الخميس , 25 أبريل 2024
الرئيسية » شخصيات نجفية » علماء » الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء

الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء

الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء(قدس سره)

(1294ﻫ ـ 1373ﻫ)

اسمه ونسبه

الشيخ محمّد حسين ابن الشيخ علي ابن الشيخ محمّد رضا كاشف الغطاء، وينتهي نسبه إلى الصحابي الجليل مالك الأشتر النخعي، وبالتالي إلى قبيلة بني مالك إحدى القبائل العربية المعروفة.

ولادته

ولد عام 1294ﻫ بمدينة النجف الأشرف.

من أساتذته

السيّد محمّد كاظم الطباطبائي اليزدي، الشيخ محمّد كاظم الخراساني المعروف بالآخوند، الشيخ محمّد حسن المامقاني، الشيخ محمّد تقي الشيرازي، الشيخ محمّد باقر الإصطهباناتي، الشيخ محمّد رضا النجفي آبادي، الشيخ أحمد الشيرازي، الشيخ رضا الهمداني.

من تلامذته

الشهيد السيّد محمّد علي القاضي الطباطبائي، الشيخ عبد الحسين الأميني، السيّد إسماعيل الحسيني المرعشي.

من صفاته وأخلاقه

كان(قدس سره) من أتباع أهل البيت(عليهم السلام) الحقيقيين، فقد جسّد في سلوكه وتصرّفاته ما أوصى به الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله)، والأئمّة الطاهرون(عليهم السلام)، فكان شجاعاً بكلّ ما تحمله هذه الكلمة من معنىً، في جميع المجالات العلمية والسياسة وغيرها، وكمثال على شجاعته السياسية ما كتبه في إحدى رسائله، من أنّ أمريكا تُبقي شعوبنا رازحة تحت أشكال الفقر والجهل والتخلّف، وكذلك في مجال الزراعة والصناعة؛ لكي تجعلنا أذلّاء خاضعين لها، وفي مقابل ذلك كلّه تسعى للسيطرة على ثرواتنا، واستثمارها ونحن راضين.

وكان من صفاته: العفو عمّن أساء إليه، والحلم والصبر عمّن أخطأ بحقّه، ولم يكن مستبدّاً برأيه، يتقبّل النقد برحابة صدر، وإذا تبيّن له بأنّ الرأي الذي كان يعتمده خطأ كان يتركه، ويأخذ بالصحيح، وكان يعتمد على نفسه، وفي الوقت نفسه لم يكن متكبّراً أو معجباً بنفسه، وكان نقي السريرة، لا يحقد على الناس، لذلك لم ينظر إلى أحد نظرة حسد أو حقد أو ما شابه ذلك، وكان متواضعاً للجميع، الصغير منهم والكبير، والقريب والبعيد، وكلّ مَن جاء لمقابلته أو زيارته من جميع أرجاء العالم تحدّث عن تواضعه واحترامه واهتمامه بالجميع.

وبالإضافة إلى ما ذكرناه كان(قدس سره) خطيباً بارعاً، ساحر البيان، فصيح اللسان، يستذوق الشعر، له أبيات في أسباب تخلّف المسلمين، تدلّ على مدى براعته في نظم الشعر، يقول فيها:

كم نكبة تحطّم الإسلام والـــــــــــــــــــــعرب                والإنكليز أصلها فتّش تجدهم السبــــب

فكلّ ما في الأرض من ويلات حرب وحــــــرب                هم أشعلوا نيراها وصيّروا الناس حطب

واستخدموا ملوكنا لضربنا ولا عجـــــــــــــــب                فملكهم بفرضهم كان وإلّا لانقلــــــــــب

هم نصّبوا عرشاً لهم في كلّ شعب فانشعب                وا سوأتاً إن حدّث التاريخ عنهم وكتــــب

من أقوال العلماء فيه

1ـ قال الشيخ آقا بزرك الطهراني(قدس سره): «هو من كبار رجال الإسلام المعاصرين، ومن أشهر مشاهير علماء الشيعة، والحقيقة أنّه من مجتهدي الشيعة الذين غاصوا بحار علوم أهل البيت(عليهم السلام)، فاستخرجوا من تلك المكامن والمعادن جواهر المعاني ودراري الكلم فنشروها بين الجمهور».

