الجمعة , 22 نوفمبر 2024
الرئيسية » شخصيات نجفية » علماء » الشيخ محسن ابن خنفر

الشيخ محسن ابن خنفر

 اعيان الشيعة/ج9

  الشيخ محسن بن خنفر العفكي الباهلي النسب النجفي المولد والمنشأ والمدفن الحافظ. توفي في النجف بعد العشاء من ليلة السبت 29 ربيع الأول سنة 1270 ابن حمى المطبقة ودفن في الصحن الشريف بقرب الشيخ حسين نجف من جهة باب القبلة على يمين الخارج من الصحن الشريف خنفر بخاء معجمة ونون وفاء مهملة وراء مهملة وزن جعفر والعفكي نسبة إلى عفك بعين مهملة مكسورة وفاء مفتوحة وكاف وهم ينطقونها بجيم فارسية قبيلة من عرب العراق بين البصرة وبغداد قال تلميذه السيد محمد الهندي في نظم اللآل في علم الرجال: أستاذي الثقة الضابط التقي الورع العالم العلامة كنت لا أسأله عن شئ الا وجدت له جوابا حاضرا

مع حفظ المستند وكان إذا درس أتى بما له دخل من سائر العلوم في المطلب وإذا ذكر الأحاديث ذكرها بأسانيدها محفوظة وكان وحيد زمانه في علم الرجال إن لم يكن كذلك في غيره من سائر الفنون المشهورة وكان يحافظ على متن الحديث ويستدرك على وسائل الحر العاملي تحريف الواو بالفاء وبالعكس وكان له علي في الدين والدنيا فضل وكان ينقل عنه بعض الثقات الاعتراف لي بالاجتهاد المطلق وانا إذ ذاك شاب لم ينبت في وجهي شئ من الشعر وكان لغزارة علمه واحاطته وتفرده بذلك ربما أنكر فضيلة بعض الأساطين وكان خشنا في الله لا يداهن ولا يبالي اقبل الناس عليه أم اعرضوا وقال في ترجمة السيد هاشم: تلمذ على أستاذي ثقة الضابط العلامة الشيخ محسن بن جعفر ووفى له بطول المكث عنده وعدم الانصراف عنه بحيل أعدائه الذين فرقوا أكثر تلامذته عنه يومئذ آه وعن الشيخ
علي الجعفري في كتابه الطبقات: اخذ عن علماء عصره منهم الشيخ موسى ابن الشيخ جعفر واخذ عنه جماعة منهم الشيخ محمد طه والسيد محمد الهندي
والشيخ احمد المشهدي واتهم في زمانه بميله إلى الفرقة الشيخية فلم تحصل له المقبولية العامة والشهرة التامة. له مؤلفات لم يخرج منها شئ إلى المبيضة
آه أقول استدراكه على الوسائل ابدال الواو بالفاء وبالعكس لحفظه الاخبار من الأصول حفظا يميز فيه بين موقع الواو والفاء وكفى بذلك، والمنقول ان سبب نسبة الميل إلى الكشقية إليه انه أرسلت جنازة لبعض عظمائهم ومعها دراهم كثيرة فقبل الدراهم وشيع الجنازة ولا يخفى ان ذلك لا يوجب لمزه بشئ ولا الميل إليهم والظاهر أن هذا هو المشار إليه بحيل بعض أعدائه كما مر وبعض الأساطين المشار إليه في كلام السيد الهندي هو صاحب الجواهر فيحكي عنه انه كان يقول له اعط جواهرك هذه لبائعي الفلفل والكمون يصرون بها ولذلك نسب إلى إعوجاج السليقة ويقال ان صاحب الجواهر كان يرميه بذلك والله اعلم ولا يبعد ان يكون رميه من علماء عصره باعوجاج السليقة لما كان يبديه من التحقيق ودقه النظر في المسائل ويدل على ذلك ما يقال ان الشيخ مرتضى الأنصاري كان يرمي من
بعضهم بمثل ذلك ويحكي انه حج عن طريق نجد فزاره صاحب الجواهر وقال لبعض الحاضرين سلوه عن هواء نجد الذي اجمع الناس كافة على حسنه حتى ذكرته الشعراء في اشعارها لتعلموا حال سليقته فسألوه فذم هواء نجد وسأله صاحب الجواهر مرة من باب المطالبية هل للمجتهد جميع ما للامام وكان يقول بذلك وصاحب الجواهر لا يقول به فقال نعم فقال صاحب الجواهر اشهدوا اني طلقت زوجة الشيخ فقال الشيخ محسن ثبت العرش ثم انقش ومثل هذا قد يقع بين المتعاصرين كثيرا ولا يقدح في جلالة شانهم تغمدنا الله وإياهم بعفوه ورحمته.

  وعن التكملة: عالم علامة فقيه فهامة محدث كبير رجالي خبير طويل

الباع كثير الاطلاع متبحر قل في المتأخرين نظيره إلا الشيخ أسد الله صاحب المقابيس تخرج عليه جماعة كالشيخ محمد طه والسيد محمد الهندي وغيرهما
كان من تلاميذ الشيخ جعفر وابنه الشيخ موسى ولصعوبة مسلكه لم تحصل له مرجعية عامة إلى أن توفي صاحب الجواهر فرجع إليه أكثر العرب ولم تطل مدته ومات سنة 1271 وخلف الشيخ احمد والشيخ حسن وهما من أهل العلم والفضل وسمعت ان قبره عند الشيخ خضر شلال آه.

