الأربعاء , 3 يوليو 2024
الرئيسية » شخصيات نجفية » علماء » السيد محمد تقي الحسيني الجلالي

السيد محمد تقي الحسيني الجلالي

السيد محمد تقي الحسيني الجلالي

اسمه ونسبه‏

هو العلّامة الحجة الشهيد السعيد المجاهد آية اللََّه السيد محمّد تقي الحسيني الجلالي نجل الفقيد الراحل سماحة آية اللََّه السيد محسن الحسيني الجلالي قدّس اللََّه سرّهما.
ولد الشهيد في كربلاء المقدسة عام 1355 هـ في أُسره علمية عريقة، وقد نشأ في إحضان هذه الأُسرة الطيبة التي توارث أهلها طلب العلم والمعرفة وخدمة الدين والشريعة كابراً عن كابر.
درس المقدّمات على شيوخ العلم بكربلاء ثم هاجر إلى النجف الأشرف، وعند ما أكمل السطوح العالية التحق بحلقات الأبحاث العليا(الخارج)فحضر فيها على كبار فقهائها وأساتذتها، وكان ملازماً لبحث آية اللََّه العظمى السيد الحكيم قدس سره فقهاً، ولبحث آية اللََّه العظمى السيد الخوئي قدس سره فقهاً وأُصولاً، كما حضر في تلك الفترة فقه آية اللََّه السيد الفاني قدس سره.
حاز السيد الشهيد الجلالي قدس سره منزلة علمية بما حباه اللََّه تعالى من ملكات ومواهب تتجلى بسعيه المضني وجهده المتواصل وعمله الدؤوب في مجال خدمة العلم والدين، وقد نال إجازات ووكالات وشهادات عديدة من مشاهير علماء عصره.
تصدى لتدريس السطوح العالية فقهاً وأُصولاً عدة دورات فحضر لديه جمع غفير من طلبة العلوم كما انه شرع في آخر أيامه بتدريس خارج الفقه والأُصول.
لقد كان رحمه اللََّه ذا أخلاق حميدة، طيب النفس، كريم الطبع، حسن السيرة، لطيف المعشر لين العريكة، على جانب عظيم من التقى والصلاح والورع، وهو في سلوكه الاجتماعي في القمة من التهذيب.

آثاره العلمية:

إنّ العمل العلمي لم يكن يفارق الشهيد الجلالي(قده)حيث كان كثير الاشتغال بالتدريس والتحقيق والتأليف حتى إنه خلف مجموعة نفيسة من الآثار العلمية التي أرفد بها المكتبة الإسلامية، وهذه قائمة بمؤلّفاته المطبوعة:

1 تعليم الصلاة اليومية، عدّة طبعات، الأُولى سنة 1385 هـ.

2- كتاب الصوم، 3 طبعات، الأُولى سنة 1385 هـ.
3 الصلاة اليومية وأحكامها، 4 طبعات، الأُولى سنة 1386 هـ.
4 البداية في علمي النحو والصرف، 3 طبعات، الأُولى سنة 1392 هـ.
5 سيرة آية اللََّه الخراساني الموجزة، طبع سنة 1393 هـ.
6 موقف الحر الشهيد تجاه الإمام الحسين عليه السلام، طبع سنة 1394 هـ.
7 تاريخ الروضة القاسمية، طبع سنة 1394 هـ.
8 الأحكام الشرعية، طبع سنة 1395 هـ وسنة 1396 هـ.
9 تقريب التهذيب، 3 طبعات، الأُولى سنة 1395 هـ.
10 نزهة الطرف في علم الصرف، طبع سنة 1397 هـ وسنة 1399 هـ.
11 زكاة الفطرة من فقه العترة، هذا الكتاب الذي نقدّم له.
12 جواهر الأدب في المبنيّ والمعرب، طبع سنة 1399 هـ.
13 كفاية الحاج، طبع سنة 1400 هـ.
أمّا مؤلّفاته المخطوطة فقد بلغت عناوينها أكثر من ثلاثين عنواناً، وتقع في أكثر من خمسين مجلّداً في مختلف العلوم الإسلامية.

مشاريعه الخيرية

كان السيّد الشهيد الجلالي قدس سره ذا همة عالية ونفسٍ مفعمة بالحيوية والنشاط وروحٍ كبيرة لم تعرف مللاً ولا ضجراً، فهو إلى جانب انهماكه في الشؤون العلمية كان مهتماً اهتماماً بالغاً بالمشاريع الخيرية التي من شأنها خدمة الدين الإسلامي الحنيف.
فكان يسعى جاهداً لإيجاد كل ما كان يراه ضرورياً لتعظيم شعائر اللََّه وتهيئة الأرضية المناسبة لإيجاد الروحية العالية في النفوس، ولم يألُ جهداً في قضاء حوائج المؤمنين وإسداء المعونة إليهم، فكان من مشاريعه:

1 تأسيس الحوزة العلميّة في مدينة القاسم عليه السلام سنة 1385 هـ وقد أثمرت هذه الحوزة المباركة وأينعت وكانت موفقة في أهدافها، حيث تمكنت من إعداد جيل يعي مسؤولياته وواجباته الشرعية وقد تخرّج منها عدد من الفضلاء.
2 تأسيس المدرسة الدينية في مدينة القاسم عليه السلام وقد تم بنائها عام 1385 هـ.
3 بناء حسينية ضخمة في الصحن الشريف للقاسم عليه السلام تقع في الجانب الغربي منه.

