الجمعة , 26 أبريل 2024
الرئيسية » شخصيات نجفية » علماء » الشيخ محمد بن نما الحلي

الشيخ محمد بن نما الحلي

الشيخ محمد بن نما الحلي(قدس سره)
(567ﻫ ـ 645ﻫ)

اسمه وكنيته ونسبه

الشيخ أبو إبراهيم، محمّد ابن الشيخ جعفر بن هبة الله بن نما الحلّي الأسدي المعروف بابن نما.

ولادته

ولد عام 567ﻫ بمدينة الحلّة في العراق.

من أساتذته

أبوه الشيخ جعفر، الشيخ محمّد بن أحمد بن إدريس الحلّي، الشيخ محمّد بن جعفر المشهدي.

من تلامذته

الشيخ جعفر بن محمّد الحلّي المعروف بالمحقّق الحلّي، الشيخ يوسف الحلّي، والد العلّامة الحلّي، نجلاه الشيخ جعفر والشيخ أحمد، السيّد علي بن طاووس، السيّد أحمد بن طاووس، الشيخ محمّد بن أحمد القسيني، الشيخ يحيى بن سعيد الحلّي.

من أقوال العلماء فيه

قال الشيخ الكركي(قدس سره) في وصف المحقّق الحلّي: «وأعلم مشايخه بفقه أهل البيت، الشيخ الفقيه السعيد الأوحد، محمّد بن نما الحلّي».

من مؤلّفاته

مُثير الأحزان ومُنير سبل الأشجان.

وفاته

تُوفّي(قدس سره) في ذي الحجّة 645ﻫ، ودُفن بالنجف الأشرف.

*************************************************************

الحلة مدينة من مدن العراق الشهيرة، وحاضرة مهمة، وهي واقعة على ضفتي نهر الفرات قرب آثار (بابل القديمة). وقد كانت هذه المدينة على عهد (الدولة المزيدية) التي قامت بضواحيها 403 – 545 هج‍ من أجمل مدن العراق بهجة، وأطيبها تربة، وأنقاها هواء، وأحسنها مناخا، وكان قد مصرها أحد أمراء (الدولة البويهية) الأمير العربي صدقة بن منصور بن دبيس الأسدي الملقب بسيف الدولة وذلك في شهر محرم سنة 495 للهجرة (وهو غير سيف الدولة بن حمدان ممدوح المتنبئ الذي كان في ذلك العهد أحد ملوك الشام) بعد أن ولي إمرة المزيدية سنة 479 هج‍ بعد وفاة أبيه منصور بن دبيس الأسدي (كما حدث عنه ابن الأثير في كامله) وقد وصفها (صفى الدين الحلي شاعر الجزيرة) بقوله
ما حلة ابن دبيس إلا كحصن حصين            للقلب فيها قرار وقرة للعـــــــــــيون

إن أصبح الماء غورا جاءت بماء معين           وحولها سور طين كأنه طور سنين

وكانت أرضها قبل أن ينزل بها سيف الدولة مرتفعة، ذات أكمات وفيها بعض الغارات، تأوى إليها الحيوانات المفترسة وغيرها من الوحوش ولما نزل بها سيف الدولة (في التاريخ المذكور) هو وقومه، أحدث فيها المباني الحجرية، وأنشأ فيها الدور الفاخرة، وعمر فيها القصور الفخمة، وقد تأنق أصحابه بمثل ذلك، فقصدها التجار والزراع، وأمها العلماء والفقهاء، وتوطن بها الشعراء والأدباء فأصبحت على عهد سيف الدولة مهد النهضة الفكرية، وكعبة العلم والفلسفة، واللغة والشعر والأدب:
وممن نبغ فيها من أساطين علماء الإمامية في القرن السابع الهجري (آل نما) وهي الأسرة العلمية الدينية القديمة الكريمة التي ظهرت ولمعت في الحلة واشتهر من أعلامها (1) هبة الله بن نما جد نجيب الدين (2) وجعفر بن نما والد المترجم (3) وعلي بن نما عمه وغيرهم كثير، أما المقصود بهذه الترجمة من تلك الأسرة الكريمة المعروفة الحلية المولد والمسكن والنشأة، والربعية الحسب والنسب هو صاحب المقتل المعروف (بمثير الأحزان):