2ـ قال السيّد محمّد مهدي الخونساري(قدس سره) صاحب أحسن الوديعة: «كان الشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء علّامةً كبيراً، ومصلحاً شهيراً، وعالماً مقتدراً، له بيان ساحر، وكتابات جذّابة، كانت مؤلّفاته مكتوبة بلغة سلسة، تناسب لغة العصر، منسجمة مع التطوّر».

مرجعيته:

بعد وفاة آية الله العظمى السيد اليزدي عام ( 1337 هـ )، أخذ الناس في العراق بتقليد آية الله الشيخ أحمد كاشف الغطاء ( أخ الشيخ محمد حسين ). وفي 1338 هـ أخذ كثير من أهالي العاصمة بغداد بالعدول في تقليدهم إلى اية الله الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء، وشيئاً فشيئاً ذاع صيته بين أوساط المقلدين في العراق حتى أحرز المرجعية الدينية العليا.

مؤلفاته:

للشيخ كاشف الغطاء آثار علمية قيّمة بعضها مطبوع والبعض لا يزال مخطوطاً، أما المطبوع فهو:
1 ـ أصل الشيعة وأصولها ( كتاب قيّم تحدث فيه عن الشيعة ومعتقداتها، ترجم إلى اللغة الفارسية والإنكليزية والهندية ).
2 – نقض فتاوى الوهابية
3 ـ تحرير المجلة ( بحوث حقوقية طِبْقَ المذهب الشيعي ).
4 ـ وجيزة المسائل ( في الفقه، ألّـفه باللغتين العربية والفارسية ).
5 ـ حواشي عين الحياة ( في الفقه ).
6 ـ المراجعات الريحانية ( مجلدان، ).
7 ـ الأرض والتربة الحسينية ( ترجم الى: الإنكليزية والفارسية والهندية ).
8 ـ الدين والإسلام.
9 ـ نقد كتاب ملوك العرب لأمين الريحاني.
10 ـ حواش على وسيلة النجاة لأخيه آية الله الشيخ أحمد كاشف الغطاء.
11 ـ السؤال والجواب ( في الفقه ).
12 ـ زاد المقلدين ( ألفه في الفقه باللغة الفارسية ).
13 ـ حاشية على كتاب التبصرة للعلامة الحلي.
14 ـ حاشية على العروة الوثقى.
15 ـ الفردوس الأعلى .
16 ـ الآيات البينات .
17 ـ نبذة من السياسة الحسينية ( مترجم إلى الفارسية ).
18 ـ مختصر الأغاني .
19 ـ الميثاق العربي الوطني .
20 ـ مباحثاته مع السفير البريطاني والامريكي .
21 ـ التوضيح، في بيان ما هو الإنجيل( ترجم إلى اللغة الفارسية ).
22 ـ المثل العُليا في الإسلام لا في بحمدون ( ترجم إلى الفارسية ).
23 ـ جنة المأوى .

مواقفه

لم يصرفه الانشغال في التدريس والتصنيف عن الجهاد في سبيل الله، فقد شارك مع السيّد محمد اليزدي وغيره من العلماء في المضي إلى سوح الجهاد في الكوت أمام قوات الإنكليز، كما أنه كان أبرز المؤيدين للنهضة الإصلاحية في العالم الإسلامي، ولم تزده محاولات الاستعمار للتفرقة الطائفية المذهبية بين أبناء الشعب العراقي إلاّ إصراراً على مكافحة هذا المرض الوبيل بالقول النافع والعمل الجاد الدؤوب الذي قطع الطريق على المصطادين في الماء العكر، وبذلك كان مرجع الأمة الإسلامية بمختلف مذاهبها لأنهم أعطوه الثقة الكاملة لما وجدوه فيه من طهارة الذات ونبل المقصد وصلابة الموقف وحصافة الرأي وبعد النظر، ولولا مواقفه السامية الخالدة هذه لوقعت الفتنة الكبرى والطامة العظمى.