4 – بناء حسينية ومسجد في ناحية الطليعة بمحافظة بابل، وقد تم بنائها سنة 1388 هـ.
5 بناء حسينية لأهالي القاسم في كربلاء المقدسة.
6 تأسيس مؤسسة قرض الحسنة لمساعدة وتسليف المعوزين.
7 تشكيل البعثات الدينية المتمثلة بإرسال مجموعة من المبلغين والمرشدين.
8 تشكيل هيئة التأليف والنشر والترجمة في مكتبة الإمام الحكيم فرع القاسم عليه السلام.
جهاده ضدّ الظالمين الذي أدّى لاعتقاله واستشهاده لم يكن السيّد الشهيد الجلالي بعيداً عن الأحداث التي كانت تقع بين الفينة والأُخرى؛ بل كان السيّد الشهيد قدس سره يتفاعل مع كل ما يستجد ويطرأ تفاعلاً مناسباً حسب ما يقتضيه الواجب الشرعي.
لقد كان أوّل ظهور للشهيد الجلالي قدس سره على الساحة بشكل علني وفعّال حينما قام بتأسيس الحوزة العلميّة في مدينة القاسم عليه السلام وبناء المدرسة الدينية الضخمة. ومشاريع دينية واجتماعية اُخرى أيقن الشهيد بضرورتها ومساس الحاجة إليها نظراً للأوضاع الراهنة آن ذاك.
و قد تنبّهت أجهزة النظام إلى موقعيّة الشهيد قدس سره الاجتماعية والعلمية من خلال نشاطاته المستمرة، وخدماته العلمية الجلية، مضافاً إلى ملازمته الوثيقة لمراجع عصره واعتمادهم الكبير عليه حتى في الشؤون الخاصة.
و منذ ذلك الوقت بدأت مراقبته بصورة غير علنية، وقد استمر الوضع على هذه الحالة حتى اندلاع الحرب الظالمة التي شنّها طاغية العراق ضدّ الجمهورية الإسلامية، وفي هذه الفترة الحسّاسة أصبح السيّد الشهيد قدس سره يشعر بمسؤولية ضخمة ملقاة على عاتقه وعاتق جميع رجال العلم من وجوب توعية الأُمّة وبيان ماهيّة النظام البعثي الفاسد.
كان الشهيد الجلالي وبالرغم من الظروف الأمنية الصعبة التي أحاطت به مهتمّاً بعوائل الشهداء والمعتقلين والمشرّدين ممّا أثار حقد واستياء السلطات عليه.
كل ذلك جعل النظام يشعر بأنّ الشهيد الجلالي يشكّل تهديداً مباشراً وخطراً كبيراً على مصالحه وأهدافه، وعلى أثرها استدعي إلى مديرية الأمن، حيث هدّدوه وتوعّدوه شرّاً، إلّا أن ذلك لم يثن عزم الشهيد بل مضى قدماً في جهاده الذي أقضَّ مضاجعهم.
و هكذا واصل الشهيد الجلالي بكل عزم وحزم وقوفه أمام التيار البعثي البغيض الهادف‏

إلى محو الإسلام وإبادة المسلمين، وقد تلقّى جرّاء ذلك التهديدات التي اشتدت في الآونة الأخيرة متزامنةً مع تكثيف رجال الأمن المضايقات حول السيّد الشهيد ورصد تحركاته بحيث وضعت داره في النجف الأشرف تحت المراقبة العلنية كما هو الحال بالنسبة إلى محل إقامته في مدينة القاسم عليه السلام.
و في صباح يوم الخميس من ذي الحجّة عام 1401 هـ وعلى جاري عادته غادر السيّد الشهيد رحمه الله النجف الأشرف بصحبة أحد تلامذته متجهاً نحو مدينة القاسم عليه السلام ليشرف عن كثب على وضع الحوزة العلمية التي أسسها هناك وعلى الوضع الاجتماعي والديني وفي أثناء طريقه بين الكوفة والحلة اعترضت سيارات أمن النظام السيارة التي كانت تُقل الشهيد الجلالي، وتمت عملية اعتقاله ومن ثمّ نقل إلى بغداد، وقد دام اعتقاله رحمه الله قرابة التسعة أشهر تعرّض خلالها إلى أبشع أنواع التعذيب الجسدي والروحي، وفي إحدى ليالي الجمعة لبى نداء ربه الكريم وعرجت روحه الطاهرة إلى جنان الخلد، حشره اللََّه مع الأنبياء والشهداء وحسن أُولئك رفيقاً، ونقل جثمانه الطاهر إلى وادي السلام، تحت مراقبة أمنية شديدة، وأُودع الثرى في ليلة الرابع من شهر رمضان المبارك سنة 1402 هـ، من دون تشييع أو أي مراسم اُخرى.
و كان لاستشهاده رحمه الله أثر الفاجعة البالغ في النفوس خاصّةً أهل العلم وطلّابه ومحبّيه.
و قد رثاه الشعراء بمقاطع شعرية شجية لا مجال لسردها.
لقد قدر اللََّه تعالى لهذا العالم المجاهد أن يبقى خالداً بحياته المشرفة التي كانت سلسلة طويلة من العلم والعمل والإرشاد والتضحية تلك الحياة الكريمة التي بدأها بالسعي، وأدامها بالجهاد، وختمها بالشهادة.
فالسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حياً

المصدر:

ترجمة السيد الجلالي في كتابه ( فقه العترة في زكاة الفطرة )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.