الشيخ محمد طه نجف(قدس سره)
(1241ﻫ ـ 1323ﻫ)
اسمه وكنيته ونسبه
الشيخ أبو مهدي، محمّد طه ابن الشيخ مهدي ابن الشيخ محمّد رضا ابن الشيخ محمّد ابن الحاج نجف علي، سافر الحاج نجف علي ـ جدّ المترجم ـ من تبريز إلى النجف الأشرف واستقرّ بها، ويُعرف بيته فيها بالنجف انتساباً إليه.
ولادته
ولد عام 1241ﻫ بمدينة النجف الأشرف.
مكانته العلمية
كان(قدس سره) طويل الباع في العلوم الدينية والأدبية، واسع الاطلاع في التاريخ واللغة والحكمة وأشعار العرب وغيرها، إلّا أنّه تفوّق في الفقه والأُصول والحديث والرجال، وبرع فيها منتهى البراعة، وعُدّ في مصافّ أعلام عصره النابهين.
من أساتذته
1- الشيخ عبد الرضا الطفيلي .
2- خاله الشيخ جواد نجف .
3- الشيخ مرتضى الأنصاري .
4- السيد حسين الكوهركمري .
5- السيد حسين بحر العلوم .
6- الشيخ محسن خنفر .
7- الميرزا حسن الشيرازي .
من تلامذته
1- السيد صالح الحلي .
2- السيد عبد الحسين شرف الدين .
3- السيد حسن الصدر .
4- الشيخ محمد جواد البلاغي .
5- السيد محمد سعيد الحبوبي .
6- السيد عدنان البحراني .
7- السيد علي الشرع .
8- الشيخ علي ابن الشيخ باقر الجواهري .
9- الشيخ حسن ابن الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر .
10- السيد مهدي الحكيم .
11- السيد محمد الكاشي الحائري .
12- الشيخ حسين مغنية .
13- الشيخ مرتضى شومان .
14- الشيخ عبد الله شومان .
15- السيد محسن الأمين .
مرجعيته
بعد وفاة الشيخ محمّد حسين الكاظمي رجع الناس إليه في التقليد، لا سيما في العراق، وكان مرجعاً بارزاً في النجف الأشرف في أيّامه، كما انتشرت رسالته العملية في البلاد العربية وإيران وغيرهما.
من صفاته وأخلاقه
عُرف(قدس سره) بالورع والصلاح والزهد والعبادة وحُسن الخُلق والتواضع، وسلامة الذات وطهارة النفس.
ونُقل عنه أنّه كان مثالاً للصبر والتحمّل في سبيل الله، حيث تعرّض خلال حياته إلى ابتلاءات عظيمة وهي: فقدان البصر في أواخر عمره، وموت ولده الوحيد الشيخ مهدي، فلم يظهر عليه الجزع، بل سلّم أمره لله وصبر حتّى قال: «اِمتُحِنتُ بثلاث: فقد ولدي، وذهاب بصري، والرياسة» ـ أي المرجعية ـ .
وكان معرضاً عن ملذّات الدنيا وزخارفها ومباهجها، وكان مقتصراً على المأكل الجشب، والملبس الخشن، وكان له ميل في نظم الشعر، ومن قصيدته الميمية التي نظمها بعد عودته من الحجّ عام 1318ﻫ، نقتطف منها الأبيات الآتية، وهي في مدح الإمام علي(عليه السلام):
تمامُ الحجِّ أن تقِفَ المَطايا على أرضٍ بها النبأ العظيـــــمُ
وصيُّ محمّدٍ وأخيه مـــنه كهارون يُقاس به الكــــــــــليم
ونفسُ محمّدٍ بصريح قـول المهيمن والصراط المستقيم
من مؤلّفاته
إتقان المقال في أحوال الرجال، الإنصاف في مسائل الخلاف، الفوائد السنية والدرر النجفية، القواعد النجفية في مهمّات الفرائض المرتضوية، إحياء الموات في أحوال الرواة، نعم الزاد ليوم المعاد، شرح منظومة السيّد بحر العلوم، شرح كتاب الزكاة من الشرائع، الدعائم في الأُصول، عناء المخلصين، حاشية على المعالم، حاشية على فرائد الأُصول، حواشي على اللمعة الدمشقية، حواشي على مدارك الأحكام، رسالة في التقية، رسالة في الحبوة، كشف الحجاب عن استصحاب الكرية ومطلق الاستصحاب.
