الثلاثاء , 16 أبريل 2024
الرئيسية » شخصيات نجفية » علماء » السيد محمد سعيد الحبوبي

السيد محمد سعيد الحبوبي

السيد محمد سعيد الحبوبي، قائد المعركة ضد المحتلّين الإنجليز(قدس سره)

(1266ﻫ ـ 1333ﻫ)

اسمه وكنيته ونسبه

السيّد أبو علي، محمّد سعيد بن محمود بن قاسم الحسني الحبّوبي.

ولادته

ولد في الرابع من جمادى الثانية 1266ﻫ بمدينة النجف الأشرف.

دراسته

حفظ القرآن الكريم وهو في سنّ الصغر، ثمّ درس الأدب ومقدّمات العربية، ثمّ سافر إلى نجد الحجازية ليلحق بأبيه، فانشغل مع والده في التجارة، وما تبقّى من يومه كان يقضيه في قراءة كتب الأدب والمنطق والحكمة والفقه.

عاد إلى النجف الأشرف عام 1284ﻫ والتحق إثرها بأندية الأدب حتّى أصبح شاعراً عظيماً، ثمّ انصرف إلى دراسة العلوم الدينية حتّى صار عالماً من علماء الطائفة.

من أساتذته

الشيخ محمّد طه نجف، الشيخ محمّد حسين الكاظمي، خاله الشيخ عباس الأعسم، الشيخ حسين قلي الهمداني، الشيخ محمّد الشربياني، الشيخ رضا الهمداني، الشيخ موسى شرارة، السيّد مهدي الحكيم.

من تلامذته

السيّد محسن الطباطبائي الحكيم.

جهاده ضد الإنجليز

كان(قدس سره) رجلاً عالماً، وأديباً بارعاً، ومجاهداً ضدّ المحتلّين الإنجليز.

إنّ تاريخ الحرب العالمية الأُولى خصّص صفحة مشرقة لجهاد السيّد الحبّوبي، وأفرد فصلاً لبطولته وعزمه الملتهب في حفظ كيان الإسلام والمسلمين، فقد أعلن الجهاد ضدّ الاستعمار الإنجليزي في محرّم 1333ﻫ، وخرج هو بنفسه رغم كبر سنّه، والتحقت به الجموع المحتشدة من المؤمنين، ومعظم عشائر الجنوب العراقي والأكراد، وسار بهم إلى منطقة الشعيبة التي يتواجد فيها الإنجليز، وقاتل المحتلّين الإنجليز في معركة الشعيبة، إلّا أنّ تفوّق الإنجليز بالسلاح أجبر المقاومين إلى الانسحاب بعد أن قدّموا تضحيات جسيمة من الشهداء.

وبعد أشهر اتّصل به القادة الأتراك وطلبوا منه رسم خطّة لإعادة الكرّة للجهاد عن طريق كوت الإمارة، وهكذا كان، فخاض الحبّوبي مع بقيّة العلماء والعشائر والجيش التركي معركة أُخرى ضدّ القوّات البريطانية الغازية، وكان النصر حليفهم هذه المرّة، إذ استطاعوا محاصرة الجيش الإنجليزي وأسر جميع أفراده وعددهم اثني عشر ألف رجل، إضافة إلى قائده الجنرال طاوزند.

وفاته

تُوفّي(قدس سره) في الثاني من شعبان 1333ﻫ في مدينة الناصرية عند عودته من المعركة، ودُفن في الصحن الحيدري للإمام علي(عليه السلام) في النجف الأشرف.

معارف الرجال/محمد حرز الدين

السيد محمّد سعيد حبوبي

1266ـ 1333

السيد محمّد سعيد بن السيد محمود بن قاسم بن حسين بن حمزة بن مصطفى حبوبي النجفي، ولد في النجف 14 جمادى الثانية سنة 1266هـ عالم عامل فقيه ثقة أمين مجاهد، وأديب شاعر محلق صاحب الموشحات الشهيرة، عاصرناه زمناً طويلاً، وكان صاحبنا في حضور دروس بعض الأعلام كدرس الفقيه ابن نجف والشرابياني وغيرهم، له مجالس أدبية ومحاضرات مفيدة ومناظرات نافعة، وكانت لنا جلسة معروفة حافلة بأهل الفضل والعلم تضمنا إلى شطر بعيد من الليل في سطح قبة اليماني بمقبرة الصفا في النجف، وهذا المكان مشرف على بحر النجف قبل كمال جفافه في سنة 1303هـ وله منظر بديع في الليالي البيض، إضافة إلى طيب هوائه وهدوء جوه، وكانت تحرر فيه المسائل العلمية والأدبية والمعاني الشعرية. وممن يحضر معنا العالم الأديب الشيخ موسى بن محمّد أمين شرارة العاملي، والأخ المقدس السيد مهدي بن السيد صالح الحكيم النجفي وجماعة من فضلاء العالميين والنجفيين.

وكان المترجم له من أعيان المجاهدين الذين وقفوا قبالة الانكليز أعداء الإسلام والإنسانية الذي احتلوا البصرة في سادس محرم سنة 1333هـ، بالمكر والخداع والرشى لبعض قواد الجيش التركي والرؤساء، ألا شاهت تلك الوجوه ذلا وصغاراً، وكانت جمهرة من العلماء أيضاً حاملين السلاح إلى جنب المجاهدين في (الشعيبة) وضواحي البصرة مثل شيخ الشريعة والسيد علي الداماد والشيخ باقر حيدر والسيد أبو القاسم الكاشاني النجفي والسيد محمّد نجل الحجة الطباطبائي اليزدي والشيخ محمّد رضا نجل الميرزا محمّد تقي الشيرازي وجملة من أهل الفضيلة والعلم.

أساتذته:

تتلمذ على الأساتذة فقد حضر الفقه والأصول على الميرزا حبيب الله الرشتي، والشيخ محمّد حسين الكاظمي، والشيخ محمّد طه نجف، والشيخ محمّد الشرابياني وأخيراً حضر على الأغا رضا الهمداني صاحب (مصباح الفقيه) وقرأ العلوم الأخلاقية والعرفان على الآخوند ملا حسين قلي الهمداني، وتخرج في الأدب على جماعة من أهل الفضل منهم الشيخ عباس الأعسم ولازمه كثيراً. وله ديوان شعر، ورثى العلماء الأعلام والسادات، وكان نظمه من الطبقة الأولى من المتانة والرقة وحسن الأسلوب. وصار إمام جماعة يصلي في الصحن الغروي في النجف تأتم به نخبة صالحة من المؤمنين والتجار والكسبة.

وفاته:

توفي في ناصرية المنتفك عند عودته من الجهاد لمرض أصابه أياماً قلائل وكان في ليلة الأربعاء 3 شعبان سنة 1333هـ عن عمر ناهز السبعين سنة، وحمل جثمانه الطاهر إلى النجف وكان وصوله إليها عصر يوم الجمعة 5 شعبان فخرج أهل النجف مستقبلين الجثمان وعطلت لذلك جميع أسواق النجف والنجفيون يرددون أهازيج الحزن أمام النعش، والعلماء وأهل العلم والوجوه خلفه حتى أدخل الصحن الغروي وأقبر بعد الغروب بساعة في الإيوان الكبير في جهة القبلة وأعقب ولده السيد علي.

المصادر:

 مركزآل البيت العالمي للمعلومات

معارف الرجال/محمد حرز الدين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.