الجمعة , 29 مارس 2024
الرئيسية » شخصيات نجفية » علماء » الشيخ موسى محي الدين

الشيخ موسى محي الدين

…ـ1385

الشيخ موسى بن الشيخ شريف بن الشيخ محمّد بن الشيخ يوسف بن جعفر بن علي بن حسين بن محي الدين آل أبي جامع الحارثي الهمداني العاملي الأصل النجفي الولادة والمسكن، كان فاضلاً أديباً كاملاً وشاعراً متوسطاً في الجودة، متضلعاً بالأدب عاصر الشيخ أحمد قفطان المتوفى سنة 1292، والشيخ إبراهيم صادق العاملي المتوفى سنة 1288 والشيخ إبراهيم قفطان المتوفى سنة 1279 وعبد الباقي العمري الموصلي المتوفى سنة 1278هـ والأخرس البغدادي الشاعر وكانوا من أخص أصحابه وله مطارحات شعرية وأدبية مع أدباء عصره، وكان أحد رجال الندوة الأدبية في النجف المنعقدة في السنة التي توفي فيها شيخ الفقهاء والمحققين صاحب الجواهر، سنة 1266هـ، حدثنا بعض حضار الندوة ممن أدركنا عصره أنه من جملة من حضرها المشايخ الثلاثة والشيخ عباس بن ملا علي البغدادي، والشيخ أحمد العاملي، والشيخ عبد الحسين محي الدين المار ذكره في الجزء الثاني، والميرزا صالح نجل السيد مهدي القزويني، والسيد كاظم بن السيد أحمد العاملي، والشيخ أحمد البلاغي. والشيخ صالح حجي النجفي والسيد محمّد بن معصوم، والشيخ باقر هادي النجفي والشيخ طالب بن الشيخ عباس البلاغي المتوفى سنة 1282 وكان من أهم رجالها بل والغارسي بذرتها الأدبية في النجف، وغيرهم لم يحضرني الآن ذكر بقيتهم انتهى.

ومن شعره تخميس الدريدية لابن دريد أبو بكر محمّد بن الحسن الأزدي المتوفى سنة 321هـ، وجعل تخميسه في مدح الامام علي أمير المؤمنين وأولاده المعصومين عليهم السلام مطلعها:

