الشيخ محمد بن علي الطبري
موجز من حياة المؤلّف :هو الشيخ الإمام عماد الدين أبو جعفر محمد بن أبي القاسم ، علي بن محمد بن علي بن رستم بن يزدبان الطبري الآملي الكجي (١) ، العالم الجليل الثقة الواسع الرواية ، من علماء الإمامية في القرن السادس وفقهائهم ومحدّثيهم .
الثناء عليه :ترجمه الشيخ منتجَب الدين في الفهرست بقوله : الشيخ الإمام عماد الدين فقيه ثقة ، قرأ على الشيخ أبي علي ابن الشيخ أبي جعفر الطوسي ( رحمهم الله ) ، وقرأ عليه الشيخ الإمام قطب الدين أبو الحسن الراوندي .أطراه التستري في المقابس بقوله : الطبري المحدِّث الجليل الفقيه النبيل الحاوي لمجامع المكارم ومجامع المراسم ، الشيخ عماد الدين موفَّق الإسلام قطب الأئمة ، أبو جعفر أو أبو القاسم محمد ابن الشيخ الفقيه أبي القاسم علي بن محمد بن علي الفقيه الطبري الآملي الكجي ، رفع الله درجته واسكنه جنّته .وصفه المحدِّث النوري في المستدرَك بالإمام عماد الدين أبي جعفر محمد بن
____________
(١) الكجي : نسبة إلى مدينة بطبرستان ، يقال لها : كجة .
أبي القاسم علي بن محمد بن علي الطبري الآملي الكجي ، العالم الجليل الفقيه النبيل .
مولده :
ممّا يؤسف له أنّ كثيراً من أعلام الفكر الإسلامي لم يُسجَّل لهم ـ على نحو التحديد ـ تاريخ للميلاد ، والمترجم له منهم ، غير أنّه يُستفاد من روايته عن مشايخه أنّه ولِد في أواخر القرن الخامس .
يظهر من روايته عن مشايخه ورواية تلاميذه عنه ، أنّه عمّر كثيراً ، روى عنهم من سنة ٥٠٣ ﻫ إلى سنة ٥٢٤ ﻫ ـ كما يظهر من كتابه هذا ـ ومن حياته إلى سنة ٥٥٣ ﻫ ، فإنّه يروي عنه في هذا التاريخ الشيخ محمد بن جعفر المشهدي في مزاره .
قال في المزار : أخبرنا الشيخ الفقيه العالم عماد الدين محمد بن أبي القاسم الطبري ، قراءة عليه وأنا أسمع ، في شهور سنة ٥٥٣ ﻫ ، بمشهد مولانا أمير المؤمنين ( صلوات الله عليه ) .
رحلته إلى الأمصار والبلدان :
لم أرَ في التراجم لتاريخ هجرته من وطنه ورحلته إلى الأمصار والبلدان ذِكراً ، غير أنّه يُستفاد من روايته عن مشايخه أنّه في سنة ٥٠٨ ﻫ و ٥٠٩ ﻫ كان مقيماً بآمل ، وفي سنة ٥١٠ ﻫ بالري ، ثمّ رحل إلى النجف وأقام فيها وسافر منها إلى الكوفة مرّتين ، سنة ٥١٢ ﻫ وسنة ٥١٦ ﻫ ، وأخذ من مشايخه هناك ، وعاد إلى النجف ، وبقي هناك إلى سنة ٥١٨ ﻫ ، ثمّ رحل إلى وطنه ، وكان سنة ٥٢٠ ﻫ مقيماً بآمل ، ثمّ رحل منه إلى نيشابور في سنة ٥٢٤ ﻫ .
ويُستفاد من رواية تلميذه ابن المشهدي عنه ، أنّه في سنة ٥٥٣ ﻫ كان مقيماً بالنجف .
كما يظهر من بعض التراجم أنّه رحل من النجف إلى الحلّة ، قال ابن اسفنديار في تاريخ طبرستان ما معرّبه :
فقيه آل محمد ( عليهم السلام ) ، عالم زاهد متديّن ، استدعاه الأمير ورام بن أبي فراس إلى الحلّة ، فأقام بها عامين ، وخصّص الأمير لنفقاته كل عام ألف دينار ، فرحل إليه الشيعة من بغداد والكوفة وكل النواحي ، يقرؤون عليه ويسمعون منه ويحملون عنه ، وحصلت بينهما مصاهرة ، فتزوج ابن الأمير ورام بنت العماد الطبري ، فأولدت له ولداً هو اليوم من خيرة الشباب ، متبحّراً في العلوم وله جاه عريض ، واختصاص وزلفى من الناصر لدين الله ، أبي العباس أحمد الخليفة ، وقد رأيت أنا هذا الشاب (١) .
