…ـ1324
الشيخ محمود بن الشيخ محمّد بن ياسين بن ذهب الظالمي النجفي المعاصر عالم محقق نابغة عصره وفريد دهره. فقيه متقن وأصولي بارع. متخصص بعلم العربية والمنطق، ولم يكن ملماً بعلم الرجال ولم أسمع له نظماً، عاش المترجم له عيشة هنيئة، وكان مستعداً للقيام بالأمور العامة النوعية والخاصة، صار مرجعاً للتقليد، قلده بعض الناس ولو عاش قليلاً بعد لقلده الجمهور في العراق لخصال فيه توجب ذلك وللقابليات التي تأهلها من الفصاحة واستحضار المسائل والرأي السديد والغور في الأمور العرفية ولين الجانب ودماثة الأخلاق إلى غير ذلك من الصفات المؤهلة بالإضافة إلى سخائه وسماحته، وقد بالغ فيه جل تلامذته حتى ثقل على بعض معاصريه من أهل إيران وفشت بينهم المقالات فيه وتكلموا عليه بما لا ينبغي أن يصدر منهم، وتصدى للدفاع عنه أستاذنا الورع التقي الشيخ محمّد حسين الكاظمي بإنكار ذلك ووافقه جميع فقهاء العرب وجل علماء الري والترك ومنهم الشيخ جعفر التستري والسيد حسين آل بحر العلوم الطباطبائي والشيخ محمّد الشرابيان والشيخ محمّد الإيرواني والشيخ ميرزا حسين الخليلي برهة من زمانه إلى ما بعد وفاة السيد الميرزا الشيرازي نزيل سامراء، وكان رحمه الله يتقي من أهل جيلان ومن والاهم، وفي أخريات أيام المترجم له صارت له حلقة بحث واسعة يحضرها أهل الفضل والطلاب النابهون في الفقه والأصول، وكان يصلي جماعة في الصحن الغروي الأقدس ويومئذ كان عمره الشريف في أواخر عشرة الثمانين سنة.
أساتذته:
تتلمذ في الأصول على الشيخ ملا محمّد كاظم الآخوند الخراساني، وفي الفقه على الأستاذ الشيخ محمّد حسين الكاظمي، والشيخ هادي الطهراني كثيراً والشيخ نعمة بن علاء الدين الطريحي النجفي المتوفى سنة 1292هـ.
تلامذته:
قرأ عليه جمع كبير من أهل الفضل منهم الشيخ يوسف الفقيه العاملي وأجازه أيضاً سنة 1323هـ والشيخ محمّد حسين بن حمد الحلي.
مؤلفاته:
رسالة في العلم الإجمالي وفيها زوائد فلو هذبت وطبت لكانت عميمة النفع، ورسالة في التقليد متينة جداً وقع الفراغ منها سنة 1309هـ وحاشية على بعض رسائل الشيخ المرتضى الأنصاري وقع الفراغ منها سنة 1295هـ، ورسالة في مسألة أن المتنجس لا ينجس.
وفاته:
توفي في النجف يوم الإثنين 16 جمادى الأولى سنة 1324 ودفن في الصحن الغروي في إيوان الحجرة الثالثة من الجهة الشرقية الجنوبية، وأعقب ولده الفاضل الشيخ محمّد رضا.
المصادر :
معارف الرجال / محمد حرز الدين ج2