الشيخ محمد بن الشيخ يوسف بن الشيخ جعفر آل محي الدين
اعيان الشيعة/ج10
الشيخ محمد ابن الشيخ يوسف ابن الشيخ جعفر بن علي بن حسين بن محيي الدين بن عبد اللطيف بن علي بن أحمد بن محمد بن أبي الجامع الحارثي الهمداني العاملي النجفي.
توفي سنة 1219 ورثاه السيد حسين ابن السيد داود مؤرخا عام وفاته بقصيدة يقول فيها:
وبموته غشى الضلال فارخوا * طمست لموت محمد سبل الهدى
ذكره الشيخ جواد في ملحق أمل الآمل فقال: كان عالما فاضلا فقيها جليلا معظما شاعرا أديبا كاتبا حسن الخط قرأ هو والسيد مهدي الطبطائي والشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء عند الآقا باقر البهبهاني في كربلاء هاجروا إليها جميعا وقرأوا عنده إلى أن توفي فرجعوا إلى النجف وكان يتولى القضاء والفتيا بالنجف والسيد مهدي والشيخ جعفر شريكاه في الدرس عند البهبهاني يأمران بالرجوع إليه في الفتيا والقضاء وكان معروفا بقوة الحدس والتفرس. وكتب الفاضل الشبيبي في مجلة الحضارة انه من علماء العصر الماضي وكبار أدبائه معاصر لبحر العلوم والشيخ جعفر الكبير وكان علاوة على تبحره في الفقه من أعيان أدباء النجف وله مراسلات ومشاعرات كثيرة مع علماء عصره وأدبائه وله موال كثير. ومن شعره قوله في رحلة بطريق مكة المكرمة:
ولما نزلنا مصلى الغري * ونادى منادي الرحيل البدارا
ترامت جفون وأودت نفوس * وريعت قلوب فظلت حيارى
كأني بصحبي وقوفا هناك * تراهم سكارى وما هم سكارى
وراموا الرداع قبيل الرحيل * ترى هل يبل الوداع الأوارا
لقد أكثر الناس ذم الفراق * وعندي لذاك يد لا تبارى
ولست أبالي بوقع الخطوب * إذا ما شفيع الذنوب أجارا
حبيب الاله وداعي الأنام * وراعي العباد وغوث الأسارى
حباه الاله المقام الكريم * واوصى إليه العلوم الغزارا
دنا قاب قوسين من ربه * فحاز بذاك الدنو افتخارا
له من جنود الاله جنود * وتخفق منه القلوب انذعارا
تحدى بأي الحكيم * فأعجز من رام جريا وبارى
له المعجزات ملأن البلاد * فمن ذا يروم لهن انحصارا
تخيرك الله ممن هداك * فكانوا الخيار وكنت الخيارا
وقال وأرسلها إلى الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء من النجف إلى بغداد:
سلام على دار السلام ومن بها * وبالرغم مني ان أسلم من بعد
نأيتم فافراحي نأت ومسرتي * واني وحق الود باق على الود
أود بان ألقاكم لمح ناظر * لعل لقاكم ان يخفف من وجدي
خليلي قولا للمؤيد جعفر * مقالة ذي نصح يهدى إلى الرشد
تبغددت حتى قيل انك قاطن * وجانبت أهل العلم والنسك والزهد
فجد إلى الوجه الذي ألنت قاصد * فليس لنيل المكرمات سوى الجد
ومن شعره قوله وقد مر على دار صديقه الحميم السيد محمد زيني
وكان غائبا:
بما بيننا من خالص الود لا نسلو * وغير أحاديث الصبابة لا نتلو
مررت على مغناك لا زال آهلا * فهاج غرامي والغرام بكم يحلو
وعيشك اني ما توهمت آنفا * بعادك عني أو رباع الهوى تخلو
وما جعفر في وده الدهر صادقا * وما صادق من لم يكن في الهوى يغلو
وقد شطر هذه الأبيات الشيخ محمد رضا النحوي ثم شطر الأصل والتشطير السيد محمد زيني اعرضا عن ذكرها خوف الإطالة وله:
ان تر الفقر جاء بالمكروه * وطلبت الغنى بوجه وجيه
عد عن شر كل وجه قبيح * واطلب الخير من حسان الوجوه
وله معنى فارسي:
الفقير النجيب يشبه غصنا * طبعه يثمر الورود اللطيفة
والغني اللئيم ما هو الا * كالخلا كلما امتلا زاد جيفه
وكتب إلى السيد حسين ابن السيد سليمان ابن السيد داود يطلب منه سعفا للوقود:
قل للحسين أخي الاحسان والشرف * لا تنس ما بي من الاخلاص والشغف
حاشا علاك من الاحجام عن صلتي * بعد التعاهد والاتحاف بالتحف
لا زلت تنجز ما وظفت من عدة * هلا تفضلت بالاسعاف بالسعف
فعجل البر قبل البرد مبتدرا * فالشيخ يشفي بلا نار على التلف
كم للأكارم من أهليك من هبة * جادوا بها سلفا ناهيك من سلف
نسجت مجدا على طرز الذي نسجوا * فأنت تخلفهم بوركت من خلف
طربت حجتي يراعي ظل ممتدحا * لا تحسبن كان إلحاحي من الصلف
قد صنت عرضك عن شح يدنسه * حتى جنحت إلى التبذير والسرف
فاجابه السيد حسين يقول:
محمد يا زكي الوسط والطرف * لا تجعلن ودنا وقفا على طرف
من سره ان يرى كل الورى جمعت * في واحد فلير ما فيك وليقف
من همه في اكتساب المجد مرتقيا * وهم بعضهم في النوم والعلف
وللمترجم كتاب السحابة الروية في شرح اللمعة البهية
2013-04-15