الشيخ محمد جواد البلاغي
الشيخ محمد جواد البلاغي(قدس سره)
(1282ﻫ ـ 1352ﻫ)
الشيخ جواد أو الشيخ محمد جواد ابن الشيخ حسن ابن الشيخ طالب البلاغي النجفي ينتهي نسبه إلى ربيعة. مولده ووفاته في النجف ولد سنة 1282 ه. وتوفي سنة 1352ه. ليلة الاثنين الثاني والعشرين من شعبان في النجف الأشرف ودفن فيها في المقبرة المقابلة لباب المراد.
وآل البلاغي بيت علم وفضل وأدب ، كان المترجم له نابغة من نوابغ العصور وجهاده بقلمه ولسانه يذكر فيشكر ، له عشرات المؤلفات وكلها قيّمة ذات فائدة لا زالت تتلاقفها الأيدي ويعتز بها أهل العلم اذكره يحضر مجالس العلم فاذا اشتد الجدال حول مسألة من مسائل العلم كان يقول : عندي بيان أرجو أن تسمحوا لي باستماعه فإني مريض وإذا رفعت صوتي أخاف أن أقذف من صدري دماً.
كانت تأتيه المسائل من بلاد الغرب فيجيب عنها. وبين أيدينا من مؤلفاته : الرحلة المدرسية ، الهدى إلى دين المصطفى جزآن ، تفسير القرآن ، أنوار الهدى ، رسالة التوحيد والتثليث ، البلاغ المبين رسالة في الرد على الوهابية.
تعلم العبرية وأتقنها خطاً وقراءة ونطقاً حتى تمكن من المقارنة بين اصولها وبين المترجم إلى اللغة العربية فأظهر كثيراً من مواقع الاختلاف في الترجمة
التي قصد بها التضليل. كانت ترد عليه الرسائل والأسئلة باللغة الانجليزية فشرع يتعلمها لولا أن يفاجأه الأجل المحتوم. كان تحصيله ودراسته على أعلام عصره أمثال الملا كاظم الخراساني والشيخ اغا رضا الهمداني ومن تراثه الأدبي قصيدته التي عارض بها الرئيس ابن سينا في النفس.
نعُمت بأن جاءت بخلق المبدع ثم السعادة أن يقول لها ارجعي
خلقت لأنفع غاية يا ليتــــــــها تبعت سبيل الرشد نحو الأنـــفع
الله ( سواها وألهمها ) فهـــل تنحو السبيل إلى المحلّ الأرفـع
ورائعته التي شارك بها في الحلبة الأدبية عن الحجة المهدي صاحب العصر والزمان التي أثبتها في كتابه الفقهي (١) وأثبتها السيد الأمين في ترجمته في الأعيان. ترجم له صاحب الحصون المنيعة والشيخ اغا بزرك الطهراني في ( نقباء البشر ) والشيخ السماوي في ( الطليعة ) وله مراسلات شعرية مع الشيخ توفيق البلاغي رحمهالله ورثاء للسيد محمد سعيد الحبوبي والكثير من شعره يخص أهل البيت ومنه نوحيته الشهيرة التي يرددها الخطباء في شهر المحرم ومطلعها :
يا تريب الخد في رمضا الطفوف ليتني دونك نهباً للسيــــــــوف
وله من الشعر في ميلاد الحجة المهدي المولود ليلة النصف من شعبان سنة ١٢٥٦ ه. وأولها :
حي شعبان فهو شهر سعودي وعد وصلي فيه وليلة عيـدي
ترجم له الزركلي في ( الاعلام ) وعدد بعض مؤلفاته وقال : وله مشاركة في حركة العراق الاستقلالية وثورة عام ١٩٢٠ م ، انتهى. أقول وآل البلاغي من أقدم بيوت النجف وأعرقها في العلم والفضل والأدب ، أنجبت هذه الأسرة عدة من رجال العلم والدين وسبق أن ترجمنا في هذه الموسوعة للشيخ محمد علي البلاغي المتوفى سنة ١٠٠٠ ه. ويقول الشيخ اغا بزرك الطهراني في نقباء البشر أن المترجم له ولد سنة ١٢٨٢ كما أخبره صاحب الترجمة نفسه بمولده
__________________
١ ـ وهو تعليقة على مباحث البيع من مكاسب الشيخ الانصاري.
وحيث أن الشيخ الطهراني من أخدانه واخوانه وكانت تجمعهما وحدة البلد في سامراء أولاً عند استاذهما المغفور له الميرزا محمد تقي الشيرازي ثم النجف ثانياً فقد ألّم بترجمته إلمامة كافية وافية كما كتب عنه الكثير من الباحثين ونشرت المجلات والصحف عن جهاده ومؤلفاته وأكبروا منتوجه العلمي ودفاعه عن الإسلام ومواقفه الصلبة بوجه المادية ودعاتها والطبيعيين وآرائهم.
