الشيخ محمّد طاهر بن الشيخ حسين المعروف بالنجار الدزفولي النجفي عاش في النصف الأول من القرن الثالث عشر، وحدثني الثقة السيد أبو الحسن الدزفولي إنه تتلمذ على الشيخ محمّد حسن صاحب الجواهر وأجازه في الاجتهاد وعمره عشرون سنة، وسمعنا أيضاً انه كان عالماً محققاً قابلاً للرئاسة والزعامة الدينية، وروى السيد الدزفولي أيضاً أن الشيخ سافر من النجف وقدم دزفول بذلك السن واقبلت عليه أهلها وتصرف في مهام البلد، ومن تصرفاته أن أمر أهل دزفول أن يجتمعوا كافة حتى حكام البلد وخطبهم في الجامع ووعظهم وأبان لهم انه ذو مقدرة على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا كنتم ترغبون فأجابوه بأجمعهم نحن نترقب مثل هذا الطلب وأمثاله لأنا مسلمون ثم خولوه ذلك وقام بأمره، وأخذ يأمر وينهى ومن ذلك إذا قرب وقت صلاة الفريضة يأمر رجاله المخصوصين ويضربون كل من لا يصلي الصلاة في وقتها فصار لذلك أثر عظيم في الاجتماع على الصلاة، وكان أبوه زاهداً متعبداً من أصحاب السيد رضا بن السيد محمّد مهدي بحر العلوم النجفي، وحدث الدزفولي أيضاً أن الشيخ حسين النجار خرج يوماً مع السيد رضا للاعتكاف في مسجد الكوفة فبينا هم في المسجد إذ جاءهم النبأ أن جيش الوهابي قد هجم على النجف وحاربه أهل النجف ورجع خائباً، ثم انعطف الغزاة إلى مسجد الكوفة فتحير السيد والشيخ حسين واستشارا شيخاً كوفياً في أمرهم فأشار عليهم أن يخبأهم في حفيرة كانت بخربة خلف المسجد وجعل عليهم صخرة مغطاة بالأحجار ثم يذهب الكوفي ليستعلم الخبر ويعود ليدخل معهم في المخبأ، فأبطأ عليهم كثيراً ثم عاد إليهم وأخبرهم بأن الغزو دخل المسجد الأعظم وقتل من فيه من المعتكفين وفروا راجعين على ناحية صحراء كربلاء، ثم خرج الشيخ والسيد ورأوا المصلين مقطعين في محاريب المسجد والدماء قد صبغت المحاريب، وصاروا لا يرجعون إلى النجف وذهبوا إلى ذي الكفل في البساتين، وجاء خبر سلامتهم إلى النجف عن رسل الشيخ الأكبر الشيخ جعفر كاشف الغطاء النجفي الذي أرسلهم لطلب السيد رضا، أقول ولا يبعد أن تكون هذه قصة ثانية الذي رواها الشيخ محمّد لائذ في ترجمة الشيخ محمّد رضا النحوي وقد سبقت في هذا الجزء حيث أن غارات أعراب الوهابية كانت متواصلة متقاربة الزمن والشيخ محمّد لائذ ضابط ثقة في روايته.
وفاته:
توفي المترجم له في النجف حدود سنة 1282هـ وأقام له الفاتحة الحاج ميرزا حسين الخليلي وكان ذلك في أوائل أمر الخليلي.
المصادر :
معارف الرجال / محمد حرز الدين ج2