لقد كان قدس سره يؤمن بأن أهم وظائف العالم وواجباته الأولى: معالجة الشؤون السياسية وفهمها حق الفهم. وقد أعطى تعريفاً للسياسة بأنها «الوعظ والإرشاد والنهي عن الفساد، والنصيحة للحاكمين بل لعامة البلاد، والتحذير من الوقوع في حبائل الاستعمار والاستعباد ووضع القيود والأغلال على البلاد وأبناء البلاد».

وقد سنحت له الفرصة بزيارة السفير البريطاني لمدينة النجف واجتماعه به يوم 20 جمادى الأولى 1373 هـ / 1953م، فواجهه بالمنكرات التي أقدم عليها الإنكليز في كافة أنحاء العالم، بما فيها سعيهم إلى ضياع فلسطين وسقوطها بأيدي اليهود ومساعدتهم على استعمارها أرضاً وشعباً، ثم تهجيرهم إلى كل حدب وصوب.

ثم كان له لقاء بالسفير الاميركي، فواجهه أيضاً بما لأمريكا من اليد الطولى في تثبيت إسرائيل بأرض فلسطين، وما تسبب عن ذلك من أعمال وحشية يندى لها جبين الإنسانية. وكانت أبرز مواقفه رفضه حضور مؤتمر بحمدون الذي روّجت له أبواق الاستعمار، بل كان رده على دعوة الحضور حاسماً بليغاً جداً، مع كتاب في خدمة الأمة الإسلامية والذب عن حماها في مواجهة الاستعمار الكافر وهو كتاب «المُثُل العليا في الإسلام لا في بحمدون».

لقد كانت الدعوة موجهة له من قبل نائب رئيس جمعية أصدقاء الشرق الأوسط في أميركا لحضور مؤتمر لرجال الدين من المسلمين والمسيحيين يعقد في لبنان لبحث القيم الروحية في الديانتين والأهداف المشتركة وموقف الديانتين من الشيوعية، وقد كان موقفه رفض الحضور مع بيان مثالب الحضارة الغربية القائمة على ضرب القيم الروحية، لذلك خاطبه قدس سره في هذا الكتاب:
«ألستم أنتم أخرجتم تسعمائة ألف نسمة من العرب، أخرجتموهم من أوطانهم وبلادهم وشردتموهم بالصحاري والقفار يفترشون الغبراء ويلتحفون السماء. وكانوا في أوطانهم أعزاء شرفاء، يكاد يتفجع لحالهم الصخر الأصم، ويبكي لحالهم الأعمى والأصم، وأنتم لا تزالون تغرون اليهود بالعدوان عليهم. فهل فعل نيرون كأفعالكم هذه، والعجب كل العجب أنكم في الوقت نفسه تطلبون من المسلمين والعرب الانضمام إلى جهتكم، والتحالف معكم، وإبرام المعاهدات لكم، فإنكم تضربون العرب بأرجلكم ورجالكم تصفعونهم على عيونهم بيد، وتمسحون رؤوسهم باليد الأخرى»
مكتبته

وفاته:

مرض شيخنا الجليل محمد حسين كاشف الغطاء في أواخر حياته، فأدخل على أثر ذلك إلى مستشفى الكرخ في بغداد، ولكن صحته لم تتحسن، فقرروا نقله إلى مدينة ( كِرند ) في غرب محافظة كرمانشاه الايرانية، لغرض النقاهة، أملا في شفائه، وبعد وصوله بثلاثة أيام جاءه الأجل المحتوم فلبّى نداء ربه وذلك بتاريخ 18 / ذي القعدة / 1373 هـ.

وقد نقل جثمانه الطاهر إلى العاصمة بغداد، ثم إلى مدينة النجف الأشرف، وبعد تشييعه دفن في مقبرة وادي السلام إلى جوار مرقد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في النجف الأشرف، وأقيمت على روحه الطاهرة مجالس الفاتحة في العراق، وايران، وألقى الكثير من الشعراء قصائد في رثائه بهذه المناسبة الأليمة.

المصادر:

  • شعراء الغري،لعلي الخاقاني  100:2

  • الدين والإسلام، للمؤلف كاشف الغطاء قدس سره

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.