الأربعاء , 24 أبريل 2024
الرئيسية » شخصيات نجفية » علماء » الشيخ محمود سماكة الحلي

الشيخ محمود سماكة الحلي

…ـ1337

الشيخ محمود بن الشيخ عبد الحسين سماكة الحلي النجفي كان عالماً فاضلاً جليلاً زاهداً تقياً ثقة مترسلا في تعيشه يكره حب الظهور منكراً للمنكر عاصرناه في بلدنا النجف عند هجرته إليها، وأقام فيها سنين عديدة في العصر الزاهر الحافل بالعلماء وأهل التحقيق، ويومئذ كان المبرز فقيه العالم الاسلامي الأستاذ الشيخ محمّد حسين الكاظمي، وكان في عصره كثير من فطاحل العلماء والمدرسين من معارف إيران والعراق، وأكثر مقلدي إيران لهم على تفصيل فيما بينهم، إلاّ أن النفوذ في الفتيا بالعراق عامة والنجف خاصة والشام ولبنان وجملة من أهل المدينة المنورة والقطيف والأحساء والكويت والبحرين وبعض المحميات للأستاذ الكاظمي قدس سره والنجف يومئذ رأس مدن العالم الإسلامي كالمدينة المنورة في عهد الرسول الأكرم9 وعرف المهاجرون إليها بالعلم والتقى فإذا غرف المهاجر من منهل علومها الضافية رجع إلى قطره أو بلده عالماً مرشداً مبلغاً للمسلمين أحكام القرآن والسنة النبوية والفقه الجعفري، وكان الشيخ المترجم له في منتصف العشرة الرابعة من القرن الرابع عشر الهجري يقيم في الحلة، وعرف الشيخ بدينه وورعه وقداسته بلا تكلف، وكان فقيهاً وفقاهته مبتنية على ضبط مقدماتها، وكذا أصوله، وكان عربياً صميماً جيد العربية والمعاني والبيان، له اليد الطولى في علم الهيئة والهندسة والحساب ويعتبر المدرس الأول في علم الهيئة والرياضيات.

 أساتذته:

تتلمذ على جماعة من معاصريه منهم أبو العلوم الجامع السيد محمّد بن السيد هاشم الشرموطي النجفي فقد قرأ عليه علم الهيئة والحساب، ومما قرأ عليه شرح تشريح الأفلاك وشرح الخلاصة في الحساب واستنسخهما قبل أن يرجع إلى الحلة. وقرأ عليه الشيخ محمود ذهب، والشيخ علي الخاقاني والسيد عبد الكريم الكاظمي، والشيخ موسى شرارة العاملي وغيرهم.

ولما رجع إلى الحلة فتح باب التدريس فيها واجتمع عليه كثير من الأفاضل وصارت له حلقة درس واسعة، ومن مميزاته رحمه الله أنه يدرس كلما طلب منه تدريسه من مقدمات وغيرها من العلوم العقلية والنقلية، وحضر عليه جماعة من العامة وبعض أئمة جمايعهم في الهيئة والحساب والأصول، وكان الشيخ محمود محمود السيرة في الحلة لين العريكة، زرته في الحلة في السنة التي قصدنا زيارة القاسم أخا الرضاC فرأيته على حالته الأولى من القناعة في العيش والملبس لم يغير ولم يبدل وفي الوقت محبوب عند عامة الناس، وصار لديه جملة من كتب أستاذه الشرموطي المخطوطة في المعقول والمنقول والهيئة والحساب.

 وفاته:

توفي بالحلة سنة 1337هـ وحمل جثمانه الطاهر إلى النجف وصلى عليه الحجة الكبرى السيد محمّد كاظم اليزدي ودفن في الرواق المطهر لمرقد الإمام أمير المؤمنين(ع)  في الحجرة ذات الشباك الكبير المطل على ساحة منتصف الساباط الغربي للصحن، وكان ذلك ببذل بعض الوجوه الأخيار من أهل الحلة وأقيم على قبره قارئ للقرآن مدة وأعقب أولاداً أربعة أكبرهم الشيخ محمّد ويقيم الآن ي الحلة وبعضهم من حملة العلم الشريف.

المصادر :

معارف الرجال / محمد حرز الدين ج2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.