الشيخ أحمد حرز الدين
معارف الرجال/محمد حرز الدين
1265ـ 1342
الشيخ أحمد بن الشيخ علي بن الشيخ عبد الله بن الشيخ حمد الله بن الشيخ محمود المسلمي الشهير بحرز الدين، ولد في النجف ليلة النصف من شعبان سنة (1265) ونشأ فيها، قرأ على والده الحجة الشيخ علي وأخيه العلامة الشيخ حسن، وكان من أهل الفضيلة والكمال، فقيهاً مؤرخاً له الإطلاع الواسع والرأي السديد في الأمور العرفية، وكان مجلسه مكتضاً بالعلماء وأهل الفضل والأدب والشعراء والوجوه النجفية والرؤساء، حتى اشتهر في النجف أن داره ندوة أدب للأدباء والشعراء كالسيد جعفر الحلي والسيد مهدي البغدادي المعروف (أبو طابو) في النجف، المتوفى سنة 1327 وأدباء السادة آل زوين، والسادة آل الطالقاني النجفيين ونظائرهم، وكان لطلاب العلوم المهاجرين إلى النجف ملجأ إذا أصابهم مكروه من السلطتين التركية الحاكمة والأهلية الجائرة (الشمرت، والزگرت) حيث كانت السلطة في أواخر الحكم العثماني في العراق ضعيفة النفوذ، وفي النجف لا نفوذ لها بل النفوذ لرؤساء الفرقتين، وكان محترم الجانب مطاعاً عندهم والكثير منهم يرجعون إليه في مهام أمورهم التي ترجع إلى العلماء ورؤساء القبائل الفراتية وبعض رجال الدولة التركية لحنكته وخبرته ووفور أخلاقه، وسمعنا منه ينقل الأخبار المهمة في السنين المارة به والحوادث التي في العراق بصورة عامة وفي النجف الأشرف خاصة.
وفاته:
توفي في النجف آخر شعبان سنة 1342هـ وأقبر في الصحن الغروي في سرداب خاص له مما يلي باب الفرج، وأعقب أنجالاً أربعة أكبرهم الفاضل الشيخ مهدي من كريمة العالم الزاهد الشيخ علي الخاقاني، وعبد الزهراء وعبد الحسن وإبراهيم، وقد هب عبد الحسن إلى جهاد الانجليز وقد جمع جمعاً رهيباً فانضم مع راية أخواله (خفاجة) وانتهوا إلى (الشعيبة) واصطدموا بجيوش أعداء الإنسانية الإنجليز التي توجهت نحو احتلال البصرة عام 1333هـ فاستشهد هناك برصاص الكفر واهتم بشأنه العلامة المجاهد السيد محمّد سعيد حبوبي النجفي مع جلّ من حضر وصلى عليه ودفنه بمقبرة شهداء البصرة الذين استشهدوا مع الإمام علي أمير المؤمنين عليه السلام.
2013-02-19