أوهى القوى كتم الهوى وصونه            وخانه يامى فيك عونــــــــه

يا من بها رأسي شع جونـــــــه            أما ترى رأسي يحاكي لونه

                             طرة صبح تحت أذيال الدجــــى

ولى الصبا وما وفى بعهـــــــده            وخامر القلب جوى لفقــــــــده

وحان وخط الشيب بعد بعـــــده             واشتعل المبيض في مسوده

                            مثل اشتعال النار في جزل الغضا

صاح بأرجاء شباب مغــــــــدف              صبح المشيب شبه در الصدف

وقبل قد كان كليل مســــــدف              فكان كالليل البهيــــم حل في

                           أرجاءه ضوء صباح ما انجـــــــــلى

لما ذكى حبي بقلبي ونمــــا                وذاع من مكنون سري ما اكتمى

أفاض ماء عبرتي هم طمــــا               وغاض ماء مشربي دهر رمـــــى

                          خواطر القلب بتبريح الجــــــــوى

وأصبح الدهر الخؤون طــــاوياً               محاسناً وناشراً مســــــــــــــاويا

وقد غدا ربع السرور خـــــاويا               وآض روض اللهو يبــــــــساً ذاويا

                         من بعد ما قد كان مجاج الثــــرى

أتاح لي فرط التنائي صبـــوة              ما تركت قط لقلبـــــــــــــي سلوة

وأوهن الأعراض مني قـــوة               وضرم النأي المشـــــــــيب جذوة

                         ما تأتلي تسفع أثناء الحــــــشا

فكيف لا يذوب قلبي كلفــــا                ولا يسيل دمع عيني أســــــــــفا

والوجد قد صير قلبي كــــنفا               واتخذ التسهيد عيني مألفــــــــــا

                         لما جفا أجفانها طيب الكــــرى

هم وحزن وعناء كــــــــــــدر                 متصل ومدمع مـــــــــــــــنهمر

أنى وإن لم تحص ما بي فكر                فكلما لاقيته مغتــــــــــــــــــفر

                         في جنب ما أسأده شحط النوى

لا تلحني إن ذاب قلبي سقمـا          أو إن قضيت أسفـــــــــــــــا وألما

ولا تسل إن سال دمعي عندما         لو لابس الصخر الأصم بعــــض ما

                         يلقاه قلبي فض أفلاذ الصــــفا

مم البكا بعد التجافي ولمـــــن           والدهر قد ضن بما أعطى ومــــن

وقد لحا عودك صرف ذا الزمــــن         إذا ذوى الغصن الرطيب فاعلــمن

                         أن قصاراه نفاد وتـــــــــــــوى

ومنها:

