الشيخ المقداد السيوري، المعروف بالفاضل المقداد(قدس سره)
(القرن الثامن ـ 826ﻫ)
هو الشّيخ الفاضل الفقيه جمال الدّين وشرف المعتمدين أبو عبد اللَّه المقداد بن عبد اللَّه بن محمّد بن الحسين بن محمّد السيوريّ الحلَّي الأسديّ الغرويّ المعروف بالفاضل السيوريّ والفاضل المقداد ، عند الفقهاء المتأخّرين ، كان من أجلَّاء الأصحاب ، وعظماء مشايخ الرّجال جامعا بين المعقول والمنقول ، عالما فاضلا متكلَّما محقّقا مدقّقا من أعاظم الفقهاء قد أثنى عليه كلّ من عنونه بالثناء الجميل ، والذّكر النبيل . أفاض اللَّه على تربته سجال لطفه . لكنّا لم نعثر في كتب الرّجال والتراجم على شرح حاله وكيفيّة حياته إلَّا على أنّه سيوريّ ، أسديّ ، غرويّ من أجلّ تلامذة الشّهيد فالرّجل مع نبالته وعظم شأنه عند الأصحاب ، ورواج كتبه المؤلَّفة في شتّى المواضيع ، لم يعرف إلَّا بأنّه من سيور قرية من قرى حلَّة, وأنّه كان من بني أسد المتوطَّنين بالعراق وتتلمّذ عند الشّهيد الأول وسمع منه عند ما ارتحل الشّهيد إلى النّجف الغريّ ، وتوفّي رحمه اللَّه سنة 826 الهجرية ودفن في مقابر النجف. إلَّا أنّه حيّ معروف بحياته العلميّة ، مذكور بكتبه القيّمة ، وقد اعتنى المترجمون بالبحث والتّنقيب عن كتبه ، والتطلَّع على ما فيها من التحقيقات والعوائد ، والتدقيقات والفوائد ، يثنون عليه الثّناء الجميل . فليس لنا إلَّا أن نعرّفه بحياته العلميّة ، ونسرد إليكم كتبه القيّمة الثمينة . مشايخه:
كان رحمه اللَّه من أجلَّاء تلامذة الشّهيد ، والرّاوين عنه ، وهو : تاج الشّريعة ، وفخر الشّيعة ، علَّامة المتقدّمين ، شمس الملَّة والدّين ، أبو عبد اللَّه محمّد بن الشّيخ جمال الدّين مكَّيّ بن الشّيخ شمس الدّين محمّد بن حامد بن أحمد النبطيّ العامليّ الجزّينيّ – نسبة إلى جزّين من قرى جبل عامل – وهو المعروف بالشّهيد الأوّل قدّس اللَّه سرّه ، ذو الفضل الباهر ، والثّناء العاطر ، أشهر وأعرف وأعظم من أن يعدّ فضائله في هذا المجال . كان مؤلَّفنا – أعلى اللَّه مقامه – من مشاهير تلامذته والرّاوين عنه ، له اختصاص وحظوة عند الأستاذ ، وولع بالبحث والتّنقيب عنده ، ومن ذلك عمد إلى كتاب شيخه « القواعد الفقهيّة » فنضده ورتّبه على أحسن ترتيب وسمّاه « نضد القواعد » كما سيجيء ، كما أنّه ساءله – أو كاتبه – في مسائل عديدة خلافيّة فأجاب عنها ، فسمّيت تلك المسائل مع أجوبتها بكتاب « المسائل المقداديّة » قال صاحب الرّوضات : وهو الَّذي ينقل عنه في كتبنا الاستدلاليّة الفتاوي والخلافيّات وكان نسبة تلك المسائل إلى تلميذه الشّيخ مقداد السيوريّ قدّس سرّه النوريّ. وقد نقل رحمه اللَّه كيفيّة شهادة أستاذه وشيخه الشهيد ننقله بعين عبارته المنقولة المكتوبة : قال العلامة المجلسي في بحار الأنوار : وجدت في بعض المواضع ما صورته : قال السيد عزّ الدّين بن حمزة بن محسن الحسينيّ رحمه اللَّه : وجدت بخطَّ شيخنا المرحوم المغفور له ، العالم العابد ، أبي عبد اللَّه المقداد السيوريّ ما هذه صورته : وقال صاحب اللؤلؤة : ورأيت بخطَّ شيخنا العلَّامة أبي الحسن الشيخ سليمان بن عبد اللَّه البحرانيّ ما صورته : وجدت في بعض المجموعات بخطَّ من أثق به