الخميس , 2 مايو 2024
الرئيسية » شخصيات نجفية » علماء » السيد موسى بن السيد جعفر الطالقاني

السيد موسى بن السيد جعفر الطالقاني

اعيان الشيعة/10

 السيد موسى ابن السيد جعفر الطالقاني
ولد في النجف سنة 1250، وتوفي في بدرة سنة 1296 ونقل إلى النجف ودفن فيها.
أسرته
نزح جد هذه الأسرة من طالقان بلدة في إيران معروفة وتوطن النجف، وذلك في القرن الثاني عشر الهجري، ولهذا السبب لقبت الأسرة بالطالقانية كما لقبت بالحسينية نسبة إلى جدها الإمام الحسين بن علي ع حيث ينتهي نسبها إليه. وتنتشر فروع هذه الأسرة في النجف وبدرة وجصان والكوفة.

 أساتذته

كان أكثر تلمذه على الشيخ نوح الجعفري القرشي والشيخ عبد الحسين الطريحي ولما توفيا رثاهما اعترافا بحقهما عليه. وقال في الطليعة: كان فاضلا أديبا ظريفا شاعرا وكان يكثر التردد إلى بدرة المسماة قديما بادوريا.
شعره
له ديوان شعر كبير طبع أخيرا ومن شعره قوله:
حمت ورد خديها الجفون الفواتر * وما هي الا المرهفات البواتر
وأرخت على صبح المحيا براقعا * من الليل الا انهن غدائر
لئن نفرت عني وألوت بجى دها * فما هي الا الريم والريم نافر
بدت وظلام الليل ارخى سدوله * فردت علينا الشمس والليل عاكر
ألا يا ابنة الأتراك جودي بنظرة * تقر بها من عاشقيك النواظر
وله:
أحباي قد ضاق رحب الفضا * علي واظلم غرب وشرق
ومذ راعني هول ليل النوى * تيقنت ان القيامة حق
فكم ليلة بتها ساهرا * وللريح حولي رفيف وخفق
وقد جال في الجو جيش الغمام * وطبل الرعيد بعنف يدق
فيخفق قلبي لخفق الرياح * ويسكب جفني إذا لاح برق
سهرت وقد نام جفن الخليل * ونحت وغنت على الدوح ورق
وحق لها دون قلبي الغناء * واني بالنوح منها أحق
فما غاب عن عينها إلفها * ولا هاجهن إلى الكرخ شوق
وله:
أقمنا صدور العيس والليل عاكر * نلف بطاحا في السرى ببطاح
تزج بنا خوص الركاب بعابس * من القفر لم يبسم بضوء صباح
تحن المطايا إذ تحن وكلما * براه السهى والوجد بري قداح
تاوه مشتاق وهاج متيم * وناحت حمامات وعنف لاحي
وقفنا فلم يملك حشاه مروع * من البين في احشاه اي جراح
وسالت على تلك المنازل أنفس * عصتنا فلم نطمع برد جماح
ومال إلى الأطلال ينشد قلبه * مشوق فردته بصفقة راح
وله:
تجلى وجنح الليل في الجو خافق * محيا الحميا فانجلى كل غيهب
وقام أخو البدر المنير يديرها * فكم كوكب ينقض من كف كوكب
ضعيف جفون دونها فاتك الظبا * وما فتكت الا بقلب مهذب
وبتنا نشاوي لا بكأس من الطلى * ولكن بثغر بارد الظلم أشنب
وله:
جاء بالقرطاس كي املي له * من حديث الشوق ما يكتبه
قلت فاكتب عرض حال من فتى * عنك قد كاد الضنا يحجبه
هو ميت ينهض الشوق به * ومن الاحياء قد تحسبه
وله:
كفته عن الحراس ليلا ذوائبه * وأغنته عن حمل السلاح حواجبه
نبي إلى العشاق ارسل هاديا * إلى الحب يدعو والقلوب تجاوبه
فسفك الدما والتيه والصد والجفا * ونقض عهود العاشقين مذاهبه
ألا فاسقني من سلسبيل رضابه * فيا ربما يطفى من القلب لاهبه
فلست بهياب عقارب صدغه * ان لسعتني قبل ذاك عقاربه
وله:
رحلت فما جفت سحائب مدمعي * ولم تخب نار سعرت بين اضلعي
حبست المطايا في مرابعهم ضحى * وأوقفت صحبي إذ وقفت بها معي
أسائلها والدمع يسبق منطقي * فتمنعني ان أسال الدار أدمعي
وله:
لقلبي وعيني يوم زمت بك النجب * لهيب وسحب في الخدود لها سكب
ولي بعد وشك البين بين دياركم * حنين وهل يجدي الحنين أو الندب
وشوق كما شاء الفراق يهزني * إليكم وصبر بين أيدي النوى نهب
وله:
أجرعي كأس المنية * دون ذياك الرضاب
ومعللي بالوصل حتى * ان مضى عسر الشباب
كم بت حين وعدتني * ريان من لمع السراب
فلأنزعن هوى سواك * عن الحشي نزع الثياب
ولاشكون عذاب قلبي * من ثناياك العذاب
واليك أشكو لا لغيرك * ما جنت أيدي التصابي
وأبيت انشر ما طواه * الهجر من صحف العتاب
وله:
أحباي أن شواهد * على الحب أبديتم بعض
ولو همتم وجدا كما همت فيكم * غراما لواصلتم وزرتم بلا وعد
بلى همتم وجدا بقتلي صبابة * وآليتم ان لا أنال سوى الصد