————————————————————————–
(1) نما مثلثة النون مخففة الميم أو بكسر الأول وتخفيف الثاني:
هو اسم رجل جد صاحب الترجمة

محمد بن جعفر ” هو نجم الملة والدين الملقب (بنجيب الدين) والمكنى (بأبي إبراهيم) محمد بن جعفر بن أبي البقاء هبة الله بن نما بن علي بن حمدون الحلي الربعي (نسبة إلى قبيلة ربيعة العربية الشهيرة في التأريخ) ولد في الحلة سنة 567 ه‍ ونشأ نشأة علمية ودرس على أبيه وعلى غيره من الاعلام المعاصرين له منهم فخر الدين محمد بن إدريس الحلي العجلي، والشيخ محمد بن المشهدي وله الرواية عنهم، وأخذ عنه الشيخ سديد الدين والد العلامة، والسيد أحمد بن طاووس الحسني ورضي الدين بن طاووس الحسني وغيرهم، وقال المحقق الكركي عنه: (وأعلم العلماء بفقه أهل البيت الشيخ الفقيه السعيد الأوحد محمد بن نما الحلي) وقال المحدث المجلسي في إجازات البحار عن خط الشيخ الشهيد محمد بن مكي صاحب اللمعة الدمشقية قال كتب ابن نما الحلي إلى بعض الحاسدين له:
أنا ابن نماء إن نطقت فمنطقي * فصيح إذا ما مصقع القوم أعجما

وإن قبضت كف امرئ عن فضـــيلة             بسطت لها كفا طويلا ومعصـــــــــــما

بنى والدي نهجا إلى ذلك الـــــــعلا             بأفعاله كانت إلى المجد ســــــــــــلما

كبنيان جدي جعفر خير ماجــــــــــد             فقد كان بالاحسان والفضل مغــــــرما
وجد أبي الحبر الفقيه أبي البـــــــقا            فما زال في نقل العلوم مقـــــــــــدما

يود أناس هدم ما شيد الــــــــــعلى            وهيهات للمعروف أن يتــــــــــــــهدما

يروم حسدوي نيل شأوي سفــاهة            وهل يقدر الانسان يرقى إلى السـما؟
منالي بعيد ويح نفسك فابــــــــــتدء           فمن للأجداد مثل التقـــــــــــي (نما)؟
فظهرت من هذه الأبيات المذكورة التي أرسلها إلى حساده ومناوئيه عظمة نفسه، وروحيته القدسية، ومنزلته الروحانية وترفعه عن المساوي والدنايا. توفي سنة 645 ه‍ النجف كما حدث عنه صاحب نخبة المقال في تأريخه ودفن بها، وخلف له آثارا علمية مفيدة قيمة أشهرها كتاب (مثير الأحزان) وهو الكتاب المعروف الذي مثل فيه مؤلفه واقعة الطف العظيمة التي رن صداها في أجواء العالم الشرقي والغربي منذ القرن الأول للهجرة حتى القرن الرابع عشر.

وفاته ومرقده:

قال السيد محسن الأمين رحمه الله في (الطليعة): توفي سنة 680 هـ تقريباً.

وقال المدرس رحمه الله: توفي سنة 676هـ.

وقال اليعقوبي رحمه الله: كانت وفاته سنة ستمائة وثمانين تقريباً، وفي الحلة قبر مشهور يعرف بقبر (ابن نما) على مقربة من مرقد أبي الفضائل ابن طاووس في الشارع الذي يبتدئ من المهدية وينتهي بباب كربلاء، المعروف بباب الحسين…

وكانت القبة التي عليه متداعية الأركان، منهدّة الجدران، عام خروجنا من الحلة سنة 1335هـ، ولا أعلم هل هو قبر المترجم خاصة أم هو مدفن أحد أفراد هذه الأسرة الطيبة؟.

وقال حرز الدين رحمه الله: مرقده في الحلة المزيدية قريب من مرقد والده نجيب الدين محمد بن جعفر، وقبره عليه قبة، وله حرم يزار وتنذر له النذور، ولجيران مرقده اعتقاد أكيد فيه في قضاء الحوائج وجعله واسطة إلى الله تعالى.222

المصدر:

ترجمة ابن نما في كتابه مثير الأحزان.

أعيان الشيعة.

مراقد المعارف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.