منقولا من خطَّ الشيخ العلَّامة جعفر بن كمال الدّين البحرانيّ ما هذه صورته : وجدت بخطَّ شيخنا المرحوم المبرور ، العالم العامل ، أبي عبد اللَّه المقداد السيوريّ ما هذه صورته : كانت وفاة شيخنا الأعظم ، الشّهيد الأكرم ، أعني شمس الدّين محمّد بن مكَّيّ قدّس في حظيرة القدس سرّه ، تاسع عشر جمادى الأولى سنة ستّ وثمانين وسبعمائة قتل بالسيف ، ثمّ صلب ، ثمّ رجم ، ثمّ أحرق ببلدة دمشق ، لعن اللَّه الفاعلين لذلك والرّاضين به ، في دولة بيد مرو ، وسلطنة برقوق ، بفتوى المالكيّ ، يسمّى برهان الدّين وعباد بن جماعة الشافعيّ ، وتعصّب عليه في ذلك جماعة كثيرة بعد أن حبس في القلعة الدمشقيّة سنة كاملة
من تلامذته
تلامذته والرّاوون عنه:
كان – رحمه اللَّه – علما من الأعلام ، ووجها من وجوه أصحابنا ، يرود إليه طلَّاب العلم ، وروّاد الفضل ، فهو شيخ من المشايخ العظام ، أسطوانة للفقه والكلام قد تخرّج عليه جمع من الفقهاء ، وسمع منه كثير من مشايخ الإجازة : منهم :
1 – شيخ مشايخ الإماميّة في عصره ، أبو الحسن علي بن هلال الجزائري مولدا العراقيّ أصلا ومحتدا
2 – الشّيخ شمس الدّين محمّد بن الشجاع القطَّان الأنصاريّ الحلَّي العالم الكامل صاحب كتاب معالم الدّين في فقه آل ياسين المعروف بابن القطَّان .
3 – رضيّ الدّين عبد الملك بن شمس الدّين إسحاق بن عبد الملك بن محمّد بن محمّد بن فتحان الحافظ القميّ محتدا القاسانيّ مولدا .
4 – الشّيخ الصالح العالم الفاضل زين الدّين عليّ بن الحسن بن علالة وكان من تلامذته أيضا
5 – الفاضل الفقيه والشاعر الأديب الشّيخ حسن بن راشد الحلَّيّ ، وكان من تلامذته أيضا ، له أرجوزة في تاريخ الملوك والخلفاء ، وأرجوزة في تاريخ القاهرة ، وأرجوزة نظم فيها ألفيّة الشّهيد قدّس سرّه المسمّاة « بالجمانة البهيّة في شرح الألفيّة
من أقوال العلماء فيه
1ـ قال الشيخ الحرّ العاملي(قدس سره) في أمل الآمل: «الشيخ جمال الدين المقداد… السيوري الحلّي الأسدي، كان عالماً فاضلاً متكلّماً محقّقاً مدقّقاً».
2ـ قال السيّد الخونساري(قدس سره) في روضات الجنّات: «هو الذي يُعبّر عنه في فقهيات متأخّري أصحابنا بالفاضل السيوري، ويُنقل عن كتابه في آيات الأحكام كثيراً».
3ـ قال الشيخ حسن بن راشد الحلّي(قدس سره): «وكان رجلاً جميلاً من الرجال، جهوري الصوت، ذرب اللسان، مفوّها في المقال، متفنّناً في علوم كثيرة، فقيهاً متكلّماً أُصولياً نحوياً منطقياً».
من مؤلّفاته
نضد القواعد الفقهية على مذهب الإمامية، التنقيح الرائع في شرح المختصر النافع، تجويد البراعة في شرح تجريد البلاغة، إرشاد الطالبين إلى نهج المسترشدين، نهاية المأمول شرح مبادئ الوصول، اللوامع الإلهية في المسائل الكلامية، الاعتماد في شرح واجب الاعتقاد، جامع الفوائد في تلخيص القواعد، كنز العرفان في فقه القرآن، تفسير مغمضات القرآن، شرح ألفية الشهيد، النافع يوم الحشر، الأنوار الجلالية في شرح الفصول النصيرية، الأسئلة المقدادية، الأدعية الثلاثون، الأربعون حديثاً، آداب الحج، شرح سي فصل، الإجازات.
وفاته
تُوفّي(قدس سره) في السادس والعشرين من جمادى الثانية 826ﻫ، ودُفن في النجف الأشرف.
المصادر:
مقدمة كتابه ( كنز العرفان )