وفاته
تُوفّي(قدس سره) في الثالث عشر من شوال 1323ﻫ بالنجف الأشرف، ودُفن بجوار مرقد جدّه لأُمّه الشيخ حسين نجف في الحجرة الواقعة عن يسار الداخل بالصحن الحيدري للإمام علي(عليه السلام) من جهة باب القبلة.
معارف الرجال/محمد حرز الدين
الشيخ محمّد طه نجف
1241ـ 1323
الشيسخ محمّد طه بن الشيخ مهدي بن الشيخ محمّد رضا بن الشيخ محمّد بن المقدس الحاج نجف التبريزي الحكم آبادي، ولد سنة 1241هـ وقيل في تاريخ ولادته:
حظى المهدي فينا بسعود وافتخـــــار
إذ أتى طه فــــأرخ (كوكب الفضل أنار)
هو قطب دائرة الشريعة الذي زهرت في أفق الدهر أيامه، ومنار علم الإمامية الذي خفقت في الآفاق أعلامه، من انتهت إليه الزعامة. وأقر له المجتهدون وأهل التحقيق بالإمامة، درة إكليل الفضل والشرف، الفقيه الأصولي الرجالي، التقي الورع الزاهد العابد، المرجع الأعلى من رجعت إليه المسلمون في العراق وإيران، والسواحل والبنادر وجملة من الأقطار العربية، وحدث الثقة الجليل الحاج محمّد دخيل بن أخ الحاج حسن دخيل أنه لما توفي الشيخ جواد نجف سنة 1294هـ اجتمع العلماء في النجف ومنهم الحجة الكبرى السيد مهدي القزويني والشيخ ميرزا لطف الله والشيخ ملا محمّد الإيرواني وغيرهم من علماء العرب والعجم وائتموا بالشيخ المترجم له في الصلاة جماعة بالمسجد الهندي ـ إلاّ الشيخ محمّد حسين الكاظمي ـ وأمر السيد القزويني بأن يخطب بعد الصلاة بأن الشيخ محمّد طه أفضل ممن فقدنا انتهى أقول: وكان الأستاذ الكاظمي لا يأتم بأحد أبداً مخافة أن تكون صلاته سيرة فتتبع كما تقدم له مع الشيخ سعد الحساني كما ذكرناه في الجزء الأول، وعاصر جملة من الأعلام منهم السيد الميرزا محمّد حسن الشيرازي والأستاذ الشيخ الكاظمي والأستاذ الحاج ميرزا حسين الخليلي، وقد شد الرحال لزيارة الإمامين العسكريين عليهما السلام في سر من رأى في السنة التي هجم السامرائيون على الشيعة المقيمين هناك ووقع ما وقع من التعدي السافر وهجمومهم على الحمام ومن فيه مما تندى له جبهة كل مؤمن عربي غيور، وفي سنة 1318هـ حج مكة المكرمة بدعوة من الحاج حسين الشهربلي البغدادي وكان سفره على الطريق البري من النجف، ولما عاد استقبلته الجماهير بكل حفاوة واحترام وجلس مجلساً عاماً. وكان أديباً شاعراً ينظم الشعر ومن شعره قصيدته الميمية في ستة وعشرين بيتاً ناقض بها البيت المعروف لذي الرملة حيث قال:
تمام الحج أن تقف المطــــايا على خرفاء واضعة اللئام
قال المترجم له:
(تمام الحج أن تقف المـطايا) على أرض بها النبأ العــظيم
وصيّ محمّد وأخيه مـــــــنه كهارون يقاس به الكلـــــــيم
ونفس محمّد بصريح قـول الـ ـمهيمن والصراط المستقيم
وباب العلم من طه وهــــــذا يفيدك كل مكرمة تـــــــــروم
وسيف الله في بدر وأحــــــد وغيرهما وناصره القـــــــويم
وناصر أحمد في الغار إذ قــد فداه بنفسه ذاك الكــــــــريم
وصرح في غداة غدير خــــم بمر الحق لو أصغى الظـــلوم
أساتذته:
تتلمذ على الشيخ الأكبر الشيخ محسن خنفر وكان عمدة تلمذه عليه، والسيد حسين الكوهكمري، وقيل حضر قليلاً على الشيخ المرتضى الأنصاري وقرأ أولاً على الفقيه الشيخ عبد الرضا الطفيلي النجفي، وحضر يسيراً على السيد حسين الطباطبائي آل بحر العلوم ومنه ترك الحضور واستقل بالتدريس والرأي.