كم حلبة يوم الوغى مرهوبة            رددتها بعزمة مشــــــــبوبة

وكم لها سعيت في مثــــوبة            فإن سمعت برحى منصوبة

                       للحرب فاعلم أنني قطب الرحى

ولم أزل أسعى بقلب يقـــــــظ           لحفظ ما لولاي لما يحفظ

أنا الذي تخشى العدى تيقظي          وإن رأيت نار حرب تلتظي

                         فاعلم بأني مسعر ذاك اللظى

دع نفس حر لا تزال ثغــرة          تخوض للموت الزؤام غمـــرة

وخلها جهرا تسيل حسرة          خير النفوس السائلات جــهرة

                      على ظبات المشـــرفي والقنا

جبت العراق وعره وسهله           وقد وردت عله ونهــــــــــله

فقلت مذ لم تر عيني مثـله          إن العراق لم أفارق أهــــله

                     عن شنأ أصدني ولا قـــــــــلى

كلا ولا شاهدت من صادقتهم     سواهم ناساً ومذ رافقتــــهم

أصفيتهم ودي وما نافقتهم         ولا أطب عيني مذ فارقتهـــم

                    شيء يروق العين من هذا الورى

رافقت منهم من إذا خطب عرى        كانوا شآبيب الندى لمن عــــرا

هم المحاريب الوثيقات العــــرى        هم الشناخيب المنيفات الذرى

                    والناس أدخال سواهم وهــــوى

بنوا الأولى أولهم عليـــــــــــها                دان لهم من الورى عليها

هم الغيوث ساكب ماذيـــــــــها               هم البحور زاخــــــر آذيها

                     والناس ضحضاح ثغاب وأضا

قوم سموا هام السهى بجدهم             وقد علوا هام العلى بجدهم

لا والذي أتحفني بودهــــــــــم            ان كنت أبصرت لهم من بعدهم

                         مثلا فأغضيت على وخز السفا

ولم تكن تبصر عيني أبــــــــداً               من الورى أكرم منهم محتدا

ولم أجد أعظم منهم ســؤددا               حاشا الأميرين اللــذين أوفدا

                       علي ظلا من نعيم وغنــــــى

هما سليلا أحمد خير المــــلا                 الحسنين الأحسنين عــــملا

هما اللذان أنقعا لي غــــــللا                 هما اللذان أثبتا لي أمــــــلا

                        قد وقف اليأس به على شفا

فقدت من شرخ الصبا ريقــه                أيام يرعى ناظري رونقــــــه

ومذ أحال الدهر ما رقـــرقه                 تلاقيا العيش الذي رنـــــــقه

                          صرف الزمان فاستساغ وحلا

هما اللذان أورداني مـــــوردا              عاد به روض المنى مــــورّدا

وأنعشاني بعد ما كنت سدى              وأجريا ماء الحيا لي رغـــــدا

                        فاهتز غصني بعد ما كان ذوى

هما اللذان رفعا نواظــــري               وأعليا قدري علــــــى نظائري

وعندما قد نفدت ذخائــــري               هما اللذان ســـــموا بناظري

                       من بعد إغضائي على لذع القذى

كم ردّني بعد الرجال خائباً                 من خلته أن لا يرد طالبــــــــا

وحين أصبحت له مجانــباً                  هما اللذان عمرا لي جانبـــــا

                       من الرجاء كان قدما قد عفــــــا

وأولياني ما به النفس اقتنت       عزا به عن درن الدنيا اغتنت

وعود أني عادة ما امتهنت         وقلداني منة لو قرنــــــــــت

                      بشكر أهل الأرض طراً ما وفى

بل كل من فوق الثرى عنها نكل  تت وحاد بل أعيا عن البعض وكل

بل لم يف لسان كل من شكل        بالعشر من معاشرها وكان كالـ

                     ـحسوة في آذى بحر قد طما

أحمد ربي الله ما أعاشني          إذ في ولاء المرتضى قد راشني

فلم أقل وهو بخير ناشني          ان ابن ميكال الأمير انتاشنــــــي

                     من بعد ما قد كنت كالشيء اللقي

ومن وفى لي بالذي له ضمن        وخصني بمـــــــــا به قلبي أمن

قلت أبو السبطين بالوفا قمن        ومد ضبعي أبو العبـــــــــاس من

                   بعد انقباض الذرع والباس الوزي

ذاك علي المرتضى عقد الولا         وصنو طه المصطفى خير المــلا

ذاك الذي رام المعالي فعلا            ذاك الذي لا زال يسمو للعــــلى

                    بفعله حتى علا فوق العــلى

ومذ على بالرغم من حسوده          بجوده الضافي على وفــــــوده

قلت وحق القـــول من ودوده          لو كان يرقى أحد بجـــــــــــوده

                    ومجده إلى السماء لارتقى

إن كنت تشكو من أوار ذا تلهف         ما ن أتى عبر نداه معــــــتفى

                    يشكو أوار عيم إلاّ ارتوى

فعد إلى مدح الحسين والحسن        تأمن في مدحهما من الزمـــن

وقل إذا ما فزت منهما بمـــــــن         نفس الفداء لأمــــــــيري ومن

                   تحت السماء لأميري الفدا

كم قلت من حسن الثناء آملا         عدّ سجايا لهما ونـــــــــــائلا

وحين أعييت غدوت قــــــائلا            لا زال شكري لهما مواصلا

                     لفظي أو يعتاقني صرف المنى

فارقت من بينهما ذوي علا               لم أر منهم قط إلاّ مـــــــــوئلا

فارقتهم لا قالياً بعـــــد ولا               ان الأولى فارقت من غير قلى

                       ما زاغ قلبي بعدهم ولا هفا

ولم أزغ عن صاحب أصفيته           خالص ودي بعدما اصطفيته

كلا ولا في البعد قد قليــته            لكن لي عزما إذا انتضــــيته

                       في مبهم الخطب فآه فانفأى

كان المترجم له يتردد على الزوراء كثيراً لإقامة جملة من أصحابه والأدباء فيها فهو عندهم معزز محترم مبجل، ورأيت له مجموعة أدبية بخطه فيها الكثير من الأدبيات والمراسلات والتواريخ والمديح ومما خاطبه به صاحب الشاعر الشهير عبد الباقي الفاروقي عند وداعه إلى النجف قوله:

قف المطي إذا جئت العشي إلى           أرض الغري على باب الوصي علي

وزر وسلم وابك وادع وســــــــل            به لك الخير يا موسى الكليـــم ولي

وله ديوان شعر مخطوط فيه الكثير من شعره.

وهنأه صاحبه الشاعر الأديب الشيخ عباس بن ملا علي البغدادي عند قدومه من سفر بقصيدة مطلعها:

تجلى فصير ليلي نهــــــــارا           هلال علي غصــن بان أنارا

وفاز فأزرى بشمس الضحى           شروقا وظبى الكناس نفارا

وبات يعاطي الندامى المدام           فطوراً يميناً وطوراً يســـارا

يدير كؤوس المدام وكـــــــم            من الصد كأس المدام ادارا

عقاراً شربنا ولكن مــــــــــن           لمى ثغره قد شربنا العقارا

ومنها:

أبى القلب إلاّ هواه كمـــــــــا          أبى الله إلاّ لموسى الفخارا

وفاته:

توفي في النجف سنة 1285هـ ومن عقبه الشيخ حسن والشيخ شريف.

المصادر:

معارف الرجال / محمد حرز الدين ج3

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.