وله: بلغت الحجون وكثبانها * فحي الحجون وسكانها
وقف ناشدا بين تلك الربى * عن الجيرة الغر جيرانها
كرام تؤجج ليل النوى * بقلب المحبين نيرانها
اسلي فؤادي عن حبها * وتأبى الصبابة سلوانها
فهل ثائر لي من أسرتي * يطالب بالروح أجفانها
وله:
يا قاسي القلب رق لي الحجر * وعذرتني العذال واعتذروا
وليلة العيد عسعست فمتى * تشرق بالوصل أيها القمر
أوصلهم فاطلبه * ولا أطيق النوى فاصطبر
سيان عندي بلا بلوع منى * ان واصلوني وان هم هجروا
اني على الحالتين ذو كمد * ونار وجدي في القلب تستعر
وله:
بقية نفس براها الأسى * تردد في جسد ناحل
ولولا رجاء وصال الحبيب * لسالت بمدمعي السائل
ومحتجب من قنا قده * وجفنيه بالسيف والذابل
على خده من دمي شاهد * وحسبك من شاهد عادل
ولولا فتورة اجفانه * لما عرف السحر في بابل
بخيل علي برد السلام * بروحي أفديه من باخل
ولما غرقت بيم الدموع * ولم يلقني اليم بالساحل
علمت بان الهوى متلفي * وأيقنت ان الهوى قاتلي
وقال في مطلع قصيدة:
هل تبلغ النفس من أزمانها الاربا * وهل ينال عقيد المجد ما طلبا
هم يقلقل أحشائي ويزجرها * عن منهل العيش في ذل وان عذبا
وهمة طنبت حيث الفخار بنى * لها رواقا ترى أوتاره الشهبا
وعزمه ضاق فيها الدهر لو عقلت * عين القضاء للورى عجبا
وقال في مطلع أخرى:
دعها لسمر عوال أو لييض ظبا * حتى تنال المعالي أو ترى العطبا
فبين جنبيك نفس أنت تعرفها * عظيمة القدر حازت عزة وأبا
تأبى القباب فلا تاوي لهن ولا * ترى لها غير ما يبني الغبار خبا
تشب نار القرى والليل معتكر * فيظفر الضيف منها بالذي رغبا
ومن طرائفه قوله في تركي وهو ببدرة:
بدر بدا ببدرة * يزري ببدر الفلك
للقلب كم نصبت * اجفانه من شرك
قلت: افندم كيل بري * فقال: كيت قلت: بك
معارف الرجال/محمد حرز الدين

