الثلاثاء , 23 أبريل 2024
الرئيسية » شخصيات نجفية » علماء » الشيخ موسى آل كاشف الغطاء

الشيخ موسى آل كاشف الغطاء

…ـ1306

الشيخ موسى بن الشيخ محمّد رضا بن الشيخ موسى بن الشيخ الأكبر الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء النجفي المعاصر، ولد في النجف حدود سنة 1260 ونشأ في بيت العلم والوجاهة والزعامة، قرأ مقدماته العلمية على أفاضل النجف وأصبح من أهل الفضيلة والتحقيق في علم الفقه فحسب مع أدب واسع ونبل ودماثة أخلاق، وكان ينظم الشعر على قلة وحضر أبحاث أعلام عصره، هاجر إلى سر من رأى لطلب الاجتهاد بالهجرة والبعد عن الأوطان ونال ما أراده وتوخاه كل ذلك في أواخر سني والده الشيخ محمّد رضا المتوفى سنة 1297هـ، سافر إلى اصفهان بعد وفاة والده حدود سنة 1298هـ، وسافر إلى إيران لزيارة الامام الرضا عليه السلام مرة ثانية وفيها توفي هناك.

أساتذته:

تتلمذ في النجف على الأستاذ الشيخ محمّد حسين الكاظمي المتوفى سنة 1308 وفي سر من رأى على السيد ميرزا محمّد حسن الشيرازي، قيل وأجازه الميرزا في الاجتهاد.

وفاته:

توفي في طهران عند مروره بها سنة 1306هـ وأودع هناك حيث لا يمكن نقل الجنائز طرية وبعد مرور سنتين من وفاته نقل إلى النجف الأشرف وأقبر مع أسلافه الأماثل في مقبرتهم الشهيرة في النجف وأعقب ولده الشيخ كاظم المولود في النجف سنة 1304هـ، وكان الشيخ كاظم يمتاز على أقرانه بالفضل والتحقيق في الفقه والأصول والأدب والشاعرية والظرف، تزوج كريمة عمه الشيخ علي بن الشيخ محمّد رضا في النجف.

وجلس عمه مجلساً عاماً في دارهم الكبيرة الشهيرة في النجف حضر المجلس كبار العلماء وأهل الفضل ووجوه النجف وهنأ الشيخ عمه بزفافه أعلام الشعراء ومشاهير الأدباء، وفي بعض أيام مجلس التهنئة ألقيت فيه قصيدة للعالم الفاضل الشاعر الشيخ أغا رضا بن الشيخ محمّد حسين بن الشيخ باقر بن العالم الشهير الشيخ محمّد تقي ـ صاحب الحاشية على المعالم في الأصول ـ الأصفهاني المولود في النجف سنة 1287 وكنت حاضراً في المجلس بتاريخ سنة 1324هـ ونالت قصيدته إعجاباً واستحساناً تقع في 68 بيتاً واشتهرت القصيدة بعد بالتنصر مطلعها:

قلبي بشرع الهوى تنصّـــــــر              شوقاً إلى خصره المـــــزنر

كنيسة تلك أم كنـــــــــــــاس              وغلمة أم قطيع جـــــــــأذر

وكم به من مليك حســـــــــن              جار على الناس إذ تأمـــــــر

له بأجفانه جـــــــــــــــــــــنود              تضفر بالفتح حين تكســــــر

وأحربا القلب من صغــــــــــير               عليه من تيهه تكـــــــــــــبر

يضحك من لوعتي وأبكـــــــي              ينام عن ليلتي وأســــــــهر

وددت أني له وشـــــــــــــــاح              لو أن للمرء ما تخـــــــــــــير

وشاحه كم هصرت غصـــــــناً              ما كان لولاك قط يهــــــــصر

أما ترى إذ تجول لعـــــــــــــباً               أزاره الثابت الموقـــــــــــــر