وشيخنا البلاغي كان على جانب من عظيم من الخلق الاسلامي الصحيح فهو لا يماري ولا يداهن ولا تلين له قناة في سبيل الحق ، وكان مع علوّ نفسه متواضعاً يكره السمعة ويشنأ الرفعة ، وفي أغلب مؤلفاته يغفل اسمه الصريح فكانت الرسائل تأتيه باسم ( كاتب الهدى النجفي ) ومن العجيب أنه نشر جملة من الرسائل والمقالات باسم غيره ، ومؤلفاته تزيد على الثلاثين ، ترجم بعضها إلى الفارسية والانجليزية ، وقد ذكر الشيخ اغا بزرك في ( الذريعة إلى تصانيف الشيعة ) أكثر هذه الكتب.
ولا زالت أندية النجف تتحدث عن قوة إيمانه وصلابة دينه وشدة ورعه ومنها موقفه في مجلس عقد في النجف ويقتصر على القادة أمثال الشيخ محمد جواد الجواهري والشيخ عبد الكريم الجزائري وفي مقدمتهم الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء قدسسره كما حضر المرحوم السيد محمد علي بحر العلوم والشيخ عبد الرضا آل الشيخ راضي قدس الله أرواحهم وذلك حول الدخول في وظائف الدولة ونظام المدارس الرسمية فكان صوته المجلّي ينبعث عن قلب مكلوم مطالباً باصلاح المدارس والاشراف عليها والتركيز على الأخلاق قبل العلم. انطفأ ذلك المصباح ليلة الاثنين ٢٢ شعبان سنة ١٣٥٢ ه. وكان لنعيه أثر عظيم في العالم الإسلامي وعقدت له مجالس التأبين في البلاد الاسلامية وفي النجف خاصة في جامع الهندي وأنشدت القصائد الرنانة وقد دفن في احدى غرف الصحن الحيدري من الجهة الجنوبية وفي مقدمة القصائد قصيدة المرحوم السيد رضا الهندي وأولها :
إن تمس في ظلم اللحود موسدا فلقد أضأت بهن ( أنوار الهدى )
دراسته
بدأ(قدس سره) دراسته الحوزوية في مدينة الكاظمية المقدّسة، وبعد إنهاء مرحلة المقدّمات عاد إلى النجف الأشرف لإكمال دراسته، وفي عام 1326ﻫ سافر إلى سامرّاء المقدّسة؛ للحضور في دروس الشيخ محمّد تقي الشيرازي، وبقي هناك حوالي عشر سنوات، ثمّ سافر إلى الكاظمية وبقي فيها سنتين.
عاد إلى النجف الأشرف عام 1338ﻫ، واتّجه نحو التأليف والكتابة والتصنيف، والردّ على الشبهات، حتّى آخر لحظة من عمره الشريف.
من أساتذته
الشيخ محمّد طه نجف، الشيخ محمّد كاظم الخراساني المعروف بالآخوند، الشيخ محمّد تقي الشيرازي، الشيخ حسين النوري الطبرسي، الشيخ محمّد حسن المامقاني، الشيخ رضا الهمداني، السيّد حسن الصدر، السيّد محمّد الهندي.
من تلامذته
السيّد محمّد هادي الحسيني الميلاني، السيّد أبو القاسم الخوئي، السيّد محمّد رضا الطباطبائي التبريزي، الشيخ محمّد علي الأُردبادي، الشيخ نجم الدين جعفر العسكري الطهراني، الشيخ محمّد رضا آل فرج الله النجفي، السيّد حسين الخادمي الإصفهاني، السيّد محمّد صادق بحر العلوم، الشيخ علي محمّد البروجردي، الشيخ محمّد أمين زين الدين، السيّد صدر الدين الجزائري، الشيخ محمّد رضا الطبسي.
من صفاته وأخلاقه
1ـ استثماره للفرص: كان مستفيداً من أوقاته كافّة، لا يضيعها في الأُمور التي لا طائل فيها، لهذا نجده ومنذ المراحل الأُولى لدراسته قد اتّجه نحو التأليف والتصنيف، وظلّ مستمراً على ذلك حتّى نهاية عمره.
2ـ ولاؤه لأهل البيت(عليهم السلام): كان قلبه ممتلئاً ولاءً وحبّاً لأهل البيت(عليهم السلام)، وفي زمانه انتشرت بعض الشبهات التي كانت تسعى إلى التقليل من شأن الذين يهتمّون بإقامة مراسم عزاء الإمام الحسين(عليه السلام)، وفي سبيل الحدّ من انتشار تلك الشبهات بين الناس وإثبات بطلانها، أخذ يشترك بنفسه في مواكب عزاء الإمام الحسين(عليه السلام)، ويقوم بأداء تلك المراسم وبكلّ فخر واعتزاز.
