردى والبؤس يا ابن محمد * وغالت عداك الحادثات الغوائل
ولا زلت منصور الكتائب في الوغى * تمدك من جند الاله قبائل
حميت بلاد المسلمين وصنتها * وأنت لدين الله كاف وكافل
وجمعت شمل العدل وهو مبدد * وفرقت شمل الجور والجور شامل
وكم لك في يوم الحروب مواقف * ثبت لها والجو بالنقع حائل
إذا صلت في الأعداء فروا كأنهم * سوام عليها الليث عاد وصائل
وما زلت تروي من دمائهم الثرى * وتصدر ظمانا وسيفك ناهل
تبددهم في البيد شرقا ومغربا * كما بددت شمل البغاة الاجادل
طلعت على الأعداء طلعة عارض * اطل المنايا منه طل ووابل
وتقري الوغى يا ابن الوغى كل باسل * كمي تحاماه الكمات البواسل
فتثني عليك الوحش والطير في السما * إذ الكل منها ناله منك نائل
وتثني عليك البيض والسمر في الوغى * كما لم تزل تثني الجياد الصواهل
فما البيض الا في يديك صوارم * ولا السمر الا في يديك عوامل
وما الخيل الا حيث تعلو متونها * جياد إذا ما قابلتك القبائل
فلولاك ما ثارت جياد إلى الوغى * ولولاك لم تعقد لسيف حمائل
ولا ثقف السمر العوالي مثقف * ولا صقلت بيض المواضي صياقل
ولولاك زند المجد ما كان قادحا * وجيد العلى من حلية الفضل عاطل
أعدت الندى حيا وقد كان ميتا * فماتت ملمات وعاشت أرامل
فما خاب من جاب الموامي قاصدا * إليك ولم تكذبه فيك المخايل
وما أمك العافون الا وانجعوا * وقد رحلوا تثني عليك الرواحل
فما جاد فيما جدت فيه ابن حرة * ولا بذل المعروف مثلك باذل
وأغرب من عنقاء ما قد رأيته * جهول بذي في الجهالة واغل
غدا يدعي ما أنت فيه من العلى * ويا رب دعوى ما عليها دلائل
فويل امه أين القصبا من القنا * وأين من البيض الرقاق المناجل
فما كل ذي طول يطول على الورى * فرب طويل ما لديه طوائل
جريت فما جاراك الا ابن أسعد * على أنه من سعدك السعد نائل
علي سما في ذروة المجد والعلى * مقاما عليا دونه النجم نازل
فلا غرو ان اضحى يماثل عمه * فشبل العفرنا للعفرنا مماثل
حنانيك قد أغرقت في طلب العلى * رويدا فما فوق النجوم منازل
خطبت العلى حتى ملكت زمامها * وطلت علاء ما طالها قط طائل
سموت سمر الفرقدين على السهى * وقمت مقام البدر والبدر كامل
إذا عامل في عامل جار واعتدى * سقته زعافا من يديك العوامل
فكم من شديد الباس عبل شمردل * أتيح له منك الحمام المعاجل
وكم لك من يوم أغر محجل * لك الخطب فيه ذل والخطب هائل
رمى الله إبراهيم منك وجيشه * بغائلة فاغتالهم منك غائل
ثبت لهم والحرب فاغرة اللهى * فما حلتهم فيها وأنت المماحل
وفرقتهم أيدي سبأ فكانهم * قطاريع من أوكاره وهو قائل
وما ملت الا نحو مجد مؤثل * وغيرك نحو المال والسلب مائل
فابت وقد زملتهم بدمائهم * ونسوتهم ثكلى حيارى أرامل
تروح وتغدو السافيات عليهم * وتندبهم في النادبات الثواكل
تزورهم العقبان صبحا ومغربا * وتصدر عنهم وهي منهم نواهل
وما برحت تعوي الذئاب عليهم * وقد ملئت منها البطون الهوازل
تنوح عليهم في البراري وحوشها * وما كل من تبدي النياحة ثاكل
وعدت فعادت بعدك الحرب أيما * وأنت الذي ألقحتها وهي حائل
فلا زلت للهيجاء يا ابن زعيمها * زعيما تحييك القنا والقنابل
وكم لك من أمثالها يا ابن قطبها * كفاك بيوم الجسر ما أنت فاعل
عدوت عليهم عدوة الليث إذ رأى * فرائسه تدنو إليها الفراعل
فمزقتهم بالبيض كل ممزق * وألبستهم ثوب الردى وهو شامل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.