السيد موسى الطالقاني

1250ـ 1298

السيد موسى بن السيد جعفر بن السيد علي بن السيد حسين الطالقاني النجفي المعاصر، ولد في النجف سنة 1250هـ كان فاضلاً كاملاً أديباً شاعراً له نظم محفوظ ومجموعة أدبية حوت طائفة كبيرة من شعره، ورأيته يوما في النجف يلقي قصيدة راثياً ومؤبناً بها بعض الأعلام وقد نالت استحساناً باهراً، وكان الغالب على نظمه الشعر في تهنئة العلماء ورثائهم وتاريخ مواليد العلماء والأدباء ووفياتهم، وله محاضرات حسنة جداً ومطايبات مع أدباء عصره، ولهذا العلوي ديوان مخطوط في مراثي الامام الحسين عليه السلام وجملة من نثره ومكاتباته، وربما سافر إلى جهة أواسط العراق مثل مدينة بدرة، وجصان، وجيزان، وجبل الفيلية.

أساتذته:

تتلمذ على الشيخ عبد الحسين الطريحي المتوفى سنة 1292هـ، والشيخ نوح الجعفري القرشي المتوفى سنة 1300 ومن شعره قصيدة دالية معاتباً بها امام العصر الحجة بن الحسن عجل الله فرجه مطلعها:

أتسهر يا ابن العسكري وأرقد      ويهنأ لي عيش وأنت مشرد

علي عزيز أن يطول بك النوى    وفيئك مغصوب وسيفك مغمد

أتوقد حرب نارها في خدوركم    ولا نار حرب في الكريهة يوقد

وقد وثبت ذؤبانها لنزالكم          فحتى م يا ليث الكريهة تقعد

ولم ترم إلاّ عن قسى الأولى لها  أراشوا سهام البغي قدماً وسددوا

لقد جحدت يوم الغدير بما به      عن الله أنباها النبي محمّد

وسلت سيوفاً أقسم الحقد أنها      بغير رقاب مننكم ليس تغمد

فكم في شباها قد أريق لكم دم     جهارا وكم أودى همام وسيد

وما بعد يوم الطف صفح عن العدى ولا الصبر يوما يا ابن أحمد يحمد

فسمعاً فدتك النفس عتبي وإنما   أهيجك فيه لست ممن يفند

أتنسى أباك السبط فرداً بكربلاء  وليس له إلاّ الأسنة منجد

يناديهم إن تنكروني وتجحدوا    فوالدي الكرار والجد أحمد

ومذ كدر الذل الحياة له صفا     من حياض الموت بالعز مورد

فشمر للهيجاء والثغر باسم       وصال على جمع العدى وهو مفرد

أبيّ ينحيه عن الضيم محتد       زكى وفخر من علي وسؤدد

همام تمور الأرض خيفة بطشه   وترجف أملاك السماء وترعد

ولم لم يكن في صلب آدم لم تكن   تعظمه الأملاك يوما وتسجد

ومن شعره قصيدة رائية يمدح بها الميرزا باقر بن الميرزا خليل الرازي النجفي ويهنئه بزفاف ولديه الشيخ صادق والميرزا كاظم ومن شعره ايضاً قوله:

أحباي قد ضاق رحب الفضا     علي وأظلم غرب وشرق

وقد راعني هول ليل التوى       تيقنت أن القيامة حق

فكم ليلة بتها ساهراً                وللريح حولي رفيف وخفق

وقد جال في الجو جيش الغمام   وطبل الرعيد بعنف يدق

فيخفق قلبي لخفق الرياح          ويسكب جفني إذا لاح برق

سهرت وقد نام جفن الخليل     ونحت وغنت على الدوح ورق

وحق لها دون قلبي العنا         وإني بالنوح منها أحق

فما غاب عن عينها إلفها         ولا هاجهن إلى الكرخ شوق

وفاته:

توفي في بدرة قرب الحدود الإيرانية من العراق سنة 1298هـ وحمل جثمانه إلى النجف وأقبر فيه، وأعقب الشاعر الأديب السيد محمّد تقي المتوفى سنة 1354هـ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.