أساتذته ومشايخه في الرواية :
١ ـ شيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي ، المتوفّى سنة ٤٦٠ ﻫ (٢) .
٢ ـ ولده الشيخ الفقيه أبو علي الحسن ابن أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي ، قرأ عليه في جمادي الأُولى والآخرة ورجب وشعبان سنة ٥١١ ﻫ ، بمشهد مولانا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) (٣) .
٣ ـ الشيخ الأمين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن لخزانة مولانا علي ( عليه السلام ) ، صهر الشيخ الطوسي على بنته ، والراوي للصحيفة السجادية ، قرأ عليه بمشهد مولانا علي ( عليه السلام ) في شوال وذي القعدة سنة ٥١٢ ﻫ ، وفي ربيع الأوّل سنة ٥١٦ ﻫ (٤) .
٤ ـ الرئيس الزاهد العابد العالم شمس الدين أبو محمد الحسن بن الحسين بن الحسن ، المعروف بحَسَكَا (٥) ، جدّ الشيخ منتجَب الدين ، أجازه
____________
( ١ ) تاريخ طبرستان : ١٣٠ .
( ٢ ) ذكره والد العلاّمة المجلسي في ذِكر طريقه إلى الصحيفة الكاملة ، راجع البحار ١١٠ : ٤٦ .
( ٣ ) و ( ٤ ) قد أكثر النقل عنهما في كتابه هذا .
( ٥ ) قال في الرياض : حسكا ـ بفتح الحاء المهملة وفتح السين المهملة والكاف المفتوحة وبعدها ألف ليّنة ـ مخفّف حسين كيا ، والكيا لقب له ، ومعناه بلغة دار المرزجيلان ومازندران والري : الرئيس أو نحوه من كلمات التعظيم ، ويُستعمل في مقام المدح .
في الري سنة ٥١٠ ﻫ (١) .
٥ ـ السيد الإمام الزاهد أبو طالب يحيى بن محمد بن الحسين بن عبد الله الجواني الطبري الحسيني ، أخبره في داره بآمل في سنة ٥٠٨ ﻫ و ٥٠٩ ﻫ (٢) .
٦ ـ الشيخ العالم أبو جعفر محمد بن أبي الحسن علي بن عبد الصمد بن محمد التميمي ، حدّثه بنيشابور في ذي القعدة سنة ٥٢٤ ﻫ (٣) .
٧ ـ الشيخ الفقيه أبو النجم محمد بن عبد الوهاب بن عيسى السمان الرازي ، قرأ عليه بالري في درب زامهران بمسجد الغربي ، في صفر سنة ٥١٠ ﻫ و ٥١٦ ﻫ (٤) .
٨ ـ الشريف أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمد بن حمزة العلوي الزيدي في النسب والمذهب ، قرأ عليه بالكوفة في مسجدها بالقلعة ، في ذي الحجة سنة ٥١٢ ﻫ و ٥١٦ ﻫ (٥) .
٩ ـ الشيخ أبو البقاء إبراهيم بن الحسين بن إبراهيم الرقا البصري ، قرأ عليه في محرّم وصفر سنة ٥١٦ ﻫ في مشهد مولانا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) (٦) .
١٠ ـ أبو غالب سعيد بن محمد بن أحمد بن أحمد الثقفي ، أخبره إجازة سنة ٥١٦ (٧) .
١١ ـ الشيخ الأديب أبو علي محمد بن علي بن قرواش التميمي ، قرأ عليه في محرّم سنة ٥١٦ ﻫ ، بمشهد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) (٨) .
١٢ ـ أبو محمد الجبّار بن علي بن جعفر ، المعروف بحدقة الرازي ، قرأ عليه في ذي القعدة سنة ٥١٨ ﻫ (٩) .
١٣ ـ الفقيه أبو إسحاق إسماعيل بن أبي القاسم بن أحمد الديلمي ، أخبره بآمل في داره ، في محلّة مشهد الناصر للحق ، في ربيع الأوّل سنة ٥٢٠ ﻫ (١٠) .
____________
( ١ ) نقل عنه في هذا الكتاب كثيراً .
( ٢ – ٦ ) نقل عنهم في كتابه هذا في موارد متعددة ، فراجع .
(٧) روى عنه في هذا الكتاب ، في ج ٢ : الرقم : ١٧ و ٦٠ .
(٨) روى عنه في هذا الكتاب في ج ٢ : الرقم ٢٤ .
(٩) روى عنه في هذا الكتاب في ج ٢ : الرقم ٢٥ و ٢٦ .
