الشيخ محمد حسن المظفر ( قدس سره )
( 1301 هـ ـ 1375 هـ )
نسبه وأسرته
هو الشيخ محمّد حسن بن الشيخ محمّد بن الشيخ عبدالله الصيمريّ الجزائري . زعيم ديني، ومتكلّم باحث متمكّن، وأديب كاتب معروف، وصاحب قريحة شعريّة رقيقة.
يرجع إلى أسرة عريقة بالفضل والعلم، عُرِفت في النجف الأشرف في أواسط القرن الثاني عشر، ولها فروع كثيرة في المناطق العراقيّة: كالبصرة وكربلاء وبغداد وعفك، ويسكن قسم منهم في المحمّرة وحلب. ويعود نسب آل المظفّر إلى آل علي المُضريّين القاطنين في أرض العوالي بالحجاز، ولا يزال البعض منهم يسكن عوالي المدينة المنوّرة.
هاجر مظفّر بن عطاء الله ـ جدّ الأسرة الأعلى ـ من المدينة المنوّرة قبل القرن العاشر الهجريّ وقصد النجف الأشرف، فقطن فيها وتردّد على علمائها فاستفاد منهم، أما تواجدُهم في البصرة كالقُرنة والِمْدَينة فيتّصل بالقرن الحادي عشر الهجري.
نبغ من هذه الأسرة أعلام كثيرون، أشهرهم: الشيخ إبراهيم بن محمّد بن عبدالحسين ( المعروف بالجزائري )، له مؤلّفات، تُوفّي في الكاظميّة ودُفن في الرواق الكاظميّ الطاهر، وله مسجد هناك يُعرَف باسمه إلى اليوم. والشيخ محمّد المظفّر والد المترجم له، تُوفي سنة 1322هـ، وله عدّة مصنّفات، منها توضيح الكلام في شرح شرائع الإسلام، وهو دورة فقهيّة كاملة شرح فيها كتاب المحقّق الحلّي ( شرائع الإسلام ) بإيجازٍ وتركيز، وما يزال مخطوطاً.
أمّا إخوة الشيخ محمد حسن المظفّر فثلاثة:
ـ الشيخ عبدالنبيّ: وهو الذي رعى الشيخ المترجَم له بعد وفاة والده.
ـ الشيخ محمد حسين: باحث عالم بالأدب والتاريخ، ومن تآليفه: ( الإمام الصادق عليه السّلام، الإسلام نشوؤه وارتقاؤه، تاريخ الشيعة، ميثم التمّار، مؤمن الطاق، علم الإمام ).
ـ الشيخ محمّد رضا المظفّر: عميد كلية الفقه في النجف الأشرف، صاحب المصنّفات المعروفة: أصول الفقه، المنطق، عقائد الإماميّة، السقيفة.. كان عالماً فقيهاً وأديباً مُجيداً.
ولادته :
ولد الشيخ في الثاني عشر من صفر 1301 هـ بمدينة النجف الأشرف .
دراسته وتدريسه :
درس المقدّمات والسطوح والخارج في حوزة النجف الأشرف حتّى نال درجة الاجتهاد ، وبعد وفاة السيّد أبو الحسن الأصفهاني عام 1365 هـ ظهر الشيخ المظفّر مرجعاً من مراجع الشيعة ، رغم أنّه كان قد آثر العزلة .
كما درّس الدروس العالية في الحوزة العلمية ، فأتم عشرات الدورات الفقهية والأُصولية ، وقد حضرها الكثير من أهل الفضل والعلم .
أساتذته : نذكر منهم ما يلي :
1ـ الشيخ فتح الله الأصفهاني ، المعروف بشيخ الشريعة .
2ـ الشيخ محمّد كاظم الخراساني ، المعروف بالآخوند .
3ـ السيّد محمّد كاظم الطباطبائي اليزدي .
4ـ الشيخ محمّد حسين الغروي النائيني .
5ـ الشيخ علي الشيخ باقر الجواهري .
