الجمعة , 22 نوفمبر 2024
الرئيسية » شخصيات نجفية » علماء » السيد محمّد القزويني الحلي

السيد محمّد القزويني الحلي

…ـ1335

السيد محمّد بن السيد مهدي بن السيد حسن بن السيد أحمد الحسيني القزويني الحلي النجفي، ولد في الحلة في محلة الجامعين هاجر إلى النجف وقرأ مقدماته فيها وأتقن وكان مولعاً بدراسة العلوم الرياضية كالحساب والهندسة، والهيئة والاصطرلاب وعلم المنطق وممن قرأ عليه في النجف الشيخ حسن الكاظمي وأخوه الشيخ محمّد والشيخ علي حيدر المنتفقي النجفي ثم رجع إلى الحلة أيام رئاسة السيد والده فيها وأقام بها مدة ثم كرّ راجعاً إلى النجف ومعه أخواه الميرزا جعفر والميرزا صالح وأكبوا على طلب العلم بجد وكد، وبعد برهة رجعوا إلى الحلة، وفي أواخر سنة 1293هـ رجع إلى النجف بصحبة السيد والده قدس سره وفي هذه المرحلة حضر الأبحاث الخارجة وفي سنة 1294 حج مكة المكرمة ولما رجع من حجه جلس السيد والده مجلساً عاما للتهنئة في النجف تبارى فيه شعراء العراق وأدباؤه منهم السيد حيدر الحلي ـ صاحب المراثي الجليلة ـ بقصيدة بائية في 89 بيتاً نالت الاستحسان العجيب وكان المجلس حاشداً بعلماء النجف وشعرائها وشعراء الحلة وبغداد وكربلاء، وكنت ممن حضرها مطلعها:

نفحات السرور أحيت حبيباً              فحبتنا من النسيب نصــــــيبا

وأعادت لنا صريع الغوانــي              يسترق الغرام والتشبــــــيبا

غادرتنا نجرّ رجل خليــــــع              غزل كالصبا يعد المشيـــــــبا

نعمتنا بناعم القد غـــــض               قد كساه الشباب بردا قشيبا

زارتنا والنسيم نم عليــــه               فكأن النسيم كان رقيــــــــبا

وأصبح المترجم له من العلماء الفقهاء المحققين الأجلاء، مسلم الاجتهاد والحكومة، وكان إماماً في الأدب والأخلاقيات وكثيراً ما جلسنا جلسة الأخلاء فيقرأ لنا من منظومته في أحكام المواريث وهي تشهد بفضله وسمو منزلته العلمية، أهدى لنا نسخة منها مخطوطة. وفي سنة 1313هـ قدم النجف وفد من وجوه أهل الحلة يلتمسونه على المهاجرة إليهم عالما موجها ومرشدا ولكي تزهو به فيحاؤهم وتستنير بعلمه وأدبه وتقاه وكمالاته الأخلاقية والروحية، وأنزلوه عند رغبتهم فهاجر إليها وأخذ يقيم الصلاة جماعة ويحسم مرافعاتهم ويجلس لهم في العصرين. وفتح هناك مجلسا للتدريس تحضر عليه جمهرة من الأفاضل يملي عليهم دروسا في الفقه والأصول.

 أساتذته:

تتلمذ على والده في النجف الفقه كثيراً، وعلى الأستاذ الملا محمّد المشهور بالفاضل الأيرواني، والشيخ لطف الله المازندراني، وأجازه والده والأيرواني.

 مؤلفاته:

منظومة في الإرث فرغ من نظمها سنة 1332 طبعت في النجف، ومناسك حج لعمل مقلديه ورسالة في التجويد، وطروس الإنشاء. هو مجموع فيه مراسلات ادبية مع أعلام عصره  وأدبائهم ووجوههمن وإبطال الكلام النفسي، وأرجوزة في حديث الكساء وكان للمترجم له آثار جليلة منها تعمير قبور السادات والعلماء القدامى والمساجد والمقامات في الحلة ومنها سعيه بتعمير ضريح القاسم بن الإمام موسى بن جعفر(ع) قرب الهاشمية، وكتب إلى الشيخ خزعل أمير المحمرة بأن يصنع شباكاً ثمينا يوضع على قبر القاسمC وذلك في سنة 1320هـ وكتب عليه بيتين من الشعر:

للإمام القاســــم الطهـ                ـر الذي قدّس روحا

خزعل خير أميــــــــــر                (أرخوا شاد ضريحا)

سنة 1324هـ

ومن مساعيه المشكورة سدة الهندية على الفرات الموجودة اليوم لما انقطع شط الحلة من الماء لعلو أرضه وهبوط مجرى الفرات المار ببلد المسيب، حيث ماتت المواشي والمزارع على شط السبل في الحلة فكتب السيد محمّد إلى والي بغداد ناظم باشا العثماني حدود سنة 1322هـ، كتاباً وفيه بيتان من الشعر:

قل لوالي الأمر قد مات الفرات          ومضت عنه أهاليه شتات

أفترضى أن يموتوا عطشــــــاً           وبكفيك جرى ماء الحيــاة

ويروى أن الوالي لما قرأ الكتاب جمع المهندسين الأجانب فوراً وأمر بالسدة، واستمر العمل بها إلى نهاية عام 1332هـ، وكان إذا قدم السيد إلى النجف زائراً اجتمع عليه أهل الفضل والأدباء والشعراء، وفي يوم كان في مجلسه فضيلة السيد مهدي الكرادي وجماعة من هذا القبيل فذكروا صاحبهم العلامة الشيخ عبد الحسين صادق العاملي في لبنان وكتب إليه السيد كتاب عتاب من عدم المواصلة والهجر ثم أخذه السيد مهدي البغدادي وذيله ببيتين عن لسان المترجم له قائلاً:

ما كنت أحسب والأقدار غالبة          سوى ابن يحيى وفياً لي بمعـــــدود

لما افترقنا بأن الخلف معــذرة          هوى الشئآم اقتضى خلف المواعيد

 وفاته:

توفي سنة 1335، وأعقب السيد معز الدين وبدر الدين.

المصادر :

معارف الرجال / محمد حرز الدين ج2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.