وعندما أقدمت الفرقة الوهّابية المنحرفة على تخريب قبور أئمّة البقيع(عليهم السلام)، قام بإصدار كتاب ردّ فيه على أفكار ومعتقدات هذه الفرقة الضالّة، ونظم قصيدة شعرية بيّن فيها استنكاره لهذا العمل المشين.
3ـ تواضعه: يُنقل عنه أنّه كان يذهب بنفسه لشراء ما يحتاجه من الأسواق، ثمّ يعود حاملاً حاجاته إلى بيته، وكان يردّد الحديث النبوي الشريف: «صاحب الشيء أحقّ بحمله».
4ـ طلبه للحقّ والحقيقة: قال الإمام علي(عليه السلام): «في لزوم الحقّ تكون السعادة»، كان(قدس سره) واضعاً نصب عينيه هذا القول الشريف، لهذا نجده يتقبّل كلّ الانتقادات المنصفة والبنّاءة برحابة صدر.
5ـ إحاطته بمقتضيات عصره: صمّم على تعلّم اللغة الفارسية والإنجليزية والعبرية، وقد أتقنها في وقت قياسي، ويُقال إنّه تمكّن من ترجمة بعض كتبه إلى تلك اللغات، وقال عنه السيّد المرعشي: «لقد شاهدته ولمرّاتٍ عديدة يقرأ التوراة بالعبرية، وبمنتهى الطلاقة».
6ـ إخلاصه: نُقل عنه أنّه كان يقول: «إنّ مقصدي من التأليف هو الدفاع عن الحقّ والحقيقة، وصولاً إلى رضاء الله سبحانه وتعالى، فلا ضير إن لم يُكتَب اسمي على غلاف الكتاب، أو يُكتب اسم شخص آخر غيري»، وهكذا كان مصداقاً عمليّاً لقول الإمام علي(عليه السلام): «ثمرة العلم إخلاص العمل».
مواقفه الجهادية
عندما تمّ احتلال العراق في الحرب العالمية الأُولى من قبل الإنجليز، هبّ علماء الشيعة للجهاد ضدّ هذا الاحتلال بقيادة الشيخ الشيرازي الكبير، وكان(قدس سره) من جملة العلماء الذين كانوا في الصفوف الأُولى للمجاهدين ضدّ ذلك الاحتلال، ولم يهدأ له بال حتّى شُكّلت الدولة العراقية المؤقّتة المستقلّة، وكان ذلك في سنة 1337ﻫ.
من أقوال العلماء فيه
1ـ السيّد محسن الأمين في ( أعيان الشيعة ) فكتب: كان عالماً فاضلاً، أديباً شاعراً، حسن العِشرة سخيّ النفس، صرف عمره في طلب العلم وفي التأليف والتصنيف، صنّف عدّة تصانيف في الردود. ثمّ ذكر مؤلّفاته وعدّها ثمانيةً وثلاثين مؤلّفاً، ما بين كتابٍ وحاشيةٍ ورسالة عمليّة وردّ، منها: رسالة في بطلان العَوَل والتعصيب ـ في الإرث، العقود المفصّلة في حلّ المسائل المشكلة، حاشية على المكاسب، رسالة في ردّ الفتوى بهدم قبور أئمّة البقيع عليهم السّلام، الهدى إلى دين المصطفى صلّى الله عليه وآله، نصائح الهدى في الردّ على البهائية، مصابيح الهدى في ردّ القاديانية، نسمات الهدى، آلاء الرحمان في تفسير القرآن، أجوبة المسائل البغدادية.. وغيرها.
2ـ قال عمر كحّالة في معجم المؤلّفين: «فقيه متكلّم أديب شاعر».
3ـ قال خير الله الزركلي في الأعلام: «باحث في الأديان، من فقهاء الإمامية».
4 – قال الشيخ كاشف الغطاء في ( الحصون المنيعة 186:9 ): الشيخ البلاغي رجلٌ فاضل، مُجِدّ في تحصيل العلوم، وأديب شاعر مصنّف، وهو من بيت كلّهم علماء أتقياء، وله شعرٌ حسَنُ الانسجام.
5 – وذكره الشيخ جعفر النقديّ في ( الروض النضير 304 ) فقال: البلاغي، عالِمٌ عَيلَمٌ مهذّب، وفاضلٌ كامل مدرّب، آباؤه كلّهم من أهل العلم. اشتغل في طلب العلم، وصنّف كتاب ( داعي الإسلام وداعي النصارى )، وكتاباً في الردّ على جرجيس سايل وهاشم العربي، وله في الأدب يدٌ غير قصيرة، وشعره جيّد حسن.