الذريعة – آقا بزرگ الطهراني – ج 21 –

 مقاصد النجاة) رسالة فارسية عملية في الطهارة والصلاة إلى آخر المسافر ، مرتبا على مقاصد ، للشيخ محسن بن محمد بن خنفر النجفي ، المتوفى بها سنة 1271 . أوله : [ الحمد لله رب . . . ] . عند الميرزا محمد علي الأردوبادي .

  معارف الرجال/محمد حرز الدين

الشيخ محسن خنفر

1176ـ 1270

الشيخ محسن بن الشيخ محمّد بن خنفر الكبير ولد حدود سنة 1176هـ قال: الأستاذ الحاج ميرزا حسين الخليلي النجفي أن الشيخ عالم محقق فقيه أصولي بارع، خبير متتبع لعلم الرجال والحديث، بحاثة زمانه، ومقامه الرفيع أوسع وأسمى من أن يشرحه مترجم، وكان حافظة زمانه ومن المنح التي خصه الله تعالى ومنحه بها هو أنه كان يحفظ كتاب القانون في الطب لابن سينا وكان أستاذاً في تدريسه وشرحه، ويحفظ كتاب الوسائل في الأخبار للشيخ الحر العاملي (قده) بأجزائها سنداً ومستنداً مع التحقيق والغور العميق في فهم مطالبها حتى أنه كان يضبط مواضع اشتباه العطف بالواو أو بالفاء وكان أعجوبة في قوته وإحاطته وعلمه، ومن إحاطته أنه يباحث ما يستفاد من ألفاظ النص أو الحديث الذي يستدل به على حكم فرعي أياماً وقد يكون أسبوعاً كاملاً أول ما يبحث لغة النص وما فيه من الحقيقة والمجاز والفصاحة والبلاغة ونسبته من الكتاب العزيز ورجال سنده ثم يذكر فقه الحديث وما يستفاد منه ومن جمع الأخبار إلى غير ذلك من التحقيق الواسع، انتهى.

وكان زاهداً مترفعاً خشن الملبس والمأكل شديد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. لا يحب إظهار نفسه وعلمه بالرغم من أن كثيراً من أهل الدين والبصيرة يرجعون إليه في التقليد في ذلك العصر البهيج الحافل بفطاحل العلماء والمدرسين، وكان متخصصاً في تدريس الطب اليوناني والعلوم الرياضية والحكمة والأدب العربي والتاريخ، وكان شاعراً يروى له الشعر الجيد في المناسبات الأدبية، قصد حج بيت الله الحرام مع رفقائه الأعلام، وروى بعض المعاصرين أنه كان يرى الولاية العامة للمجتهد العادل ووقع بينه وبين بعض مقدمي معاصريه كلام ونزاع في مسألة الولاية، وأيضاً نسبوا إلى المترجم له القول بوجوب البقاء على تقليد الميت بشروط اشترطها.. ونسبوا له أشياء أخر للحط من كرامته ولم تثبت هذه النسب كما عن جل أساتذتنا.

أساتيذه:

تتلمذ على الشيخ الأكبر الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء النجفي، وعلى ولده الشيخ موسى، قيل وحضر على نجله الثاني الشيخ حسن صاحب أنوار الفقاهة.

تلامذته:

تتلمذ عليه وجوه أهل الفضل وكثير من العلماء وجلهم صاروا مراجع تقليد. حضر عليه الشيخ ملا علي وأخوه الأستاذ الحاج ميرزا حسين الخليليان والسيد محمّد الهندي وأخوه السيد علي الهندي، والشيخ أحمد المشهدي والأستاذ الشيخ محمّد طه نجف، والشيخ محمّد لائذ النجفي، والشيخ عبد الرضا الطفيلي، والشيخ محسن عليوي آل الشيخ خضر، والسيد أبو طالب القائني وقد أجازه أيضاً وكتب في علم الرجال عن أستاذه هذا. وعلى الظاهر أن المترجم له لم يؤثر عنه أثر علمي على ما تتبعنا عليه من معاصريه عدا رسالة عملية في العبادات لعمل مقلديه أسماها (مقاصد النجاة) وبعض المسودات في الفقه والأصول والكلام قيل والتمسه آل نظام الدولة النجفيون أن يكتب ما يمليه من العلوم الجليلة كما فوضوا إليه أمر مكتبتهم النفيسة لتوفر المصادر فيها فأجابهم أن يكتب موسوعة في الفقه، ثم بعد قليل أصيب بمرض في أعصابه واعتراه ارتعاش في عموم بدنه فانشغل بنفسه وصار جليس داره سنين عديدة إلى أن وافاه الأجل.

وفاته:

توفي في النجف بالحمى المطبقة ليلة السبت آخر ربيع الأول سنة 1270هـ كما عن مجموع الشيخ حسن قفطان، وقد مدحه جماعة من معاصريه الأدباء منهم مرتضى قلي خان بقصيدة مطلعها:

أتظن أني بعد بُعدك باقي         وأبيك ما السلوان من أخلاقي

لم أشك من صرف الزمان وخطبه    إلاّ لبعدك فهو غير مطاق

ومنها:

هبني عدلت عن الطريق (فمحسن)     لي مرشد بمكارم الأخلاق

غيث إذا ما أمحلوا فكأنما                 مخلوقة كفاه للإنفاق

قطب المعالي شمس أفلاك العلى        سهل العريكة طيب الأعراق

كم قلدت جيد الوجود هباته               فتخالهن قلائد الأعناق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.