(١٠) روى عنه في هذا الكتاب في ج ٢ : الرقم ٧٤ وج ٣ : الرقم ٤٥ .
١٤ ـ والده الفقيه علي بن محمد بن علي (١) .
١٥ ـ أبو يقظان عمّار بن ياسر (٢) .
١٦ ـ أبو القاسم سعد بن عمّار بن ياسر ، ولد عمّار المتقدّم (٣) .
١٧ ـ أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن خيران البغدادي (٤) .
١٨ ـ إسماعيل بن أبي القاسم بن أحمد ، أبو إسحاق الآملي الديلمي (٥) .
١٩ ـ الشيخ المفيد أبو الوفاء عبد الجبّار بن عبد الله بن علي المُقري (٦) .
تلامذته ومَن روى عنه :
١ ـ الشيخ الثقة الجليل قطب الدين أبو الحسين سعيد بن هبة الله الراوندي ، المتوفّى سنة ٥٧٣ ﻫ (٧) .
٢ ـ الشيخ عربي بن مسافر العَبادي الحلّي (٨) .
٣ ـ شمس الدين أبو الحسن يحيى بن الحسن بن الحسين بن علي بن محمد بن البطريق الأسدي الحلّي (٩) .
٤ ـ الشيخ الجليل أبو عبد الله محمد بن جعفر بن علي بن جعفر المشهدي ، مؤلّف كتاب المزار المشهور (١٠) .
____________
( ١ ) نقل عنه في ج ٢ : الرقم ٨ و ١٢٧ وج ٣ : الرقم ٢ و ٨ و ٢٤ .
( ٢ ) نقل عنه تحت أرقام : ١٨٠ ، ٢١٢ ، ٢٢٨ .
( ٣ ) نقل عنه في ج ٢ : الرقم ١٢٧ وج ٣ : الرقم ٨ و ٢٤ .
( ٤ ) الذريعة ٣ : ١١٧ .
( ٥ ) قال ابن حجر في لسان الميزان ١ : ٤٢٩ ، بعد ترجمته : ( روى عنه أبو جعفر محمد بن أبي القاسم الطبري في كتاب بِشارة المصطفى لشيعة المرتضى ، وكان من رجال الشيعة ـ ذكره ابن أبي طي ـ ) .
(٦) ذكره في البحار ١٠٤ : ١٦٨ ، في إجازة كبيرة لبعض الأفاضل .
(٧) المستدرك ٣ : ٤٠٩ .
(٨) قال البهائي في حاشية أربعينه : العبادي ـ بفتح العين المهملة ـ منسوب إلى عبادة اسم قبيلة . المستدرك ٣ : ٤٧٥ .
(٩) المقابس : ١٣ ، إجازة ابن الشهيد ١٠٩ : ٤٠ .
(١٠) المستدرك ٣ : ٤٧٢ .
٥ ـ الشيخ أبو الفضل سديد الملّة والدين شاذان بن جبرئيل بن إسماعيل بن أبي طالب القمّي (١) .
٦ ـ السيد أبو الحسن بهاء الشرف محمد بن الحسن بن أحمد بن علي بن محمد بن عمر بن يحيى العَلوي ، الراوي للصحيفة السجادية (٢) .
٧ ـ الشيخ فخر الدين أبو عبد الله محمد بن إدريس الحلّي ، صاحب كتاب السرائر (٣) .
٨ ـ الشيخ أبو عبد الله محمد بن علي بن شهرآشوب السروي المازندراني (٤) .
٩ ـ عميد الرؤساء هبة الله بن أحمد بن أيّوب (٥) .
١٠ ـ العالم الصالح الشيخ حسين بن محمد السوراوي (٦) .
١١ ـ السيد العالم الفقيه جمال الدين الرضا بن أحمد بن خليفة الجعفري الآدمي (٧) .
١٢ ـ السيد النقيب الفاضل أبو الفضائل الرضا بن أبي طاهر بن الحسن بن مانكديم الحسيني (٨) .
١٣ ـ الشريف أبو الفتح محمد بن محمد بن الجعفرية العلوية الطوسي الحسيني الحائري (٩) .
____________
(١) المستدرك ٣ : ٤٧٩ .
(٢) ذكره والد العلاّمة المجلسي في إسناد الصحيفة السجادية ، راجع البحار ١١٠ : ٥٩ .
(٣) ذكره والد العلاّمة المجلسي في أسانيده إلى الصحيفة السجادية ، راجع البحار ١١٠ : ٤٦ و ٦٥ و ٧٠ .
(٤) ذكره والد العلاّمة المجلسي في أسانيده إلى الصحيفة السجادية ، راجع البحار ١١٠ : ٦٥ .
