السبت , 4 مايو 2024
الرئيسية » شخصيات نجفية » علماء » الشيخ محمد مهدي النراقي

الشيخ محمد مهدي النراقي

الشيخ محمد مهدي النراقي، المعروف بالمحقّق النراقي(قدس سره)

(1128ﻫ ـ 1209ﻫ)

اسمه ونسبه

الشيخ محمّد مهدي بن أبي ذرّ النراقي الكاشاني المعروف بالمحقّق النراقي.

ولادته

ولد عام 1128ﻫ بقرية نراق من قرى مدينة كاشان.

شخصيته

تُلاحظ قوّة شخصيّته وإرادته(قدس سره) في صبره وتفانيه في طلب العلم، ويمكن ملاحظة ذلك من الحوادث المنقولة عنه، ونذكر منها الحادثة الآتية كمصداق لقوّة عزمه في طلب العلم:

كان(قدس سره) لا يفضّ الرسائل الواردة إليه، بل يطرحها تحت فراشه مختومة؛ لئلّا يقرأ فيها ما يشغل باله عن طلب العلم، والصبر على هذا الأمر يتطلّب قوّة وإرادة عظيمة ليست اعتيادية لسائر البشر.

ويتّفق أن يُقتل والده (أبو ذر) المقيم في نراق، وابنه الشيخ محمّد مهدي يومئذٍ بإصفهان يحضر عند أُستاذه الشيخ إسماعيل الخاجوئي، فكتبوا إليه من هناك بالنبأ ليحضر إلى نراق؛ لتصفية التركة وقسمة المواريث وشؤون أُخرى، ولكنّه على عادته لم يفضّ هذا الكتاب، ولم يعلم بكلّ ما جرى، ثمّ كتبوا له ثانية ولكنّه لم يجبهم أيضاً.

ولمّا يئسوا منه كتبوا إلى أُستاذه المذكور ليخبره ويأمره بالمجيء، وخشي الأُستاذ أن يفاجئه بالنبأ، فأظهر له ـ تمهيداً لإخباره ـ الحزن والكآبة، ثمّ ذكر له أنّ والده مجروح، ورجّح له الذهاب إلى بلاده، ولكنّ هذا المثابر الصلب لم يزد أن دعا بالعافية إلى والده، طالباً من أُستاذه أن يعفيه من الذهاب.

وعندئذٍ اضطرّ الأُستاذ إلى أن يصرّح له بالواقع، ولكن الولد أيضاً لم يعبأ بالأمر، وأصّر على البقاء لتحصيل العلم، إلّا أنّ الأُستاذ هذه المرّة لم يجد بُدّاً من أن يفرض عليه السفر، فسافر امتثالاً لأمره المطاع.

ولم يمكث في نراق أكثر من ثلاثة أيّام على بُعد المسافة، ثمّ رجع إلى دار هجرته، وهذه الحادثة لها مغزاها العميق في فهم نفسية هذا العالم الإلهي، وتدلّ على استهانته بالمال وجميع شؤون الحياة في سبيل طلب العلم.

من أساتذته

الشيخ محمّد باقر الإصفهاني المعروف بالوحيد البهبهاني، الشيخ محمّد المازندراني المعروف بأبي علي الحائري، السيّد محمّد مهدي بحر العلوم، الشيخ محمّد بن محمّد زمان الكاشاني، السيّد محمّد حسين الخاتون آبادي، الشيخ مهدي الفتوني العاملي، الشيخ محمّد مهدي الهرندي، الشيخ إسماعيل الخاجوئي، الشيخ يوسف البحراني.

 من أقوال العلماء فيه:

1- قال عنه تلميذه السيد محمد شفيع الحسيني الچاپلقي في ” الروضة البهية “: (( الفاضل العالم المحقق المدقق الماهر ، والبحر الزاخر الفائق على الأوائل والأواخر ، والجامع بين المعقول والمنقول ، ذو يد طويلة في علوم كثيرة ، شيخنا وأستادنا الحاج المولى أحمد )) .

2- قال عنه التبريزي في كتابه ” مرآة الكتب : (( كان عالماً فاضلاً ، مضطلعاً في الفقه والأصول والكلام ، شاعراً أديباً )) .

3- قال عنه السيد الأمين في كتابه ” أعيان الشيعة : (( كان عالماً فاضلاً جامعاً لأكثر العلوم لاسيما الأصول والفقه والرياضي ، شاعراً بليغاً بالفارسية )) .

4- قال عنه صاحب ” لباب الألقاب : (( الفاضل المؤيد الحاج المولى أحمد … وهو كوالده القمقام من مشاهير علماء الإسلام ومعاريف الفقهاء الأعلام ، بل كان أعلمهم وأفقههم وأفضلهم وأتقنهم في عصره وأشهرهم في دهره )) .

5- قال عنه السيد الأصفهاني في كتابه ” الروضات: (( فحل الفحول وفخر أهل المعقول والمنقول ، العارج إلى ذروة معارج الرفعة والتراقي … كان بحراً مواجاً ويماً عجاجاً وأستاذاً ماهراً وعماداً كابراً وأديباً شاعراً من كبراء الدين وعظماء المجتهدين ، وقد صار بالعلم ملياً وأوتي الحكم صبياً )) .

6- قال عنه الشيخ آقا بزرگ الطهراني: (( عالم كبير ، وفقيه بارع ، ومصنف جليل ، وجامع متبحر ، ورئيس مطاع  )) .

7- قال عنه القمي في كتاب ” الفوائد الرضوية : (( العالم العابد ، والفاضل الفقيه النبيه ، والشاعر الأديب ، والسراج الوهاج ، والبحر العجاج ، فحل الفحول ، وبحر أهل المعقول والمنقول ، العالم الرباني )) .

من تلامذته

نجله الشيخ أحمد، السيّد محمّد باقر الشفتي.

تأسيسه الحوزة العلمية في كاشان

بعد إكماله من الدراسة عاد إلى كاشان واستقرّ بها، وكانت خالية من العلماء، وببركة أنفاسه وتدريسه صارت مملوءة من العلماء الفضلاء، فبذر بذور الحوزة العلمية فيها، وأنبتت أزهارها، إذ برز من مجلس درسه جمع من العلماء الأعلام.

من مؤلّفاته

جامع السعادات، جامعة الأُصول، تجريد الأُصول، الشهاب الثاقب، جامع المواعظ، جامع الأفكار، لوامع الأحكام في فقه شريعة الإسلام، معتمد الشيعة في أحكام الشريعة، اللمعات العرشية، الكلمات الوجيزة، مشكلات العلوم، محرق القلوب، شرح الشفا، قرّة العيون، معراج السماء، أنيس الحكماء، أنيس الحجّاج (باللغة الفارسية)، التحفة الرضوية في المسائل الدينية (باللغة الفارسية)، المستقصى.

وفاته

تُوفّي(قدس سره) في الثالث والعشرين من المحرّم 1209ﻫ بالنجف الأشرف، ودُفن فيها.

المصادر:

 

1 ـ روضات الجنات للسيد محمد باقر الخراساني المطبوع بايران.

2ـ الروضة البهية للسيد محمد شفيع الحسيني المطبوع بايران ايضا.

3ـ اعيان الشيعة للحجة السيد محسن الامين في ترجمة الشيخين احمد النراقي و اسماعيل الخاجوئي .

4ـ مستدرك الوسائل الجزء الثالث.

5ـ الذريعة للشيخ المحقق محمد محسن آغا بزرگ الطهراني.

6ـ الاسناد المصفى له ايضا المطبوع بالنجف سنة .1356

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.