تلامذته:
تتلمذ عليه جمهرة من العلماء وأهل الفضيلة منهم الشيخ حسن نجل صاحب الجواهر، والسيد عدنان الغريفي، والشيخ علي حفيد صاحب الجواهر، والسيد محمّد سعيد حبوبي، والسيد محمّد الكاشي الحائري، والشيخ محمّد حسن سميسم، والشيخ جعفر البديري النجفي، وتتلمذت عليه سنين عديدة حتى توفي وأجازني أن أروي عنه بما أجازه به الشيخ ملا علي الخليلي النجفي وقد ذكرنا ذلك في كتابنا (الفوائد الرجالية).
مؤلفاته:
الإنصاف في مسائل الخلاف تعليقة على كتاب جواهر الكلام، وكتاب الزكاة شرح لزكاة الشرايع، وشرح كتاب النكاح من الجواهر لم يتم، وكتاب الدعائم في الأصول وغناء المحصلين حاشية على كتاب المعالم في الأصول، وإتقان المقال في أحوال الرجال، وإحياء الموات في أحوال الرواة، ورسالة في الحبوة، ورسالة في التقية، ورسالة في عقد النكاح المردد بين الدائم والمنقطع، ورسالة في الاستظهار من الحيض، ورسالة في المحدث بعد التيمم عن الغسل، ورسالة كشف الأستار عن الخارج عن دار الإقامة في الأسفار، ورسالة كشف الحجاب في الكر، ورسالة فيمن أدرك ركعة من الوقت، ورسالة في أحوال جده الشيخ حسين الكبير وله تعاليق ورسائل في الفقه والأصول أخر، ورسالتان كبيرة وصغيرة لعمل مقلديه، وكانت أمه بنت الشيخ حسين بن محمّد نجف الكبير، وعاصره الشيخ حسين الصغير ابن الشيخ يعقوب بن الشيخ جواد بن الشيخ حسين الكبير، وتوفي والده ورباه خاله الشيخ جواد، ولما بلغ مبالغ الرجال زوجه بنته وأمره أن يجد في طلب العلم، وكف بصره آخر أيامه بعد وفاة ولده الفاضل الأديب الشيخ مهدي.
وفاته:
توفي في النجف بمرض الإسهال المعدي أصابه حوالي العشرين يوماً حتى قضى صبيحة يوم الأحد ثالث عشر من شهر شوال سنة 1323هـ وصار لموته دوي في النجف وأغلقت أسواق النجف بأجمعها له فلم تر إلاّ باك وباكية حتى حتى أخذ النجفيون يهرعون إلى خارج البلد مستقبلين جثمانه حيث غسل على نهر السنية من الفرات واستمر الصراخ والعويل من المشيعين حتى أدخلوه الصحن الغروي وصلى عليه الأستاذ الأعظم الحاج ميرزا حسين الخليلي وجددوا به عهداً بمرقد أمير المؤمنين عليه السلام ودفن في حجرة من الصحن الغروي مع جده لأمه الشيخ حسين نجف وأستاذه الشيخ محسن خنفر وأقيمت له الفواتح في مدن العراق ورثته الشعراء وأرخ عام وفاته بعض الأدباء بقوله:
لقد أمست سماء العلم تبكي بطه أرخوا قد غاب بدرا
المصادر:
معارف الرجال/محمد حرز الدين
أعيان الشيعة. طبع بيروت – لبنان، عام 1983 م – 1403 هـ، منشورات دار التعارف.