6 – وكتب الشيخ محمّد السماوي في مؤلّفه ( الطليعة 65 ): الشيخ البلاغي.. هذا الفاضل من سلسلة علماء أتقياء، مُقتَدىً بهم سامٍ عليهم بالتصانيف المطبوعة المفيدة، عاشرتُه فكان مِن خير عشير، يضمّ إلى الفضل أدباً، وإلى التقى إباً، وله شعر حسن الانسجام.
من شعره رحمه الله:
شعبان كم نعمت عين الهدى فـــــيه لولا المحرم يأتي في دواهيـــــه
وأشرق الدين من أنوار ثالـــــــــــــــثه لولا تغشاه عاشور بداجيــــــــــه
وارتاح بالسبط قلب المصطـــفى فرحاً لو لم يرعه بذكر الطف ناعيـــــــه
رآه خير وليد يستـــــــــــــــــــــجار به وخير مستشهد في الدين يحميه
قرت به عين خير الرسل ثــــــــم بكت فهل نهنيه فيه أو نعــــــــــــــزيه
ان تبتهج فاطم في يوم مولـــــــــــده فليلة الطف أمست من بواكــــيه
أو ينتعش قلبها من نور طلعتـــــــــــه فقد اديل بقاني الدمع جـــــــاريه
فقلبها لم تطل فيه مســـــــــــــــرّته حتى تنازع تبريح الجوى فيـــــــه
بشرىً أبا حسن في يوم مولـــــــــده ويوم أرعب قلب الموت ماضيـــه
ويوم دارت على حرب دوائـــــــــــــره لولا القضاء وما أوحاه داعيــــــه
ويوم أضرم جو الطف نار وغـــــــــــىً لو لم يخر صريعاً في محانيــــــه
يا شمس أوج العلى ما خلت عن كثب تمسى وأنت عفير الجسم ثاويه
فيا لجسم على صدر النبي ربـــــــــي توزعته المواضي من أعاديــــــه
ويا لرأس جلال الله توجّـــــــــــــــــــه به ينوء من المياد عاليــــــــــــــه
وصدر قدس حوى أســـــــــــرار بارئه يكون للرجس شمرمن مراقيـــه
ومنحر كان للهادي مقبـــــــــــــــــله أضحى يقبله شمر بماضـــــــــيه
يا ثائراً للهدى والدين منتــــــــــــصراً هذي أُمية نالت ثارها فــــــــــيه
أنى وشيخك ساقي الحوض حــيدرة تقضي وأنت لهيف القلب ضاميه
ويا إماماً له الدين الحنيف لجـــــــــــا لوذاً فقمت فدتك النفس تفديــــه
أعظم بيومك هذا في مســــــــــرته ويوم عاشور فيما نالكم فـــــــيه
يا من به تفخر السبع العلى ولـــــــه إمامة الحق من إحدى معاليــــه
أعظم بمثواك في وادي الطفوف علاً يا حبذا ذلك المثوى وواديــــــــه
له حنيني ومنه لوعتي وإلـــــــــــى مغناه شوقي واعلاق الهوى فيه
من مؤلّفاته:
آلاء الرحمن في تفسير القرآن. تفسير غير تام، لم يمهل الأجل مؤلِّفه لإتمامه، وقد وصل فيه إلى سورة النساء، وقد جعل المؤلف قبل الشروع في التفسير مقدمة ذات فصول ثلاثة؛ أولها في إعجاز القرآن، والثاني في جمعه في مصحف واحد، والثالث في قرائته.
الهدى إلى دين المصطفى. في الرد على كتاب الهداية الذي كتبه بعض مبشري الپروتستانتية.
الرحلة المدرسية. في ثلاث مجلدات في الرد على المسيحية،وقد ترجم إلى الفارسية.
أجوبة المسائل البغدادية. في أصول العقائد.
أعاجيب الأكاذيب. في الرد على المسيحية، وترجمته الفارسية عنوانها شگفت آور دروغ.
التوحيد والتثليث. في جواب بعض المعترضين المسيحيين عليه.
الرد على الوهابية.
الرد على الطبيعيين.
مسألة في البداء.
رسالة التوحيد.
نسمات الهدى.
نصائح الهدى والدين لمن كان مسلماً وصار بابياً. في الرد على الفرقة البابية.
دعوى الهدى إلى الورع في الأفعال والفتوى. في الرد على السلفية بشأن هدم قبور البقيع.
أنوار الهدى. في الرد على الماديين.
البلاغ المبين.
العقود المفصلة في المسائل المشكلة. تحقيق لمسائل فقهية متعددة.
رسالة في مواقيت الحج.
وفاته
تُوفّي(قدس سره) في الثاني والعشرين من شعبان 1352ﻫ، ودُفن في الصحن الحيدري للإمام علي(عليه السلام) في النجف الأشرف.
المصادر:
أعلام الشيعة.
الأعلام ( خير الدين الزركلي )
أدب الطف
2013-04-16