جاران ردف له وخصــــــــــــر                أنجد هذا وذاك غــــــــــــور

كم ظاهر مضمر لوجـــــــــدي               لظاهر منهما ومضـــــــــمر

عليه مستأســـــــــــــداً غزال               إن سمته قبلة تنـــــــــــمر

ورب وعد بلثم خـــــــــــــــــــد              جاد به بعدما تــــــــــــــعذر

سقاه ماء الشباب حــــــــــتى              أينع نبت العذار وأخــــــــضر

أليس من هام يا عذولـــــــــي              بمثل هذا العذار يعــــــــــذر

أخفيت في جنحه غرامـــــــي             فالليل أخفى له وأســــــــتر

عرفه لام عارضيــــــــــــــــــه              عليه لم بعدها تنكــــــــــــر

بجنب خط العذار خـــــــــــــال              كنقلة شكلت بعــــــــــــنبر

وقع لي خاله بحتفــــــــــــــي             لما تلا خطه الـــــــــــــمزور

بمقلتيه يريد قتلــــــــــــــــــي             يا رب يسر ولا تعســــــــــــر

أخفيت وصف الحبيب دهــــــراً             واليوم باسم الحبيب أجــــهر

هويت أحوى اللثات ألمــــــــى             أهيف ساج الجفون أحــــــور

كالليث والظبي حين يســــطو              وحين يعطو وحين يـــــــنضر

فوجهه جنتي وحــــــــــــوري              جفونه والشفاه كـــــــــــوثر

عناي منه ومن عـــــــــــــذول             يهجر هذا وذاك يهجـــــــــــر

يسئل عمن كلفت فيــــــــــــه            وهو به لو يشاء أخبــــــــــــر

عن ريقه الشهد قلت أحـــــلى             أو وجهه البدر قلــــــــت أنور

قال فذا الغصن قد حكــــــــــاه             في حسن قد فقلــــت قصر

الغصن يهوى له خضوعـــــــــا             والظبي من أجله تعفـــــــــر

صغره عاذلي ولمـــــــــــــــــا              شاهد ذاك الجمال كـــــــــبر

لما رأى صورة سبتنــــــــــــي              صدق ما مثلها تصــــــــــــور

يا غصن بان ودعص رمــــــــل              وجيد ريم وطرف جــــــــــأذر

خصرك هذا الضعيف يعـــــــي             من حمله قامة وخنجــــــــر

مؤنت الطرف منك أمضـــــــى              شباً من الصارم المــــــــذكر

فاتره لا يقاس حـــــــــــــــــداً              ببارد للسيوف أبتــــــــــــــــر

أغمد شباه فأي قـــــــــــــرم              من بأس حفنيك ليس يــــذعر

يا شاهراً سيفه المحــــــــلى              جفنك بالفتك منه أشـــــــــهر

لدولة الحسن نحن جــــــــــند              وأنت سلطانها المظــــــــــفر

فانشر لواك الجعود فـــــــــينا              تكسر كسرى بنا وقيصــــــــر

يا صاح سكر الشباب إثــــــــم             بالشيب من بعده يكفـــــــــــر

جرى كميت الشباب حــــــتى             أثار في عارضي عثــــــــــــير

أقبل صبح المشيب نحــــــوي            يسعى وعصر الشباب أدبـــــر

مذ كان غصن الشباب يــــذوي            بعرس فرع الكرام أثـــــــــــمر

عرس به الهم كاد يطـــــــــوى           لا بل به الميت كاد ينشــــــــر

عرس فتى أبهر البــــــــــــرايا            في حسني منظر ومخبــــــر

أنهى إلى عمـــــــــــه (علي)            حديث مجد له ومفخــــــــــــر

وما روى للعلي علـــــــــــــى            أصح أخبارها وأشـــــــــــــهر

عن الرضا عن أبيه موســـــى            مسلسلا عن أبيه جعــــــــفر

إن حدثوا عن رواء صـــــــــــاد            فعنه يروى وعنــــــــــــه يؤثر

يشتق فعل الجميل منــــــــه            وهو لفعل الجـــــــميل مصدر

ذو قلم إن جرى بأمــــــــــــر             جرى على اللوح بالمقــــــــدر

عجبت من مد بـــــــــــه برته             وحده بالسيــــــــــــــــوف أثر

ما كاد سر عليه يخفــــــــــى            وسره لا يكاد يظهـــــــــــــــر

إن سال بالحبر فوق طــــرس            راقك في مشيه المــــــــحبر

ترى نظيم الجمان منـــــــــــه           على وجوه الطروس ينثـــــــر

حباه غاب حواه قــــــــــــدماً            صورت صل وبأس قســــــــور

كم حل أسر وفــــــــــــك رق           خط على رقه وحــــــــــــــرر

مناقب لا تكاد تحصــــــــــــى            وسؤدد لا يكاد يحصــــــــــــر

قرانه ما ختمت لكــــــــــــــن            قران منه الذي تيســـــــــــر

خذها أبا (أحمد) فتــــــــــــاة            جاءت لفرط الحياء تعــــــــــثر

من قاصر مدحه عليـــــــــكم            وإن يكن في المديح قــــــصر

عقيلة أهديت لكــــــــــــــفء           لها بحسن القبول أمــــــــــهر

لديه ألقت قناعها عــــــــــــن           محاسن عن سواه تستـــــــر

فريدة في الجمال فاقــــــــت           ألف قصيدة لألف عـــــــــــنتر

ما حاك بشارهم نظيــــــــــراً            وهو ابن برد لها وحــــــــــــبر

كم خطبتها نفوس قــــــــــوم           فكنت أولى بها وأجـــــــــــدر

فاسلم مدى الدهر وأبقى فيه          لصدر دست وظـــــــــهر منبر

المصادر:

معارف الرجال / محمد حرز الدين ج3

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.