6ـ الشيخ ضياء الدين العراقي .
7ـ أبوه ، الشيخ محمّد المظفّر .
تلامذته : نذكر منهم ما يلي :
أخوه ، الشيخ محمّد رضا المظفّر .
أقوال العلماء فيه : نذكر منهم ما يلي :
1ـ قال الشيخ جعفر آل محبوبة : ( من العلماء الأبرار والمجتهدين الأخيار ، لم يناقش في ورعه وصلاحه ، وللناس فيه أتمُّ الوثوق ، صلّى خلفه كثير من أهل الفهم والمعرفة ، ورجع إليه في التقليد جماعة من الناس ، تقرأ في غضون جبينه آثار الأبرار ، وتلوح على مخايله سمات أهل الورع ، يغلب عليه الهدوء والسكون ) .
2ـ قال الشيخ علي الخاقاني في شعراء الغري : ( عرفته معرفة حقّة ، واتّصلت بشخصه شأن غيري ممّن اتّخذوا العلم صفة لهم ، فوجدته إنساناً فذّاً قد حصل على كافّة الصفات الطيّبة والخلال الحميدة ، قد نُزّه عن كلّ ما يوصم به المرء من زَهو وتدليس ، أو حبّ للظهور والغطرسة ، يتواضع للكبير والصغير بصورة لم تُفقده قوّة الشخصية ، وجلال الزعيم ، ولطف مزاجه حتّى عاد كالزجاجة الصافية ، التي لا درن عليها أو غبار ) .
3ـ قال عمر كحالة في معجم المؤلّفين : ( فقيه أُصولي ، مجتهد شاعر ) .
مؤلفاته : نذكر منها ما يلي :
دلائل الصدق لنهج الحق
كتاب الحج شرح كتاب القواعد للعلامة الحلي
وجيزة المسائل وهي رسالته العملية
الإفصاح عن أحوال رجال الصحاح: كتاب وحيد في بابه
شرح كفاية الأُصول للآخوند الخراساني
حاشية على العروة الوثقى.
رسالة في فروع العلم الإجمالي
حاشية على رسالة السيّد أبو الحسن الأصفهاني
حاشية على رسالته الصغيرة.
حاشية على مناسك الحجّ للسيّد أبو الحسن الأصفهاني
حاشية على الرسالة العملية للشيخ عبـد الحسـين مبارك
مضافاً إلى مجموعة شعره
وفاته
تُوفّي الشيخ محمد حسن المظفّر في 23 ربيع الأول سنة 1375هـ في بغداد بإحدى مستشفياتها بعد مرضٍ عُضال، فاهتزّت الأوساط الشعبية لنبأ رحيله، ونُقل جثمانه إلى النجف الأشرف بموكبٍ مهيب ضخم، ليرقد في جوار أمير المؤمنين عليه السّلام.
ويومها تعطّلت الأعمال وأُغلقت الأسواق، وتوقّفت الدراسة في الحوزة العلميّة لعشرة أيّام، إقامةً لمجالس الفاتحة في أنحاء العراق وخارجه، وامتدّت بعد ذلك إلى أربعين وفاته.. حيث أُقيم الحفل التأبيني في النجف الأشرف يوم 8 جمادى الآخرة، وكذا في مدينة البصرة، فأُلقيت فيه قصائد الرثاء وكلمات التأبين من قبل العلماء والأدباء.. وخلال ذلك وُجِّه الخطاب لأخيه الشيخ محمّد رضا المظفّر ليواصل الحركة الفكريَّة التجديديّة في الحوزة العلمية، وكان ذلك من خلال القصيدة التي أنشدها السيّد مصطفى جمال
المصادر:
1- مقدمة كتاب دلائل الصدق لنهج الحق ج1 ص168 – 195 .
2- أعيان الشيعة ج9 ص140 – 141 .
3- الذريعة ج2 ص258 ، ج8 ص251 .
4- الأعلام ج6 ص95 – 96 .
5- معجم المؤلفين ج9 ص219 .