(٥) ذكره والد العلاّمة المجلسي ، راجع البحار ١١٠ : ٤٦ .
(٦) ذكره العلاّمة الحلّي في إجازته الكبيرة لبني زهرة ، البحار ١٠٧ : ٩٧ ، والشيخ حسن ابن الشهيد الثاني في إجازته الكبيرة ، راجع البحار ١٠٩ : ٣٩ .
(٧) المقابس : ١٣ ، الروضات ٦ : ٢٤٩ .
(٨) المقابس : ١٣ ، الروضات ٦ : ٢٥١ .
(٩) المستدرك ٣ : ٤٧٩ .
١٤ ـ السيد شمس الدين علي بن ثابت بن عصيدة السوراوي (١) .
١٥ ـ الشيخ أبو الفرج علي ابن الإمام قطب الدين الراوندي (٢) .
آثاره الثمينة :
١ ـ بشارة المصطفى لشيعة المرتضى ( عليهما السلام ) .
أورده ابن شهرآشوب في كتاب معالم العلماء : ١٠٦ بعنوان كتاب البشارات .
كتابه هذا في بيان منزلة التشيّع ودرجات الشيعة ، وكرامات الأولياء ، ومالهم عند الله من المثوبة والجزاء .
النسخ المخطوطة الموجودة من هذا الكتاب لا يزيد على أربعة أجزاء ، ومن هذه الجهة استغرب المحدِّث النوري (٣) أن تكون أجزاء الكتاب أكثر من هذا .
والظاهر أنّ أجزاء الكتاب أكثر من أربعة أجزاء ؛ لأنّ السيد ابن طاووس نقل في أوّل أعمال شهر رمضان خطبة النبي ( صلّى الله عليه وآله ) التي خطبها في آخر شعبان من هذا الكتاب ، وليست الخطبة موجودة في هذه الأجزاء .
وأيضاً ذكر ابن حجر في لسان الميزان في ترجمة إسماعيل بن أبي القاسم بن أحمد أبو إسحاق الآملي الديلمي : إنّه من مشايخ الطبري وروى عنه في كتاب بشارة المصطفى (٤) ، ولم ينقل عنه في هذه الأجزاء .
وممّا يؤيّد هذا أنّ المحدّث الحرّ العاملي قال في أمل الآمل بعد ذكر الكتاب : وهو كتاب كبير في سبعة عشر جزءاً . وتبعه السيد الخوانساري في الروضات ، والشيخ آغا بزرگ في الذريعة والسيد الخوئي في معجم الرجال (٥) .
ومع الأسف قد ضاع بعض أجزاء الكتاب ، وما يوجد منه يشتمل على أحد عشر جزءاً من هذه الأجزاء .
____________
(١) ذكره العلاّمة الحلّي في إجازته الكبيرة لبني زهرة ، البحار ١٠٧ : ٩٧ ، وابن الشهيد في إجازته ، البحار ١٠٩ : ٣٩ .
(٢) ذكره ابن الشهيد في إجازته الكبيرة ، راجع البحار ١٠٩ : ٣٥ .
(٣) مستدرك الوسائل ٣ : ٤٧٦ .
(٤) لسان الميزان ١ : ٤٢٩ .
(٥) أمل الآمل ٢ : ٢٣٤ ، الروضات ٦ : ٢٤٩ ، الذريعة ٣ : ١١٧ ، معجم رجال الحديث ١٤ : ٢٩٥ .
لفت نظر :أسانيد الروايات الموجودة في أربعة أجزاء من الكتاب كامل ، أمّا في بقية الأجزاء ذكر الروايات مرسلاً أو مع إرسال في سنده ، ولعلّه من عمل النسّاخ .
٢ ـ كتاب الفرج في الأوقات والمخرج بالبيّنات .ذكره الشيخ منتجَب الدين في الفهرست .
٣ ـ شرح مسائل الذريعة .٤ ـ كتاب الزهد والتقوى .قال في الرياض بعد ذكر ترجمته : ( عندنا المجلّد الثاني من كتاب مختصر المصباح وضمّ بعض الفوائد إلى الأصل ، ويلوح من بعض مواضعه أنّه من مؤلّفات الطبري المذكور ، ولعلّه بعينه هو الكتاب المعنون بكتاب الزهد والتقوى ، أو غيره من الكتب المذكورة في المتن ) (١) .
———————————————-
(١) الرياض ٥ : ١٨ .
تُوفّي(قدس سره) حوالي عام 554ﻫ.
المصدر:
مقدمة كتابه ( بشارة المصطفى لشيعة المرتضى )